x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : عصر فجر السلالات :

اشهر المواقع الاثرية لعصر السلالات

المؤلف:  طه باقر

المصدر:  مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة

الجزء والصفحة:  ص290-311

18-10-2016

2352

أشهر المواقع الأثرية الممثلة لحضارة عصر السلالات:

المواقع الأثرية في منطقة ديالى:

ان خلاصة التحريات التي قام بها المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو برئاسة الاستاذ (هنري فرنكفورت)(H.Frankfort) واستمرت لعدة سنين (1930-1937) والتي خصت حضارة وادي الرافدين بصوره عامة وعصر السلالات بصورة خاصة قد تمخضت عن ما يأتي:

أ- تل أسمر:

تل أسمر هو موضع المدينة القديمة "أشنونا" عاصمة المملكة التي عرفت بهذا الاسم أيضاً، وقامت في المثلث المكون من الأراضي الخصبة ما بين ديالى شرقاً ودجلة غرباً. وتقع أطلالها على بعد نحو (50) ميلاً شمال شرقي بغداد، واستغرقت التحريات فيها ستة مواسم (1936-1930) ونتجت الكشف عن جملة مبانٍ مهمة كالمعابد والقصور من مختلف الادوار التأريخية، من بينها ما يعود إلى عصر فجر السلالات. وكانت آثار العصر البابلي القديم (في حدود 1500 – 2000 ق.م) آخر ما وجد في هذا الموضع. وعثر في أثناء التنقيبات على مجموعات مهمة من النصوص والوثائق المدونة، بعضها يرجع إلى العهد الاكدي (زهاء مائتي لوح من الطين) واكثر من ألف لوح من زمن سلالة أور الثالثة والعهد البابلي القديم(1).

ب – تل خفاجى:

يقع التل المسمى "خفاجى" أو خفاجة على بعد نحو (7) اميال شرق بغداد ونحو (12) ميلاً جنوب شرقي تل أسمر السالف الذكر، وهو موضع المدينة القديمة المسماة "توتب" (Tutup). وقد استمرت التحريات فيه ثمانية مواسم (1938 – 1930) ثم الكشف فيها عن جملة معابد منها ما يرجع في عهده إلى عنصر فجر السلالات مثل المعبد "البيضوي"، ومعيدين للإله "سين" والإلهة "نتو"، كما وجدت مجموعات مهمة من ألواح الطين بعضها من العصر الاكدي والبعض الآخر من العصر البابلي القديم. وتل "خفاجى" منطقة أثرية واسعة تتألف من أربع مجموعات من التلول، أطلق عليها المنقبون تل"A" وتل "B" وتل "C" ثم تل "D".فالأول من هذه التلول أوسع موضع استمر الاستيطان فيه من العهد الشبيه بالكتابي، وكشف فيه عن ثلاثة معابد مهمة هي المعبد "البيضوي" (2)(Oval temple) والمعبد المخصص للإله "سين"، والمعبد الثالث للإله المسماة "ننتو"(3). وعثر في التلين "B" و "C" على حصن شيده الملك البابلي "سمسو ايلونا"، ابن الملك "حمورابي"(4). وكشف في التل"D" عن مجموعات من بيوت السكنى يتوسطها معبد آخر للإله "سين"، ووجدت في هذه المنطقة مجموعة مهمة من ألواح الطين.

جـ - تل اشجالى:

يقع هذا الموضع الثالث من التلول الأثرية في منطقة ديالى على بعد نحو (3) أميال جنوب شرقي خفاجى الذي مرّ ذكره، واستمرت التحريات فيه طوال موسمين من العمل (1936-1934)؛ ورجح ان يكون موضع المدينة القديمة المسماة "تريبتهم" (Neribtum) كما احتمل أنه "دورـت رموش" (Dur – rimush). وكان من بين ما كشفت عنه التحريات فيه معبدان، خصص أحدهما لعبادة الإلهة" عشتار" الملقبة "كتيتم" (Ishtar Kititum) والثاني إلى الإله "شمش". وقد سبق ان استخرجت من هذا الموضع مجموعات من ألواح الطين عن طريق الحفريات غير المشروعة.

د ـ تل أجرب (أو عقرب):

يقع هذا الموضع الأثري على بعد نحو 15 ميلاً شمال شرقي تل"أسمر" ولا يعلم اسمه القديم، كما أن التحريات فيه لم تكن كاملة (1937 -1936) وأهم ما كشف عنه في الموضع المعبد الذي خصص لعبادة الإله "شارا" (Shara).

2- كيش:

من المراكز الحضارية المهمة التي كشفت التنقيبات فيها عن بقايا عصر فجر السلالات والعصور الاخرى الموقع الأثري المشهور "كيش" الذي يتألف من مجموعة من الاطلال الاثرية الواسعة، تسمى تلول الأحيمر (تصغير أحمد)"والنغرة" وتقع على بعد نحو (10) أميال شرق مدينة بابل. واشتهرت مدينة "كيش" في تأريخ حضارة وادي الرافدين بأنها كانت مركز اول سلالة حكمت من بعد الطوفان بحسب اثبات الملوك السومرية.

ومع ان التنقيبات التي أجريت في اطلال كيش لم تكن على المقياس الذي يتناسب وسعة هذه البقايا الأثرية وأهميتها، بيد أن ما تم الكشف عنه(5) يضيف أشياء مهمة إلى معرفتنا بحضارة وادي الرافدين ولا سيما في عصر فجر السلالات، إذ كشف عن بقايا قصر كبير في منطقة "النغرة". ويشاهد في هذه المنطقة بقايا برجين مدرجين (زقورتين) شيدتا باللبن "المستوي ــ المحدب"، وهو اللبن الذي قلنا إنه يميز أبنية عصر فجر السلالات. وقد شيّد كل منهما فوق مصطبة كبيرة مزينة الأوجه بالطلعات والدخلات (Buttress, Recess)، وإن هاتين الزقورتين اللتين لم تتناولهما أعمال التحري الكافي على قدر عظيم من الأهمية لأنهما أقدم نماذج للزقورات من عصر فجر السلالات من بعد ظهور تلك المعابد العالية التي كانت تقام فوق المصاطب في العصر الشبيه بالكتابي.

وعثر في كيش كذلك على مجموعات من دور السكنى، وهي أيضاً ذات أهمية خاصة لأنها تمثل نظام السكنى في عصر فجر السلالات، موضوع كلامنا. ووجدت في الشوارع أو الأزقة الفاصلة ما بين البيوت آثار ترسبات من فيضان أو طوفان تفصل ما بين الطور الأول  من عصر فجر السلالات وبين الطورين التاليين منه؛ ولعل هذه الترسبات الطوفانية من بقايا الطوفان المذكور في أثبات الملوك السومرية وفي ملحمة جلجامش. وعثر في هذه البيوت على مجموعات من الأواني الفخارية من الأطوار الثلاثة لعصر فجر السلالات، كما وجدت بقايا من الادوات المعدنية من البرونز، ولا سيما من الطور الثاني من ذلك العصر، ومجموعات من الأختام الاسطوانية الخاصة بهذا العصر وهي ذات الأطرزة المميزة المكونة من الزخارف النسيجية (Brocade style).

وتم التحري أيضاً في مجموعة من القيود وفي مقدمتها المقبرة التي أطلق عليها المنقبون مقبرة "Y"، وجد فيها أجزاء من عربات ذوات عجلات وادوات معدنية مهمة، من بينها خنجر دقيق الصنع. ويرجع بعض هذه القيود إلى عصر فجر السلالات الثاني، ويمكن نعتها بالقبور الملكية، وهي أقدام من مقبرة مدينة "أور" الشهيرة ولكنها فقيرة لا تضاهي هذه المقبرة في الكنوز التي وجدت فيها.

أما القصر المكتشف في كيش فإنه بناية واسعة ذات مداخل محصنة بالأبراج. ووجدت في القصر بقايا أعمدة تضاهي ما وجد في منطقة ديالى في أبنية عصر فجر السلالات الثاني، ولكن الإمارات الأخرى تجعل تحديد زمن القصر إلى مطلع عصر فجر السلالات الثالث أقرب إلى الصفحة. ومهما كان الأمر فيعد قصر كيش وقصر "أريدو" أقدم نماذج من نوعها من هذا العصر. وقد دمر القصر بالحريق وأقيمت في أنقاضه مقبرة، وهي المقبرة التي أطلق عليها المنقبون مقبرة "A" المعاصرة للمقبرة الملكية في أور(6).

أريدو:

 مدينة "أريدو" ، في عصر فجر السلالات، يبدو أن هذه المدينة ظلت على شيء من الازدهار في بعض أجزائها على الأقل، مثل معابدها والقصر المهم الذي كشفت عنه مديرية الآثار العراقية في "أريدو" (1949 – 1946). وهو قصر كبير شيد على غرار أبنية ذلك العصر باللبن "المستوى ــ المحدب" (Plano  - Convex) ويتألف من بنايتين متكاملتين إحداهما لصق الاخرى (معدل قياس كل منهما 65×45 متراً)، وقد سور القصر بجدارية محصنين ، تزين واجهاتهما سلسلة من الطلعات والدخلات. ولم يعثر على أشياء مهمة في هذا القصر سوى تمثال صغير (ارتفاعه نحو 16 سم) من حجر الرخام الجميل، يمثل رجلاً طعمت عيناه بحجر اللازورد. ويستدل من طراز النحت على أنه يرجع في زمنه إلى عصر فجر السلالات الثالث. ومما يقال عن زمن قصر أريدو إنه كان معاصراً لقصر كيش وإن كليهما من أواخر عصر فجر السلالات الثاني أو اوائل الطور الثالث من هذا العصر.

شروباك (تل فارة):

يسمى موشع المدينة القديمة "شروباك"، موطن بطل الطوفان البابلي "اوتو ــ نبشتم" باسم تل فارة، على بعد نحو 64 كم جنوب شرقي مدينة الديوانية. وقد سبق أن نوهنا بالتحريات القصيرة الأمد التي أجراها الألمان في هذه الموضع (1903 – 1902)، ثم تحريات جامعة بنسلفانية الامريكية (1930). وتدل الإشارات التأريخية الواردة في النصوص المسمارية على أن "شروباك" كانت من المراكز التي ازدهرت في عصر فجر السلالات، وكانت من المدن الخمس التي حكمت فيها سلالة من الملوك في عهد ما قبل الطوفان. ومما يجدر ذكره بهذه المناسبة ما عثر في هذا الموضع من آثار ترسبات غرينية تفصل ما بين دور جمدة نصر وبين بداية عصر فجر السلالات.

وعثر في أثناء التحريات على مجموعة مهمة من الاختام الاسطوانية يرجع زمنها إلى عصر فجر السلالات الثاني، والغالب على المشاهد الممثلة فيها الصراع ما بين البشر وبين الحيوانات، ومشاهد تجذيف القوارب وفيها الآلهة وهم يعبرون إلى الأماكن المخصصة للاحتفال بالأعياد، كما نقش بعضها بأشكال العقارب والأفاعي.

ومن الاكتشافات المهمة التي يجدر ذكرها مجموعة من ألواح الطين القديمة (اركائية)، ترجع في عهدها إلى الأطوار الاولى من عصر فجر السلالات الثالث، وانها على ما يرجح تعاصر زمن المقبرة الملكية في مدينة "أور"، وهي عبارة عن قيود وسجلات بواردات المعبد، وبعضها تمارين مدرسية، من بينها جداول في قيم العلامات المسمارية وأصواتها، فهي على ذلك أقدم معاجم في التأريخ(7).

نفر :

تقع مدينة "نفر" بنحو 45 ميلاً جنوبي شرقي بابل وبالقرب من بلدة عفك. وقد اشتهرت في تأريخ حضارة وادي الرافدين بمكانتها الدينية المقدسة، حيث كانت مركز عبارة كبير الآلهة السومرية "أنليل" وزوجته "ننليل"، واشتهرت في مآثر وادي الرافدين بأن الملوك والحكام لم تكن لتثبت شرعية توليهم السلطة ولا سيما في العصور القديمة، إلا من بعد تسلمهم من إلهها التجا والصولجان وشارات الملوكية الاخرى.

وتتألف المنطقة الأثرية من مساحة واسعة تبلغ زهاء (180) ايكراً (الأيكر الواحد يساوي نحو 4000 متر مربع). وقد سبق أن ذكرنا التنقيبات الامريكية القديمة في نفر (1900 – 1888) ثم استئناف التنقيبات فيها من جانب جامعتي شيكاغو وبنسلفانية منذ عام 1949 إلى عام 1963، وشملت التحريات الجديدة التنقيب في معبد الإلهة "أنانا" (عشتار) القريب من زقورة المدينة، وسجلت أدواره التأريخية في عصر فجر السلالات، وقد بلغ في الطور الثاني من هذا العصر سعة كبيرة (275×85 قدماً). ويوجد للمعبد مزاران (Shrine) يدخل إليها بطريق معقد ومتشعب من خلال ساحات صغيرة وسقائف وحجرات أمامية. وعثر في المعبد على أعمدة مشيدة باللبن "المستوي ــ المحدب" ومملطة بالطين، وهي تضاهي ما وجد في معبد الإله "سين" في خفاجى في دوره الثامن، وفي قصر كيش الذي مر ذكره بأنه يرجع إلى عصر فجر السلالات الثاني. ووجدت في المعبد مجاميع مهمة من النذور والهدايا، من بينها مجموعة من صفائح الحجر المطعمة بالصدف، يحتمل أن إحداها تمثل الإلهة "أنانا" صاحبة المعبد، وهي تلبس تاجها الإلهي ذا القرون، وتخرج منه خصلات شعرها على هيئة السنابل. ومن الألواح المنحوتة الجميلة التي يجدر ذكرها وهي من عصر فجر السلالات الثاني بعض المشاهد الطريفة التي يمثل بعضها أسداً يهاجم ثوراً، وبطلاً يصارع الأسود والثيران، مما يذكرنا بالبطل الشهير جلجامش، ومشهد احتفالات وولائم حيث الموسيقيون يعزفون على قيثارة ذات ثمانية أوتار، وينتهي صندوقها الصوتي برأس ثور مما يشبه قيثارة أور الذهبية المشهورة، والمشهد المصور على ما يعرف باسم "راية أور" الملكية التي وجدت في أقدم قبر من القبور الملكية فيها. لقد سجلت الادوار المعمارية المختلفة التي جدد فيها معبد الإلهة "انانا"، ويمكن إيجازها على الوجه الآتي:

(1) عصر فجر السلالات الأول وتمثله الطبقات (11) إلى (9).

(2) عصر فجر السلالات الثاني وتعود إليه الطبقة الثامنة.

(3) عصر فجر السلالات الثالث وتعود إليه الطبقات (7) إلى (5).

 وقد عثر على نماذج من الفخار خاصة بكل من هذه الادوار. كما وجدت في الطبقة السابعة "B" ألواح مدونة بالخط المسماري القديم تضاهي الألواح المكتشفة في "فارة" التي يرجع عهدها إلى أوائل عصر فجر السلالات الثالث(8).

منطقة لجش:

تقع في منطقة أثرية واسعة بالقرب من شط الحي (الغراف)، في منتصف المسافة تقريباً ما بين دجلة والفرات، على بعد نحو (10) اميال إلى الشمال الشرقي من بلدة الشطرة. وتتألف من جملة تلول أثرية، أبرزها المنطقة المسماة "تلو" التي ثبت من الدراسات الحديثة أنها موضع المدينة القديمة "جرسو" أو "كرسو" (Girsu)، ومنطقة تلول "الهباء"، موضع مدينة "لجش" الشهيرة التي سميت باسمها دولة المدينة، ثم التلول المعروفة باسم "سرغل"، وهي المدينة القديمة "نينا" أو "سرار". وللمثال على سعة هذه المنطقة الأثرية تبلغ مساحة منطقة تلو وحدها زهاء 4×3 كليو مترات.

وبالإضافة إلى هذه المنطقة الأثرية الواسعة سجلت في أثناء المسح الاثري الذي تقوم به مديرية الآثار مجموعات مهمة من التلول الأثرية الاخرى، التي يغلب على ملتقطاتها السطحية أنها تعود إلى أدوار عصر فجر السلالات(9).

ومما يؤسف له أن المنقبين الفرنسيين القدماء في منطقة لجش، وقد اقترت تحرياتهم المضطربة على "تلو" وهي مدينة "جرسو" القديمة، لم يعنوا العناية اللازمة في تسجيل مخططات الأبنية وتثبيت أدوارها ، ولذلك ضاعت معالم مهمة من بقايا عصر فجر السلالات الذي ازدهرت فيه هذه المنطقة كما بينا سابقاً، وتحسن الوضع أكثر عندما تولى الإشراف على التنقيبات الفرنسية التالية  الأستاذ "أندريه بارو" (1933 – 1929)(10) بالنيابة عن متحف اللوفر، حيث سجلت بقايا مشيدة باللبن "المستوي ــ المحدب". ووجدت في الموضع أيضاً من عصر فجر السلالات ومن الأدوار السومرية التالية، مثل عهد "كودية" وعهد سلالة "أور" الثالثة، مجموعات كثيرة من ألواح الطين، وقطع كثيرة من المنحوتات والآثار الفنية الاخرى، بعضها منقوش أيضاً بكتابات سومرية تعود إلى حكام سلالة "لكش" الأولى، ومنهم مؤسس السلالة "أور ــ نانشه"، نخص بالذكر منها مسلات فنية مدونة تخلد انتصارات المشاهير من حكام هذه السلالة مثل مسلة النسور او العقبان (Stele of the vultures) العائدة إلى "أياتاتم" الشهير، والإناء الفضي النفيس العائد إلى "أنتمينا"، المنقوش بصورة نسر باسط جناحيه، وكان النسر رمز مدينة لجش أو دولة لجش.

تل العبيد:

تل العبيد موضع أثري صغير بجوار "أور" (على بعد نحو 4 أميال إلى الجهة الشمالية الغربية) وقد اشتهر اسم هذا التل لأنه، كما مرّ بنا في الفصل الخاص بعصور ما قبل التأريخ، اطلق على أقدم دور من أدوار ما قبل التأريخ في السهل الرسوبي(11). وعثر في تل العبيد بالإضافة إلى فخار العبيد الخاص على بقايا مهمة من عصر فجر السلالات، موضوع بحثنا، ولا سيما من الطور الثالث منه، نخص بالذكر المعبد الجميل الذي شيده إلى الإلهة "نن ــ خرساك" الملك "آنبيدا" ابن "ميسا نيبدا" ، مؤسس سلالة "أور" الاولى.  ويرجع زمن هذا المعبد إلى الطور الأخير من عصر فجر السلالات الثالث، من بعد زمن المقبرة الملكية في "أور" بفترة قصيرة. وأصاب المعبد في زمن ما بعد تأسيسه حريق وتدمير فسقطت عمده وواجهاته ولم يبق قائماً منه سوى المصطبة أو الدكة التي شيد فوقها المعبد الذي كان يرقى إليه بسلمين من الحجر. وأجمل ما وجد من بقاياه المتساقطة العمد المزينة بطريقة الغرس أو التطعيم (Inlay) بالصدف، كما ان جدران المعبد كانت مزدانة بتثبيت أزهار جميلة مصنوعة من الحجارة الملونة، ووجدت أيضأً بقايا أشكال حيوانية مصنوعة من النحاس، بعضها بطريقة الطرق وبعضها بطريقة السبك، وكانت هذه الأشكال تزين واجهة المعبد، من بينها أشكال أبقار وغزلان وشكل نسر باسط جناحيه. ويجدر أن نذكر القطعة الفنية النفسية المكونة من افريز مطعم بقطع من الحجارة الجميلة وقطع من الأصداف، وهي تمثل مشهداً طريفاً في حلب الأبقار وخض اللبن وبعض العمليات الخاصة بصناعة الألبان (Dairy).

وننهي هذه الملاحظات الموجزة عن معبد العبيد بالتنويه بأن إعادة فحص الموضع في زمن لاحق من بعد التحريات القديمة فيه أثبتت بأن هذا المعبد كان يحيط به سور بيضوي على غرار المعبد البيضوي في خفاجى الذي سبق ذكره(12).

أور:

أظهرت التنقيبات الأثرية الواسعة التي أجرتها البعثة البريطانية ــ الأمريكية المشتركة في أور (1934 – 1922) نتائج على قدر عظيم من الأهمية، فإنها ألقت أضواء كاشفة على حضارة وادي الرافدين في عهودها المختلفة (13) لا مجال لتفصيل القول فيها إلا إيجاز ما أسفرت عنه بالنسبة إلى بقايا عصر فجر السلالات موضوع هذا الفصل. فمما يقال عن هذا الموضوع بوجه الإجمال إن ما كشف عنه من تلك البقايا لا يعد على قدر كاف من الأهمية باستثناء المقبرة الملكية الشهيرة التي يرجع زمنها إلى الطور الثالث من هذا العصر كما سنفصل لك بعد قليل. وأول ما نذكر عن بقايا هذا العصر الأخرى أن هناك إمارات قوية تشير إلى زقورة المدينة التي شيدها مؤسس سلالة "أور" الثالثة، "أور ــ نمو" قد أقيمت فوق بقايا بنائية من عصور أقدم، كما يدل على ذلك اللبن "المستوي ــ المحدب" الذي شيّدت به هذه البقايا والذي يشير إلى عصر فجر السلالات. وثبت كذلك أن هذه البقايا المشيدة بهذا النوع من اللبن كانت في الواقع زقورة حقيقية وليست مجرد معبد مقام فوق دكة أو مصطبة على غرار معابد المصاطب التي ظهرت في العصر الشبيه بالكتابي، كما مرّ بنا في الفصل السابق. ووجدت أيضاً في جانبي السلم العائد إلى زقورة أور الثالثة بقايا بناءين كبيرين مشيدين كذلك باللبن المميز لأبنية عصر فجر السلالات، أي اللبن "المستوي ــ المحدب". ولا نعلم حقيقة هذين البناءين على وجه التأكيد، على أن المنقب "وولي" فسرهما بأنهما بقايا مطابخ المعابد القديمة بالاستناد إلى ما وجد فيهما من آثار الرماد والاحواض المبطنة بالقبر ونظام لتصريف المياه. وبالإضافة إلى هذه البقايا وجدت كذلك معالم معبدين غير واضحين أرجع زمنها إلى عصر فجر السلالات أيضاً، وعثر فيهما على آثار مكسورة من المنحوتات وطبعات أختام اسطوانية من هذا العصر. مكا يرجح وجود بقايا أخرى تعود إلى الأطوار الأولى من هذا العصر وإلى دور جمدة نصر السابق بدلالة ما استعمل ف بنائها من اللبن المعروف باسم "ريمشن" (Riemchen) المميز لأبنية العصر الشبيه بالكتابي. وخلاصة القول وجدت في أور في حارة المعابد المقدسة (Temenos) بقايا جزئية غير كاملة من أبنية ترجع في أزمانها إلى نهاية العصر الشبيه بالكتابي وإلى عصر فجر السلالات التالي بأطواره الثلاثة، وان المعابد هذه اكتسبت قدسية خاصة منذ العصر الشبيه بالكتابي واستمرت كذلك إلى آخر العهود التأريخية. ووجدت كذلك بقايا كاملة من عصر فجر السلالات في حارتي معبدين من معابد المدينة، هما المعبد المسمى "أي ــنن ــ ماخ" (e-nun-makh) والثاني "أي ــ خر ــ ساك"   (e-khur – sag).

المقبرة الملكية:

اكتسبت مدينة أور شهرة عالمية واسعة بفضل ما وجد فيها في تنقيبات الأعوام 1934 – 1927 من قبور أثارت الدهشة في العالم الحديث في آثارها العجيبة وكنوزها الذهبية والفنية التي تكاد تكون منقطعة النظير. فما حقيقة هذه المقبرة وما تأريخها؟.

 وللإجابة على هذا التساؤل بوجه الإيجاز نقول إن المنقبين وجدوا في "أور" مجموعات متنوعة من المقابر، منها ما يعود إلى عهد سلالة أور الثالثة، نخص بالذكر منها القبور الملكية العائدة إلى ملوك هذه السلالة، وهي قبور ضخمة مكونة من سراديب أو الأقبية معابد لعبادة الملك المقدس أو الموله وتقديم القرايين إليه. وهكذا فإن هذه المدافن قبور ملكية بالمعنى الدقيق لهذه التسمية، ولكنها وجدت خالية معبوثاً بها بحيث لم يعثر فيها على رفات أصحابها، وقد غزي هذا الانتهاء إلى هجمات العيلاميين والأموريين التي قضت على سلالة أور .

ووجد في الجهة الجنوبية الشرقية من السور (Temenos) مجموعات أخرى من المقابر بعضها قديم جداً يرجع في عهده إلى عصر العبيد (مطلع الألف الرابع ق.م)، وبعضها  من العصر الشبيه بالكتابي، ولا سيما من دور جمدة نصر (أواخر الألف الرابع ق.م)، وقسم منها يعود إلى العصر الاكدي وإلى زمن سلالة أور الثالثة التالي. ولكن مجموعات كثيرة أخرى من القبور في المنطقة نفسها يرجع عهدها إلى عصر فجر السلالات الثالث، وهي التي يعنينا أمرها، إذ إنها هي التي عثر فيها على الكنوز الذهبية والفنية، واشترت باسم "المقبرة الملكية". وقد وجد في القبر الواحد منها عدا الشخص الملحود فيها عدد من الأتباع والحاشية وحتى العربات والحيوانات التي كانت تجرها والحلي والمجوهرات النفيسة. وقد فسرت من بعد اكتشافها بأن الأشخاص الملحودين فيها كانوا حكاماً او ملوكاً إذا مات الواحد منهم دفنهم معه حاشيته وأبتاعه وأنفس الحلي والأثاث العائدة إليه لحاجته إليها في عالم ما بعد الموت. ومع أن تفسيرات أخرى وضعت بالإضافة إلى هذا التفسير عن حقيقة تلك القبور العجيبة، بيد أن مغزاها وتفسيرها الحقيقي ما زال بين أخذ ورد بين الباحثين، وأبعد ما يكون عن الحل النهائي لهذه القضية التأريخية التي هي أشبه ما تكون باللغز.

يرقى زمن هذه المقبرة، إلى عصر فجر السلالات الثالث كما بيّنا، ولكن اختلف في تحديد زمنها بالضبط إلى هذا الطور الثالث من عصر فجر السلالات، هل ترجع إلى النصف الأول منه أو إلى النصف الثاني؟ فعلى ضوء الدلالة الأثرية التي استنتجت مما وجد مصاحباً لهذه القبور يمكن التأكيد بأن زمنها أقدم من عهد مؤسس سلالة أور الأولى المسمى "ميسا نيبدا"، وهي في الوقت نفسه أحدث عهداً من ألواح الطين القديمة (الاركائية) التي وجدت في طبقة أثرية تحت الطبقة المخصصة لتلك القبور وقد أرخت هذه الألواح إلى الطور الثاني من عصر فجر السلالات(14).هذا وليس من الجائز، على ما أرى، أن تتفرد مدينة أور بكونها الموقع الأثري الوحيد الذي يحتوي على مقبرة ملكية من هذا النوع، وان عادة هذا النوع من الدفن في عصر فجر السلالات اقتصرت على هذه المدينة، وعلى هذا فتكون صدفة الاكتشاف الأثري التفسير المعقول لتفرد أور بهذا النوع الغريب من القبور، وأن الاكتشافات المقبلة ستسفر عن إظهار نماذج أخرى في المدن التأريخية المشهورة. يؤيد هذا الاحتمال ما وجد في بعض المدن ما يصح تسميته بالقبور الملكية، وإن لم يعثر فيها على ما يشبه النفائس الأثرية التي تميزت بها مقبرة أور، نخص بالذكر منها ما وجد في كيش من قبور قديمة العهد، بعضها يرجع في زمنه إلى عصر فجر السلالات الثاني، وهي المقبرة المؤشرة بالحرف "Y" في سجلات المنقبين(15)، وعثر في بعض قبورها على اجزاء من عربات وآثار أخرى لا تضاهي آثار مقبرة أور من حيث نفاستها، كما وجدت في كيش نفسها مقبرة أخرى اطلق عليها اسم المقبرة "A" وأرجع زمنها إلى عصر فجر السلالات الثالث، ولعلها تعاصر مقبرة "أور" في الزمن، ووجدت قبور مماثلة في مدينة "سوسة" (عاصمة بلاد عيلام)(16).

ولنعد الآن إلى مقبرة أور لنصف أهم قبورها وما وجد فيها من بقايا بشرية ونفائس أثرية، فنقول أنه سجل من هذه القبور ما يناهز (2500) قبر، منها ما قوامه بناء معقود على هيئة قبة بسيطة من نوع العقادة الذي يطلق عليه مصطلح (Corbel)، ويحتوي بعضها على أكثر من حجرة، كما أن بعضها الآخر من نوع المدافن الاعتيادية على هيئة حفر بسيطة.

ومع أن عدداً قليل من هذه القبور وجدت معبوثاً بها ومسروقة، إلا أن عدداً آخر منها لا يستهان به وجد محفوظاً، من كلا النوعين المعقود بالقباب، ونوع الحفر الاعتيادية. والمرجح ان بعض القبور المعقودة ولا سيما الكبيرة منها كانت قبوراً جماعية، أو بالأصح قبوراً عائلية. وتعدد أبرز القبور التي اشتهرت بما وجد فيها من الآثار النفيسة، وقد أمكن تعيين أسماء أصحاب البعض منها وللكثير منهم صفة الملوكية، إذ امكن تخصيص ما لا يقل عن ستة عشر قبراً يكونها قبوراً ملكية، تخص بالذكر منها القبر العائد إلى "ميسكلام دك" (Mes – Kalam -dug) (ويعني اسمه "بطل الإقليم الطيب")، حيث وجد هذا الأسم منقوشاً على ختم اسطواني من الذهب، ويصحبه لقب الملك أي "لوكال" (Lugal) ووجد أيضاً قبر ابنه المسمى "آ ــ كلام ــ دك" (A – Kalam – dug) (ابن الإقليم الطيب)، وقبر زوجة الملك الأول بهيئة "نن ــ بندا" (Nin – bands)، وقبر ملكة أو اميرة لا يعلم اسم زوجها، وهي الملكة الشهيرة التي كان يقرأ اسمها سابقاً على هيئة "شيعاد" (Shub – ad) ولكن ارتثي للاسم حديثاً قراءة أصح بهيئة "بو ــ آبي" (Pu – abi) والمرجح أن هذه الصيغة اسم سامي. وقد لقبت كلتا هاتين الملكتين بلقب السيدة أو الملكة أي "نن" (Nin)، بيد أن الملكين المذكورين لم يرد اسماهما في أثبات الملوك السومرية. وإذا أردنا تخصيص هذه القبور بالأرقام التي سجلها بها المنقبون فنختار منها الأرقام الآتية:

القبر المرقم 1054:

وهو معقود من الحجر، وجدت فيه جثة امرأة لعلها أميرة أو ملكة مع جثث أربعة رجال من أتباعها على ما يرجح، ووجد فيه أيضاً ختم الملك "ميسكلام دك" السالف الذكر، وأربعة خناجر جميلة من الذهب.

2- القبر المرقم 779:

ومساحته 12×8,5م، ويعد من أقدم القبور، كان منهوباً معبوثاً به، ولكن وجد فيه مع ذلك ما أطلق ما  أطلق عليه اسم "راية أور" وهي قطعة نفيسة مطعمة بالفسيفساء من الصدف وحجر اللازورد. وتصور الراية بطريقة فنية رائعة مشهداً من مشاهد الحرب، ومشهد احتفال بالنصر أيضاً.

3- القبر المرقم 775:

يقع جوار القبر الثاني (ذي الرقم 779)، ويعود إلى الملك الشهير الذي ذكرناه باسم "ميسكلام دك" ، صاحب الخوذة الذهبية المشهورة وآثار الذهب الأخرى الرائعة التي يمكن مشاهدة بعضها معروضة في المتحف العراقي.

4- القبر المرقم (1050):

يعود إلى الملك "آ ــ كلام ــ دك" ابن الملك "ميسكلام ــ دك"؛ وجدت معه أربعون جثة من الحاشية ونفائس من الآثار من بينها ختم اسطواني من حجر اللازورد يحمل كتابة باسمه ولقبه على أنه ملك "أور".

5- القبران المرقمان (789 و B 800):

وهما قبران مؤلفان من عقدتين أو قبتين فوق حفرة عميقة. ويمتاز الأول منهما بكثرة عدد الضحايا التي وجدت فيه حيث بلغ عددها زهاء 59 جثة من بينها جثث سنة جنود وتسع نساء وبقايا عربتين. والمرجح كثيراً أن هذا القبر يعود إلى ملك مهم لا يعلم اسمه لأن القبر نهب في العصور القديمة بواسطة ثقب أحدث في سقفه.

ويقع لصق هذا القبر، والقبر المرقم (800) الذي أمكن تعيين صاحبه بأنه يعود إلى ما يرجح أن تكون الملكة" شبعاد" أو "بو ــ آبي" السالفة الذكر. وقد وجدت جثتها في حفرة مستطيلة (4,35×2,80م) ، مع حثث حاشية من الوصائف والأتباع بلغ عددها (59) جثة، الغالب عليها أنها جثث نساء ورجال من الجند أو الأتباع، كما وجدت بقايا عربتين مع حيواناتها من الحمر الوحشية (Onager) وسائقيهما. اما الكنوز الاخرى التي وجدت في هذين القبرين فنعد من أروع الآثار النفسية، منها الحلي الذهبية بمختلف أنواعها وأشكالها وقيثارتين ذهبيتين ينتهي كل منهما برأس ثور من الذهب الخالص، ووجدت بقايا من صندوقيهما الصوتيين وهما من الخشب المطعم بالصدف وحجر اللازورد.

6- القبر المرقم 1237:

لا يضاهي النفائس التي وجدت في القبرين السالفين الذكر إلا آثار القبر المرقم (1237) الذي سمي بحفرة الموت الكبيرة، إذ هو في الواقع حفرة واسعة " 75×8,5م) ، ومع أن هذا القبر وجد بحالة غير سليمة إلا أن الضحايا التي سجلت فيه بلغ عددها 74 جثة، من بينها جثث (68) امرأة مع كامل زينتهن وحلاهن النفسية من الذهب والفضة وقلائد حجر اللازورد الجميل والاحجار الكريمة الاخرى كالعقيق، كما وجد عدد من القيثارات إلى غير ذلك من الآثار الجميلة التي لا يسع المجال لإسهاب القول فيها، ويستطيع من يرغب في الاستزادة من الوصف الرجوع إلى المصادر التي أثبتناها في آخر هذا الفصل.

___________

(1) حول نتائج التحريات في تل أسمر انظر:

H. Frankfort, OIP, 1940.

وعن خلاصة نتائج التحريات في منطقة ديالى راجع البحث الموجز:

Harris in JCS, (1955), no. 9.

(2) انظر: Delougaz, OIP, (1940).

(3) عن هذين المعبدين انظر: OIP, (1942).

(4) حول هذا الحصن راجع:

Speiser in Bulletin of the American Schools of Oriental Research, no. 70, p. 7ff.

(5) نوَّهنا في  الفصل الخاص بتأريخ التنقيبات بالتحريات الفرنسية القديمة في كيش برئاسة "دي جنواك" (1912- 1911):

De Genuillac, Foilles Francaises D' el-Akyymer, (1924-25).

ثم تنقيبات البعثة "الإنجليزية ــ الأمريكية (1930 – 1923):

Watelin and S. Langdon, Excavations at Kish, (1924-1923

(6) حول قصر كيش ومقبرتها انظر:

Mackay, A Sumerian palace and the ''A'' Cemetery at Kish, (1929

(7) حول تحريات تل "فارة" انظر:

E. Schmidt, in Museum Journal, 1931)).

(8) عن نتائج التحريات في معبد "أنانا" في "نفر"، انظر المرجع المذكور في الهامش رقم 6، وعن المنحوتات المكتشفة فيه انظر:

Hansen in JNES, (1963), 145ff.

(9) راجع التقرير المنشور في:

Th. Jacobsen in SUMER, XXV, (1969), 103ff.

(10) انظر عن التنقيبات في تلو:

A. Parrot, Tello, (1948

(11) حول التنقيبات الأثرية في تل العبيد انظر:

Hall and Woolley , Al-Ubaid, 1927

(12) انظر: Delougaz in IRAQ, (1938), 1ff تل العبيد

(13) راجع النشرات المفصلة في:

Woolley, Ur Excavations, vols. I,II.

Woolley, Ur of the Chaldees, (1938).

Woolley, Excavations at Us, (1954).

(14) حول تأريخ المقبرة والآراء المختلفة عنها راجع خلاصة ذلك في: المقبرة الملكية

W. Ehrich, Chronologies in Old World Archaeology (1965), 162ff

(15) حول القبور المكتشفة في كيش انظر:

Watolin, Excavations at Kish, IV, (1934).

وعن مقبرة سوسة راجع:

De Mecquenem, Memoire de la Mission Archeologique de perse ANET, P. 51

(16) المصدر السابق نفسه.