أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2022
2023
التاريخ: 5-5-2020
2154
التاريخ: 8-8-2022
1032
التاريخ: 10-8-2022
1610
|
الكذب و الغيبة ، و البهتان ، و الشماتة ، و السخرية ، و المزاح و غيرها ، و التكلم بما لا يعني و الفضول و الخوض في الباطل , من آفات اللسان و هو اضر الجوارح بالإنسان ، و أعظمها إهلاكا له ، و آفاته أكثر من آفات سائر الأعضاء ، و هي و ان كانت من المعاصي الظاهرة إلا أنها تؤدى إلى مساوئ الأخلاق و الملكات , إذ الأخلاق انما ترسخ في النفس بتكرير الأعمال ، و الاعمال انما تصدر من القلب بتوسط الجوارح ، و كل جارحة تصلح لأن تصدر منها الأعمال الحسنة الجالبة للأخلاق الجميلة ، و أن تصدر منها الاعمال القبيحة المورثة للأخلاق السيئة ، فلا بد من مراعاة القلب و الجوارح معا بصرفهما إلى الخيرات و منعهما من الشرور و عمدة ما تصدر منه الذمائم الظاهرة المؤدية إلى الرذائل الباطنية هو اللسان ، و هو أعظم آفة للشيطان في استغواء نوع الإنسان ، فمراقبته أهم ، و محافظته أوجب و ألزم , و السر فيه كما قيل : أنه من نعم اللّه العظيمة ، و لطائف صنعه الغريبة ، فانه و إن كان صغيرا جرمه عظيم طاعته و جرمه ، إذ لا يتبين الايمان و الكفر إلا بشهادته ، و لا يهتدى إلى شيء من أمور النشأتين إلا بدلالته ، و ما من موجود او معدوم إلا و هو يتناوله و يتعرض له باثبات أو نفي ، اذ كل ما يتناوله العلم يعبر عنه اللسان اما بحق أو باطل ، و لا شيء إلا و العلم يتناوله.
وهذه خاصية لا توجد في سائر الأعضاء ، اذ العين لا تصل إلى غير الالوان و الصور، و الاذن لا تصل إلى غير الأصوات ، و اليد لا تصل إلى غير الأجسام ، و كذا سائر الأعضاء واللسان رحب الميدان وسيع الجولان ليس له مرد ، و لا لمجاله منتهى و لا حد ، فله في الخير مجال رحب ، و في الشر ذيل سحب ، فمن أطلق عذبة اللسان و اهمله مرخى العنان سلك به الشيطان في كل ميدان ، و أوقعه في أودية الضلالة و الخذلان ، و ساقه اللّه شفا جرف هار، الى أن يضطره إلى الهلاك و البوار، و لذلك قال سيد الرسل (صلى اللّه عليه و آله) : «هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟» , فلا ينجى من شر اللسان الا أن يقيد بلجام الشرع ، و لا يطلق الا فيما ينفع في الدنيا و الآخرة ، و يكف عن كل ما يخشى غائلته في العاجلة و الآجلة ، وعلم ما يحمد إطلاق اللسان فيه او يذم غامض عزيز ، والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير، و هو اعصى الأعضاء على الإنسان ، اذ لا تعب في تحريكه و لا مؤنة في إطلاقه فلا يجوز التساهل في الاحتراز عن آفاته و غوائله ، و في الحذر عن مصائده وحبائله.
والآيات و الأخبار الواردة في ذمه و في كثرة آفاته و في الأمر بمحافظته و التحذير عنه كثيرة وهي بعمومها تدل على ذم جميع آفاته مما مر و مما يأتي , قال اللّه سبحانه : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق : 18].
وقال : {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء : 114].
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «من يتكفل لي بما بين لحييه و رجليه ، اتكفل له بالجنة» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من وقى شر قبقبه و ذبذبه و لقلقه ، فقد وقى» : و القبقب : البطن و الذبذب الفرج ، و اللقلق : اللسان , و قيل له (صلى اللّه عليه و آله) : «ما النجاة؟ , قال : املك عليك لسانك» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «أكبر ما يدخل الناس النار الاجوفان : الفم ، و الفرج» ، و المراد بالفم اللسان , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟» , و قال له رجل : «ما أخوف ما يخاف علي؟ , فاخذ بلسانه ، و قال : هذا» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) «لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «اذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان ، فتقول : اتق اللّه فينا ، فانما نحن بك ، فان استقمت استقمنا ، و إن اعوججت اعوججنا» , «و قال له رجل : اوصني! فقال (صلى اللّه عليه و آله) : أعبد اللّه كأنك تراه وعد نفسك في الموتى و ان شئت أنبأتك بما هو أملك لك من هذا كله و أشار بيده إلى لسانه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «ان اللّه عند لسان كل قائل ، فليتق
اللّه امرؤ على ما يقول» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه و حضر عذابه» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «يعذب اللّه اللسان بعذاب لا يعذبه به شيئا من الجوارح.
فيقول أي رب! عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح , فيقال له : خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض و مغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، و انتهب بها المال الحرام ، و انتهك بها الفرج الحرام , و عزتي و جلالي! لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك!» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : ان كان في شيء شوم ففي اللسان» , و قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لرجل يتكلم بفضول الكلام : «يا هذا! إنك نملي على حافظيك كتابا إلى ربك ، فتكلم بما يعنيك ، و دع ما لا يعنيك» , و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «المرء مخبوء تحت لسانه فزن كلامك ، و اعرضه على العقل و المعرفة ، فان كان للّه وفي اللّه فتكلم وان كان غير ذلك فالسكوت خير منه ، و ليس على الجوارح عبادة اخف مؤنة و أفضل منزلة وأعظم قدرا عند اللّه كلام فيه رضى اللّه عز و جل و لوجهه و نشر آلائه و نعمائه في عباده ألا أن اللّه لم يجعل فيما بينه و بين رسله معنى يكشف ما أسر إليهم من مكنونات علمه و مخزونات وحيه غير الكلام و كذلك بين الرسل و الأمم ، فثبت بهذا أنه أفضل الوسائل (و الكلف و العبادة) .
وكذلك لا معصية أثقل على العبد و أسرع عقوبة عند اللّه و أشدها ملامة و اعجلها سآمة عند الخلق منه ، و اللسان ترجمان الضمير و صاحب خبر القلب ، و به ينكشف ما في سر الباطن وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة ، و الكلام خمر يسكر العقول ما كان منه لغير اللّه و ليس شيء أحق بطول السجن من اللسان» , و قال السجاد (عليه السلام) : «إن لسان ابن آدم يشرف في كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول : كيف اصبحتم؟ , فيقولون بخير ان تركتنا! و يقولون : اللّه اللّه فينا! و يناشدونه و يقولون : انما نثاب و نعاقب بك» , و قال الصادق (عليه السلام) : «ما من يوم إلا و كل عضو من اعضاء الجسد يكفر اللسان يقول : نشدتك اللّه أن نعذب فيك!» .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|