أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2016
1871
التاريخ: 17-9-2016
2234
التاريخ: 1-12-2016
2465
التاريخ: 23-9-2016
2162
|
الدولة البابلية الاولى
نشأة مملكة بابل:
اسس هذه الدولة سومو ابوم(1830- 1817ق.م) الذي كان يحكم منطقة صغيرة في جنوب العراق ثم اخذ يوسع رقعة دولته بالتغلب على امراء المدن الجنوبية, واعلن نفسه ملكا على بابل واستمر بالحكم ثلاثة عشر عام, واهتم خلفائه وتوطيد بالحفاض على حدود الدولة وتوطيد نفوذها. واستمر حكم الاسرة البابلية الاولى حوالي ثلاثمائة عام, توالى على الحكم خلال احدى عشر ملكا.
وعندما استولى ريم- سن العيلامي على مدينة ايسين وقضى على السلالة الحاكمة فيها شعر ملوك بابل بالخطر الذي بات يهدد كيانها نتيجة لسرعة انتشار نفوذ العيلاميين في هذه المنطقة.
ومنذ عهد زابوم(1780- 1767ق.م) ثالث ملوك الاسرة البابلية, اخذ النزاع يشتد بين البابليين والعيلاميين.
حامورابي(1728- 1686ق.م):
بعد وفاة الملك البابلي سن- موبليط (1748- 1729ق.م) تولى ابنه حامورابي الحكم وكان شابا صغيرا دام حكمه 42عاما.
وكان حامورابي وخلفاؤه يتخذون اسماء عمورية , بينما كان سن- موبليط اخر ملوك تلك السلالة الذين اتخذوا اسماء اكادية. ويعتبر حامورابي من اعظم ملوك بلاد ما بين النهرين وكان يجمع بين صفات القائد العسكري الماهر, والسياسي المحنك, والملك العادل, والمشرع المصلح الحازم, ويعتبر عهد العصر الذهبي للعراق القديم, لما كان ينعم به سكانه من رخاء والرفاهية اثناء حكمه.
وعندما اعتلى حامورابي العرش كانت مملكة بابل صغيرة نسبيا لا يتجاوز طولها ثمانين ميل وعرضها عشرين ميلا وتمتد من سيبار الى ماراد(أي من الفلوجة الى الديوانية الحالية) وكان يحيط بها من الجهات الاربعة دول كبيرة يحكمها ملوك اقوياء في عيلام, ولارسا, واشور, وماري. ويعتبر اعظم إنجازات حامورابي, انتصاره على هؤلاء الملوك الاقوياء وتوحيد وادي الرافدين, ومد حدود دولته جنوبا الى الخليج العربي.
ولم يحاول حامورابي الانشغال بالحرب في السنوات الاولى من حكمه, بل قضاها في الاصلاحات الداخلية وفي تقوية وسائل الدفاع حول المدن الهامة في دولته استعدادا للمرحلة المرتقبة من الكفاح.
حروب حامورابي وتوسعاته:
تريث حامورابي لمدة خمسة سنوات قبل ان يقوم بجولته الاولى بعد ان آمن عرضه في بابل وبعد ذلك شرع في مهاجمة منافسيه في ثلاثة محاور ضد الاشوريين والعيلاميين, ومملكة ماري .وكان حامورابي يدرك مدى قوة منافسيه فأستخدم الاساليب الدبلوماسية البارعة, وعقد المحالفات مع بعض الممالك المجاورة وذلك الى جانب استخدامه للسلاح في المعارك. وفي السنة الخامسة من حكمه بدأ حامورابي بالاستيلاء على ايسين وتقدم على طول نهر الفرات حتى بلغ اوروك واستولى عليها في السنة السادسة من حكمه.
صراع حامورابي ضد الاشوريين:
وكان حامورابي يدرك الخطر الذي يهدد مملكته من جانب الاشوريين الذين تعاظمت قوتهم واصبحوا يشكلون خطرا لا يقل عن خطر العيلاميين على مملكته.
وخلال السنوات من السابعة الى التاسعة من حكمه, تصدى حامورابي لمجابهة الملك الاشوري شمش- حدد الاول (1749- 1717ق.م) لعرقلة تطلعاته التوسعية, وبدأ حامورابي بالتحالف مع ملك ماري زيمريليم عدو الملك الاشوري, منذ ان تمكن من استعادة عرش سلالته بالقوة وطرد الحاكم الاشوري من ماري.
بعد ذلك اصطدم حامورابي بالملك الاشوري عسكريا, وتغلب عليه , واثناء ذلك استولى على ايموبتال (وتقع بين نهر دجلة وجبال زاجروس) وتمكن من بسط نفوذه على مقاطعة مالكوم. وفي العام الحادي عشر من حكم حامورابي, توفى شمش- حدد الاول, وخلفه على العرش ابنه اشمس- داكان.
صراع حامورابي ضد ريم- سن العيلامي :
بعد حسم الموقف مع الاشوريين اخذ حامورابي يستعد ويجهز جيشه للاصطدام العسكري المحتم مع عدوه العيلامي ريم- سن الذي كانت قواته ترابط على حدود مملكة بابل.
وقبل ذلك تمكن حامورابي منذ السنة الخامسة من حكمه, من كسر الطوق الذي فرضه ريم - سن حول مملكة بإيل عندما استولى على ايسين واوروك ورابيكو, واقتصر نفوذ ريم- سن على لارسا ولاجاش .وقد اراد حامورابي ان يقطع اتصال ريم- سن بموطنه الاصلي عيلام الذي كان يزوده بالإمدادات البشرية والمادية مما يدعم مركزه العسكري, فقام بحركة التفاف عسكريه كبيره حوله لحصره في المنطقة الصغيرة التي بقيت تحت نفوذه في جنوب بلاد ما بين النهريين.
وفي العام التاسع والعشرين من حكمه حانت الفرصة لتصفية الحساب مع ريم- سن عندما تشكل تحالف ضد حامورابي بقيادة ريم- سن ضم عيلام , كوتا, اشور, اشنونا, وتقدمت قواته لمهاجمة بابل, ولكن حامورابي جمع جنده وتصدى لمقاتلتهم وانتصر عليهم، ويتحدث حامورابي عن ذلك في بعض كتاباته بقوله (قام القائد الاثير عند مردوخ بعد ان دحر الجيش الكثيف الذي اعده العيلاميون, السوبارتو(الاشوريون) الكوتيون واشنونا وملكيئوم بإرادة الالهة العظيمة بتوثيق اسس سومر واكد).(1)
ثم قام حمورابي بغزو مدينتي اور ولارسا ونقل كنوزهما الى مدينة بابل, فهبت عيلام لنجدة ريم – سن ولكن حمورابي تصدى لها (وبمساعدة الربين انو وانليل اذل بلاد ياموت- بال والملك ريم- سن...) كما جاء في بعض كتابات حمورابي .وقد انتهى هذا الصراع بالإطاحة بريم- سن واسره، بعد ان حكم لارسا لمدة 60 سنة وكانت اطول فترة حكم لاي مبك في تاريخ بلاد ما بين النهرين. وكان حمورابي يسمي ريم- سن محتقر اياه (ملك ايموبتال) وايموبتال كانت الموطن الأصلي لعائلة ريم- سن.
كان انتصار حامورابي يسمى ريم- سن حدثا هاما في التاريخ العراق القديم, ارخ به المؤرخون وبسببه تغنى شعراء بابل بعظمته ورتلوا الاناشيد في المعابد من اجله, وعلى اثر ذلك اصبحت جميع بلاد ما بين النهرين من الجنوب الى الشمال, بالاضافة الى الأراضي العيلامية خاضعة لنفوذ الملك البابلي حامورابي. وعقب ذلك اطلق حمورابي على نفسه لقب(حاكم اكد وسومر والجهات الأربعة التي اهدها اليه الربان آنو وانليل...).
غزو حامورابي لمملكة اشنونا:
وفي العام الحادي والثلاثتين من حكمه شكل الاعداء السابقون حلفا جديدا ضد حامورابي الذي تصدى لهم وهزمهم.
وبعد ذلك في العام التالي، تقدم حامورابي(على طول ضفة نهر دجلة) حتى حدود مملكة اشنونا, واستولى عليها وضمها الى امبراطوريته.
واثناء ذلك كتب حامورابي الى زيمريليم ملك ماري يستشيره بشأن مملكة اشنونا فلأجابه قائلا(...اذا اعترف بك اميرا على اشنونا فتكون انت اذن الحاكم الشرعي, واذا لم يعترف بك, فنصب من هو لديك ليحكمها)(2)
حرب حامورابي ضد ملك ماري زيمريليم وحروبه في اواخر عهده:
في البداية كانت العلاقة ودية بين حامورابي وزيمريليم ملك ماري, وقد تحالف الاثنان ضد ملك اشور شمش- حدد عدوهما المشترك. ولكن الموقف قد تطور بعد ذلك اثناء صراع الملك البابلي ضد الملك العيلامي ريم- سن , فقد خشى زيمريليم من توالي انتصارات وتوسعات حامورابي فأنضم الى الحلف المعادي الى حامورابي , الى جانب عيلام واشنونا واشور.
وبعد التغلب على ريم- سن وملك اشنونا, وفي العام الخامس و الثلاثين من حكمه اتجه حامورابي لتصفية الحساب مع صديق الامس زيمريليم ملك ماري, وبعد معركة قاسية هزم جيش ماري وسقطت العاصمة في ايدي قوات حامورابي. ويتحدث عن ذلك حامورابي في بعض كتاباته قائلا:
(...اسقط ماري وملكيئوم حربا, وجعل ماري...وكذلك عدة مدن اخرى تابعة الى سوبارتو بموجب اتفاقيات ودية تستمع الى اوامره)(3).
ويرجح ان زيمريليم لم يفقد عرشه وانما اصبح حاكما تابع الى حامورابي وبعد ذلك بسنتين توجهت القوات البابلية الى ماري لإخماد حركة عصيان فيها ضد الحكم البابلي, وفي هذه المرة قام الجيش البابلي بهدم اسوار مدينو ماري, ولقي زيمريليم مصرعه داخل قصره الضخم الذي اشعلت فيه النيران بعد نهب محتوياته النفيسة.
ويعتبر قصر زيمريليم في مدينة ماري من اجمل قصور غرب اسيا القديمة المعروفة حتى الان ويعتبره علماء الاثار (جوهرة الفن المعماري الشرقي).
ومن بين الرسائل التي عثر في هذا القصر, من فترة سابقة رسالة من حامورابي الى زيميريليم, بشان رغبة ابن ملك اوغاريت (على ساحل سوريا) في مشاهدة قصر زيميريليم، ليشيد قصر مثله, وقام احد ولاة حامورابي بتسليمها الى زيمريليم وجاء فيها (قل لزيمريليم, هكذا يقول حمورابي اخوك: كتب الى امير اوغاريت للحال ما يلي: اريد مشاهدة مقر زيمريليم ابعث اليك ابنه مع هذا الرسول)(4).
وهذه كانت اخر حروب حامورابي التوسعية التي ترتب عليها اخفاء جميع ممالك وادي الرافدين التي كانت قائمة وقتذاك, وتم توحيد اجزاء العراق تحت سيطرة مملكة بابل وخضعت لها الاراضي العيلامية, وعقب ذلك رفع حامورابي مقام اله بابل مردوخ من اله من الدرجة الثالثة الى مرتبة رئيس مجمع الالهة, وزعم ان الالهيين انو وانليل قد وهبا السيادة الالهية لمردوخ.
وكانت الحروب التي خاضها حامورابي في اواخر عهده حروبا دفاعية ففي العام السادس والثلاثين من حكمه (دحر جيش سوبارتو(اشور)وهزم كافة اعدائه حتى بلد سوبارتو).وفي العام الثامن والثلاثين انتصر على اشنونا واخضعها من جديد لسيطرته.
اصلاحات حامورابي الداخلية, قانون حامورابي:
اهتم حامورابي بالمشاريع الاقتصادية ومنها تطهير قنوات الري اللازمة للزراعة التي جفت او ردمت بتأثير الحروب المدمرة التي شهدتها البلاد.
كما شق عدد من القنوات من اهمها الفتاه المعروفة باسم(نوفوش- نيشى)شرقي نهر دجلة في منطقة ياموت – بال, التي كانت ضمن نفوذ الملك ريم- سن, وبعد ذلك اعاد حامورابي توطين السكان في هذه المنطقة للعمل والانتاج.
قانون حامورابي:
وتعبر اهم وثيقة اجتماعية واقتصادية وتاريخية من عصر المملكة البابلية الاولى ومن اكثر الوثائق اهمية من فترة الالف الثاني قبل الميلادي. ويعد قانون حامورابي من اهم الاصلاحات التي قام بها.
وتوجد شرائع سابقة ترجع الى عهد اورنامو ملك اور ومن عهد لبت عشتار ملك ايسين, وعهد بلالاما ملك اشنونا ولكنها لم تكن شاملة ولا متكاملة مثل شريعة حامورابي. ولم يصدر حامورابي قانونه المشهور خلال الفترة الاولى من حكمه, ولكن بعد مضي اكثر من ثلاثين عام على توليه السلطة في بابل, واستفاد في ذلك من التجارب القاسية التي عاشها وقبل ذلك كان يطبق قانون من سبقوه في معالجة القضايا المختلقة .
وبوجه عام يتضمن قانون حامورابي تنظيما موحدا لكافة العلاقات الاجتماعية التي كانت سأئده في بلاد ما بين النهرين, مع الاخذ بنظر الاعتبار التغيرات الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي طرأت خلال عهده المديد. ومن جملة القرارات والاحكام القضائية التي اصدرها حامورابي في المسائل والقضايا المختلفة, تكونت (شريعة حامورابي) التي جمعت ودونت مؤخرا لاستخدامها من قبل القضاة في المستقبل.
وقد امر حامورابي بتدوين قراراته واحكامه الملكية في اواخر عهده على مسلات وضعت في المعابد لتكون شاهد على انه (قد ارسى دعائم العدل في البلاد)وقام بوظيفته (كملك عادل)خير قيام.
ومن بين النصب التذكارية والمسلات التي نفشت عليها النصوص قانون حامورابي, مسلة وجدت في حالة ممتازة كانت مقامه في معبد الاله شمش في سيبار ثم نقلها العيلاميون الى عاصمته سوسا كغنيمة حرب خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد واكتشفتها البعثة الفرنسية في عام 1901 ثم نقلتها الى متحف اللوفر في باريس. ويبلغ طول هذه المسلة ثمانية اقدام وهي مصنوعة من حجر البازلت وشكلها شبه مخروطي وفي قسمها العلوي نقشت صورة الملك حامورابي واقفا امام الاله شمش الذي كان يجلس على عرشه ويقوم الاله بتسليم الملك ملف العدالة الذي كان يمسكه بيده اليمنى.
وقد كتبت وثيقة القانون بلغة بابلية خالصة وتتكون من ثلاثة اجزاء:
المقدمة، المتن او صلب القانون, والخاتمة.
المقدمة:
وتخص الاعمال الدينية التي قام بها حامورابي وجاء بها:
(...انا حامورابي الامير التقي خادم الاله لأظهر الحق في البلاد , ولأقضي على السوء والشر,......راعي الناس....)(5).
المتن او صلب القانون:
ويتكون صلب القانون من 282فقرة, مسحت منها الفقرات من 65- 100, واستطاع علماء اللغات التعرف على معظم الفقرات الممسوحة من النقوش التي عثر عليها في مكتبة الملك اشور – بانيبال.
وتتناول هذه النصوص معالجة مختلف الجرائم والقضايا المتعلقة بالتجارة والاعمال الاخرى, والزواج، والعائلة, والملكية، وايجار المساكن والاراضي, واجور وواجبات الحرفين, كما تعالج المسائلة المتعلقة بالزراعة, واجور العمال, ومعدلات بيع وشراء العبيد, وتعرض ايضا لمشاكل الوراثة والتبني وغير ذلك. ويلاحظ ان القانون كان قاسيا لتوقيع العقوبات على كل من يخرج على العرف او يقترف ما ينافي مع مبادئ الاخلاق, ومعظم الاحكام كانت تأخذ بمبدأ العين بالعين والسن بالسن او (المعاملة بالمثل )وكان ذلك شائعا بين الشعوب السامية.
وتقول الفقرة (195) (اذا صفح ولد اباه تبتر يده).
وتقول الفقرة (196) (اذا فقأ رجل عين ابن رجل اخر فتفقأ عينه).
وفي الفقرة (197) (اذا كسر عظم رجل اخر فيكسر عظمه).
وفي الفقرة (200) (اذا اسقط رجل سن رجل اخر يساويه منزلة فعقوبته اسقاط سنه).
وكان الموت عقوبة جرائم القتل والسرقة والسحر وخيانة الامانة وفي حالة الزنا وفي حالة عجز المدعى في جريمة عن تقديم الادلة الكافية وفي حالات اخرى. ولكن تلك العقوبات القاسية, كما يمكن تخفيفها بتقديم التماسات العفو وفي حالات الظروف المخففة مثل حالة زنا والزوجة وعقوبتها تكبل الاغلال هي وعشيقها ويقذف بهما في النهر, واذا صفح الزوج عن زوجته تعفى هي وعشيقها من عقوبة الموت(الفقرة 129).وجاء في الفقرة (131)(اذا اتهمت امراة من قبل زوجها ولكنها لم تضبط مع رجل اخر, فعليها ان تؤدي اليمين امام الاله وعندها تعود الى بيتها).
وفي الفقرة (134) (اذا اسر رجل ولم يكن في بيته وسيلة عيش فتستطيع زوجته ان تذهب الى بيت رجل اخر دون ان تتحمل هذه المرأة اية مسؤولية).
ولكن العقوبات والاجور كانت تبعا للمركز الاجتماعي للأفراد, فكان المجتمع البابلي ينقسم الى ثلاث طبقات, طبقة الاحرار(اويلو), وطبقة (المشكينوم),وطبقة العبيد (واردو),ويبدو ان المقصود المشكينوم العاملون في القصر الملكي والجهاز الحكومي, ولهم امتيازات خاصة مقابل التزاماتهم وواجباتهم. اما العبيد فكانوا يؤخذون من بين اسرى الحروب ومن اولادهم وايضا من الاحرار الذين باعوا انفسهم واطفالهم لدائنيهم بعد ان افلسوا وعجزوا عن سداد ديونهم.
وكانت تحلق رؤوس هؤلاء العبيد ويميزون بأشرات خاصة ويعتبرون ملكا لأسيادهم ويعاقب بشدة كل من يساعد او يعين العبيد على الهروب. وفي بعض الحالات كان يجب اطلاق سراح الاشخاص الذين اخذوا كعبيد للخدمة في بيت صاحب الدين, بعد ثلاث سنوات وتقول الفقرة(117)في ذلك (اذا كان رجل مدينا سلم امراته او ابنته مقابل الدين من الفضة, فعليها الخدمة طوال ثلاث سنوات في بيت الشاري او الكفيل وعليه ان يطلق سراحها في السنة الرابعة), ولكن لا يسترد العبد او الامة مقابل دين كما جاء في الفقرة(118) وتقول(اذا اعطى عبدا او امة مقابل دين، فيستطيع التاجر ان يتصرف به مقابل الفضة, ولم يعد بالمستطاع استرجاعه بطرق قضائية).
وفي بعض الحالات كان العبد يستطيع ان يتزوج ابنة رجل حر, ويمكنهما بعد الاستقرار ان يقتنيا بيتا او املاكا اخرى, وتشير الى ذلك الفقرتان(175و176).وبالنسبة للعقوبات وتفاوتها حسب المجتمع تكون المعاملة بالمثل في حالة الاحرار اذا فقئ عين احدهم او كسر عظمه, ولكن الامر يختلف اذا كان المجني عليه من المشكينوم, او من العبيد فيكفي دفع كمية من الفضة مقابل ذلك, ويدفع للعبد نصف ما يدفع للمشكينوم).
وتقول في ذلك الفقرة (198)(اذ فقأ رجل عين موشكينوم, او كسر عظم موشكينوم, فعليه ان يزن مقابل ذلك مينة واحدة من الفضة).
وفي الفقرة(199)(اذا فقأ رجل عين عبد او كسر عظم عبد فعليه ان يدفع نصف منية من الفضة).
وفي الفقرة(200)(اذا اسقط رجل سن رجل يساويه منزلة فعقوبته اسقاط سنه)....
وتشدد العقوبة على الطبيب اذا تسبب بإهمال في وفاة رجل من الاحرار فتبتر يده, كما في الفقرة(218)وتقول(اذا اجرى طبيب عملية جراحية بسكين من البرونز لرجل ,....)وتختلف العقوبة في خالة العبيد.
وتقول الفقرة (219)(اذا اجرى طبيب عملية جراحية بسكين برونزية لعبد رجل وسبب موته, فعليه ان يعوض عنه عبدا بعبد).
وفي الفقرة(220)(اذا فتح له(للعبد)خراجا بسكين برونزية وخرب له عينة, فعليه ان يزن نصف منية فضية) ويعاقب بالموت المعماري اذا اهمل في عملة وانهار البناء بعد قليل وتسبب في قتل صاحبه او قتل ابنه, وتقول في ذالك الفقرة (229) اذا شيد بناء لرجل بيتا ولم يتقن عمله وانهار البيت الذي بناه وسبب موت صاحب البيت ,فيحب ان يقتل ابن البناء واذا سبب موت ابن صاحب البيت ,فيجب ان يقتل ابن البناء (الفقرة 230 ). ويكتفى بالتعويض عن العبد, اذا مات بسبب انهيار البيت كما جاء في الفقرة (231),وتقول اذا سبب موت عبد صاحب البيت, فعليه ان يعطي صاحب البيت عبدا عوضا عن عبده.
وتتضمن الفقرات المتعلقة بشئون العائلة رعاية فائقة , لحماية النساء والاطفال من قسوة المعاملة والبؤس الا همال الجسيم . وتقول الفقرة (138) اذا اراد رجل ان يطلق امراته الاول التي لم تنجب منه اطفالا ,فعليه ان يعطيها فضة تعادل مهرها وان يسمح لها ايضا بالحصول على كل ما اتت به من بيت والدها, وعندها يستطيع ان يتركها . في الفقرة(148) اذا اخذ رجل امراة وحل بها مرض ’وصمم ان يأخذ امراة اخرى ,فانه يستطيع ان يأخذها ولكن لا يحق له ان يطلق المراة المريضة , وانها تستطيع ان تسكن في البيت الذي يبنيه لها ,وعليه وان يقدم لها تموينها طالما هى على قيد الحياة واذا لم تقبل هذه المراة بذلك ,اى بالعيش في بيت زوجها ,فعليه ان يعيد اليها ما اتت به من بيت والدها , ويمكنها عندئذ الانصراف الفقرة (149) وتقول الفقرة (150)اذا اهدى رجل امراته حقلا او حديقة او بيتا, او املاكا منقولة, ووضع وثيقة بذلك ,فالوالدة تستطيع ان تعطى الارث لمن تحب من بين ابنائها ,وليست مجبرة ان تعطى الاخرين .وفي الفقرة (162) اذا اخذ رجل امراة وانجبت منه اطفالا ,ثم ماتت هذه المراة فلا يحق لوالدها ان يدعى الحصول على جهازها , فجهازها من حق اطفالها وتقول الفقرة (168) اذا صمم رجل ان يطرد ابنه وقال للقضاة سأطرد ابني فعلى القضاة ان يدرسوا مشكلته واذا لم يقترف الابن خطا جسيما عقوبته حرمان الابن من حق الارث , فلا يسمح للاب ان يحرم ابنه من الارث (اما اذا اما اذا اقترف الابن خطأ بحق والده خطأ جسيما عقوبته الحرمان من الارث, فعلى المرء ان يصفح عنه للمرة الاولى, اما اذا اقترف الخطأ للمرة الثانية خطأ جسيما فيستطيع الاب ان يحرم ابنه من حقه بالإرث)(الفقرة 169)..... .
خلفاء حمورابي وبدء انهيار الدولة البابلية الاولى :
سمسو- ايلونا(1685- 1648ق.م):
خلف سمسو- ايلونا اباه حامورابي على العرش في بابل وشارك اعباء الحكم في السنة الاخيرة من حكم والده بسبب مرضه, وتشير الى ذلك الرسالة التي وجهها سمسو- ايلونا الى احد كبار المسؤولين في الدولة بشأن الظروف التي رافقت توليه العرش ويقول فيها (ان الملك ابي مريض لذلك نصبت نفسي على العرش لكي احمي البلاد)(6).
وخلال الفترة القصيرة من حكمه ساد هدوء نسبي قام اثنائه من تنفيذ عدد من المشروعات الاقتصادية والعمرانية, مثل شق القنوات للري, وبناء المعابد للالهة تكريما للالهة, ولم يرد ذكر اية حرب او غزوة شنها ضد الاعداء في هذه الفترة.
الثورات التي واجهت الدولة البابلية الاولى:
ولم تلبث ان تعرضت الدولة البابلية لضغوط خارجية من عدة جهات, ففي الاجزاء المتاخمة لعيلام اندلعت الثورة التي قادها احد الثوار في جهة الشمال, ويدعى ريم- سن وربما كان احد اقارب ريم- سن العيلامي العدو الاكبر لحمورابي. وقد استطاع ريم- سن الجديد ان يتوغل في اراضي سومر الجنوبية وحرض سكانها على الثورة ضد الملك البابلي واعلن نفسه ملكا على البلاد, ولكن ذلك لم يستمر سوى عامين واشار الى ذلك في احد كتاباته انه(لم يستطع سد الاعداء ودحرهم الى بلدانهم). تمكن سمسو- ايلونا من اخماد ثورة الجنوب وسقط ريم- سن صريعا وسط النيران التي التهمت قصره.
وبعد ذلك سمسو- ايلونا زحفه على المدن الثائرة الاخرى مثل اوروك واور ودمر اسوارها واثناء ذلك حاول سمسو- ايلونا كسب تأييد الشعب بأن اصدر قانونا بتخفيض الضرائب على المواطنين.
________
(1) جورج رو وترجمة حسين علوان حسين, العراق القديم, ص271.
(2) د. توفيق سلمان: دراسات في حضارات غرب اسياالقديمة,ص170.
(3) جورج رو وترجمة حسين علوان حسين: العراق القديم،ص272
(4) د. توفيق سليمان: دراسات في حضارات غرب اسيا القديمة, ص170.
(5) د. توفيق سليمان: المرجع السابق, ص189-193.
(6) ليوا وينهابم وترجمة سعي فيض عبد الرزاق: بلاد ما بين النهرين,ص195.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|