المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر في سيرة المعصومين (عليهم ‌السلام)
2025-01-13
الشكر في مصادر الحديث
2025-01-13
فلسفة الشكر
2025-01-13
مـتطلبـات البنيـة التحـتية للتـجارة الإلكتـرونـيـة
2025-01-13
مـتطلبـات التـجـارة الإلكتـرونـيـة
2025-01-13
التـجارة الإلكترونـيـة وعـلاقـتها بالمـوضـوعات الأخـرى
2025-01-13

تركيب الخيط الحريري
27-11-2015
معنى كلمة أنا‌
31-1-2016
القيود الواردة على ممارسة الحقوق السياسية في حالة الطوارئ
25-6-2021
تاريخ الجينات Genes History
6-1-2016
المعاهد و المكتبات في عصر الامام الرضا
2-8-2016
الأجل جنة حصينة
27-2-2021


لم يبلغ الـ(15) ربيعاً، إلّا أنّه فدى بنفسه (165) شخصاً وأوصلهم إلى برّ الأمان، إنّه اليافع علي أحمد راشد الكوالط..  
  
3308   08:32 مساءاً   التاريخ: 15-9-2016
المؤلف : alkafeel
الكتاب أو المصدر :
الجزء والصفحة :
القسم : الاخبار / اخبار الساحة الاسلامية / أخبار العتبة العباسية المقدسة /

تركهم الدليلُ وباع ضميره في منتصف الطريق ليعود من حيث أتى, فوقفت العوائل أمام الموت وجهاً لوجه وهم مجبرون على قهره للخروج على قيد الحياة.

هذه قصّة عوائل بلغ تعدادهم الـ(30) عائلة نزحت هروباً من بطش شراذم الأرض وفجّار الزمان عصابات داعش، كان يقودهم شخصٌ يعرف الطرق النيسميّة التي تكون بعيدةً عن أعين عصابات داعش، إلّا أنّ الدليل توقّف حيث وصلوا إلى أرضٍ مزروعة بالألغام وهي تمتدّ لمسافة (2) كلم، وهذه الألغام غير ظاهرة ولا يعرفون عنها شيئاً.

هنا وفي هذا الظرف الصعب تركهم الدليل، ليكونوا بين خيارين إمّا التقدّم إلى الأمام وسط هذه الألغام أو التراجع إلى الخلف وسيواجهون الموت على يد عصابات داعش.

هنا اتّخذ أحدُ ربّ الأسر قراراً أن يتقدّم إلى الأمام وعلى العوائل أن تتبعه فإن هو قُتل في انفجار لغمٍ فعليهم أن يتراجعوا، لكنّ هذا الرجل كان لديه ولدٌ اسمه "علي" لم يبلغ الخمسة عشر ربيعاً، رفض أن يتقدّم أبوه أمام العوائل وأجهش بالبكاء، وأصرّ أن يدخل هو، حيث قال لأبيه: "إن ذهبت أنت وانفجر عليك لغم أين أذهب أنا وأخواتي وأمّي وإخوتي الصغار؟ فنحن لا معين لنا سواك، دعني أنا أدخل وأكون الضحيّة".

هنا رفع الوالد يده الى السماء ودعا ربّه, ودخل عليّ الأرض الملغومة وبدأ يراوغ ويجعل له أثراً بالخطّ الذي يخطّه بعصاه التي كان يحملها معه, والعوائل تدعو له وتصرخ بالبكاء وأمّه تُغمض عينيها حتّى لا ترى ابنها عليّاً خوفاً أن ينفجر عليه لغمٌ ويحوّله الى أشلاء، وبقي يراوغ حتى وصل نهاية المسافة وعند وصوله لنهاية الطريق نادى بصوتٍ وهو يلوّح بيده للعوائل، وقال لهم: امشوا على أثري وعلى الخطّ المؤشّر واحداً تلو واحد الى أن عبر (165) شخصاً من النساء والأطفال وكبار السنّ.

ساروا على أثر الطفل عليّ, ووصلوا بسلام. فبدأوا يحضنون عليّاً ويدعون له بالتوفيق ويبكون ويشكرونه.. الطفل علي أحمد راشد الكوالط, صغيرٌ في عمره كبيرٌ في فعله, لن يكفيك الكلام والمدح لك تنحني كلّ الكلمات لك وترفع القبّعات, لأبيك الودّ والاحترام ولك كلّ الحبّ "علّاوي", فأنت رجلٌ في وقتٍ قلّ فيه الرجال والنخوة والشهامة والإيثار بالنفس..

من جانبه بادر وفد من العتبة العباسية المقدسة وفرقةُ العبّاس(عليه السلام) القتالية لتكريم هذا الجهد الكبير والبطولة المتميّزة للطفل (علي)، فقام بزيارته وتفقّد عائلته وقدّم له مكافأةً وأهداه راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) -حامي عيالات أخيه الحسين(عليه السلام)- تثميناً لدوره البطوليّ الشجاع.