أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2017
1184
التاريخ: 11-9-2016
1188
التاريخ: 2-5-2017
1226
التاريخ: 2-5-2017
1435
|
جواد علي الإنسان:
على الرغم من غياب التفاصيل الكافية المتعلقة بالبحث عن طبيعة الأسرة والجذر الاجتماعي الذي ينتمي إليه جواد علي، إلا أن يثيره مسماه الخالي من لقب أسري أو عشائري ينتسب إليه في كل مؤلفاته التي حملت اسمه أحياناً، حتى مجرد من لقب (دكتور) ، واكتفى بـ (جواد علي) وهو يشترك في ذلك مع ثلة من العلماء العراقيين أمثال طه باقر مصطفى جواد(1) ، ويبدو أنه على الرغم من البعد العلمي الحاكم لهذا المعني القاضي بعدم الاكتراث بهذا الشأن، فإنه يشير إلى عدم انحداره من أسرة ارستقراطية اعتنى كثيراً في المحافظة على ذكر اسمها أو التمسك بها، وإنما الذي يظهر أنه كان ينتمي إلى العامة من أهالي الكاظمية، في مدينة بغداد، وهي مدينة ذات طابع علمي وديني معروف، إذ لم تشر الأخبار إلى أن واحداً من أفراد أسرته، أو حتى أبيه، كان بارزاً في ميدان من الميادين الفكرية أو الاجتماعية.
ويبدو أن كفاءته ونبوغه المبكر هو الذي أسهم في حصوله على زمالة دراسية لإكمال الدكتوراه في جامعة هامبورغ في ألمانيا.
وبحسب ما تشير إليه سيرته الاجتماعية الواردة في ملفة المجمع العلمي العراقي فإنه قد ولد في مدينة الكاظمية في سنة 1907م، وبعد عودته من ألمانيا وحصوله فيها على درجة الدكتوراه في التأريخ سنة 1939، فقد تزوج سنة 1942م(2)، بعد أن قضى قرابه ثلاث سنوات في حوادث سياسية اعجلته من حيث لا يحتسب متمثلة بقوانين إلزامية التجنيد التي قضى فيها ضابطاً احتياطاً في أقصى جنوب العراق (البصرة) بعد ان اجتاز عدة دورات تدريب عسكري لا يعرف بالدقة مدى الفوائد العلمية والتحصيلية المرتجاة منها، في ميدان تخصصه الدقيق(3)، إلا أن الثابت منها إجمالاً أنها كانت مثار تجربة واقعية وتطبيقية لتلك الدراسة النظرية، ولا سيما أن تلك المرحلة كانت غنية بالأحداث السياسية مثل وثبة نيسان(4) 1941م، التي يشار إلى أن لجواد علي مساهمة فيها، أودت نتائجها إلى إلقائه في السجن وهو ما يزال في الأشهر الاولى من زواجه ويلخص تلك المرحلة من حياته بالقول: "بعد ثورة مايس 1941 اعتقلت بتهمة النازية ولتطوعي في مقاتلة الإنكليز بجعة شط العرب في القرنة وسافرت إلى الفاو لأجد هناك خليل كنه، وعند القادر صالح، وكمال الدين الطائي، وعبد الرزاق الحسني، وغيرهم ، وكانت فترة الاعتقال حلوة على الرغم من أنني كنت عريساً وفي فترة شهر العسل إذ لم يمض على زواجي نحو شهرين"(5).
وقد أشيع كثيراً بين أوساط المعنيين اقتران جواد علي بامرأة ألمانية، تعرف عليها منذ سنوات دراسته (السبع) في ألمانيا، وعلى الرغم من النفي الصريح الذي تقدمه ملفته المجمعية في أن اقترانه كان فقط بعراقية في السنة 1941 وانه لم يخض تجربة الزواج مسبقاً، بيد أنه في حال تحقيق ذلك وثبوته، فإنه بعيد كل البعد عن التبريرات أو حتى التفسيرات الجنسية، ذلك أن هكذا اقترانات تكون من أهم العوامل المساعدة والمسرعة في اكتساب لغة اجنبية وإتقانها، لما تتضمنه من تهيأة معلم لغوي يقدم دروسه اللغوية المتناوبة على مدار الساعة في حالة من التلقائية ، لما تتضمنه من تهيأة معلم لغوي يقدم دروسه اللغوية المتناوبة على مدار الساعة في حالة من التلقائية والاسترخاء بعيداً عن تقاليد الصف الموروثة، فضلاً عن كشفها عن المزاج، والإطار الفكري العلمي الذي يحياه أهل اللغة وهذا بحد ذاته عامل مسرع في اكتناه لغة أجنبية ومسهم في سبر أغوارها المترامية والمعقدة أحياناً كما في اللغة الألمانية التي يقل كثيراً العارفين بها في العالم العربي، مقارنة باللغات الأجنبية الاخرى(6).
والواقع الذي تقدم جواد علي الرسمية أنه قد تزوج بعد إتمامه الدكتوراه في ألمانيا وجيء بها إلى العراق بتأريخ 8 كانون الثاني سنة 1942م، من السيدة (زهرة طاهر محمد عارف) التي لم يرد عنها تفصيل أو شيء يذكر في تلك الملفة، سوى الاسم(7)، ويبدو أنها كانت من ربات البيوت المهتمة بشأن التنظيم الداخلي للأسرة وتوفير الظروف المناسبة لها(8)، إذ لم يظهر في أية موضع من السيرة العلمية لجواد علي وكتاباته انها قدح أسهمت عملياً في ذلك، لكنها مع أفراد أسرته (أبنائه) كانت مرافقة له في سفراته العلمية إلى الولايات المتحدة الامريكية وتحديداً إلى جامعة هارفرد (1956م) وإلى المملكة المتحدة في بريطانيا في معهد الدراسات الشرقية سنة (1961)(9), ما أسهم في التخفيف من سنوات الوحدة التي كان يعيشها في أيامه الأخيرة، في داخل شقة متواضعة احتلت الطابق السادس في إحدى فنادق العاصمة بغداد(10)، إذ ظل فيها يزاول الكتابة والبحث، بعد أن ترك داره المرقمة (23/2/9) التي امتلكها منذ مطلع الخمسينيات في المنطقة المعروفة في بغداد بـ (الوزيرية)، ويظهر ان هذه الدار كانت له عونا في سداد احتياجاته ومتطلباته العلمية عند سفره إلى خارج العراق لمراكز الأبحاث والدراسات، إذ كانت اقيام استئجارها مفيدة له في سد نقص اموال الإيفادات ، فتظهر ملفته الشخصية كثرة المعاناة في استحصال الأموال التي يسعى إلى تأمينها لإنجاز مشروعه في تاريخ العرب قبل الإسلام وشراء المصادر(11) المتعلقة به. ولا يعرف على وجه التحديد هل أن قرينته قد فارقت الحياة في تلك السنوات الاخيرة ام انها انتقلت للعيش مع أبنائه الثلاثة الذين استقروا بعد إكمال دراستهم العليا في بريطانيا.
وأبنائه الثلاث اللذين غالباً ما يؤكد جواد علي في لقائه الصحفية انه كان يعيش معهم حياة سعيدة هانئة ومتجانسة، قد اصطحبهم معه في رحلاته العلمية في الولايات المتحدة، وبريطانيا، أن لذلك تأثيراً في إتمامهم الدراسات العليا في اوربا، فابنه البكر الذي يحمل اسم جده (علي) هو من مواليد 1/1/1943 أكمل الدراسة الإعدادية في ثانوية الأعظمية في بغداد(12)، ثم أكمل الدرس العالي ، وتخصص في مجالات البنوك والمصارف وإدارتها، ثم تليه آمنة المولودة في 14/7/1944، والتي حازت على ماجستير في الإدارة من جامعة ليدز، وعملت في المركز العربي للتطوير الإداري ثم تليها أسيل وهي الأصغر سنا المولودة في حزيران 1950، والتي انهت تخصصها بالكيمياء في لندن(13)، ويشاع كثيراً بين أوساط الباحثين، أن إحدى بناته قد زارت العراق ورغبت في طباعة المخطوطات من تراث أبيها لكنها سافرت ولم تكمل العملية بعد ان سعى بين الحكمة التي تبني تلك المشاريع(14) والتساؤل الذي يفرضه نفسه إن تراث جواد علي المخطوط الذي أشار إليه في أكثر من لقاء وبحث وعلى وجه التحديد موسوعته الخاصة بتأريخ الإسلام المناظرة للمفصل ، وكذلك معجمه الكبير عن لغات المسند هل ما زالت هذه الأعمال حبيسة الورثة، ام ان الزمن قد عفى عليها هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة!.
سنوات الجد والتحصيل:
على الرغم من غياب المعلومات والوثائق الصريحة لبداية انتظام جواد علي في الدرس لكن الاحتمال الراجح أنها كانت طرائق لا تنفصل في وجهتها العامة عن الأساليب التقليدية المقتفاة آنذاك وعلى وجه التحديد التعليم الابتدائي، وما تلاه من سنوات دراسة أولية(15)، فمحيط مدينة الكاظمية الديني والعلمي الذي ولد ونشأ فيه كان له من دون شك التأثير الأقرب . لكن الأثر اهمية في ذلك أنه قد ترافق مع دعوات إصلاحية مؤثرة انطلقت من علماء ومفكري تلك المدينة قصدت إصلاح النظام التعليمي والدراسي سعياً إلى جعله أكثر قابلية على مواكبة التطورات العصرية، ولا سيما في جهود هبة الدين الشهرستاني ، لتأسيس بعض المدارس الحديثة، وإصدار مجلة عصرية فكرية هي (مجلة المعلم)(16) ، فكان جواد علي في مستهل حياته العلمية واقعاً تحت ظل ذلك التغيير والتحول الفكري المهم الذي كانت تمور به تلك المدينة، ولعل الذي يؤيد ملامح ذلك التأثير ودعواته الإصلاحية هو ما تجسد عند سفره إلى ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه في التأريخ الإسلامي، فتشير ديباجة دراسته ومصادرها إلى انه ظل يتبادل الرسائل والمشورات العلمية مع بعض الإصلاحيين والمتنورين في موضوعات، فعند إشارته إلى اساتذته في جامعة هامبورغ في ألمانيا، الذين ساهموا في بنائه الفكري والمعرفي أشار إلى بعض من تعاطى وتبادل المشورة معهم منذ انتخابه لطريق البحث والكتابة بالقول: "ينبغي للمؤلف إسداء الشكر الجزيل وهو واجب عليه، لمن هو مدين لهم من الشرقيين والأوربيين، الذين ساعدوه بالإجابة عن أسئلة أو تقديم المعلومات أو النصائح له، خصوصاً لرئيسي وعالمي الشيعة في العراق، السيد هبة الدين الشهرستاني، وزير الثقافة ورئيس محكة التمييز الجعفرية فيما بعد، والمجتهد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء العالم الشيعي في مدينة النجف الأشرف على الجهود التي بذلاها وعلى الأمثلة المختلفة التي أجابا عنها والشخصيتان معروفتان عند زملاء التخصص في الشرق وفي أوربا باستعدادهما الدائم لتقديم ما يتطلب منهما من معلومات(17).
قد تحيل هذه الفقرة ومثيلاتها التي تكررت في اكثر من موضع، إلى عدمية التقاطع أو التماهي بين ما خلفته البيئة الأولية لجواد علي، وبين المناخ الجديد المفعم بالمكتشفات والمنجزات والمنحولات المنهجية والفكرية، فيكشف ذلك عن النظرة الثابتة حيال تلك المتغيرات وعدم ركن الماضي ورفضه بالجملة كما يحدث عند قسم كبير من المبتعثين للغرب، بعد اصطدامهم بالمستجدات الثورية للحياة بمختلف مناحيها.
لكن يبدو أن مرحلة النضج الفعلي اخذت بالتشكل مع ولوجه المؤسسات الأكاديمية في العراق، فيذكر عن تلك الحقبة انه كان تلميذاً في كلية الإمام الأعظم، وفي تلك المرحلة أنجز كتابه الاول وهو ما يزال تلميذاً في تلك الكلية التي تعادل الأعظم وضعت كتاباً في التأريخ لطلبة الابتدائية طبعه المرحوم محمود حلمي، صاحب المكتبة العصرية ودفع لي مقابل ذلك 120 روبية سنة 1927"(18)، وكثيراً ما يشير جواد علي إلى أثر استاذه محمد بهجت الأثري في تكوين وحثه على مواصلة البحث، وعشق دراسة التأريخ العربي وآدابه فيشير إلى ذلك بالقول: "فقد كان لي ولأمثالي من الدارسين والباحثين ولا يزال مرشداً وموجهاً ومشوقاً لدراسة التراث العربي والإسلامي والتأليف في ذلك، مذ كنت تلميذه في الإعدادية المركزية ببغداد أتقلى عنه في جملة من كانوا يتلقون الأدب العربي، فكان يشوقنا بأسلوبه الجذاب، وبتأثيره القوي المعروف، إلى التوسع في دراسة الأدب العربي وتأريخ الامة العربية"(19)، وتعد دار المعلمين العالية ، وهي تمنح أكاديمية تعادل البكالوريوس ، آخر المراحل التي اجتازها جواد علي في العراق، التي يذكر أه قد تلقى تعليمه فيها على يد ساطع الحصري وأحمد حسن الزيات، وطه الهامشي، وناجي الأصيل، وطالب مشتاق(20)، وقد زامله في هذه المرحلة كل من الدكتور سليم النعيمي والدكتور مصطفى جواد، وكان قد أتم درسه في هذه الدار في سنة 1933م(21).
يبدأ أن الانعطافة والانتقالة الأهم في حياة جواد علي العملية، تمظهرت عند ابتعاثه إلى المانيا لإكمال الدكتوراه في مراكزها وجامعاتها البحثية، ويلخص جواد علي رحلته تلك بالقول: "في 1933 اختارتني وزارة المعارف لعضوية البعثة وأرسلتني للدراسة إلى ألمانيا للحصول على درجة دكتوراه في التأريخ الإسلامي وصادف أن سافر معي في تلك السنة نفسها وبالبعثة أيضاً السيد الدكتور سليم النعيمي وهو من زملائي في كلية الإمام الأعظم وفي الثانوية وفي دار المعلمين العالية والسيد الدكتور مصطفى جواد، وقد أرسلا إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه في نفس الموضوع الذي أرسلت إليه، أي التأريخ الإسلامي"(22).
قد يفهم مما تقدم أن لوزارة المعارف يومذاك برنامجاً طموحاً ومنهجاً في تأسيس قاعدة علمية رصينة في علم التأريخ، تعتمد على المنجزات الغربية المنوعة في مجال التأريخ الإسلامي وطرائق تدوينه وبحثه، اعتماداً على المدارس الغريبة، المختلفة في مشاربها وتوجهاتها البحثية والعلمية، وقد جرت العادة ان ينتخب لهذا الغرض المتفوقين والنابهين من الطلبة العراقيين، دونما اعتبار لأصولهم القومية أو المذهبية، وهي طريقة قد أفضت إلى نتائج إيجابية فأغلب ما تميز به العراق منذ مرحلة الخمسينيات حتى اواخر السبعينيات في مجالات العلوم الإنسانية ، كانت تأسيساتها الاولى مبنية على هذا المبدأ(23).
وتبدو مدة الدكتوراه التي قضاها جواد علي في ألمانيا طويلة إلى حد بعيد فقد امتدت من سنة 1933 حتى 1939، أي ما يقارب السبع سنوات(24)، إذ لم يكن هذا الوقت فقط للحصول على الدكتوراه في التأريخ الإسلامية، وإنما ابتدأه أولاً بإنجاز المقدمات الضرورية اللازمة لذلك، وتأتي في هذا المنحى دراسة اللغة الالمانية وتعلمها ، فكانت وجهته الاولى نحو معهد تعليم اللغة الألمانية في العاصمة برلين التي أمضى فيها وقتاً لتعلم اللغة الألمانية واتقانها، ويبدو أنه لم يكن العربي الوحيد في ذلك، وإنما زامله من مصر الدكتور عبد الحليم النجار، الذي نفل فيما بعد عن الألمانية دراسة المستشرق الشهير بروكلمان (تاريخ الأدب العربي)، التي خصها جواد علي يبحث نقد فيه أسلوب الترجمة، وشخص الهفوات التي أخفق فيها المترجم(25).
ويظهر أن الشهادة الاخرى التي نالها جواد علي خلال مدة اقامتها في ألمانيا ، والتي تبدو غير شائعة عند الكثير هو دراسته للفلسفة في جامعة برلين، ويظهر ذلك في جوابه لمجلس الخدمة العامة المعني بمعادلة الشهادات وتقديمها فيذكر عن نفسه أني نلت "شهادة باللغة اللاتينية صادرة من جامعة برلين باعتباري طالباً رسمياً مثبتاً في قسم الفلسفة، لا مستمعاً أو طالباً غير رسمي وغير مثبت"(26)، ورافق ذلك أنه قد اتم كورسات في اللغات القديمة فتتلمذ على يد المستشرق ما يسنر وهو من اكبر علماء الأشوريات والأستاذ منوخ في جامعة برلين(27).
لكن يبقى الإنجاز الأكثر أهمية من سنوات الدرس في ألمانيا هو نيل درجة الدكتوراه في التأريخ الإسلامي، في موضوع تميز حينذاك بقلة الذين تعاطوا معه، وهو المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية) وكانت دراسته تحت إشراف المستشرق . شتروتمان المختص بالشيعة وفرقهم، في دراسة طبعت من حينها في ألمانيا وظلت مصدراً للباحثين في مجالها، ولم تترجم إلى العربية حتى وقت قريب 2005)(28)، واللافت للنظر أنه لم يشر إليها، وبقي صامتاً عن الحديث عنها في مجمل المقابلات واللقاءات التي أجريت معه، بل انه قد أشار في واحد منها إلى أن موضوع أطروحته كان متعلقاً بـ (إبرهة الحبشي) ومسيره من اليمن إلى مكة(29)، ويبدو أن ذلك متعلق بطبيعة المتغيرات السياسية المتلاحقة التي شهدها العراق، والتي أثرت على أوساط الباحثين وما ينتخبوه من موضوعات للبحث فصار كل من يتناول موضوعها ما، يشبه للرقيب أنه من المعتنقين لأفكاره المدافعين عن حياضه، على الرغم من ان القراءة المتأنية لتلك الدراسة، تصنفها ضمن الدراسات الموضوعية الاكاديمية.
ويعتقد أن نيل جواد علي الدكتوراه من ألمانيا هي الشهادة العليا الاولى التي حصل عليها طالب عراقي ابتعث رسمياً لتلك الدولة، فيذكر أنه "ما بين سنة 1933 – 1939 حصلت على درجة امتياز في الدكتوراه في الامتحانين، التحريري وهو الأطروحة والشفوي وهي درجة لم ينلها أحد أفراد البعثات العراقية حتى الآن، حصلت عليها من جامعة هامبورغ"(30).
وهذه المسابقة العلمية في الجامعات الألمانية، سببت له أعباء ومتاعباً عند عودته إلى العراق، فعند محاولته معادلة الشهادة، ظل وقتاً طويلاً يتقاضى حقوقاً أقل بكثير من اقرانه الذين ابتعثوا إلى فرنسا على سبيل المثال، وذلك لعدم وجود تجربة سابقة عند وزارة المعارف لطالب عراقي آخر(31).
ويبدو أن فكرة التجديد والتواصل، والبحث العلمي مع المحافل والجامعات العالمية المرموقة بقيت متقدة وفاعلة عند جواد علي، بعد عودته من ألمانيا، التي أسهم فيها إلى حد كبير رؤية وخلفية المدرسة الألمانية في الكتابة التاريخية وقد ساهم في ذلك المتغيرات المفصلية في السياسة العالمية وتحول مراكز القوى بعد الحرب العالمية الثانية، التي انعكست على مراكز البحث والجامعات وتفوقها ولا سيما هنا الجامعات الأمريكية وبروزها، ونيلها المراتب الاولى في التصنيفات العالمية، فبدأ جملة من الاستقطابات المتواصلة لأهم أصحاب التخصصات المميزة في العالم عبر مجموعة من المغريات المادية والمعنوية، وكان جواد علي على يومها وفي المدة المحصورة بين إكماله الدكتوراه وبين سنة 1957 قد أنجز جملة بحوث مهمة في بحث الموارد الإسلامية ودراسته الموسوعية في تأريخ العرب قبل الإسلام، كما انه نال شهرة واسعة بفضل علمه سكرتيرا للمجمع العلمي العراقي واحتكاكه المستمر مع المجامع والمحافل الاستشراقية العالمية، أسهمت هذه العوامل مجتمعة في أن تقوم الجامعة صاحبة التصنيف الأول عالمياً في الولايات المتحدة الامريكية (جامعة هارفرد) بتوجيه دعوة خاصة له من اجل الاستفادة من إمكانيته العلمية، ويبدو هن مفيداً وجامعاً صيغة الطلب الذي وجه وزير المعارف حينها إلى مجلس الوزراء راجياً فيه استحصال الموافقة على إيفاده فجاء فيه: "وجهت جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الدعوة إلى الدكتور جواد على سكرتير المجمع العلمي العراقي لقضاء سنة واحدة في الجامعة ــ للسنة الدراسية 57/58 – لأجراء بحوث خاصة بدراسته وإلقاء محاضرات عن البلاد العربية كما سيقوم بنشر كتاب أو كتابين عنها، وبالنظر لما لهذه الدعوة من أهمية للمومأ إليه، وما يتيح له من فرص للاطلاع على المباحث والدراسات الحديثة والاتصال بالمختصين، هذا فضلاً عن القيمة المعنوية الكبيرة للعراق من اختيار احد اساتذته للحضور في هذه الجامعة الشهيرة . . ولا سيما تتحمل الخزينة أية نفقات بسبب هذه الإيفاد"(32).
ويلحظ ان جامعة هارفرد ومركز دراسات الأوسط فيها (Center for Middle Eastern Studies) قد رغب في أن يبقى جواد علي فيها لأكثر من تلك المدة للاستفادة منه، لكن رفض وزارة المعارف العراقية لطلب الجامعة في التمديد أو البقاء هناك كان حائلاً دون تحقيق رغبة الجامعة(33).
لم تمض غير ثلاث سنوات حتى بدأت رغبة علمية اخرى ملحة في التواصل والتعاطي مع مدرسة استشراقية اخرى، تعد عتيدة في موروثها وتراكمها المعرفي، وتعد الأكثر تأثيراً على الدارسين والباحثين العرب، منذ البدايات الاولى لتشكيل الاستشراق العلمي واستقراره، تلك هي المدرسة التاريخية البريطانية ، وقد تلقى جواد علي دعوة من مركزين هامين في بريطانيا لقضاء سنة بحثية فيها، الاولى من إدارة المتحف البريطاني، وعبر المجلس الثقافي البريطاني ومؤرخة في 23 أغسطس يعلن فيها رغبته في إقامة مشاريع مشتركة(34)، والثانية كان قد تلقاها من مدرسة الدراسات الشرقية في جامعة لندن، ومؤرخة في 15/حزيران 1961 وقد أوضح الأغراض والدوافع الكامنة وراء تلك الرغبة بقوله: "ذلك تمكينا لي من دراسة النصوص الجاهلية الكثيرة التي عثر عليها حديثا والتي لم تنشر حتى الآن والتي أقراها أنا وتخصصت بها. وتمكينا لي من مراجعة الموارد التأريخية اليونانية، والسريانية، والنبطية ، والحبشية، وهي موارد نادرة غير موجودة في العراق"(35)، إلا أنه في طلب آخر يبدو الحال متعاكساً مع سابقه من حيث وجهته التسويفية، فهو يشخص مقدرة الكثير من المستشرقين مع علمهم وباعهم الطويل على استيعاب التاريخ الشرقي وهضمه، فيذكر وقد "أدرك المستشرقون هذا النقص فأشاروا إلى ضرورة مبادرة العرب أنفسهم للتأليف في تأريخهم ونشره باللغات الغربية ولا سيما الإنكليزية ، كما أشاروا إلى ضرورة إرسال محاضرين عرب إلى الجامعات الغربية لإلقاء محاضرات فيها عن تأريخ العرب والإسلام . . .(36).
وعلى أية حال، فإن دورة التعليم الثلاثية (ألمانيا ــ أمريكا ــ بريطانيا) التي قطعها جواد علي كانت فاعلة في بلورة هذا المعنى لديه، فسنوات دراسته السبع ما بين (1933 – 1939) التي قضاها في ألمانيا كانت فيها تلك الامة تعيش حال من التوقد، والزهو، والتهيؤ إلى قيادة العالم وتزعمه ، بفعل الدعاية والايدلوجية الهتلرية التي مثلت تلك الفترة ذروتها القصوى، ولا يستبعد في ذلك أن انتخاب موضوعة تعالج المهدي المنتظر وهي فكرة تدعو في أهم منطلقاته إلى تأسيس الدولة العالمية، أنها كانت واقعة لا شعوريا تحت وطأة ذلك المحيط، والحال يبدو متناظراً لما قضاه من وقت واتصال في الولايات المتحدة في منتصف الخمسينيات التي كانت تعيش هذه الدولة يومها حال من الزهو والنشوة لذلك الحسم السياسي الكبير على مستوى العالم، وما آلت إليه الاحداث من نتائج بعد الحرب العالمية الثانية وتسيدها إلى حد كبير العالم الغربي، تماثلها في ذلك بريطانيا، التي قصى فيها جواد علي مرحلته الاخيرة من تلك الدورة الثلاثية التي تعد أنموذجية في خلق روح ناقدة ومتفاعلة في الوقت نفسه، فمن دون شك تركت تلك السياقات التاريخية ومجرياتها أثراً على مجمل المنظومات الفكرية العلمية ومراكز البحث في جامعات تلك الدول، فالحراك والانتعاش الصاعد، له تأثيراته في خلق ذلك الهاجس الداعي إلى التحفيز والمواكبة المستمرة، لما حققه الغرب من منجز في مجال العلوم الإنسانية.
المهام والمساهمات العلمية:
تشير لائحة التدرج الوظيفي للدكتور جواد علي على أنه قد دخل سلك الخدمة الحكومية في 1/10/1931، بعد تخرجه من دار المعلمين العالية، وزاول التدريس في مدارس بعداد (37)، لكن يبدو أن سابقته في حقل التعليم تعود إلى ما قبل ذلك التأريخ، فيذكر أنه ألف كتاب التأريخ العام سنة 1927، وكان قد أعده لطلبة كلية الإمام الأعظم(38)، وبذلك يكون قد زاول التدريس في سن العشرين من عمره.
ويبدو أنه حتى عند سفره ودراسته في ألمانيا قد زاول بعض الأعمال المتعلقة بإيجاد الروابط بين بلده وألمانيا إذ زاول مهنة الصحافة وأعد الكثير من التقارير العلمية عن التطورات الفكرية في ألمانيا ولا سيما ما تعلق منها بالمفكرين الألمان في العلوم الإنسانية فيشير إلى ذلك بقوله: "أصبحت صحيفاً أثناء دراستي، راسلت صحف الزمان والبلاد والاخبار وكتبت الشيء الكثير عن مشاهداتي ولقاءاتي بالعديد من الادباء والمستشرقين الألمان، وسنحت لي الفرصة ان احضر أيضاً أحد المؤتمرات الصحفية لهتلر، باعتباري مراسلاً لصحف عراقية"(39).
وحين عودته من الدراسة في ألمانيا أدى خدمة الاحتياط بوصفه ضابطاً في الجيش العراق، ثم أعيد تعيينه في نهاية سنة 1940م مدرساً على الملاك الثانوي، وهو حامل لدرجة الدكتوراه، ويظهر أنه قبل هذا العمل على الرغم من عدم مناسبته لدرجته العلمية، للضائقة المالية التي كان يعيشها ، ووجوب الدخول المباشر للطلبة المبتعثين إلى الخارج في سلك الخدمة الحكومية ، التي فرضت قوانينها في حال عدم التوظف في سلك الدولة فإن كامل مبالغ البعثة تسترجع(40).
ومنذ ذلك الحين تدرج في بعض المناصب داخل وزارة المعارف التي تعادل مهامها اليوم وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي مجتمعتين، فعين مديراً للامتحانات بمديرية التعليم الثانوي والمهني العامة، ثم سكرتيراً في لجنة الترجمة بديوان وزارة المعارف بناء على صدور الإرادة الملكية المرقمة 595 لسنة 1947(41)، وكان أعضاؤها كما يشير هو لذلك توفيق السويدي ورستم حيدر وشريف عسيران، والأب الكرملي والرصافي(42).
لكن يبدو ــ وبدون منازع ــ ان الوظيفة الأكثر أهمية وتأثيراً في مسيرة جواد علي المهنية هي تقلده منصب السكرتير (الأمين العام) للمجمع العلمي العراقي الذي كان أبرز مؤسسة وعناصره الفاعلة قاطبة، جاء ذلك اثر صدور أمر الإرادة الملكية المرقمة 74 والمؤرخة في 18/1/1948، والقاضي بتعيينه في هذا المنصب العلمي الهام(43)، وقد أشار إلى ذلك مفصلاً ف واحد من اللقاءات معه بالقول: "اختمرت فكرة إيجاد مجمع علمي اوكلوا إلى لجنة وضع مشروع قانونه تتألف مني ويترأس المرحوم محمد رضا الشبيبي والعلامة الأثري وانا فوضعنا قانونه على أن يكون مشابهاً لمجمعي دمشق والقاهرة واختير الشبيبي رئيساً له ..."(44).
وتشير خلاصة أعمال المجمع العلمي العراقي التي غالباً ما تذيل بها أعداد مجلة المجمع التي يقوم بإعدادها جواد علي إلى طبيعة المهام العملية والعملية المتعددة الملقاة على كاهله، فمهامه تأخذ بعدين رئيسين، الأول: إداري صرف، متمثل في تنظيم شؤون الأعضاء والإعداد للجلسات والمحاضر والإشراف المباشر على إصدار مجلة وتهيئة السبل اللازمة لهاً فنياً ، ولا سيما تنظيم شؤون المطبعة، ولوازمها ، وشراء الكتب والمخطوطات وتزويد المكتبة بالإصدارات الحديثة عبر شرائها أو تبادلها مع المراكز البحثية داخل العراق وخارجه، اما البعد الثاني : فهو علمي بحث يتوزع بين إلقاء المحاضرات التخصصية التي يشعر المجمع بحاجتها، والقيام كذلك بمهام المراسلات والتواصل مع المجاميع العربية والعالمية (45)، فضلاً عن الكتابة الدائمة في مجلة المجمع العلمي العراق، منذ تأسيسها في سنة 1950م، حتى وافته المنية في سنة 1987م، إذ شكلت أبحاثه في تلك المجلة عنصراً رئيساً من عناصر جودتها وتفردها(46)، ولم يكن فقط مقتصراً فيها على البحوث وإنما اهتم ايضاً بعرض الكتب ونقدها، ولا سيما الصادرة حديثاً منها(47).
...... وفضلا عن عضويته في المجمع العلمي فأنه قد اصبح عضوا فعالا في مجامع علمية عربية وغربية شهيرة مثل عضوية مجمع القاهرة(1952) ومجمع اللغة العربية في دمشق والمجمع الملكي الاردني وعضويته في متحف برلين المعني بالتاريخ (48)....... .
منح الدكتور جواد علي في حفل تكرمي في سنة 1953 وبحسب الارادة الملكية المرقمة 642, والمؤرخة في 8/7/1953 وسام الرافدين مع كوكبة من منتسبي المراكز العلمية والبحثية العراقية مثل الدكتور محمد مهدي الصير, طه باقر, فؤاد سفر, كوركيس عواد (49) كما انه بتاريخ 2/1/ 1973 منح لقب استاذ متمرس في جامعة بغداد (50).
نبذة من اعماله:
1- المهدي المنتظر والسفراء الاربعة:
يأخذ هذا العمل طابع اكاديمي, نال فيه جواد علي الدكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة هامبورغ الالمانية سنة 1939وبقي بتلك اللغة ولم يترجم للعربية الا في وقت قريب (2005)........ .
2- بحث الموارد وغاياته:
انجز جواد علي بعد عودته بالدكتوراه من المانيا الى العراق مجموعة ابحاث مفصلة ركزت على فكرة رئيسة وهي بحث موارد التاريخ الاسلامي خص به بصفحات كبيرة موارد تاريخ الطبري , ثم اعقبها في بحث مناظر خص به موارد المسعودي....... .
3- السيرة النبوية وآلية دراستها:
ظهرت في بغداد سنة (1961) الطبعة الاولى لكتاب جديد للدكتور جواد علي حمل عنوان (تاريخ العرب في الاسلام) : السيرة النبوية .
4- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام :
انجزه بثمانية اجزاء في المدة المحصورة من 1950-1959 وتولى المجمع العلمي العراقي طباعته بعد ابتياع كامل حقوقه .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع حول هؤلاء وآثارهم العلمية، المطبعي، حميد، موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين، (بغداد: دار الشؤون الثقافية)، ص1995م.
(2) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، بدون رقم، التأريخ 5/4/1948.
(3) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 804 التأريخ: 23/8/1960.
(4) للاطلاع تفصيلاً حول هذه الوثيقة والحوادث المرافقة لها، بنظر ، الحسني، عبد الرزاق، الأسرار الخفية في حركة مايس سنة 1941 التحررية، (حيدر آبار، 1964).
(5) 29/8/2007.
(6) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 804 التأريخ: 23/8/1960.
(7) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد: بدون عدد التأريخ: 218/4/1953.
(8) المطبعي، حميد، العلامة المؤرخ جواد علي، مجلة بين النهرين، العددان 59 – 60، 1985، ص93.
(9) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 313 التأريخ: 26/6/1957 "ملفه جواد علي" جامعة بغداد العدد 916، التأريخ: 10/7/1961.
(10) جريدة المدى، جواد علي، 29/7/2007.
(11) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد: 832 التأريخ: 5/9/1960؛ 821، 22/8/1961.
(12) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، التأريخ: 1951.
(13) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد بدون عدد التأريخ: 27/4/1952.
(14) مقابلة مع الدكتور عبد الجبار ناجي (رئيس قسم الدراسات التأريخية في بيت الحكمة بغداد، 2007.
(15) للاطلاع تفصيلاً على أساليب تلك المرحلة ينظر: الهلالي، عبد الرزاق، تأريخ التعليم في العهد العثماني (1638 - 1917) (بغداد: مطبعة النشر الأهلية، 1959)؛ النجاز، جمال موسى، التعليم في العهد العثماني الأخير (بغداد: دار الشؤون الثقافية، 2002).
(16) ينظر عن ذلك: الرهيمي، علاء حسين، مجلة العلم النجفية، (قم المكتبة التأريخية المختصة 2007).
(17) أشار إلى هذا في قائمة مصادر أطروحة الدكتوراه فذكر الرسائل التي تبادلها مع هبة الدين الشهرستاني بالقول (هبة الدين الشهرستاني، بغداد، رئيس محكمة التمييز الجعفرية، رسالتان بتاريخ 15 إبريل، 1936، وبتأريخ 12 إبريل 1937، وجواب عن سؤال بتاريخ 17/2/1937، ورسالة بدون تاريخ ينظر علي، جواد، الإمام المهدي والسفراء الأربعة، ترجمة أبو العيد دودر ، (بيروت : منشورات الجمل، ص311، 2005).
(18) جريدة المدى، جواد علي، 29/8/2007.
(19) علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (بيروت: دار العلم للملايين، 1972)، ج1، ص5-6.
(20) المطبعي ، العلامة المؤرخ جواد علي، ص91.
(21) ملفه جواد علي، المجتمع العلمي العراقي، العدد 804، التأريخ 23/8/1960.
(22) جريدة المدى، جواد علي، 27/8/2007.
(23) علي سبيل المثال ينظر طريقة ابتعاث طه باقر إلى الولايات المتحدة الامريكية، النداوي ، وائل جودة، طه باقر وجهوده في الآثار والتأريخ (بابل: مركز وثائق ودراسات الحلة، 2007)، ص29. وما بعدها.
(24) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي العدد 804، التأريخ 23/8/1960.
(25) علي، جاود، تأريخ الأدب العربي لبروكلمان، مجلة المجمع العلمي العراقي، العدد 7 سنة 1960، ص223 – 254.
(26) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد، 804 التأريخ 23/8/1960.
(27) المطبعي، العلامة المؤرخ جواد علي، ص92.
(82) صدر عن منشورات الجمل عام 2005 في ألمانيا.
(29) ذلك في اللقاء الشهير الذي أجراه معه حميد المطبعي في مجلة ألف باء، ولم يذكر فيه اسم تلك الاطروحة.
(30) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد، 804 التأريخ 23/8/1960.
(31) المصدر السابق.
(32) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 2008، التأريخ 30/7/1957.
(33) المصدر السابق، العدد 449، التأريخ 30/7/1958.
(34) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 305، التأريخ 4/5/1961.
(35) المصدر السابق، العدد 508، التأريخ 20/6/1961.
(36) المصدر السابق، العدد، التأريخ 22/5/1958.
(37) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 804، التاريخ 23/8/1960.
(38) جريدة المدى، جواد علي، 27/8/3007.
(39) جريدة المدى، جواد علي، 27/8/2007.
(40) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 804، التأريخ 23/8/1960.
(41) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 2669/22 تشرين الاول 1947 (وزارة المعارف).
(42) جريدة المدى، جواد علي، 27/8/2007.
(43) ملفه جواد علي، المجمع العلمي العراقي، العدد 520، التأريخ 18/7/1948.
(44) وقد لخض الدكتور صالح العلي رئيس المجمع العلمي العراقي عند وفاة جواد علي جهوده ومهامه العلمية في المجمع بالقول: "كان من أعضاء المجمع العلمي العراقي عند تأسيسه سنة 1947، وتولى امانته العامة، فأسهم في تنظيم أسسه وترتيب أدارته بما يؤمن تحقيق أهدافه السامية وفق الأسس المجمعية (ملفة جواد علي المجمع العلمي العراقي، بدون عدد وتأريخ، نعي الدكتور جواد علي في دمة الخلود).
(45) ينظر تفصيلاً عن ذلك خلاصة أعمال المجمع العلمي في مجلة المجمع في الأعداد والسنوات الآتية عدد 1/4، لسنة 1954، ص211 – 220، عدد2/3، لسنة 195 ص463 – 466، عدد1/4، لسنة 1956 ص345 – 351، عدد 6 لسنة 1050 ص 570-579.
(46) ينظر فهرسة أبحاثه في مجلة المجمع العلمي العراقي، الجبوري عبد الله، كشاف مجلة المجمع العلمي العراقي (1950-2000) بغداد، مطبعة المجمع العلمي العراقي، 2000، ص33-37.
(47) ينظر فهرسة أبحاثه في أعداد مجلة المجمع العراقي الآتية تذكارات جان سوفاجية، 1/3/1954، دراسات في تاريخ قفقاسية 1/3/1954، ص198-199، دراسات في قراطيس عربية، تأليف الدكتورة نبيهة عبود، 2/4 لسنة 1956، ص727-728.
(48) المصدر السابق, العددد804, التاريخ 23/8/1960
(49) ملقة جواد علي , المجمع العلمي العراقي, العدد: 997, بتاريخ 12/8/1953
(50) ملقة جواد علي , المجمع العلمي العراقي, العدد: محضر جلسة كلية الاداب, جامعة بغداد , التاريخ 2/1/ 1973 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|