الفكر الجغرافي في الحضارة العراقية القديمة :

تعد الحضارة السومرية من أول الحضارات البشرية الأصلية وأساسا لجميع حضارات العراق القديم وقد نشأت  أصولها في وادي الرافدين ولذلك جاءت أصالة الحضارة العراقية لأنها إي أنها تمت في ارض العراق منذ بداياتها الأولى حتى وصلت إلى مراحل تطورها وتقدمها ولم تقتبس شيئا من أساسها من حضارات أخرى لأنها أقدم الحضارات . لذلك توجهت هجرات بشرية باتجاه العراق من شبه الجزيرة العربية بسبب ضروفها الطبيعية القاسية ولما يمتلكه العراق من روابط مشتركة طبيعية بين وبين شبه الجزيرة العربية فهي امتداد طبيعي للعراق فالحواجز الطبيعية الفاصلة بينهما مفقودة إي عدم وجود حواجز طبيعية تفصلها فضلا عن التشابه الكبير في الخصائص المناخية السائدة بين المنطقتين .

وإضافة للجوانب الطبيعية تأتي الجوانب التاريخية فلا توجد مدة تاريخية انفصلت فيها شبه الجزيرة العربية عن العراق انفصلا حضاريا أو ثقافيا واقتصاديا. وهذا يعني إن المجموعات التي هاجرت باتجاه العراق لم تختلف في ارتباطها أو انتسابها عن سكان العراق مما أسهمت في إكمال ما ينقص حضارة العراق. لذا إن حضارة العراقيين القدماء تطورت أسسها من البيئة العراقية مما أسهم ذلك في تطور المعرفة الجغرافية.

تطور المعرفة الجغرافية في الحضارة العراقية القديمة ( خصائص وتطور الفكر الجغرافي العراقي القديم اي الافاق المبكرة للفكر الجغرافي القديم):

1- ساهم العراقيون في وصف الأرض فأعطوا صورة عن الأرض.

2- تصوروا الأرض بهيئة نصف كرة مقلوبة أو قبة طافية في المحيط وتعلو الأرض السماء وهي بسبع طبقات.

3- قسموا قشرة الأرض إلى ثلاث طبقات العليا وهي الظاهرة التي يسكن فيها البشر والطبقة الوسطى موضع المياه والطبقة السفلى فيها موضع الإلهة وأرواح الموتى .

4- ومن المعارف الجغرافية التي اهتمت فيها الحضارة العراقية رسم الخرائط وكانت الخرائط العراقية من أقدم الخرائط في العالم والتي اهتمت بأمور كثير منها خرائط الملكية الزراعية وخرائط التضاريس وخرائط المدن وخرائط العالم وعلى سبيل المثال خارطة مدنية اوما ( تل جوفه) والخاصة بتحديد مساحة الأرض الزراعية وخارطة مدينة نفر السومرية وخارطة تصوير العمليات الحربية .

5- حدود الاتجاهات فقد قسموا الأرض إلى أربع جهات أساسية وهي ( شرق، غرب، شمال جنوب) وتوصلوا إل معرفة البلاد التي تقابل هذه الجهات .

6- وضعوا جداول بأسماء المدن والأنهار والبلدان.

 الفلك ( المعرفة الفلكية في الفكر الجغرافي القديم )( ارض الحضارة العراقية):

إما في جانب الفلك فقد اجمع الباحثون في علم الفلك على ان الحضارة العراقية كانت القاعدة الأولى التي انطلقت منها المعرفة الفلكية لذا فقد اهتم العراقيون القدماء بالجوانب التالية :

1- متابعة الإجرام السماوية نظرا لصفاء السماء.

2- نظرتهم إلى السماء نظرة إجلال وتقدير فأكثر إلهتهم مقرها في السماء.

3- تمكنوا من ضبط الفصول والزمن والتقويم.

4- قسم البابليون اليوم الفلكي ( الليل والنهار) إلى 12 قسما وكل قسم يساوي ساعة مضاعفة من ساعتنا وقسموا الساعة إلى (30) جزء وكل جزء يساوي أربع دقائق من دقائقنا.

5- قسموا السماء إلى (12) ساعة من ساعاتهم و(5360).

6- قسموا دائرة البروج إلى (12) قسما بواسطة النجوم الثوابت .

7- قسم البابليون السنة إلى اثني عشر (12) قسما يقابل كل قسم منها شهرا وتكون الشمس في برج ذلك الشهر ثم قسموا البرج إلى (30) درجة وهي مساوية لعدد أيام الشهر.

8- توصلوا إلى معرفة الخسوف والكسوف ورصدها .

9- توصلوا إلى قياس إبعاد النجوم بالدرجات .