أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
639
التاريخ: 5-4-2018
666
التاريخ: 3-07-2015
1749
التاريخ: 25-10-2014
862
|
وفي هذه المسألة بحثان وقع فيهما الخلاف بين المسلمين.
البحث الاول في : حقيقة الكلام (1):
[1] اذا قال القائل منا لغيره: قم، فها هنا امور:
أ /: هذا اللفظ المسموع المركب من القاف والميم..
ب /: معنى هذا اللفظ المسمى بالمصدر(2)..
ج /: ارادة المتكلم بهذا الكلام، القيام من المأمور..
د /: ارادة المتكلم لإيقاع هذا الكلام.
[2] فالكلام عند المعتزلة: عبارة عن المعنى الاول.
والاشاعرة اثبتوا للكلام معنى آخر مغايرا لهذه الامور الاربعة، قائما بالنفس، غير معقول عندهم ولا عند المعتزلة، فلزمهم من ذلك اثبات مالا يعقلونه.
* (البحث الثاني) * في: قدمه وحدوثه (3) اتفق المسلمون كافة غير الحنابلة: ان الكلام بمعنى : الحروف والاصوات (4).
وان القرآن المسموع : ليس بازلي، بل، هو امر متجدد، يوجده الله تعالى في بعض الاجسام ، كما اوجده لموسى عليه السلام في الشجرة المباركة وسمع الخطاب (5) .
ثم اختلفوا، فقالت المعتزلة: لا معنى للكلام الا الحروف والاصوات وهي حادثة ، فلا كلام قديم لله تعالى عندهم.
وقالت الاشاعرة، ان لله تعالى كلاما نفسانيا قائما بذاته، حالا فيها ليس بمسموع، قديما ليس بحادث وانه واحد ليس بأمر ولا نهي ولا اخبار ولا استخبار(6)، فلزمهم المحال من وجوه.
ا / (7): اثبات مالا يعقل لهم ولغيرهم، ووصف الله تعالى به، ومثل ذلك لا يجوز في حقه تعالى، لان اسماء الله تعالى توقيفية، ويمتنع ان يوصف بما لا يعلم كماليته ، وغير المعلوم لا يعلم كماليته ولا نقصه، فيمتنع وصفه تعالى به .
ب /: ان الامر والنهي والخبر والاستخبار وغيرها من اساليب الكلام، ماهيات مختلفة، فيمتنع الحكم بوحدتها لامتناع الحكم بوحدة الامور المختلفة .
ج /: انه يلزم الكذب في قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [نوح: 1] ، * {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} [الحجر: 9] ، لأنه اخبار عن الماضي، ولم يقع الارسال وغيره في الازل، والكذب على الله تعالى (8).
د /: يلزم نسبة السفه والحمق اليه، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، لان خطاب المعدوم سفه وجهل، ولهذا، لو جلس الواحد منا في منزله منفردا، وينادي: ياغانم قم، و يا سالم كل، و يا اقبال اكتب، فاذا سيل لمن تخاطب؟ (9) فقال: لعبيد اريد شراء هم بعد سنين متعددة، عده العقلاء سفيها.
ولاشك في ان العالم معدوم في الازل، فلو قال الله تعالى فيه: {..اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب: 1]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [المائدة: 67]، لكان سفيها تعالى الله عنه.
ه /: يلزم منه مخالفة نص الكتاب العزيز.
في النسخة المرعشية: ورقة 29، لوحة ب، سطر 5: (سأل)، وهو اشتباه.
هذا، وبالمناسبة فقد قال الفقيه المفسر الخوئي (دام ظله): اتفقت الاشاعرة على وجود نوع آخر من الكلام، غير النوع اللفظي المعروف، وقد سموه ب: الكلام النفسي.
ثم اختلفوا، فذهب فريق منهم إلى انه: مدلول الكلام اللفظي ومعناه.
وذهب آخرون إلى انه: مغاير لمدلول اللفظ، وان دلالة اللفظ عليه، دلالة غير وضعية، فهي من قبيل: دلالة الافعال الاختيارية، على ارادة الفاعل وعلمه وحياته.
والمعروف بينهم: اختصاص القدم بالكلام، الا ان الفاضل القوشجي، نسب إلى بعضهم القول: بقدم جلد القرآن وغلافه ايضا، (شرح التجريد - المقصد الثالث -: ص 354).
و...ان غير الاشاعرة متفقون: على حدوث القرآن، وعلى ان كلام الله اللفظي ككلماته التكوينية، مخلوق له، وآية من آياته.
ولا يترتب على الكلام في هذه المسألة، وتحقيق القول فيها، غرض مهم، لأنها خارجة عن اصول الدين وفروعه، وليست لها اية صلة بالمسائل الدينية، والمعارف الالهية...وتوضيح ذا لك:..، ينظر: البيان في تفسير القرآن: ص 406 - 417، ط 8، 1401 ه - 1981 م، باختصار من عناوين: التكلم من صفات الله الثبوتية، مسألة حدوث القرآن وقدمه امر حادث لا صلة له بعقائد الاسلام، صفات الله الذاتية وصفاته الفعلية، الكلام النفسي، ادلة الاشاعرة على الكلام النفسي، تصور الكلام قبل وجوده اجنبي عن الكلام النفسي، الكلام النفسي امر خيالي بحت.
قال الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ، * {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } [الواقعة: 77]، {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] واللوح محدث.
و /: ان القرآن الذي يثبتون قدمه.
اما ان يكون عبارة عن: المعقول كل احد ، او غيره، فان كان الاول: كان محدثا، لانه مركب، وكل مركب محدث.
وان كان الثاني: كان راجعا إلى اثبات وصف لله تعالى غير معلوم، وهو محال.
_________________
(1) ينظر: قواعد المرام: ص 92، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 29.
هذا، وفي النسخة المرعشية: ورقة 28، لوحة ب، سطر 5: (في الحقيقة الكلام).
(2) والذي في النسخة المرعشية: ورقة 28، لوحة ب، سطر 7: المسمى بالأمر.
(3) ينظر: قواعد المرام: ص 92، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 31.
وقال الفقيه الخوئي - كما في البيان: ط 8 ص 406 -: وقد حدثت هذه المسألة - حدوث القرآن وقدمه -، بعد انشعاب المسلمين شعبتين: اشعري، وغير اشعري.
فقالت الاشاعرة: بقدم القرآن، وبان الكلام على قسمين لفظي، ونفسي وان كلام الله النفسي قائم بذاته، وقديم بقدمه، وهو احد صفاته الذاتية، وذهبت المعتزلة والعدلية: إلى حدوث القرآن، والى انحصار الكلام في اللفظي، والى ان التكلم من الصفات الفعلية.
(4) والذي في النسخة المرعشية: ورقة 29، لوحة أ، سطر 1: ان الكلام بمعنى الحروف والاصوات حادث.
(5) ينظر: الابانة عن اصول الديانة: ص 21.
(6) ينظر: المصدر نفسه: ص 19.
(7) في النسخة المرعشية: ورقة 29 - 30: الاول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، بدلا من: ا، ب، ج، د، ه، و.
(8) في النسخة المرعشية: ورقة 29، لوحة ب سطر 1 - 2: (والكذب على الله تعالى محال)، بزيادة كلمة (محال).
(9) في النسخة المرعشية: ورقة 29، لوحة ب، سطر 12 - 13: (اما ان يكون عبارة عن: المعنى المعقول عند كل واحد)، بدلا من: (اما ان يكون عبارة عن: المعقول كل احد).
بإضافة كلمة (المعنى)، و (عند). وجعل كلمة (واحد)، بدلا من (احد).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|