أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015
983
التاريخ: 2-07-2015
869
التاريخ: 5-08-2015
1044
التاريخ: 24-10-2014
691
|
[الله] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ، ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ (1)، ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻤﻊ ﻟﺨﻮﺍﺹ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺟﻬﺎﻥ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﻭﻛﻞ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﻋﺎﻟﻢ...لأﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻘﺼﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﺼﺪ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﻟﻤﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﻀﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻨﻪ (2). ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الروم: 8] ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﻗﻮﻯ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻭﻣﺎﺳﻜﺔ ﻭﻫﺎﺿﻤﺔ ﻭﺩﺍﻓﻌﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﺔ: ﻓﺤﻜﻤﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺳﻜﺔ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ ﻟﺰﺝ، ﻭﺍﻟﻌﻀﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺰﺝ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ: ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻟﻠﻤﻐﺘﺬﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ: ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﺄ ﻟﻌﻀﻮ ﺃﺧﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻓﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺯﺍﻭﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﺪﺑﺮﻫﺎ. ﻗﺎﻝ: (ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ) .
ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ، ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺎ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺤﻜﻤﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺟﺰﺋﻲ، ﻟﺘﻐﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻻ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻸﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻴﺘﺴﺎﻭﻯ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﺢ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﺊ ﻭﺟﺐ ﻟﻪ، ﻓﻸﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﺍﺗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻣﺘﻰ ﺻﺤﺖ ﻭﺟﺒﺖ، ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.
[و] الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺎﺩﻕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺎﺩﻗﺎ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ...، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻧﻘﺺ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ.
________________
(1) ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﻭﺣﻀﻮﺭﻱ. ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ.
ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ(ﺱ ﻁ).
(2) ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ (ﺧﺎﺻﻴﺔ) ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ. - ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺑﺪﺍﺋﻊ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ (ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ) ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) (ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ). - ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ (ﺇﻟﻴﻬﺎ) ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺫﻗﻮﻥ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻬﺘﺪﻱ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺃﻟﻬﻤﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل: 68] ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﻟﻮ ﺿﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻓﻜﺮﻙ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺩﻟﺘﻚ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻫﻮ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻟﺪﻗﻴﻖ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻏﺎﻣﺾ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻛﻞ ﺣﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺇﻻ ﺳﻮﺍﺀ (ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺥ 185 / 227).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|