المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أزواج النبي "ص" يشاركن في الصراع على الخلافة
2024-11-06
استكمال فتح اليمن بعد حنين
2024-11-06
غزوة حنين والطائف
2024-11-06
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06



ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ عالم وصادق  
  
874   11:07 صباحاً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /

[الله] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ، ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ (1)، ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻤﻊ ﻟﺨﻮﺍﺹ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﻭﻛﻞ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﻋﺎﻟﻢ...لأﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻘﺼﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﺼﺪ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﻟﻤﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﻀﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻨﻪ (2). ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الروم: 8] ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﻗﻮﻯ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻭﻣﺎﺳﻜﺔ ﻭﻫﺎﺿﻤﺔ ﻭﺩﺍﻓﻌﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﺔ: ﻓﺤﻜﻤﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺳﻜﺔ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ ﻟﺰﺝ، ﻭﺍﻟﻌﻀﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺰﺝ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ: ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻟﻠﻤﻐﺘﺬﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ: ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﺄ ﻟﻌﻀﻮ ﺃﺧﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻓﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺯﺍﻭﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﺪﺑﺮﻫﺎ. ﻗﺎﻝ: (ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ) .

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ، ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺎ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺤﻜﻤﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺟﺰﺋﻲ، ﻟﺘﻐﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻻ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ.

ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻸﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻴﺘﺴﺎﻭﻯ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﺢ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﺊ ﻭﺟﺐ ﻟﻪ، ﻓﻸﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﺍﺗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻣﺘﻰ ﺻﺤﺖ ﻭﺟﺒﺖ، ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

[و] الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺎﺩﻕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺎﺩﻗﺎ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ...، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻧﻘﺺ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ.

________________

(1) ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﻭﺣﻀﻮﺭﻱ. ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ.

ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ(ﺱ ﻁ).

(2) ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ (ﺧﺎﺻﻴﺔ) ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ. - ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺑﺪﺍﺋﻊ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ (ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ) ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) (ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ). - ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ (ﺇﻟﻴﻬﺎ) ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺫﻗﻮﻥ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻬﺘﺪﻱ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺃﻟﻬﻤﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل: 68] ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﻟﻮ ﺿﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻓﻜﺮﻙ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺩﻟﺘﻚ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻫﻮ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻟﺪﻗﻴﻖ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻏﺎﻣﺾ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻛﻞ ﺣﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺇﻻ ﺳﻮﺍﺀ (ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺥ 185 / 227).

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.