المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مجال عمل وكالات الإعلان
29-6-2022
تطور وسائل النقل
2023-03-12
Divisibility Tests
13-6-2020
حديث اثبات الولاية
9-02-2015
فعل الرياح في الصحاري- مظاهر النحت بواسطة الرياح - المنخفضات الصحراوية
13/9/2022
منهج معاوية لمحاربة الإسلام
11-7-2022


الأدلة على علم وحكمة اللّه تعالى  
  
926   09:19 صباحاً   التاريخ: 2-07-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص46-41
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015 927
التاريخ: 24-10-2014 890
التاريخ: 24-10-2014 865
التاريخ: 24-10-2014 6852

إنه تعالى عالم حكيم كما قال تعالى : {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [النساء: 26] .

وقال تعالى : {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]  .

وقال تعالى : {وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97] .

وقال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}  [ق: 16]ِ .

ويكفي في ‌ثبوت علمه تعالى الآيات المتضافرة و الأخبار المتواترة ، ويكفي الإيمان بالعلم اجمالا و لا يجب التفكر في أنه حضوري أو حصولي و نحو ذلك من خرافات المتكلمين ، بل إن اللّه‌ تعالى يعلم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها ، لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى و ما تكنّ الصدور و لا يجهل شيئا ، والحكيم يطلق على معان :

الأول : وضع الأشياء في محلها و ضده الظلم و السفه .

الثاني : العلم بالأشياء كما هي عليه و ضده الجهل .

الثالث : ترك القبيح الذي هو الإخلال بالواجب .

الرابع : معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم . وأفضل العلوم العلم باللّه تعالى ، وأجل الأشياء هو اللّه تعالى ، واللّه سبحانه لا يعرفه‌ كنه معرفته غيره و جلالة العلم بقدر جلالة المعلوم ، فهو الحكيم حقا لعلمه أجلّ الأشياء بأجلّ العلم ، والدليل على أنه عليم حكيم مضافا إلى ما سبق أن الأفعال المختلفة التقدير ، المتضادة التدبير ،المتفاوتة الصنعة ، لا تقع على ما ينبغي أن يكون عليه من الحكمة ممن‌ لا يعلمها و لا تستمر على منهاج منتظم ممن يجهلها ، ألا ترى أنه لا يمكن أن يصوغ قرطا يحكم صنعته و يضع كلاّ من دقيقه و جليله موضعه من لا يعرف الصياغة ، ولا ينظم حروف ‌الكتابة من لا يعلمها ، فوقوع هذا الصنع العجيب و الخلق الغريب من دون علم به و بدقائقه ‌محال ، وإلى ذلك أشير بقوله تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]. وقال الرضا عليه السّلام في دعائه : سبحان من خلق الخلق بقدرته و اتقن ما خلق‌ بحكمته و وضع كل شي‌ء منه موضعه بعلمه سبحان من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي ‌الصدور و ليس كمثله شي‌ء و هو السميع البصير. و أيضا لما ثبت كونه تعالى قادرا مختارا ببديهة العقل و النقل ثبت علمه و حكمته ، فإن القادر المختار من يفعل ما يعلم ما فيه المصلحة و يترك ما يعلم ما فيه المفسدة ، فيكون‌ فعله و تركه مسبوقا بالعلم و الحكمة ، و أيضا فالجهل و السفه نقصان لا يليقان به فيجب ‌نفيهما عنه ، ونفيهما مستلزم لثبوت العلم و الحكمة لأن نفي النقيض إثبات للنقيض الآخر ، وأيضا لو جاز عليه تعالى ذلك لكان مشابها لمخلوقه و الحال أنه ليس كمثله شي‌ء ، وأيضا كما أن جميع الممكنات أثر لوجوده فكذا جميع كمالاتها أثر لكماله ، والذي ينتهي إليه ‌جميع العلوم لا يجهل شيئا . وإن علم اللّه تعالى عام يعم جميع المعلومات كلياتها و جزئياتها كما عرفت‌ لوجهين :

الأول : انه لو لم يكن كذلك لزم الجهل و لو في البعض و هو نقص يجب تنزيهه ‌تعالى عنه.

الثاني : انه تعالى منزه عن المكان و الزمان . فلا نسبة بينه تعالى و بين مخلوقاته إلا وجوب ذاته و إمكان مخلوقاته ، وهذه النسبة مستوية بين كليات مخلوقاته و جزئيها صغيرها و كبيرها، فيستوي علمه تعالى بها و قدرته‌ عليها ، وما زعمه بعض سفهاء الأنام من عدم عموم علمه تعالى ، بل انحصاره كالعلم بأن ‌الإنسان حيوان ناطق ، والحمار حيوان ناهق ، دون الجزئيات كزيد و عمر و بكر و مرض كل‌ منهم و صحته و طوله و قصره لأنها متجددة حادثة ، والعلم يتبع المعلوم فيلزم تغير العلم ‌و تجدده ، فيكون تعالى محلا للحوادث فهو فاسد لأن علم الخالق لا يقاس بعلم‌ المخلوق ، والعلم التابع للمعلوم إنما هو علم المخلوق دون الخالق إذ هو تعالى عالم إذ لا معلوم و عالم بما كان قبل أن يكون فلا تغير و لا حدوث في علمه الأزلي فله معنى العالمية إذ لا معلوم ، كما له تعالى معنى القادرية إذ لا مقدور و معنى الخالقية إذا لا مخلوق ، ولنضرب لذلك مثالا للتفهيم فنقول : إذا أراد زيد يوم السبت إنشاء كلام يوم الخميس فهو عالم يوم السبت بما ينشئ يوم الخميس ، وكذلك عالم يوم الجمعة بما أنشأ يوم الخميس ، فلا تغيير و لا حدوث في علمه أصلا . ولنذكر هنا نبذة مأخوذة من كلام الصادق عليه السّلام تدل على حكمة اللّه تعالى و علمه‌ و سائر صفاته ، فليتفكر في خلق الحيوانات على ما فيه صلاحها دون الإنسان ، لأن الإنس ‌لما قدروا أن يكونوا ذوي ذهن و فطنة و علاج للصنائع من البناء و التجارة و النساجة و الخياطة و نحوها، خلقت لهم أكف كبار ذوات أصابع غلاظ ليتمكنوا من القبض على‌ الأشياء و سائر الصناعات ، وانظر إلى اختلاف الحيوانات في الخلقة حيث إن آكلات اللحم‌ من الحيوان لها أكف مناسبة لذلك وأسنان حداد و أعين بعضها بسلاح و أدوات تصلح ‌للصيد ، وكذلك تجد سباع الطيور ذوات مناقير و مخاليب مهيآت لتقطيعها ، فلم تكن ‌الوحوش ذوات مخالب لاستغنائها عنها ، ولم تكن السباع ذوات اظلاف لأن لا تمتنع عما تحتاج إليه من الصيد و التعيش ، وانظر إلى قوائم الحيوان كيف جعلت أزواجا ليتهيأ للمشي ، ولو كانت أفرادا لم تصلح لذلك فذو القائمتين ينقل واحدة و يعتمد على الأخرى ، وذو الأربع ينقل اثنتين و يعتمد على اثنتين ، من خلاف بأن ينقل اليمنى من مقاديمه مع‌ اليسرى من مآخيره و يثبت الأخريين ليثبت على الأرض ، ولو نقل القائمتين من أحد جانبيه‌ واعتمد على الباقيتين من الجانب الآخر لما ثبت ، وتأمل في حكمة اللّه كيف أذل الحمار للطحن و الحمولة و هو يرى الفرس منعما و البعير لا يطيقه عدة رجال لو استعصى كيف ‌ينقاد للصبي ، والثور القوي كيف ينقاد لأضعف الناس للحرث و السقي ، والقطيع من الغنم‌ كيف يذل للراعي و لا يتفرق ، وكذلك جميع الأصناف المسخرة للإنسان ، وتفكر في الدابة كيف جعلت عيناها شاخصتين أمامها لتبصر ما بين يديها لأن لا تصدم حائطا أو تتردى في‌ حفرة ، وشق فمها من الأسفل ليسهل تناولها بلا يد ، واعتبر بما في ذنبها من المنافع‌ العظيمة ففيه ستر دبرها و حيائها معا و تذب به الذباب المؤذي لها و في تحريكه و تقلبه راحة لها و فيه استعانة لاستخراجها من الوحل ، ثم افتكر في ظهرها كيف جعل مسطحا على‌ قوائم أربع ليتمكن من ركوبها و جعل حياها بارزا من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها ، وكيف كسيت البهائم هذه الكسوة من الشعر و الوبر و الصوف ليقيها من الحر و البرد ، وفي ‌الاظلاف و الحوافر و الأخفاف لتقيها من الحفا إذ كان لا أيدي لها و لا أكف و لا أصابع‌ مهيآت للغزل و النسج فجعلت كسوتهم في خلقتهم باقية عليهم ما بقوا. و تفكر في خلقة عجيبة جعلت في البهائم فإنهم يوارون أنفسهم إذا ماتوا كما يواري‌ الناس موتاهم [و] إلا فأين جثث هذه الوحوش و السباع و غيرها لا يرى منها شي‌ء ، و ليست ‌قليلة فتخفى لقلتها بل لو قيل إنها أكثر من الناس لصدق القائل ، ولا نرى منها ميتا إلا الواحد بعد الواحد يصيده صائد و يفترسه سبع فإنهم إذا أحسوا بالموت كمنوا في مواضع‌ خفية فيموتون فيها ، ولو لا ذلك لامتلأت الصحاري من أمواتهم حتى تفسد رائحة الهواء وتحدث الأمراض و الوباء. وتأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة لا تجد فيه نقصا عما فيه صلاحها و كذا جميع‌ أعضائها و جوارحها و أحشائها على صغر جرمها. و تأمل في النمل و اهتدائها إلى ادخار قوتها و جمعه و تعاونها على النقل كتعاون‌ الناس على العمل ، وعمدها إلى قطع الحب لكيلا ينبت و يفسد عليهم و إن أصابته نداوة أخرجوه و نشروه حتى يجف. و تأمل في الليث الذي تسميه العامة أسد الذباب و ما أعطي من الحيلة و الرفق في‌ معاشه فإنك تراه حين يحس بالذباب وقع قريبا منه يميت نفسه حتى كأنه موات لا حراك ‌فيه ، فإذا اطمأن الذباب منه دب دبيبا دقيقا بحيث يناله ثم يثب عليه و يشتمل عليه بجسده‌ كله مخافة أن ينجو منه إلى أن يضعف فيفترسه. والعنكبوت ينسج ذلك النسج يتخذه شركا ومصيدة و يكمن في جوفه فإذا نشب فيه الذباب أحال عليه و لذعه. و تأمل في جسم الطائر كيف خففت و اقتصر به من القوائم الأربع على اثنتين، و من‌ الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذين للزبل و البول على واحد يجمعهما، وخلق ذا جؤجؤ محدد ليسهل عليه خرق الهواء كما جعلت السفينة بهذه الهيئة ليسهل عليها خرق‌ الماء ، وجعل في جناحه و ذنبه ريش طوال متان لينهض بها للطيران و كسي كله الريش ‌ليداخله الهواء ، و لما عدم الأسنان أعين بفضل حرارة في الجوف تطحن له الطعام طحنا تستغني به عن المضغ ، وجعل يبيض و لا يلد لكيلا يثقل عن الطيران ، وفكر في حوصلته ‌حيث جعلت كالمخلاة المعلقة أمامه ليوعي فيه ما أدرك من الطعم بسرعة ثم ينفذه إلى‌ قانصته تدريجا لضيق مسلكها، و لو كان لا يلقط الحبة الثانية حتى تصل الأولى إلى القانصة لطال عليه الأمر وفاته شي‌ء كثير من منافعه. وتفكر في النحل و اجتماعه في صنعة العسل و تهيئة البيوت المسدسة و ما ترى في‌ ذلك من دقائق الفطنة و عظم الغاية و منافعها. و تأمل في الجراد ما أضعفه في خلقته و ما أقواه فإنه إذا اجتمع على بلد من البلدان لم‌ يستطع أحد أن يحميه منه و لو كان أكبر الملوك و معه أكثر الجنود ، وكيف ينساب على وجه ‌الأرض مثل السيل حتى يستر نور الشمس فسبحان الحكيم القدير . وتأمل في خلق السمك و مناسبة خلقه لمسكنه فخلق بلا قوائم لعدم احتياجه إليها إذ مسكنه الماء ، وخلق غير ذي رئة لأنه لا يستطيع أن يتنفس في الماء ، وجعلت له مكان ‌القوائم أجنحة شداد يضرب بها في الماء كما يضرب من في السفينة بالمجاذيف ، وكسي ‌جسمه قشورا متداخلة كالدروع لتقيه من الآفات. و تأمل في النبات و ما فيه من ضروب المنافع فالثمار للغذاء ، والتبن للعلف ، والحطب للوقود ، والخشب لمنافع كثيرة، والقشر و الورق و الأصول و العروق و الصمغ‌ لضروب من المنافع . وتأمل في نبات الحبوبات من العدس و الماش و الباقلا و نحوها حيث تخرج في‌ أوعية مثل الخرائط لتصونها من الآفات إلى أن تشتد و تستحكم ، كما قد تكون المشيمة على الجنين ، وأما البر وما أشبهه فإنه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رءوسها مثال ‌الأسنة من السنبل لتمنع الطير.

وتأمل الحكمة في خلق الشجر و أصناف النباتات حيث كانت تحتاج إلى الغذاء الدائم كحاجة الحيوان و لم تكن لها أفواه و لا حركة لتناول الغذاء جعلت أصولها مركوزة في الأرض لتنزع منها الغذاء فتؤديه إلى الأغصان و ما عليها من الورق و الثمر ، فصارت‌ الأرض كالأم المربية لها و أصولها كالأفواه تلتقم الأرض و تنزع منها الغذاء كما يرضع‌ الطفل أمه ، وما فيه من العروق المنتشرة في الأرض الممتدة إلى كل جانب لتمسكه و تقيمه ‌و لو لا ذلك كيف كان يثبت هذا النخل الطوال في الريح العاصف. وتأمل في خلق ورق‌ الأشجار و في العروق المبثوثة فيها منها غلاظ و منها دقاق تتخلل الورق لتسقيها بمنزلة العروق في بدن الإنسان فسبحان الخالق على وجه الحكمة للأشياء القادر على ما يشاء.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.