أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015
927
التاريخ: 24-10-2014
890
التاريخ: 24-10-2014
865
التاريخ: 24-10-2014
6852
|
إنه تعالى عالم حكيم كما قال تعالى : {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [النساء: 26] .
وقال تعالى : {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] .
وقال تعالى : {وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97] .
وقال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]ِ .
ويكفي في ثبوت علمه تعالى الآيات المتضافرة و الأخبار المتواترة ، ويكفي الإيمان بالعلم اجمالا و لا يجب التفكر في أنه حضوري أو حصولي و نحو ذلك من خرافات المتكلمين ، بل إن اللّه تعالى يعلم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها ، لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى و ما تكنّ الصدور و لا يجهل شيئا ، والحكيم يطلق على معان :
الأول : وضع الأشياء في محلها و ضده الظلم و السفه .
الثاني : العلم بالأشياء كما هي عليه و ضده الجهل .
الثالث : ترك القبيح الذي هو الإخلال بالواجب .
الرابع : معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم . وأفضل العلوم العلم باللّه تعالى ، وأجل الأشياء هو اللّه تعالى ، واللّه سبحانه لا يعرفه كنه معرفته غيره و جلالة العلم بقدر جلالة المعلوم ، فهو الحكيم حقا لعلمه أجلّ الأشياء بأجلّ العلم ، والدليل على أنه عليم حكيم مضافا إلى ما سبق أن الأفعال المختلفة التقدير ، المتضادة التدبير ،المتفاوتة الصنعة ، لا تقع على ما ينبغي أن يكون عليه من الحكمة ممن لا يعلمها و لا تستمر على منهاج منتظم ممن يجهلها ، ألا ترى أنه لا يمكن أن يصوغ قرطا يحكم صنعته و يضع كلاّ من دقيقه و جليله موضعه من لا يعرف الصياغة ، ولا ينظم حروف الكتابة من لا يعلمها ، فوقوع هذا الصنع العجيب و الخلق الغريب من دون علم به و بدقائقه محال ، وإلى ذلك أشير بقوله تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]. وقال الرضا عليه السّلام في دعائه : سبحان من خلق الخلق بقدرته و اتقن ما خلق بحكمته و وضع كل شيء منه موضعه بعلمه سبحان من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و ليس كمثله شيء و هو السميع البصير. و أيضا لما ثبت كونه تعالى قادرا مختارا ببديهة العقل و النقل ثبت علمه و حكمته ، فإن القادر المختار من يفعل ما يعلم ما فيه المصلحة و يترك ما يعلم ما فيه المفسدة ، فيكون فعله و تركه مسبوقا بالعلم و الحكمة ، و أيضا فالجهل و السفه نقصان لا يليقان به فيجب نفيهما عنه ، ونفيهما مستلزم لثبوت العلم و الحكمة لأن نفي النقيض إثبات للنقيض الآخر ، وأيضا لو جاز عليه تعالى ذلك لكان مشابها لمخلوقه و الحال أنه ليس كمثله شيء ، وأيضا كما أن جميع الممكنات أثر لوجوده فكذا جميع كمالاتها أثر لكماله ، والذي ينتهي إليه جميع العلوم لا يجهل شيئا . وإن علم اللّه تعالى عام يعم جميع المعلومات كلياتها و جزئياتها كما عرفت لوجهين :
الأول : انه لو لم يكن كذلك لزم الجهل و لو في البعض و هو نقص يجب تنزيهه تعالى عنه.
الثاني : انه تعالى منزه عن المكان و الزمان . فلا نسبة بينه تعالى و بين مخلوقاته إلا وجوب ذاته و إمكان مخلوقاته ، وهذه النسبة مستوية بين كليات مخلوقاته و جزئيها صغيرها و كبيرها، فيستوي علمه تعالى بها و قدرته عليها ، وما زعمه بعض سفهاء الأنام من عدم عموم علمه تعالى ، بل انحصاره كالعلم بأن الإنسان حيوان ناطق ، والحمار حيوان ناهق ، دون الجزئيات كزيد و عمر و بكر و مرض كل منهم و صحته و طوله و قصره لأنها متجددة حادثة ، والعلم يتبع المعلوم فيلزم تغير العلم و تجدده ، فيكون تعالى محلا للحوادث فهو فاسد لأن علم الخالق لا يقاس بعلم المخلوق ، والعلم التابع للمعلوم إنما هو علم المخلوق دون الخالق إذ هو تعالى عالم إذ لا معلوم و عالم بما كان قبل أن يكون فلا تغير و لا حدوث في علمه الأزلي فله معنى العالمية إذ لا معلوم ، كما له تعالى معنى القادرية إذ لا مقدور و معنى الخالقية إذا لا مخلوق ، ولنضرب لذلك مثالا للتفهيم فنقول : إذا أراد زيد يوم السبت إنشاء كلام يوم الخميس فهو عالم يوم السبت بما ينشئ يوم الخميس ، وكذلك عالم يوم الجمعة بما أنشأ يوم الخميس ، فلا تغيير و لا حدوث في علمه أصلا . ولنذكر هنا نبذة مأخوذة من كلام الصادق عليه السّلام تدل على حكمة اللّه تعالى و علمه و سائر صفاته ، فليتفكر في خلق الحيوانات على ما فيه صلاحها دون الإنسان ، لأن الإنس لما قدروا أن يكونوا ذوي ذهن و فطنة و علاج للصنائع من البناء و التجارة و النساجة و الخياطة و نحوها، خلقت لهم أكف كبار ذوات أصابع غلاظ ليتمكنوا من القبض على الأشياء و سائر الصناعات ، وانظر إلى اختلاف الحيوانات في الخلقة حيث إن آكلات اللحم من الحيوان لها أكف مناسبة لذلك وأسنان حداد و أعين بعضها بسلاح و أدوات تصلح للصيد ، وكذلك تجد سباع الطيور ذوات مناقير و مخاليب مهيآت لتقطيعها ، فلم تكن الوحوش ذوات مخالب لاستغنائها عنها ، ولم تكن السباع ذوات اظلاف لأن لا تمتنع عما تحتاج إليه من الصيد و التعيش ، وانظر إلى قوائم الحيوان كيف جعلت أزواجا ليتهيأ للمشي ، ولو كانت أفرادا لم تصلح لذلك فذو القائمتين ينقل واحدة و يعتمد على الأخرى ، وذو الأربع ينقل اثنتين و يعتمد على اثنتين ، من خلاف بأن ينقل اليمنى من مقاديمه مع اليسرى من مآخيره و يثبت الأخريين ليثبت على الأرض ، ولو نقل القائمتين من أحد جانبيه واعتمد على الباقيتين من الجانب الآخر لما ثبت ، وتأمل في حكمة اللّه كيف أذل الحمار للطحن و الحمولة و هو يرى الفرس منعما و البعير لا يطيقه عدة رجال لو استعصى كيف ينقاد للصبي ، والثور القوي كيف ينقاد لأضعف الناس للحرث و السقي ، والقطيع من الغنم كيف يذل للراعي و لا يتفرق ، وكذلك جميع الأصناف المسخرة للإنسان ، وتفكر في الدابة كيف جعلت عيناها شاخصتين أمامها لتبصر ما بين يديها لأن لا تصدم حائطا أو تتردى في حفرة ، وشق فمها من الأسفل ليسهل تناولها بلا يد ، واعتبر بما في ذنبها من المنافع العظيمة ففيه ستر دبرها و حيائها معا و تذب به الذباب المؤذي لها و في تحريكه و تقلبه راحة لها و فيه استعانة لاستخراجها من الوحل ، ثم افتكر في ظهرها كيف جعل مسطحا على قوائم أربع ليتمكن من ركوبها و جعل حياها بارزا من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها ، وكيف كسيت البهائم هذه الكسوة من الشعر و الوبر و الصوف ليقيها من الحر و البرد ، وفي الاظلاف و الحوافر و الأخفاف لتقيها من الحفا إذ كان لا أيدي لها و لا أكف و لا أصابع مهيآت للغزل و النسج فجعلت كسوتهم في خلقتهم باقية عليهم ما بقوا. و تفكر في خلقة عجيبة جعلت في البهائم فإنهم يوارون أنفسهم إذا ماتوا كما يواري الناس موتاهم [و] إلا فأين جثث هذه الوحوش و السباع و غيرها لا يرى منها شيء ، و ليست قليلة فتخفى لقلتها بل لو قيل إنها أكثر من الناس لصدق القائل ، ولا نرى منها ميتا إلا الواحد بعد الواحد يصيده صائد و يفترسه سبع فإنهم إذا أحسوا بالموت كمنوا في مواضع خفية فيموتون فيها ، ولو لا ذلك لامتلأت الصحاري من أمواتهم حتى تفسد رائحة الهواء وتحدث الأمراض و الوباء. وتأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة لا تجد فيه نقصا عما فيه صلاحها و كذا جميع أعضائها و جوارحها و أحشائها على صغر جرمها. و تأمل في النمل و اهتدائها إلى ادخار قوتها و جمعه و تعاونها على النقل كتعاون الناس على العمل ، وعمدها إلى قطع الحب لكيلا ينبت و يفسد عليهم و إن أصابته نداوة أخرجوه و نشروه حتى يجف. و تأمل في الليث الذي تسميه العامة أسد الذباب و ما أعطي من الحيلة و الرفق في معاشه فإنك تراه حين يحس بالذباب وقع قريبا منه يميت نفسه حتى كأنه موات لا حراك فيه ، فإذا اطمأن الذباب منه دب دبيبا دقيقا بحيث يناله ثم يثب عليه و يشتمل عليه بجسده كله مخافة أن ينجو منه إلى أن يضعف فيفترسه. والعنكبوت ينسج ذلك النسج يتخذه شركا ومصيدة و يكمن في جوفه فإذا نشب فيه الذباب أحال عليه و لذعه. و تأمل في جسم الطائر كيف خففت و اقتصر به من القوائم الأربع على اثنتين، و من الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذين للزبل و البول على واحد يجمعهما، وخلق ذا جؤجؤ محدد ليسهل عليه خرق الهواء كما جعلت السفينة بهذه الهيئة ليسهل عليها خرق الماء ، وجعل في جناحه و ذنبه ريش طوال متان لينهض بها للطيران و كسي كله الريش ليداخله الهواء ، و لما عدم الأسنان أعين بفضل حرارة في الجوف تطحن له الطعام طحنا تستغني به عن المضغ ، وجعل يبيض و لا يلد لكيلا يثقل عن الطيران ، وفكر في حوصلته حيث جعلت كالمخلاة المعلقة أمامه ليوعي فيه ما أدرك من الطعم بسرعة ثم ينفذه إلى قانصته تدريجا لضيق مسلكها، و لو كان لا يلقط الحبة الثانية حتى تصل الأولى إلى القانصة لطال عليه الأمر وفاته شيء كثير من منافعه. وتفكر في النحل و اجتماعه في صنعة العسل و تهيئة البيوت المسدسة و ما ترى في ذلك من دقائق الفطنة و عظم الغاية و منافعها. و تأمل في الجراد ما أضعفه في خلقته و ما أقواه فإنه إذا اجتمع على بلد من البلدان لم يستطع أحد أن يحميه منه و لو كان أكبر الملوك و معه أكثر الجنود ، وكيف ينساب على وجه الأرض مثل السيل حتى يستر نور الشمس فسبحان الحكيم القدير . وتأمل في خلق السمك و مناسبة خلقه لمسكنه فخلق بلا قوائم لعدم احتياجه إليها إذ مسكنه الماء ، وخلق غير ذي رئة لأنه لا يستطيع أن يتنفس في الماء ، وجعلت له مكان القوائم أجنحة شداد يضرب بها في الماء كما يضرب من في السفينة بالمجاذيف ، وكسي جسمه قشورا متداخلة كالدروع لتقيه من الآفات. و تأمل في النبات و ما فيه من ضروب المنافع فالثمار للغذاء ، والتبن للعلف ، والحطب للوقود ، والخشب لمنافع كثيرة، والقشر و الورق و الأصول و العروق و الصمغ لضروب من المنافع . وتأمل في نبات الحبوبات من العدس و الماش و الباقلا و نحوها حيث تخرج في أوعية مثل الخرائط لتصونها من الآفات إلى أن تشتد و تستحكم ، كما قد تكون المشيمة على الجنين ، وأما البر وما أشبهه فإنه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رءوسها مثال الأسنة من السنبل لتمنع الطير.
وتأمل الحكمة في خلق الشجر و أصناف النباتات حيث كانت تحتاج إلى الغذاء الدائم كحاجة الحيوان و لم تكن لها أفواه و لا حركة لتناول الغذاء جعلت أصولها مركوزة في الأرض لتنزع منها الغذاء فتؤديه إلى الأغصان و ما عليها من الورق و الثمر ، فصارت الأرض كالأم المربية لها و أصولها كالأفواه تلتقم الأرض و تنزع منها الغذاء كما يرضع الطفل أمه ، وما فيه من العروق المنتشرة في الأرض الممتدة إلى كل جانب لتمسكه و تقيمه و لو لا ذلك كيف كان يثبت هذا النخل الطوال في الريح العاصف. وتأمل في خلق ورق الأشجار و في العروق المبثوثة فيها منها غلاظ و منها دقاق تتخلل الورق لتسقيها بمنزلة العروق في بدن الإنسان فسبحان الخالق على وجه الحكمة للأشياء القادر على ما يشاء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|