أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
2811
التاريخ: 22-8-2016
3041
التاريخ: 14-8-2016
3595
التاريخ: 12-8-2016
5982
|
امتحنت الشيعة امتحانا عسيرا وشاقا في تلك العصور فقد أمعنت السلطات الحاكمة في التنكيل بهم وعاملتهم بجميع ألوان القسوة والعذاب وقد اضطهدت اضطهادا رسميا أيام حكومة معاوية وقد روى الامام أبو جعفر (عليه السلام) عما جرى على الشيعة من المحن والخطوب في زمان معاوية قال (عليه السلام) وقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره وكانت شيعة الكوفة أشد الناس بلاء وأعظمهم محنة ويصور الشاعر الكبير عبد الله بن عامر المعروف بالعبلي الاضطهاد الذي عانه في حبه لأهل البيت بقوله :
شردوا بي عند امتداحي عليا ورأوا ذاك في داءا دويا
فو ربي ما أبرح الدهر حتى تختلي مهجتي بحبي عليا
وبنيه لحب أحمد إني كنت أحببتهم بحبي النبيا
حب دين لا حب دنيا وشر الحب حب يكون دنياويا
صاغني الله في الذوابة منهم لا ذميما ولا سنيدا دعيا
وسئل الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقيل له : كيف أصبحت؟
ـ أصبحت برسول الله (صلى الله عليه واله) خائفا وأصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه واله) أمنين .
فقد استعمل عليهم معاوية بعد هلاك المغيرة زياد بن أبيه اللصيق في نسبه المرتد عن دينه وقد أشاع فيهم القتل والاعدام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وصلبهم على جذوع النخل وكان من مظاهر ذلك الاضطهاد ما يلي :
1 ـ هدم دورهم.
2 ـ عدم قبول شهادتهم.
3 ـ سجنهم.
4 ـ قتلهم.
ونسبت أبيات من الشعر إلى بعض أئمة أهل البيت (عليه السلام) يذكر فيها المحن الشاقة التي حلت بهم يقول :
نحن بنو المصطفى ذوو محن يجرعها في الأنام كاظمنا
عظيمة في الأنام محنتنا أولنا مبتلى وآخرنا
يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن أعيادنا مآتمنا
إن الأعياد الاسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد جعلها الأئمة مآتما لهم وذلك لما حل بهم من الكوارث والخطوب , وأشار منصور النمري في بعض قصائده إلى الاضطهاد الذي عانته الشيعة لولائها لأهل البيت يقول :
آل النبي ومن بحبهم يتطامنون مخافة القتل
أمن النصارى واليهود وهم عن أمة التوحيد في عزل
وقال الطغرائي :
حب اليهود لآل موسى ظاهر وولاؤهم لبني أخيه باد
وإمامهم من نسل هارون الأولى بهم اهتدوا ولكل قوم هاد
وكذا النصارى يكرمون محبة لنبيهم نجرا من الأعواد
ومتى تولى آل أحمد مسلم قتلوه أو وصموه بالإلحاد
هذا هو الداء العضال لمثله ضلت عقول حواضر وبواد
لم يحفظوا حق النبي محمد في آله والله بالمرصاد
وصور شاعر آخر من شعراء الشيعة ما تعانيه الشيعة من صنوف التنكيل بقوله :
إن اليهود بحبها لنبيها آمنت معرة دهرها الخوان
وذوو الصليب بحب عيسى أصبحوا يمشون زهوا في قرى نجران
والمؤمنون بحب آل محمد يرمون في الآفاق بالنيران
ويقول المؤرخون : إن الفضل بن دكين كان يتشيع فجاء إليه ولده وهو يبكي فقال له : مالك؟
ـ يا أبتي إن الناس يقولون : إنك تتشيع.
فأنشأ الفضل يقول :
وما زال كتمانيك حتى كأنني برجع جواب السائلي لأعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي سلمت وهل حي على الناس يسلم
لقد كان الاتهام في التشيع في العصر الأموي مما يستوجب البطش والنقمة من المسؤولين فقد روى المؤرخون أن ابراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه رجل من العلويين فسلم عليه فقال له ابراهيم : تنح عني لا تشط بدمي وقد عهدت السلطة الأموية إلى ولاتها بقتل كل مولود يسمى عليا ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل وجعل يقول : لا أجعل في حل من سماني عَلياً فاسمي عُلي.
لقد كانت محنة الشيعة في العصر الأموي شاقة وعسيرة فقد واجهت أعنف المشاكل السياسية والاجتماعية ومنيت بالاضطهاد والحرمان من جميع حقوقها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|