المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

الغضب
2023-04-01
أهداف المشروع
2023-05-20
ما هو النوم وكيف يحدث ؟
21-7-2016
أهمية الإعلام المتخصص- من جهة رابعة
30-7-2019
René-Louis Baire
23-4-2017
أهمية قواعد شيف Importance of Schiff base
2024-03-23


الدليل على وحدانية اللّه تعالى  
  
2274   10:31 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص33-35
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

إن الذي يدل على التوحيد بمعنى نفي الشريك أمور:

الاول : إلهي فوقاني وهو ان من تأمل بفكر سليم وعقل مستقيم في هذا العالم الذي هو ما سوى الله راه من مبدئه ، وهو عالم العقول والارواح الى منتهاه، وهو عالم الاجسام كسلسلة مشتبكة منتظمة بعضها في بعض وكل جزء منها متربط بما يليه كالدور المعي ، فان الفقير محتاج الى الغني وبالعكس ، والعالم الى الجاهل وبالعكس، وهكذا الصغير والكبير والجليل والحقير والارض والسماء وكذا جميع الموجودات بقضها وقضيضها، فالعالم كبيت واحد يفسده تعدد المدبر، او كبدن يفسد تعدد الروح وكما انه اذا تعدد رئيسان في منزل او حاكمان في بلد او سلطانان في مملكة اورث اختلال نظامهما واوضاعها، فكذا لا تنتظم السماوات والارضون وما فيهما وما بينهما بالهين، وكما ان ائتلاف اعضاء الشخص الواحد الانساني منتظمة في رباط واحد منتفعا بعضها من بعض مع اختلافها وامتياز بعضها عن بعض يدل على ان مدبرها واحد وممسكها عن الانحلال قوة واحدة ومبدء واحد ، فكذلك ارتباط الموجودات بعضها ببعض على الوصف الحقيقي والنظم الحكمي دليل على ان مبدعها ومدبرها وممسك رباطها ان تنفصم واحد حقيقي يمسك السموات والارض ان تزولا ، والى هذا اشير في القران الكريم بقوله  : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] ، {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [المؤمنون: 91] .

الثاني : علوي و حاصله أنه كما أن وجود آثار الصانع من خلق مخلوقاته و إرسال ‌رسله دليل عليه ، فانتفاء ذلك مما يفرض شريكه دليل على انتفائه إذ الفطرة السليمة شاهدة و العلم العادي قاض بأنه لو كان مع الصانع إله آخر لم تحتجب عن أحد آثاره و لوصل خبره‌ إلى الناس و لعلم حاله مع الباري جل ذكره من التوافق و عدمه ، ولأرسل إلى الخلق رسلا بأوامر و نواهي و وعد و وعيد و تجويز و جرده مع عدم وصول خبره و المعرفة بأحواله احتمال ‌غير قادح ، كما أن تجويز صيرورة الأواني المعهودة أفاضل مدققين غير قادح في العلم ‌ببقائها على حالها ، و هذا البرهان بزغ نيره من مشرق باب مدينة العلم حيث قال عليه السّلام في وصيته لولده الحسن أو محمد بن الحنفية على اختلاف الرواية : واعلم يا بني أنه لو كان ‌لربك شريك لأتتك رسله و لرأيت آثار ملكه و سلطانه و لعرفت أفعاله و صفاته و لكنه إله‌ واحد كما وصف نفسه.

الثالث : أن التفرد بالصنع كمال فوق كل كمال ، وسلب الكمال عن ذات الواجب‌ محال فلا يكون له شريك و لا نظير.

الرابع : انه تعالى غني بوجوب ذاته عما سواه فيكون غنيا عن الشريك و لأن الشركة نقص إذ التصرف الكامل لا يجوز لأحد الشريكين فيكون كل منهما ناقصا.

الخامس : إن كلا منهما إن لم يقدر على إقامة النظام كانا عاجزين فيكونا بالألوهية غير لائقين ، وإن قدر كل منهما على إقامة النظام كان الآخر عبثا ، أو إن كان أحدهما قادر او الآخر عاجزا تعين الأول للألوهية.

السادس : إنهما لو تعدّدا لزم كون كل منهما مركبا من الوجوب والمائز ، وكل ‌مركب محتاج إلى أجزائه و الحاجة من خواص الممكن و المفروض كونه واجبا.

السابع : إن كل من جاء من الأنبياء و أصحاب الكتب المنزلة إنما دعا الاستناد إلى‌ واحد استند إليه الآخر و نفي الشريك و أخبر عن الإله بأنه لا شريك له. فإن كان من أرسلهم صادقا في ذلك ثبت المطلوب ، وإن كان كاذبا لم يكن لائقا للإلهية حتى يكون شريكا ، و فرض كونه من أرسلهم ليس بمتفرد و لا شريك و كون الشريكين لم يرسلا أحدا لا يخفى ‌قبحه ...

الثامن : إنه لو كان القديم اثنين متغايرين لزم أن يكون بينهما فرجة قديمة فيكون ‌القدماء ثلاثة و إذا كانوا ثلاثة كانوا خمسة وإذا كانوا خمسة كانوا سبعة ... و هكذا إلى‌ ما لا نهاية له و المدعي معترف بالبطلان فيما زاد على اثنين فالملزوم مثله.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.