أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
1982
التاريخ: 20/9/2022
1594
التاريخ: 30-1-2021
4766
التاريخ: 16-5-2022
2237
|
شكر النعمة عبارة عن معرفة النعمة النازلة من المُنعم ، والفرح بها ، واستهلاكها في المجال الذي يرضاه المنعم(1).
والشكر أفضل منازل أهل السعادة ، وسبب في رفع البلاء ، وباعث على زيادة النعم.
ولذا أمرنا به ورغّبنا عليه.
قال ـ تعالى ـ : {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم : 7].
يُستفاد من هذه الآية الشريفة ومن الأخبار المعتبرة أنّ كفران النعمة الذي هو عكس الشكر يؤدي إلى شقاء الإنسان في الآخرة ، ويؤدي الى الحرمان وسلب النعمة في الدنيا.
قال الفيلسوف سعدي «إنّ أجلّ الكائنات شكلاً وظاهراً الإنسان ، وأذلّها الكلب ، واتفق العلماء على تفضيل الكلب الوفي على البشر الكافر بالنعم».
الكلبُ لا ينسى أبداً لقمتك *** وإنْ ضربته بمائة حجر
وإنْ أنتَ أكرمتَ السافلَ عمراً *** فإنّه لن يكافئك بأقلَّ من الحرب(2)
وبما أن معنى الشكر هو استهلاك النعم فيما يرضاه المنعم ، كان من اللازم على العبد أنّ يعرف ما فيه رضا الله ـ سبحانه ـ وأن يعرف ما يكرهه الله ولا يرضاه ، ليتمكن من أداء الشكر وترك الكفران.
أما الطريق الذي بإتّباعه يتمكن العبد من تحصيل جميع ما يحبه الله وما يكرهه ، وهو الشرع المقدَّس ، فإنّ فيه بياناً لكل ما يرضاه الله ، ولكل ما يسخطه ، وقد عبّر عما يرضاه الله بالواجبات والمستحبّات ، وعما يسخط الله بالمحرّمات والمكروهات.
إذن فمن لم يكن مطّلعاً على جميع أحكام الشريعة المطهّرة ، ولم يكن يُطبِّقها في جميع أعماله فإنّه لن يتمكّن من أداء الشكر لله كما ينبغي.
واعلم أنّ شكر الله يتحقق بأمور وهي :
الأول : أن ينظر إلى من هم دونه في الإمكانات الدنيوية ، والى من هم أعلى منه بالأمور الدينية.
الثاني : لينظر الى الأموات ، ويتذكّر أنّ نهاية ما يرغبون فيه العودة الى الدنيا لعمل الخير: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا}[السجدة : 12] ، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}[المؤمنون : 99، 100].
فليفترض الإنسان نفسه منهم ، ويتصوّر أنّه أُعيد الى الدنيا الآن ، ويستغل فرصة بقائه.
الثالث : أن يتذكّر ما مرّ عليه من مصائب عظيمة وأمراض مُهلكة ، وكيف أنّه لم يكن يرى نجاةً منها ، ثم ليغتنم خلاصهُ منها ، فإنّه كان من الممكن أن تكون كلٌّ منها سبباً في موته ويعتبر بقاءه حياة جديدة وفرصة أخرى للعمل.
الرابع : أن يشكر الله عند كل مصيبة أن لو شاء لابتلاه بأشدَّ منها ، أو لو شاء لابتلاه بدينه وهو أشد البلاء.
الخامس : أن يتبحّر في المعرفة الإلهيّة ، ويتفكّر في الصنائع الإلهيّة ، وفي أنواع النعم الظاهرية والباطنية : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[إبراهيم : 34] (3).
__________________________
1ـ قال نصير الدين الطوسي (رحمه الله) في أوصاف الأشراف : ص70 ، الفصل السادس : الشكر في اللغة : (هو الثناء على المنعم، ليوازي نعمه).
2- تعريب لأبيات شعر فارسية. وعلى هذا الغرار قال المتنبي :
إنْ أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكته *** وإنْ أكرمتَ اللئيمَ تمردا
3- وقال الامام السجاد (عليه السلام): «لا أُحصي ثناء عليك أنتَ كما اثنيتَ على نفسك وفوق ما يقول القائلون».
وروى العلامة المجلسي في البحار: ج60 ، ص26، باب 30 : «إنّ الإيمان نصفان نصفه صبرٌ ونصفه شكر».
وروى الطبرسي في مشكاة الأنوار : ص37 عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : مكتوب في التوراة ، أشكر من أنعم عليك ، وانعم على مَن شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذ شكرتَ ، ولا بقاء لها إذا كفرتَ ، والشكرُ زيادة في النعم ، وأمان من التغير.
وروي عن الامام الصادق (عليه السلام): إنّ الله عزّوجلّ أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالاً ، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة.
وللمزيد راجع اصول الكافي : ج2 ، ص77 ، باب الشكر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|