المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الامراض التي تصيب التفاح
31-12-2015
Physical properties of the group 2 elements
17-1-2018
الضرورات الفردية في الحرية
19-7-2022
عيد(مين).
2024-10-14
هل اعداد الحشرات في زيادة؟
4-1-2021
قاعدة المقتضي والمانع
7-7-2019


عناصر الامام الرضا النفسية  
  
4229   09:38 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص32-35.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

اما عناصر الامام الرضا (عليه السّلام) و مكوناته النفسية فكانت ملتقى للفضيلة بجميع ابعادها و صورها فلم تبق صفة شريفة يسمو بها الانسان الا و هي من ذات؟؟ نه و من نزعاته فقد وهبه اللّه كما وهب آباءه العظام بكل مكرمة و حباه بكل شرف و جعله علما لأمة جده يهتدي به الحائر و يرشد به الضال و تستنير به العقول ..

أما أخلاق الامام الرضا (عليه السّلام) فانها نفحة من اخلاق جده الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) الذي امتاز على سائر النبيين بهذه الظاهرة الكريمة فقد استطاع (صلّى اللّه عليه و آله) بسمو اخلاقه أن يطور حياة الانسان و ينقذه من أوحال الجاهلية الرعناء و قد حمل الامام الرضا (عليه السّلام) أخلاق جده فكانت من أهم عناصره انظروا ما يقوله ابراهيم بن العباس عن مكارم اخلاقه يقول: ما رأيت و لا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ما جفا احدا قط و لا قطع على أحد كلامه و لا ردّ أحدا عن حاجة و ما مدّ رجليه بين جليسه و لا اتكأ قبله و لا شتم مواليه و مماليكه و لا قهقه في ضحكة و كان يجلس على مائدته و مماليكه و مواليه قليل النوم بالليل يحيي اكثر لياليه من أولها الى آخرها كثير المعروف و الصدقة و اكثر ذلك في الليالي المظلمة .

و حكت هذه الكلمات ما اتصف به الامام من مكارم الاخلاق و هي:

أ- انه لم يجفو أي أحد من الناس سواء أ كانوا من احبائه أم من أعدائه و انما كان يقابلهم ببسمات فياضة بالبشر.

ب- انه لم يقطع على أي أحد كلامه و انما يتركه حتى يستوفي حديثه.

ج- من معالي اخلاقه انه لم يمد رجليه بين جليسه و انما يجلس متأدبا.

د- انه لم يتّكئ قبل جليسه و انما يتّكئ بعده مراعاة له.

ه- إنه لم يشتم أي أحد من مماليكه و مواليه و ان اساءوا له.

و- انه لم يترفع على مواليه و مماليكه و كان يجلس معهم على مائدة الطعام.

ز- انه كان كثير العبادة و كان ينفق لياليه بالصلاة و تلاوة كتاب اللّه.

ح- انه كان كثير المعروف و الصدقة على الفقراء و كان اكثر ما يتصدق عليهم في الليالي المظلمة لئلا يعرفه أحد.

هذه بعض مكارم أخلاقه التي شاهدها ابراهيم بن العباس و من معالي أخلاقه انه كما تقلد ولاية العهد التي هي أرقى منصب في الدولة الاسلامية لم يأمر أحد من مواليه و خدمه في الكثير من شئونه و انما كان يقوم بذاته في خدمة نفسه و يقول الرواة: إنه احتاج الى الحمام فكره أن يأمر أحدا بتهيئته له و مضى الى حمام في البلد لم يكن صاحبه يظن أن ولي العهد يأتي الى الحمام في السوق فيشغل فيه و انما حمامات الملوك في قصورهم.

و لما دخل الامام الحمام كان فيه جندي فأزال الامام عن موضعه و أمره أن يصب الماء على رأسه ففعل الامام ذلك و دخل الحمام رجل كان يعرف الامام فصاح بالجندي هلكت أ تستخدم ابن بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟ فذعر الجندي و وقع على الامام يقبل أقدامه و يقول له متضرعا: يا ابن رسول اللّه! هلا عصيتني إذ أمرتك؟.

فتبسم الامام في وجهه و قال له برفق و لطف: إنها لمثوبة و ما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه .

و من سمو اخلاقه أنه اذا جلس على مائدة أجلس عليها مماليكه حتى السائس و البواب و قد اعطى بذلك درسا لهم لقاء التمايز بين الناس و انهم جميعا على صعيد واحد و يقول ابراهيم بن العباس: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: حلفت بالعتق و لا احلف بالعتق الا أعتقت رقبة و أعتقت بعدها جميع ما املك ان كان‏ يرى أنه خير من هذا و أومأ الى عبد أسود من غلمانه اذا كان ذلك بقرابة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلّا أن يكون له عمل صالح فأكون افضل به منه‏ .

و قال له رجل: و اللّه ما على وجه الأرض أشرف منك أبا.

فقال (عليه السّلام): التقوى شرفتهم و طاعة اللّه احفظتهم ؛ و قال له شخص آخر: أنت و اللّه خير الناس ...

فرد عليه قائلا: لا تحلف يا هذا خير مني من كان أتقى اللّه عز و جل و أطوع له و اللّه ما نسخت هذه الآية {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

و أثر عنه من الشعر في ذلك قوله:

لبست بالعفة ثوب الغنى‏           و صرت أمشي شامخ الرأس‏

لست الى النسناس مستأنسا      لكنني آنس بالناس‏

إذا رأيت التّيه من ذي الغنى‏      تهت على التائه بالياس‏

ما ان تفاخرت على معدم‏         و لا تضعفت لا فلاس‏

و دلل هذا الشعر على سمو مكارم الامام (عليه السّلام) التي هي ملء فم الدنيا و التي هي موضع الاعتزاز و الفخر للمسلمين.

و من ذاتيات الامام الرضا (عليه السّلام) و عناصره الزهد في الدنيا و الاعراض عن مباهجها و زينتها و قد تحدث عن زهده محمد بن عباد قال: كان جلوس الرضا على حصيرة في الصيف و على مسح‏ في الشتاء و لباسه الغليظ من‏ الثياب حتى اذا برز الناس تزيأ .

و يقول الرواة: إنه التقى به سفيان الثوري و كان الامام قد لبس ثوبا من خز فانكر عليه ذلك و قال له: لو لبست ثوبا ادنى من هذا؟ فأخذ الامام (عليه السّلام) يده برفق و ادخلها في كمه فاذا تحت ذلك الثوب مسح و قال (عليه السّلام) له: يا سفيان الخز للخلق و المسح للحق ... .

لقد كان الزهد من ابرز الذاتيات في خلق الامام الرضا (عليه السّلام) و من اظهر مكوناته النفسية و يجمع الرواة انه حينما تقلد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة و لم يقم لها أي وزن و لم يرغب في أي موكب رسمي و كره مظاهر العظمة التي يقيمها الناس لملوكهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.