أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
1937
التاريخ: 19-05-2015
3398
التاريخ: 1-8-2016
13729
التاريخ: 19-05-2015
3126
|
اما عناصر الامام الرضا (عليه السّلام) و مكوناته النفسية فكانت ملتقى للفضيلة بجميع ابعادها و صورها فلم تبق صفة شريفة يسمو بها الانسان الا و هي من ذات؟؟ نه و من نزعاته فقد وهبه اللّه كما وهب آباءه العظام بكل مكرمة و حباه بكل شرف و جعله علما لأمة جده يهتدي به الحائر و يرشد به الضال و تستنير به العقول ..
أما أخلاق الامام الرضا (عليه السّلام) فانها نفحة من اخلاق جده الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) الذي امتاز على سائر النبيين بهذه الظاهرة الكريمة فقد استطاع (صلّى اللّه عليه و آله) بسمو اخلاقه أن يطور حياة الانسان و ينقذه من أوحال الجاهلية الرعناء و قد حمل الامام الرضا (عليه السّلام) أخلاق جده فكانت من أهم عناصره انظروا ما يقوله ابراهيم بن العباس عن مكارم اخلاقه يقول: ما رأيت و لا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ما جفا احدا قط و لا قطع على أحد كلامه و لا ردّ أحدا عن حاجة و ما مدّ رجليه بين جليسه و لا اتكأ قبله و لا شتم مواليه و مماليكه و لا قهقه في ضحكة و كان يجلس على مائدته و مماليكه و مواليه قليل النوم بالليل يحيي اكثر لياليه من أولها الى آخرها كثير المعروف و الصدقة و اكثر ذلك في الليالي المظلمة .
و حكت هذه الكلمات ما اتصف به الامام من مكارم الاخلاق و هي:
أ- انه لم يجفو أي أحد من الناس سواء أ كانوا من احبائه أم من أعدائه و انما كان يقابلهم ببسمات فياضة بالبشر.
ب- انه لم يقطع على أي أحد كلامه و انما يتركه حتى يستوفي حديثه.
ج- من معالي اخلاقه انه لم يمد رجليه بين جليسه و انما يجلس متأدبا.
د- انه لم يتّكئ قبل جليسه و انما يتّكئ بعده مراعاة له.
ه- إنه لم يشتم أي أحد من مماليكه و مواليه و ان اساءوا له.
و- انه لم يترفع على مواليه و مماليكه و كان يجلس معهم على مائدة الطعام.
ز- انه كان كثير العبادة و كان ينفق لياليه بالصلاة و تلاوة كتاب اللّه.
ح- انه كان كثير المعروف و الصدقة على الفقراء و كان اكثر ما يتصدق عليهم في الليالي المظلمة لئلا يعرفه أحد.
هذه بعض مكارم أخلاقه التي شاهدها ابراهيم بن العباس و من معالي أخلاقه انه كما تقلد ولاية العهد التي هي أرقى منصب في الدولة الاسلامية لم يأمر أحد من مواليه و خدمه في الكثير من شئونه و انما كان يقوم بذاته في خدمة نفسه و يقول الرواة: إنه احتاج الى الحمام فكره أن يأمر أحدا بتهيئته له و مضى الى حمام في البلد لم يكن صاحبه يظن أن ولي العهد يأتي الى الحمام في السوق فيشغل فيه و انما حمامات الملوك في قصورهم.
و لما دخل الامام الحمام كان فيه جندي فأزال الامام عن موضعه و أمره أن يصب الماء على رأسه ففعل الامام ذلك و دخل الحمام رجل كان يعرف الامام فصاح بالجندي هلكت أ تستخدم ابن بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟ فذعر الجندي و وقع على الامام يقبل أقدامه و يقول له متضرعا: يا ابن رسول اللّه! هلا عصيتني إذ أمرتك؟.
فتبسم الامام في وجهه و قال له برفق و لطف: إنها لمثوبة و ما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه .
و من سمو اخلاقه أنه اذا جلس على مائدة أجلس عليها مماليكه حتى السائس و البواب و قد اعطى بذلك درسا لهم لقاء التمايز بين الناس و انهم جميعا على صعيد واحد و يقول ابراهيم بن العباس: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: حلفت بالعتق و لا احلف بالعتق الا أعتقت رقبة و أعتقت بعدها جميع ما املك ان كان يرى أنه خير من هذا و أومأ الى عبد أسود من غلمانه اذا كان ذلك بقرابة من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلّا أن يكون له عمل صالح فأكون افضل به منه .
و قال له رجل: و اللّه ما على وجه الأرض أشرف منك أبا.
فقال (عليه السّلام): التقوى شرفتهم و طاعة اللّه احفظتهم ؛ و قال له شخص آخر: أنت و اللّه خير الناس ...
فرد عليه قائلا: لا تحلف يا هذا خير مني من كان أتقى اللّه عز و جل و أطوع له و اللّه ما نسخت هذه الآية {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
و أثر عنه من الشعر في ذلك قوله:
لبست بالعفة ثوب الغنى و صرت أمشي شامخ الرأس
لست الى النسناس مستأنسا لكنني آنس بالناس
إذا رأيت التّيه من ذي الغنى تهت على التائه بالياس
ما ان تفاخرت على معدم و لا تضعفت لا فلاس
و دلل هذا الشعر على سمو مكارم الامام (عليه السّلام) التي هي ملء فم الدنيا و التي هي موضع الاعتزاز و الفخر للمسلمين.
و من ذاتيات الامام الرضا (عليه السّلام) و عناصره الزهد في الدنيا و الاعراض عن مباهجها و زينتها و قد تحدث عن زهده محمد بن عباد قال: كان جلوس الرضا على حصيرة في الصيف و على مسح في الشتاء و لباسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز الناس تزيأ .
و يقول الرواة: إنه التقى به سفيان الثوري و كان الامام قد لبس ثوبا من خز فانكر عليه ذلك و قال له: لو لبست ثوبا ادنى من هذا؟ فأخذ الامام (عليه السّلام) يده برفق و ادخلها في كمه فاذا تحت ذلك الثوب مسح و قال (عليه السّلام) له: يا سفيان الخز للخلق و المسح للحق ... .
لقد كان الزهد من ابرز الذاتيات في خلق الامام الرضا (عليه السّلام) و من اظهر مكوناته النفسية و يجمع الرواة انه حينما تقلد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة و لم يقم لها أي وزن و لم يرغب في أي موكب رسمي و كره مظاهر العظمة التي يقيمها الناس لملوكهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|