المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نبوءة ‏ الانتصار في معركة بدر
3-12-2015
ما أُلحق بالأربعة من الفعل
18-02-2015
باقة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
12-4-2017
Descriptive or prescriptive?
2023-12-09
موبرتويس ، بيار لويس مورو
30-11-2015
The metallic structures of Period 3 Elements
30-3-2019


خطبة الامام في التوحيد  
  
9868   10:09 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص338-342.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

تعتبر هذه الخطبة من غرر خطب أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) و من روائع ما أثر عنهم في قضايا التوحيد و لو لم يكن للامام الرضا (عليه السّلام) من تراث إلّا هذه الخطبة لكفى بها للتدليل على امامته و بلوغه مرتبة سامية من العلم و الفضل لم يبلغها إلّا الأئمة المعصومون سلام اللّه عليهم  و نظرا لأهميتها البالغة فقد تصدى سماحة المغفور له يحيى بن محمد علي إلى شرحها و قد جاء في مقدمتها:

إن الخطبة المعروفة الواردة في التوحيد إلى جناب الحضرة المقدسة و الساحة المطهرة  ثامن أئمة الدين إمام الورى علي بن موسى الرضا عليه التحية و الثناء لما كانت بحرا عميقا محتويا على فوائد و معارف  جامعة من فنون العلم و صنوف المعرفة ما لا يجمعه سواها الخ  .

اما سبب إنشاء الامام لهذه الخطبة فهو ان المأمون لما اراد أن يولي الامام ولاية العهد حسده بنو هاشم- و هم بنو العباس- و قالوا له: أتولي رجلا جاهلا ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه رجلا يأتينا به‏ فترى من جهله ما يستدل به عليه فبعث إليه فأتاه فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن اصعد المنبر و انصب لنا علما نعبد اللّه عليه فصعد المنبر فقعد مليا لا يتكلم ثم انتفض و استوى قائما فحمد اللّه و اثنى عليه و صل على النبي و أهل بيته ثم قال:

أول عبادة اللّه معرفته و أصل معرفة اللّه توحيده و نظام توحيد اللّه نفي الصفات عنه لشهادة العقول أن كل صفة و موصوف مخلوق‏  و شهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بصفة و لا موصوف و شهادة كل صفة و موصوف بالاقتران و شهادة الاقتران بالحدث و شهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث فليس اللّه عرف من عرف بالتشبيه ذاته‏  و لا إياه وحد من اكتنهه‏  و لا حقيقته أصاب من مثله و لا به صدق من نهاه‏  و لا صمد صمده من أشار إليه‏  و لا إياه عني من شبهه و لا له تذلل من بعضه و لا إياه أراد من توهمه.

كل معروف بنفسه مصنوع و كل قائم في سواه معلول بصنع اللّه يستدل عليه و بالعقول يعتقد معرفته و بالفطرة تثبت حجته‏  خلق اللّه الخلق حجابا بينه و بينهم و مباينته إياهم مفارقته إنيتهم و ابتداؤه إياهم دليلهم على أن لا ابتداء له لعجز كل مبتدئ عن ابتداء غيره و ادوات اياهم دليل على ان لا اداة فيه لشهادة الأدوات بفاقة المتأدّين , و اسماؤه تعبير و افعاله تفهيم و ذاته حقيقة و كنهه تفريق بينه و بين خلقه و غبوره تحديد لما سواه فقد جهل اللّه من استوصفه و قد تعداه من اشتمله‏  و قد أخطأه من اكتنهه و من قال: كيف فقد شبهه و من قال: لم؟ فقد علّله و من قال:

متى؟ فقد وقته و من قال: فيم؟ فقد ضمنه و من قال: إلام؟ فقد نهاه و من قال: حتّام فقد غياه‏  و من غياه فقد غاياه و من غاياه فقد جزأه و من جزّأه وصفه و من وصفه فقد الحد فيه لا يتغير اللّه بانغيار المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود أحد لا بتأويل عدد ظاهر لا بتأويل المباشرة متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة مباين لا بمسافة قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم موجود لا بعد عدم فاعل لا باضطرار مقدر لا بحول فكرة  مدبر لا بحركة مريد لا بهمامة شاء لا بهمة مدرك لا بمجسة  سميع لا بآلة بصير لا بأداة , لا تصحبه الأوقات و لا تضمنه الأماكن و لا تأخذه السنات‏  و لا تحده الصفات و لا تقيده الأدوات سبق الأوقات كونه و العدم وجوده‏  و الابتداء أزله بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له‏  و بتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له و بمضادته بين الأشياء عرف ان لا ضد له و بمقارنته بين الأمور عرف ان لا قرين له ضاد النور بالظلمة و الجلاية بالبهم و الجسو  بالبلل و الصرد  بالحرور مؤلف بين متعادياتها مفرق بين متدانياتها دالة بتفريقها على مفرقها و بتأليفها على مؤلفها ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‏  ففرق بها بين قبل و بعد ليعلم ان لا قبل له و لا بعد شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها دالة بتفاوتها ان لا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لا حجاب بينه و بينها غيرها.

له معنى الربوبية اذ لا مربوب‏  و حقيقة الالهية إذ لا مألوه‏  و معنى العالم و لا معلوم و معنى الخالق و لا مخلوق و تأويل السمع و لا مسموع ليس منذ خلق استحق معنى الخالق و لا باحداثه البرايا استفاد معنى البارئية كيف و لا تغيبه من و لا تدنيه قد و لا تحجبه لعل و لا توقته متى و لا تشمله حين و لا تقارنه مع‏  انما تحد الأدوات أنفسها و تشير الآلة إلى نظائرها  و في الاشياء يوجد افعالها  منعتها قد الأزلية  و جنبتها لو لا التكملة افترقت فدلت على مفرقها و تباينت فأعربت عن مباينها لما تجلى صانعها للعقول و بها احتجب عن الرؤية و إليها تحاكم الأوهام و فيها أثبتت غيره‏  و منها أنيط الدليل و بها عرفها الأقرار و بالعقول يعتقد التصديق باللّه و بالاقرار يكمل الايمان به و لا ديانة إلّا بعد المعرفة و لا معرفة إلّا بالاخلاص و لا اخلاص مع التشبيه و لا نفي مع إثبات الصفات للتشبيه‏  فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه و كل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه لا تجري عليه الحركة و السكون و كيف يجري عليه ما هو أجراه أو يعود إليه ما هو ابتدأه إذا لتفاوتت ذاته و لتجزأ كنهه و لامتنع من الأزل معناه.

و لما كان للباري معنى غير المبروء و لو حدّ له وراء إذا حدّ له أمام و لو التمس له التمام إذا لزمه النقصان كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث و كيف ينشى‏ء الأشياء من لا يمتنع من الانشاء إذا لقامت فيه آية المصنوع و لتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ليس في محال القول حجة و لا في المسألة عنه جواب و لا في معناه له تعظيم و لا في إباءته عن الخلق ضيم إلّا بامتناع الأزلي أن يثنى و ما لا بدء له أن يبدأ لا إله إلّا اللّه العلي العظيم كذب العادلون باللّه و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا و صلى اللّه على محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين .

و حوت هذه الخطبة العظيمة غوامض البحوث الفلسفية و الكلامية و قد ظهرت فيها القدرات العلمية الهائلة للامام الرضا (عليه السّلام) و انكشف للعباسيين زيغ ما ذهبوا إليه من عجز الامام و عدم قدرته على الخوض في البحوث العلمية و من المؤكد ان معظم المستمعين لخطاب الامام لم يفقهوا هذه المسائل الفلسفية التي عرضها الامام (عليه السّلام) و التي تناولت أهم قضايا التوحيد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.