المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مراقبة العبد لنفسه‏  
  
1787   12:28 مساءاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏306- 307
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016 1181
التاريخ: 24-6-2021 1899
التاريخ: 21-7-2016 1273
التاريخ: 23-12-2021 2024

ينبغي للعبد أن يراقب نفسه عند الخوض في الأعمال و يلاحظها بالعين الكالية فانها إن تركت طغت و فسدت ، ثم يراقب اللّه في كل حركة و سكون ، و ذلك بأن يعلم بأن اللّه مطلع على الضمائر عالم بالسراير رقيب على أعمال العباد قائم على كل نفس بما كسبت و أن سرّ القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك قال اللّه تعالى : {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق : 14] , و قال اللّه تعالى : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء : 1].

وقال النبي (صلى الله عليه واله): «الاحسان أن تعبد اللّه كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك»(1) , و حكي إن زليخا لما خلت بيوسف فقامت فغطت وجه صنمها فقال يوسف : ما لك أتستحيين من مراقبة جماد و لا استحيي من مراقبة الملك الجبار(2).

و في الحديث القدسي «إنما يسكن جنات عدن الذين إذا همّوا بالمعاصي ذكروا عظمتي فراقبوني و الذين انحنت اصلابهم من خشيتي و عزّتي و جلالي إنّي لاهّم بعذاب أهل الارض فاذا نظرت إلى أهل الجوع و العطش من مخافتي صرفت عنهم العذاب»(3).

فهذه المعرفة إذا صارت يقينا يعني أنها إذا خلت من الشكّ ثم استولت بعد ذلك على القلب استجرت القلب و قهرته على مراعاة جانب الرّقيب و صرفت الهمة إليه.

و الموقنون بهذه المعرفة مراقبتهم على درجتين احداهما مراقبة المقربين ، و هي مراقبة التعظيم و الاجلال ، و هي أن يصير القلب مستغرقا بملاحظة ذلك الجلال و منكسرا تحت الهيبة فلا يبقى فيه متّسع للالتفات إلى الغير، و هذا هو الذي صار همّه همّا واحدا و كفاه اللّه ساير الهموم و الثانية مراقبة الورعين من أصحاب اليمين ، و هم قوم غلب يقين اطلاع اللّه على ظواهرهم و بواطنهم و لكن لم يدهشهم ملاحظة الجمال و الجلال بل بقيت قلوبهم على حدّ الاعتدال متسعة للتلفت‏(4) , إلى الأحوال و الأعمال و المراقبة فيها و غلب عليهم الحياء من اللّه فلا يقدمون و لا يحجمون‏(5) , إلا بعد التثبت و يمتنعون من كل ما يفتضحون به في القيامة  فانهم يرون اللّه مطلعا عليهم فلا يحتاجون إلى انتظار القيامة.

فانّ العبد لا يخلو اما أن يكون في طاعة أو معصية أو مباح فمراقبته في الطاعة بالاخلاص ، و الاكمال و مراعاة الأدب و حراستها عن الآفات ، و مراقبته في المعصية بالتوبة و النّدم و الاقلاع و الحياء و الاشتغال بالتكفير ، و مراقبته في المباح بمراعاة الأدب بأن يقعد مستقبل القبلة و ينام على اليد اليمنى مستقبلا إلى غير ذلك.

فكل ذلك داخل في المراقبة و بشهود المنعم في النعمة و بالشكر عليها و بالصبر على البلاء فان لكل ذلك حدودا لا بدّ من مراعاتها بدوام المراقبة و من يتعد حدود اللّه فقد ظلم نفسه‏(6).

و الخسران يعاتبه و يعاقبه رابعا و يأخذ منه الغرامة كذلك العقل يحتاج في مشاركة النفس الى هذه الاعمال فأولها المشارطة و هي ان يشارط النفس و ياخذ منها العهد و الميثاق في كل يوم و ليلة أن لا يرتكب المعاصي و لا يصدر منها شي‏ء يوجب سخط اللّه و لا يقصر في شي‏ء من الطاعات الواجبة.

و ثانيها المراقبة و هو أن يراقب نفسه عند الخوض في الاعمال فيلاحظها بالعين الكالئة، ثم يراقب اللّه في كل حركة و سكون فانه تعالى كما قيل:

شهيد علينا من رجونا شهوده‏            رقيب علينا من بغونا وفوده‏

وثالثها المحاسبة و هي أن يطالب النفس و يحاسبها في آخر النهار على جميع حركاتها و سكناتها كما يفعل التجار في آخر كل سنة مع الشركاء.

و رابعها المعاتبة و المعاقبة فانه اذا حاسب نفسه فوجدها خائنة في الاعمال مرتكبة للمعاصي مقصرة في حقوق اللّه فلا ينبغي ان يهملها بل اللازم حينئذ أن يعاتبها و يعاقبها و يكلفها الطاعات الشاقة و يلزمها الرياضات الشديدة اذ لو اهملها سهل عليه مقارفة المعاصي و انس بها بحيث يعسر بعد ذلك فطامها عنها، فهذا ملخص الكلام في هذا الباب و المصنف« قد» في المحجة و كذا الغزالي في الاحياء جعلها ستة فجعل الرابعة المعاقبة ، ثم المجاهدة ، ثم المعاتبة  و اللّه الموفق و المعين.

_________________

1- احياء علوم الدين : ج 4 , ص363.

2- و حكي عن بعض الاحداث انه راود جارية عن نفسها ليلا فقالت ألا تستحيي؟ , فقال : ممن استحيي و ما يرانا الا الكواكب ، فقالت : و أين مكوكبها؟.

3- المحجة : ج 8 , ص 159.

4- قوله تعالى {لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} [الأحقاف : 22] أي تصرفنا عنها من قولهم لفت وجهه لفتا صرفه الى ذات اليمين أو الشمال. م.

5- اجحم عن الشي‏ء كفت عنه ، مثل أحجم. م.

6- و حاصل الكلام في المحاسبة و المراقبة : أن يعلم أن العقل بمنزلة تاجر في طريق الاخرة والنفس شريكه فكما ان التاجر يشارط شريكه اولا؛ و يراقبه نانيا، فان قصر في التجارة بالخيانة




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.