أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1941
التاريخ: 21-7-2016
1524
التاريخ: 2023-04-08
1227
التاريخ: 21-7-2016
1807
|
أن الموت هائل و خطره عظيم و غفلة الناس لقلة فكرهم فيه و ذكرهم له و من يذكره ليس يذكره بقلب فارغ بل بقلب مشغول بشهوات الدنيا فلا ينجع(1) ذكر الموت في قلبه فالطريق فيه أن يفرغ العبد قلبه عن كلّ شيء إلّا عن ذكر الموت الذي بين يديه كالذي يريد أن يسافر إلى مفازة مخطرة أو يركب البحر فانّه لا يتفكر إلا فيه فاذا باشر ذكر الموت قلبه فيوشك أن يؤثر فيه و عند ذلك يقل فرحه و سروره بالدنيا و ينكسر قلبه(2).
وأوقع طريق فيه أن يكثر ذكر أقرانه الذين مضوا قبله فيتذكر موتهم و مصرعهم تحت التراب و يتذكر صورهم في مناصبهم و أحوالهم ، و كيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم و كيف ارملوا نساءهم و ايتموا أولادهم وضيّعوا أموالهم و خلت منهم مساجدهم و مجالسهم و انقطعت آثارهم و اوحشت ديارهم.
فمهما تذكر رجلا رجلا و فصل في قلبه حاله و كيفية حياته و توهم صورته و تذكر نشاطه و تردّده و أمله في العيش و البقاء و نسيانه للموت و انخداعه بمواتاة (3) الاسباب و ركونه إلى القوة و الشباب و ميله إلى الضحك و اللهو و غفلته عمّا بين يديه من الموت الذّريع(4) و الهلاك السّريع ، فانّه كيف كان يتردّد و الان قد تهدّمت رجلاه و مفاصله ، و كيف كان ينطق و قد أكل الدّود لسانه ، و كيف كان يضحك و قد أكل التراب أسنانه و أنّه كيف كان يدبّر لنفسه ما لا يحتاج إليه إلى عشر سنين في وقت لم يكن بينه و بين الموت إلّا شهر و هو غافل عمّا يراد به حتى جاء الموت في وقت لا يحتسب فانكشفت له صورة ملك الموت و قرع سمعه النّداء إمّا بالجنّة أو بالنّار.
فعند ذلك ينظر في نفسه أنّه مثلهم و غفلته كغفلتهم و السّعيد منوعظ بغيره فملازمة هذه الأفكار و أمثالها مع دخول المقابر و مشاهدة المرضى هو الذي يجددّ ذكر الموت في القلب حتى يغلب عليه بحيث يصير الموت نصب عينيه.
فعند ذلك يوشك أن يستعد له و يتجافى عن دار الغرور و إلا فالذكر بظاهر القلب و عذبة اللسان قليل الجدوى في التحذير و التنبيه ، و مهما طاب قلبه بشيء من الدنيا فينبغي أن يتذكر في الحال أنه لا بدّ من مفارقته.
_________________
1- نجع فيه الامر و الخطاب و الوعظ : اذا اثر فيه و نفع. و منه حديث علي(عليه السلام) : فانجعوا لما يحق لكم من السمع و الطاعة. م.
2- و روى أنه لما حضرت الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة بكى بكاء شديدا و قال : اني اقدم على أمر عظيم و هول لم أقدم على مثله قط.
3- المواتاة : حسن المطاوعة و الموافقة أصله الهمزة و خفف و كثر حتى صار يقال بالواو الخالصة. م.
4- موت ذريع أي فاش أو سريع. المنجد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|