أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
16086
التاريخ: 15/11/2022
1338
التاريخ: 6-7-2022
1989
التاريخ: 10-12-2015
12021
|
في كلمة «عسى» طمع وترج ، وفي كلمة «لعل» طمع وإِشفاق ، هنا يتبادر إِلى الذهن سؤال هو : لو كان التمني والترجي جائزين بالنسبة للإِنسان لعدم علمه بالغيب ولمحدودية قدرته وعجزه عن فعل وإِنجاز كل ما يريد ، فكيف يجوز استخدامهما من قبل الله العالم بالغيب والشهادة والقادر على كل شيء؟! والطمع والترجي يكونان في جاهل عاجز والله منزّه عن ذلك؟
ذهب كثير من العلماء إِلى تأويل معنى كلمتي «عسى» و«لعل» الواردتين في كلام الله فقالوا : بأنّهما إذا وردتا في كلامه سبحانه عزّ وجل فإِنّهما تفقدان معانيهما الحقيقية الأصلية وتكتسبان معاني جديدة ، وقالوا : إِن كلمة «عسى» إِذا أتت في كلام الله جاءت بمعنى «الوعد» وإِن كلمة «لعل» تأتي في كلامه ـ عزّ من قائل ـ بمعنى «الطلب».
والحق أنّ هاتين الكلمتين لا يتغير معناهما إِذا وردتا في كلام الله ، ولا يستلزمان الجهل أو العجز ، لكن استخدامهما يأتي في مواضع يكون الوصول فيها إِلى الهدف بحاجة إِلى مقدمات عديدة ، فإِن لم تتوفر إِحدى هذه المقدمات أو بعضها لم يمكن القطع بتحقق ذلك الهدف ، بل تأتي مسألة تحقق الهدف على شكل إِحتمال ، ويكون الحكم في هذا المجال إِحتمالياً.
على سبيل المثال يقول القرآن الكريم : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف : 204] ولا يعني هنا أنّ رحمة الله تشمل كل من يستمع أو ينصت إِلى القرآن أثناء قراءته ، بل أنّ الإِستماع والإِنصات يكونان مقدمة من مقدمات نيل رحمة الله ، وهناك مقدمات أُخرى مثل فهم القرآن وتدبر آياته والعمل بأحكامه.
ويتّضح من هذا أنّ تحقيق مقدمة واحدة لا يكفي لحصول النتيجة المطلوبة ولا يمكن الجزم أو القطع بحتمية تحقق النتيجة ، بل كل ما يمكن الحكم به هو احتمال حدوثها ، والحقيقة إن مثل هذه الكلمات حين تأتي في كلام الله ، يكون الهدف منها تنبيه السامع إِلى وجود مقدمات وشروط أُخرى يجب تحقيقها للوصول إِلى الهدف بالإِضافة إِلى الشرط أو المقدمة المذكورة المصرح بها في الكلام.
وقد تبيّن لنا أنّ نيل رحمة الله لا يتحقق فقط بالإِستماع والإِنصات إِلى القرآن فقط ، بل يجب لنيل هذه الرحمة توفير المقدمات الاُخرى لذلك.
من هنا فإِنّ هذه الآية التي نبحث فيها تقول إِن قدرة الكفار وقوتهم لا تزول ولا تضمحل بمجرّد دعوة المؤمنين إِلى الجهاد وترغيبهم فيه ، بل يجب هنا ـ أيضاً ـ أن يسعى المؤمنون لتوفير المقدمات الاُخرى للقضاء على قدرة الكفار ، منها إِعداد وسائل القتال والإِلتزام بالخطة التي يضعها النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والسير عليها من أجل الوصول إِلى الهدف النهائي.
وهكذا يتبيّن لنا أنّ لا ضرورة لصرف كلمتي «عسى» و«لعل» وأشباههما عن معانيها الحقيقية متى ما وردت في كلام الله تعالى (1).
________________________
1. يذكر الراغب في (المفردات) احتمالا اخر في تفسير (عسى) و (لعل) هو ان الله تعالى اذا ذكر ذلك يذكره ليكون الانسان منه راجيا ، لا لان يكون الله هو الذي يرجو .اي انه يقول للانسان كن انت راجيا لا انا الذي ارجو .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|