المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الفيزياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11470 موضوعاً
الفيزياء الكلاسيكية
الفيزياء الحديثة
الفيزياء والعلوم الأخرى
مواضيع عامة في الفيزياء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


آلان أسبكت  
  
3130   04:55 مساءاً   التاريخ: 15-6-2016
المؤلف : أمير أكزيل
الكتاب أو المصدر : التعالق اكبر لغز في الفيزياء
الجزء والصفحة : ص 171
القسم : علم الفيزياء / علماء الفيزياء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-11-2015 1512
التاريخ: 20-10-2015 1646
التاريخ: 11-11-2015 1738
التاريخ: 2-12-2015 1521

آلان أسبكت

‏ولد آلان أسبكت عام ١٩٤٧ ‏في قرية صغيرة جنوب غربي فرنسا، لا تبعد كثيرا عن بوردو وبريجورد Perigord ، في منطقة يعتبر فيها الغذاء الجيد والخمور الممتازة جزءا مكملا للثقافة. وحتي يومنا هذا ، يصنع أسبكت فطائره المحشوة باللحم والسمك (الباتيه) ويحافظ على قلبه عفيا باحتساء الأنبذة الحمراء التي تشتهر بها المنطقة. ويرى أسبكت نفسه بوصفه برهانا حيا على ما أصبح يعرف بـ "التعارض الفرنسي ": وهي حقيقة أن الفرنسيين يستطيعون تناول الأطعمة الدسمة ويتمتعون في الوقت نفسه بدورة دموية جيدة وسليمة صحيا.

‏ ومنذ الطفولة المبكرة، اهتم آلان بالعلوم خاصة الفيزياء والفلك، وأحب النظر إلى النجوم، وقراءة كتب جول فيرن Jules Vernes  ، واستمتع بالذات بكتابه "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" ودائما كان يعلم أنه سيصبح عالما .

‏وانتقل آلان إلي أقرب مدينة له ليذهب إلى المدرسة، وبعد انتهائه من المدرسة الثانوية انتقل إلى مدينة أكبر، وهي بوردو، ليستعد لامتحانات القبول بأفضل مدارس ‏فرنسا وهي جراند إيكول الشهيرة. ونجح في اجتياز امتحانات القبول. وانتقل إلى أكبر المدن جميعا ، باريس، القلب الثقافي والاكاديمي لأوروبا كلها . وفي عمر الرابعة والعشرين حاز شهادة التخرج التي أسماها "الدكتوراه الصغرى له"، وقبل أن يواصل الدراسة من أجل "الدكتوراه الكبرى"، انقطع لعدة سنوات، وتطوع لينضم للخدمة الاجتماعية في أفريقيا . وهكذا طار هام ١٩٧١ ‏إلى الكاميرون.

‏وعلى مدى ثلاث سنوات، تحت شمس أفريقيا اللاهبة، انهمك آلان أسبكت في عمل شاق لمساعدة الناس على العيش حياة أفضل في ظل ظروف معاكسة. إلا أنه كان يقضي كل وقت فراغه يقرأ ويدرس واحدا من أكمل وأعمق الكتب الدراسية المؤلفة عن نظرية الكم على الإطلاق وهو Quantum Mechanics  ‏الذي شارك في تأليفه Cohen, Tamoudji Laloe. وانغمس آلان في دراسة الفيزياء الغريبة للجسيمات الدقيقة. وأثناء عمله للحصول على الشهادة، قام بدراسة ميكانيكا الكم، إلا أنه لم يتمكن قط من فهم الفيزياء فهما جيدا ، لأن المقررات التي درسها كانت تؤكد فحسب على حساب المعادلات التفاضلية وغيرها من الآليات الرياضية المستخدمة في الفيزياء المتطورة. وهنا ، في قلب أفريقيا، أصبحت المفاهيم الفيزيائية نفسها مفاهيم واقعية للعالم الشاب. وبدأ أسبكت يفهم بعضا من سحر الكوانتم الذي يتخلل عالم الجسيمات الدقيقة. لكن من بين كل المظاهر الغريبة لنظرية الكم، زاد انجذابه إلى واحد منها أكثر من باقي المظاهر. إنه الفرض الذي طرحه أينشتين منذ عقود مع زميليه بودولسكي وروسين، وقد اتخذ معني خاصا لديه.

‏وقرأ أسبكت الورقة التي قدمها جون بل، الذي كان أنذآك فيزيائيا مغمورا في المركز الأوروبي للبحوث النووية في جنيف(CERN). وأثرت الورقة في أسبكت بعمق إذ حثته على أن يقرر تكريس كل جهوده لدراسة المضامين غير المتوقعة لفرضية جون بل اللافتة للنظر بغرابتها . وقد أدى به هذا إلى اتخاذ طريق اكتشاف أكثر الأسرار عمقا في الطبيعة. وفي هذا الإطار، يتشابه آلان أسبكت مع ابنر تنيموني. إذ إن كلا الرجلين يمتلك إدراكا عميقا - بل وحتى طبيعيا وحدسيا - لنظرية الكم. والرجلان ‏كلاهما، عبر الأطلنطي الذي يفصل بينهما بشاطئيه ، كان لديه على نحو ما قدرة شاركا فيها جون بل في فهم الحقائق التي كانت عصية علي إدراك أينشتين.

‏ومثل شيموني، دائما ما كان يمضي آلان أسبكت إلى جوهر أي مفهوم أو موضوع. فإذا أراد أن يفهم التعالق، يقرأ ما كتبه شرودنجر مباشرة - وليس تحليلا يعرضه فيزيائي أخر بعده. وذا رغب في فهم اعتراضات أينشتين على نظرية الكم الوليدة، يبحث عن الأوراق الأصلية لأينشتين في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ويقرؤها ، غير أن المثير للدهشة، بخلاف حقيقة أن شيموني راوده حلم رأى خلاله أسبكت يقدم عرضا أدى بتطوير شيموني لمسألة مهمة، فإن حياة الرجلين لم تتعالقا . فقد تحركا غالبا في دوائر تكاد تكون منفصلة، ففي حين كان أبنر شيموني متحمسا ، والذي كان حماسه للفيزياء يطفى على من حوله: مثل هورن، وكلوزر، وجرينبرجر، وزاينجلر، يستحثهم للمضي في طريق اكتشاف ما هو أعظم وانجازه - كان أسبكت يعمل علي نحو مختلف.

‏وبمجرد عودته من أفريقيا، كرس آلان أسبكت جهوده، لدراسة دقيقة لنظرية الكم في بلده الأصلي. وفي الواقع كانت فرنسا- ومازالت - مركزا عالميا مهما للفيزياء. ووجد نفسه في قلب نخبة من الفيزيائيين ذوي الشأن، تعلم منهم الكثير، ومن خلالهم تمكن من اختبار أفكاره. وتضم قائمة أسماء أعضاء الكلية المسجلين في لجنة أطروحته التي نقرأها ضمن Who's Who في العلوم الفرنسية أسماء مثل مارشال A.marechal ‏، الحاصل على جائزة نوبل ، وكوهين- تانودجي، وإسبانيه B. D' Espagnat ، وامبير C.lmbert ، ولالو . F.laloe. والعضو الوحيد غير الفرنسي باللجنة لم يكن سوي جون بل نفسه.

 ‏وكما حدث مع شيموني في الضفة الأخرى من الأطلنطي، فقد فهم أسبكت فرضية جون بل على نحو أفضل من معظم الفيزيائيين. وسرعان ما أدرك التحدي الذي ضخته فرضية جون بل المتميزة في الفيزياء وفهمه وكذلك تحدي الفرضية لفهم أينشتين للعلم. ومن وجهة نظر أسبكت: إن جوهر الجدال بين بوهر وأينشتين كان إيمان أينشتين الراسخ بأنه:

‏ينبغي علينا التخلي عن واحد من الزعمين التاليين:

١ ‏- إن الوصف الإحصائي للدالة الموجية هو وصف كامل، أو

٢ ‏- إن الحالات الفعلية لجسيمين منفصلين مكانيا مستقلة أحداها عن الأخرى

‏وبسرعة بالغة أدرك أسبكت أن هذا التأكيد الذي عرضه أينشتين، كما ورد في ورقة EPR ‏عام ١٩٣٥ ‏، هو الذي تناولته فرضية جون بل ببراعة واحكام. وباستخدام تجهيزات EPR ‏، قدم جون بل إطارا فعليا لاختبار الفرضية القائلة بأن نظرية الكم غير كاملة في مقابل الزعم القائل بأنها ، حقا ، نظرية كاملة لكنها تتضمن عناصر لا موضعية واضحة المعالم.

‏وتختص فرضية جون بل بفئة شديدة العمومية من النظريات الموضعية مع مؤشرات (Parameters) خافية، أو متممة. وهذا الافتراض يتمثل على النحو التالي: لنفرض أن نظرية الكم غير كامل، غير أن أفكار أينشتين عن الموضع باقية. لذك نفترض أنه ينبغي إيجاد طريقة لاستكمال الوصف الكمي للعالم، مع الإبقاء على شرط أينشتين الأساسي بأن ما يحدث هنا لا يمكن أن يؤثر فيما يحدث هناك، إلا إذا أمكن إرسال إشارة من هنا إلى هناك (وهذه الاشارة، حسب النظرية النسبية الخاصة لأينشتين، لا يمكن أن تسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء). وفي هذه الحالة، لتكون النظرية كاملة ينبغي اكتشاف المتغيرات الخافية، وتقديم وصف لهذه المتغيرات التي تجعل الجسيمات الدقيقة أو الفوتونات تتصرف بطريقة معينة. ويكمن حدس أينشين في أن معاملات الارتباط بين الجسيمات التي تفصل بينها مسافة تنجم عن حقيقة أن تجهيزاتها المشتركة تمنحها متغيرات خافية لا يتضح تأثيرها إلا إذا تشاركت في الموضع. وتكون هذه المتغيرات الخافية صفحات تحتوي على تعليمات، والجسيمات التي تتبع التعليمات، بدون أي معاملات ارتباط مباشرة بين الجسيمات، تضمن أن يكون سلوكها مترابطا . وذا كان الكون موضعيا في طبيعته (بمعني أنه لا يوجد ثمة احتمال لاتصال أو تأثير أسرع من الضوء أي أن العالم هو كما يراه أينشتين) إذن فإن المعلومات اللازمة لاستكمال نظرية الكم يجب الحصول عليها من خلال نوع معين من المتغيرات الخافية التي سبق برمجتها.

‏ويتضمن إثبات جون بل أن أي نظرية عن المتغيرات الخافية لن تتمكن من إنتاج كل تنبؤات ميكانيكا الكم، خاصة التفسيرات المتعلقة بالتعالق في شرح بوهم لورقة EPR، وتجلي الخلاف بين نظرية الكم الكاملة وكون التغيرات الخافية الموضعية في شكله الصدامي من خلال متباينة جون بل.

‏وتوصل آلان أسبكت إلي فهم نقطة جوهرية. كان قد أدرك أن نظرية الكم قد حظيت أنذآك بنجاح هائل كأداة للتنبؤ العلمي. ولذلك انتابه شعور أن النزاع الواضح المعروض مسبقا والمتأصل في فرضية جون بل ومتبايناته المصاحبة يمكن استخدامه، في المقابل، لهزيمة كل النظريات الداعمة للمتغيرات الخافية الموضعية، ولذلك، وبخلاف جون كلاوزر - في الذي راهن قبل أن يجري تجربته على أن نظرية الكم سوف تمني بالهزيمة وأن فكرة الموضع سوف تنتصر. ذات يوم اتجه أسبكت لتصميم تجاربه الخاصة مؤمنا بانتصار نظرية الكم وهزيمة نظرية الموضع. فإذا تعين أن تنجح تجاربه التأملية، فإن فكرة اللاموضع ستتأسس بوصفها ظاهرة واقعية في عالم الكوانتم، وسوف تصد نظرية الكم النجوم على عدم اكتمالها . والجدير بالملاحظة، مع هذا ، أنه أيا ما كانت ميول كلاوزر وأسبكت حول النتائج المتوقعة لتجاربهما، فإن كلا منهما صمم تجربة تسمح للطبيعة أن تتكلم دون أي انحياز مسبق لاتجاه أو لغيره.

‏وكان أسبكت واعيا تماما بأن فرضية جون بل، التي ووجهت فعليا بالتجاهل إبان ظهورها لأول مرة في منتصف ستينيات القرن العشرين، غدت أداة لسبر غور أسس نظرية الكم. وعلى نحو خاص، حين نما إلى علمه تجارب كلاوزر في كاليفورنيا وما أجراه شيموني وهورن في بوسطن. كما- عرف أن تجارب أخرى عديدة أجريت ولم تسفر عن نتائج حاسمة. وأدرك أسبكت - كما أورد فيما بعد في أطروحته للدكتوراه وفي الأوراق التي تلتها -أن التجهيزات التجريبية التي استخدمها الفيزيائيون في أعمالهم السابقة عليه كانت تعاني من صعوبات في استخدامها . كذلك فإن أي خلل ‏أو شائبة في تصميم التجربة قد ينحو بها إلى تدمير التركيب هش البناء الأمر الذي يؤدي للخلاف المرغوب بين متباينات جون بل وتنبؤات نظرية الكم.

‏كان التجريبيون يتطلعون لنتائج تواجه معاناة شديدة في الحصول عليها. وكان السبب يكمن في أن التعالق يحتاج إلى شروط صعبة للتحقق، والاستمرار، والقياس بفعالية. ومن أجل البرهنة على انتهاك لمتباينة جون بل التي تساعد في البرهنة على تنبؤات نظرية الكم، يتعين بناء التصميم التجريبي بمنتهي الدقة. واستهدف أسبكت أن يعد تجهيزات التجربة على أعلى درجة من الكفاءة، الأمر الذي يتيح له، كما كان يأمل، أن يعيد إثبات تفسير بوهم للتجربة الفكرية لورقة EPR ‏ ‏لأقرب درجة ممكنة، وأن تتيح له قياس معامل الارتباط في البيانات التي تتنبأ فيها ميكانيكا الكم بانتهاك متباينات ‏جون بل.

‏وتهيأ أسبكت للعمل. وقام بإنشاء كل قطعة في الجهاز بمعرفته، متخذا من بدروم مركز البحوث البصرية بجامعة باريس مقرا لعمله، كي يتمكن من الحصول على أي عون في مكان التجربة وفي تجهيزاتها . وأنشأ مصدره لإنتاج الفوتونات المترابطة، وجهز أنظمة المرايا ، وأجهزة تحليل الاستقطاب والكواشف، ووضع أسبكت في اعتباره جيدا تجربة EPR ‏‏ الفكرية. وفي الورقة المعدلة المقدمة من دافيد بوهم وكذلك من تطبيقات فرضية جون بل يتضح بساطة الظاهرة موضع البحث: إن الحركة الدورانية لجسيمين واستقطابهما مترابطان. وفي المقابل كان إطار كمية الحركة والموضع لدي أينشتين أكثر تعقيدا، لأن كل واحدة من هاتين الكميتين تأخذ قيما متصلة ولا يمكن تطبيق فرضية جون بل تطبيقا مباثسرا . وبعد التفكير في المسألة لفترة طويلة، توصل الان أسبكت إلي استنتاج أن الوسيلة الأفضل لاختبار لغز EPR ‏ تكمن في استعمال فوتونات الضوء. وهو نفس ما حدث في التجارب السابقة التي حققت أفضل النتائج.

‏وكانت الفكرة - وهي نفس ما اتبعه في السابق كلاوزر وفريدمان، فضلا عن زملائهما في بوسطن شيموني وهورن وهولت - هي قياس استقطاب الفوتونات المنبعثة في أزواج مترابطة، وكان أسبكت يعلم بإجراء عدد من التجارب من هذا النوع في

‏الولايات المتحدة بين عامي ١٩٧٢ ‏، ١٩١٦ ‏. وأحدث هذه التجارب التي أسفرت عن نتائج تدعم ميكانيكا الكم أجراها فراي وطومسون، وقد تمت باستخدام أشعة الليزر لاستثارة الذرات.

‏وقرر أسبكت إجراء ثلاث تجارب أساسية متتالية. الأولي تكونت من جهاز يحتوي علي أنبوبة واحدة يهدف إلي مضاعفة نتائج سابقيه بطريقة أكثر دقة وإقناعا بكثير. واستخدم شكل الكالسيوم المشع نفسه، حيث تطلق ذراته المستثارة الفوتونات في أزواج مترابطة. وترتب علي ذلك إجراء تجربة أخري باستخدام أنبوبتين كما سبق وأجراها كل من كلاوزر وهورن في محاولة لكي تكون أقرب إلي. تجربة مثالية. فاذا كان تصميم الجهاز يحتوي علي أنبوبة واحدة، فإن الفوتونات التي لن تدخلها قد يكون سلوكها ناجما عن واحد من السببين التاليين: إما أنما تصطدم بجهاز تحليل الاستقطاب لكن قطبيتها الخاطئة تمنعها من المرور، أو أنها ضلت الطريق إلي فتحة جهاز التحليل. وفي التجربة التي يتم علي أنبوبتين، يمكن قصر الاهتمام علي الجسيمات التي يتم الكشف عليها ، فجميعها يتعين أن تصطدم بفتحة المدخل ويتم استثارتها داخل أنبوبة واحدة من الأنبوبتين. وتفيد هذه الطريقة في زيادة قدرة الفتحة علي الكشف. وفي النهاية أجري أسبكت تجربة اقترحها بوهم وأهارونوف عام 1957 ‏وعرضها بالتفصيل جون بل. وفي هذه التجربة يتم ضبط اتجاه الاستقطاب لأجهزة التحليل بعد مغادرة الفوتونات لمصدرها وأثناء انطلاقها . وهذا نوع من التصميمات يلجأ إليه التجريبيون كرهان علي الورقة الأخيرة. وبمعني ما ، يقول التجريبي: ماذا يحدث إذا بعث فوتون أو جهاز تحليله رسالة إلي الفوتون الآخر أو إلي جهاز تحليله يبلغه فيها بالمحطة الأخرى لاتجاه محلل الاستقطاب، بحيث يستطيع الفوتون الثاني تعديل وضعه تبعا لذلك؟ وللحيلولة دون حدوث هذا النوع من تبادل المعلومات، يختار التجريبي نوع التوجيه المستخدم في تصميم التجربة عشوائيا وكذلك متأخرا . وهكذا، أضحي ألان أسبكت يسعي إلي إجراء اختبار أكثر تحديدا لمتباينة جون بل - اختبار لا تثير نتائجه شكوكا لدي أي شخص قد يري أن أجهزة التحليل أو الفوتونات علي صلة ببعضها البعض لتخدع من يجري التجربة. لأنه حسب تفكير الفيزيائيين ‏تجدر الملاحظة - إن الاتصال قد لا يكون بهذه الصورة الغريبة، وإن نية خداع التجريبي غائبة عن هذا النوع من التفكير. أما ما يثير قلق الفيزيائيين فهو حقيقة أنه في النظام الفيزيائي الذي تتاح له فرصة الوصول إلي مستوي متوازن إلي حد ما ، فإن الاتصال من خلال الضوء أو الحرارة قد ينقل تأثيرات من جزء من النظام إلي جزء أخر.

‏وفي التجربة الفعلية، اضطر أسبكت إلي اللجوء إلى استخدام إشارة كانت تعمل دوريا، وليست عشوائية تماما - ومع ذلك، يتم إرسال الإشارة إلي أجهزة التحليل بعد انطلاق الفوتونات. وكان هذا هو العنصر الجديد المهم بشكل أساسي في تجاربه.

‏والشكل التالي يوضح جهاز أسبكت ذي الأنبوبتين، لكنه لا يعمل بمفتاح (أعيد طبع الشكل بتصريح من أطروحته للدكتوراه).

‏ونظرا لأن آلان كان يعرف أن متباينة جون بل قد استخدمت في السابق لتحديد أي بديل من البديلين: ميكانيكا الكم أو واقعية الموضع هو الصحيح، فقد ذهب إلي جنيف لزيارة جون بل، وأخبره أنه يخطط لتصميم تجربة، يدمج خلالها مبدأ ديناميكيا لأجهزة استقطاب متغيرة الزمن لاختبار أفكار أينشتين علي نحو مستقل، حسب اقتراح جون بل نفسه في ورقته. وتطلع إليه جون بل وسأله: "هل تتولي منصبا جامعيا؟"، وأجابه أسبكت بأنه مازال طالبا متخرجا . وحدق فيه جون بل باستغراب، وتمتم: "لابد أنك طالب متخرج تتمتع بشجاعة كبيرة . ."

‏وبدأ أسبكت تجاربه، واستخدم شعاعا من ذرات الكالسيوم ليكون مصدره للفوتونات المترابطة. وتم استثارة الذرات بشعاع ليزر، وأدي هذا إلي صعود إلكترون ‏واحد من كل ذرة مستويين من الطاقة أعلي من حالته الساكنة (وهو ما حدث في تجارب سابقة). وعند هبوط الإلكترون مستويين لأسفل، كان يبث أحيانا زوجين من الفوتونات المترابطة. والشكل التالي يوضح مستويات الطاقة والفوتونات المتعالقة الناتجة عن هذه الطريقة لشلال الذرات.

‏على أن معدل التزامن للتجربة، أي معدل الكشف والقياس للأزواج المترابطة فعليا ، بلغ مقدارا أعلى بكثير مما حصل عليه السابقون علي أسبكت. كما أن هذه التجارب التي يستخدم فيها جهاز تحليل استقطاب بأنبوبة واحدة قد حققت نتائج ممتازة: فقد تم انتهاك متباينة جون بل بمقدار تسعة انحرافات معيارية. ويعني هذا أن نظرية الكم لها الغلبة، إذ ليس ثمة احتمال لوجود متغيرات خافية، كما لم يستدل على وجود اللاموضع لهذه الفوتونات المتعالقة، كما أن احتمال أن تكون هذه الاستنتاجات خاطئة كان احتمالا ضئيلا إلي حد بالغ. وكانت هذه النتيجة بالغة الفعالية. وعقب ذلك، أجرى أسبكت تجاربه على الجهاز ذي الأنبوبتين.

‏إذا أعيق الفوتون بواسطة جهاز تحليل الاستقطاب في التجربة أحادية الأنبوبة، يفقد هذا الفوتون، ولا توجد وسيلة لتحديد ما إذا كان مرتبطا بفوتون آخر وما هي نوعية هذا الارتباط. وهذا هو السبب في استخدام التجربة ذات الأنبوبتين. وما يحدث في هذه التجربة أنه إذا أعيق الفوتون بواسطة جهاز تحليل الاستقطاب، فإنه ينعكس وتبقي ثمة إمكانية لقياسه. وهذا الأمر يزيد من معدل التزامن للاختبار ككل، ‏ويؤدي إلي زيادة كبيرة في دقة التجربة. ومع هذا التحسن الكبير في نظام القياس، غدت النتائج التي حصل عليها أسبكت أكثر دقة وإقناعا . وتم انتهاك متباينة بل بأكثر من 140 ‏انحرافا معياريا . وتجلي علي نحو ساحق الدليل لصالح ميكانيكا الكم، أما اللاموضع فقد أطيح به وبات بعيدا عن أي توقعات.

‏وهكذا حان موعد الاختبار النهائي للاموضع، وتمثل في إمكانية استمرار فوتون مفرد في إرسال إشارة لفوتون أخر، في مواجهة بديل ذلك في ميكانيكا الكم الذي يقول بأن اللاموضع له الغلبة، وبأن الفوتونات - بدون أن تكون قادرة علي إرسال إشارات إلي بعضها البعض - تتفاعل أوضاع أحدهما مع أوضاع الآخر معا . وقام أسبكت بتصميم أجهزة تحليل استقطاب، يمكن تغيير اتجاهها في الفراغ بسرعة كبيرة حتي أن هذا التغيير يحدث أثناء انطلاق زوج الفوتونات. وقد تحقق هذا علي النحو التالي: تم وضع جهازي تحليل استقطاب باستخدام اتجاهات مختلفة علي كل جانب من جانبي التجربة، ويتصل الجهازان بمفتاح واحد يمكنه بسرعة تحديد جهاز التحليل الذي سيتم إرسال الفوتون إليه، وبالتالي معرفة اتجاه الفوتون الذي ستتم ملاقاته من بين الاتجاهين المحتملين. وهذا الاختراع، في الواقع، هو أعظم اكتشاف علي الإطلاق في تجارب أسبكت، والذي تم علي نطاق واسع اعتباره الاختبار النهائي والأخير للاموضع.

‏والشكل التالي يوضح تجربة أسبكت الثالثة، ويوجد مفتاح بين أجهزة تحليل الاستقطاب في حين يتم بث زوج الفوتونات.

‏وفي شرح تصميه للنوع الثالث من تجاربه، استشهد أسبكت بجزء من نص مهم لجون بل: "إن عمليات تجهيز الأدوات تتم قبل إجراء التجربة بوقت كاف ليتاح لها أن تصل إلي نوع من التوافق المتبادل من خلال تبادل الإشارات في سرعات أصغر من أو مساوية لسرعة الضوء". وفي شرط كهذا ، فإن النتيجة علي جهاز تحليل EPR ‏ الاستقطاب تعتمد علي التوجيه عند b لجهاز تحليل الاستقطاب عن بعد ||‏، والعكس بالعكس. "وفي هذه الحالة، فإن شرط الموضع ليس له تأثير ولا يمكن اختباره". وهنا يتعين علي العلماء أن يكونوا بالغي الحرص. إنهم يراهنون علي الورقة الأخيرة، فلعل ثمة احتمال علي تفاعل أجهزة تحليل الاستقطاب والفوتونات مع بعضها البعض وهو ما يسفر عن نتائج تتطابق مع واقعية الموضع. وعلي أية حال، عند تثبيت أجهزة تحليل الاستقطاب في التجربة، فلا وجود لشرط الموضع وبالتالي- بأشد المعاني صرامة- من غير المحتمل اختبار فكرة؟؟‏، التي تشترط واقعية الموضع، وذلك في مواجهة استخدام نظرية الكم لفرضية جون بل.

‏وفي المعمل الذي أجري به أسبكت تجاربه، وضع كل جهاز تحليل استقطاب على مسافة 5 ،٦ ‏متر من المصدر. وبلغت المسافة الكلية بين جهازي التحليل كما هو مبين بالشكل السابق 13 ‏مترا . ولذلك، من أجل حل المسألة واتاحة الفرصة أمام إجراء اختبار موضوعي ل "سببية أينشين"، بمعني إجراء اختبار لا يمكن من خلاله للفوتونات وأجهزة تحليل الاستقطاب أن "تخدع التجريبي عن طريق إرسال إشارات لبعضها البعض، لجأ أسبكت إلي تصميم أسلوب تجريبي لجهاز تحليل استقطاب (|) بمفتاح تحويل بين الجهازين a ، 'a وجهاز التحليل || بين جزئيه b ، 'b في فترة زمنية أصغر من ١٣ ‏مترا مقسوما علي سرعة الضوء (البالغة 3×108 m/s)، وهذه الفترة الزمنية تساوي)4.3×10-8 s43نانو ثانية). وأمكن لأسبكت إنجاز هذا الهدف وإنشاء جهاز يستطيع أن يلبي احتياجات هذه السرعات الفائقة.

‏وفي التجهيزات المبينة بالشكل لتجربة أسبكت، تحققت إمكانيات غلق وفتح المفتاح في زمن أقل من ٣ نانو ثانية. وقد تم ذلك عن طريق جهاز ضوئي - صوتي يتفاعل فيه الضوء مع موجة فوق صوتية مستقرة في الماء. وعند تغيير الموجة في إناء الماء الشفاف، ينحرف شعاع الضوء الساقط علي الماء من جهاز إلى أخر. وفي الواقع تحدث عمليات ‏الغلق والفتح على فترات زمنية تتراوح بين ٧ ‏، 6 ‏إلى ٣ ‏، ١٣ ‏نانو ثانية، وهي أقل كثيرا من الحد الأقصى ٤١ ‏نانو ثانية.

‏وأحرز أيضا التصميم الثالث لتجارب أسبكت نجاحا، ومرة أخرى جاءت الهزيمة من نصيب أفكار الموضع والمتغيرات الخافية لصالح ميكانيكا الكم. وقال أسبكت إنه كان يحبذ أن يكون لديه تجهيزات تجريبية من خلالها لا تتغير الأجهزة أثناء انطلاق الفوتونات فقط، بل أيضا تتم عمليات الفتح والغلق عشوائيا على نحو تام. إذ لم توفر تصميماته شروط العشوائية، بل كانت علي الأرجح توفر تغييرا دوريا للأوضاع. وهكذا ، وكما أشار أنطون زايلنجر Anton Zeilinger  ‏فإن مجموعة ماهرة لأقصي حد من الفوتونات وأجهزة تحليل الاستقطاب - من الناحية الأساسية – "يمكنها أن تتعلم" النمط وتحاول أن تخدع التجريبي. وهذا ، بالطبع، غير محتمل لأقصي حد. ومازالت التجربة الثالثة من سلسلة تجارب أسبكت تنطوي على مركبة ديناميكية بالغة الأهمية، أضيفت قوة نتائجها الإيجابية جميعها لصالح ميكانيكا الكم، وأفادت في وضع أساس التعالق اللاموضعي باعتباره ظاهرة حقيقية.

‏والشكل التالي يبين، في المساحة المظللة، مناطق إخفاقات موضعية أينشتين من خلال التجارب.

‏وفي السنوات التالية، واصل أسبكت عمله في مركز الضوء بجامعة باريس في أورسيه Orsay ، واستمر يجري تجارب مهمة أخرى تتعلق بفيزياء الكم. وعند استعادته لذكريات تجاربه الفذة حول التعالق في ثمانينيات القرن العشرين يقول: "أشعر أيضا بالفخر من حقيقة أنه، بالإضافة لإجراء التجارب، فإن عملي جذب الاهتمام بفرضية جون بل، وفي الوقت الذي أجريت فيه عملي، لم يكن هذا مجالا شائعا".




هو مجموعة نظريات فيزيائية ظهرت في القرن العشرين، الهدف منها تفسير عدة ظواهر تختص بالجسيمات والذرة ، وقد قامت هذه النظريات بدمج الخاصية الموجية بالخاصية الجسيمية، مكونة ما يعرف بازدواجية الموجة والجسيم. ونظرا لأهميّة الكم في بناء ميكانيكا الكم ، يعود سبب تسميتها ، وهو ما يعرف بأنه مصطلح فيزيائي ، استخدم لوصف الكمية الأصغر من الطاقة التي يمكن أن يتم تبادلها فيما بين الجسيمات.



جاءت تسمية كلمة ليزر LASER من الأحرف الأولى لفكرة عمل الليزر والمتمثلة في الجملة التالية: Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation وتعني تضخيم الضوء Light Amplification بواسطة الانبعاث المحفز Stimulated Emission للإشعاع الكهرومغناطيسي.Radiation وقد تنبأ بوجود الليزر العالم البرت انشتاين في 1917 حيث وضع الأساس النظري لعملية الانبعاث المحفز .stimulated emission



الفيزياء النووية هي أحد أقسام علم الفيزياء الذي يهتم بدراسة نواة الذرة التي تحوي البروتونات والنيوترونات والترابط فيما بينهما, بالإضافة إلى تفسير وتصنيف خصائص النواة.يظن الكثير أن الفيزياء النووية ظهرت مع بداية الفيزياء الحديثة ولكن في الحقيقة أنها ظهرت منذ اكتشاف الذرة و لكنها بدأت تتضح أكثر مع بداية ظهور عصر الفيزياء الحديثة. أصبحت الفيزياء النووية في هذه الأيام ضرورة من ضروريات العالم المتطور.