إن التقدم والتطور في وسائل النقل مهم للغاية في التوزيع الحالي للسكان على سطح الكرة الأرضية، فقد مارس النقل تأثيراً مباشراً وغير مباشر على جميع التجمعات البشرية، وغير خريطة العالم السكانية خلال القرون الثلاثة الأخيرة، فقد أتاح النقل البحري اكتشاف قارات جديدة، كما وأن إنشاء خطوط تجارية بحرية بعيدة المدى، ورخيصة التكاليف، أدى الى نمو وانتعاش موانئ كبيرة، وإنشاء موانئ جديدة، وان النظر الى خريطة للعالم لتؤكد الدور الذي لعبه النقل البحري في نمو وازدهار مدن رئيسية، ولقد كان نمو وتطور النقل القاري، بدوره، سبباً في مولد الحضارة الحديثة من خلال التركيز في جميع المواد الخام، وفي وسائل الإنتاج، والمواد الغذائية، ونمو ومضاعفة الموارد ومن ثم نمو السكان في مكان معلوم؛ ولقد عزز مد السكك الحديدية، وانشاء الطرق، ووجود النقل المائي الداخلي نمو واستمرار زيادة حجم واتساع المدن والمناطق الصناعية، ويظهر هذا جلياً على خريطة لتوزيع العمران، حيث تنتشر من البؤر السكانية نطاقات أو أشرطة طويلة تمثل امتداد الضواحي المستمر على طول الخطوط الرئيسية للمواصلات، وتلك ظاهرة تمكن ملاحظتها في خطة المدن التي لم تعان من طوق التحصينات التي أعاقت نمو المدن الأوروبية لفترات طويلة، ومن أمثلها مدن الدول الحديثة ومدن المملكة المتحدة التي تحررت من ذلك الطوق.

وعلى الرغم من انتشار طرق ووسائل المواصلات التي بسببها وعلى امتدادها انتشر العمران وازدحم السكان، فإنه ما زال هناك مساحات واسعة على سطح الكرة الأرضية ما تزال تفتقر الى انشاء طرق للمواصلات لإمكان استثمار الثروات الطبيعية، ولا شك أن كل الخطط التي جرى إعدادها أو المزمع تنفيذها في البلاد النامية، تضع إنشاء طرق ووسائل نقل في أوليات بنودها.