المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المجفف Desiccator
18-1-2018
قاعدة الايمان والكفر
2023-12-21
أحمد بن يحيى بن يسار أبو العباس ثعلب
19-06-2015
التخطيـط الاقتصـادي (نبذة تاريخيـة على مـر العصور)
21-1-2020
طريقة تنمية مهاراتك القيادية
2024-06-24
شعراء ثورة ابن الأشعث
15-8-2021


الأمويون واغتيال الإمام  
  
3126   12:14 مساءاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص236-239.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

ذكر المؤرّخون أنّ اغتيال الإمام (عليه السلام) يعزى إلى الخوارج وليس لغيرهم أي ضلع فيه والذي نراه بكثير من التأمّل والترجيح أنّ للأمويّين صلة فيه ويدعم ذلك ما يلي :

1 - إنّ أبا الأسود الدؤلي من خواص الإمام (عليه السلام) ومن تلاميذه وكان من المتحرّجين في دينه قد ألقى تبعة قتل الإمام على بني اميّة وذلك في مقطوعته التي رثا بها الإمام فقد جاء فيها :

ألا أبلغ معاوية بن حرب           فلا قرّت عيون الشامتينا

أفي شهر الصّيام فجعتمونا       بخير الناس طرّا أجمعينا؟

قتلتم خير من ركب المطايا      ورحّلها ومن ركب السّفينا

ومعنى هذه الأبيات أنّ معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام الذي هو خير الناس بعد أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) ؛ ومن المؤكّد أنّ أبا الأسود لم ينسب جريمة اغتيال الإمام إلى معاوية إلاّ بعد وثوقه بذلك ومن المحتمل أنّ أبا الأسود إنّما ألقى المسؤولية على معاوية في اغتيال الإمام لأنّه هو السبب في نشأة الخوارج وتمرّدهم على حكم الإمام وجميع ما صدر منهم من جرائم وآثام تستند إلى معاوية.

2 - أنّ القاضي نعمان المصري وهو من المؤرّخين القدامى ذكر قولا هو أنّ معاوية دسّ ابن ملجم لاغتيال الإمام وهذا نصّ كلامه : وقيل إنّ معاوية عامله أي عامل ابن ملجم على ذلك أي على اغتيال الإمام ودسّ إليه فيه وجعل له مالا عليه .

وهذا القول يؤكّد ما جاء في شعر أبي الأسود الدؤلي من اسناد قتل الإمام إلى معاوية.

3 - وممّا يدلّل على أنّ للحزب الأموي ضلعا في اغتيال الإمام أنّ الأشعث بن قيس  كان عينا لبني اميّة وعميلا لهم في العراق وقد ساهم مساهمة إيجابية في اغتيال الإمام فقد رافق ابن ملجم في أثناء قتله للإمام وقد شجّعه على ذلك وهو القائل له : النجا فقد فضحك الصبح ولمّا سمعه حجر بن عدي صاح به وقال له : قتلته يا أعور؟ وصلة الأشعث ببني اميّة معروفة وعداؤه للإمام مشهور وقد هدّد الإمام قبل قتله بقليل.

إنّ المؤامرة باغتيال الإمام قد احيطت بكثير من السرّ والكتمان فما الذي أوجب اطّلاع الأشعث عليها ودعمه لها لو لا الايعاز إليه من الأمويّين؟

4 - أنّ مؤتمر الخوارج قد انعقد في مكّة أيام موسم الحجّ وهي حافلة من دون شكّ بالأمويّين لأنّها الوطن المهم لهم وكانوا يبثّون الدعايات المضلّلة ضدّ الإمام ويشيعون في أوساط الحجّاج الأكاذيب ضدّه وأغلب الظنّ أنّهم تعرّفوا على الخوارج الذين هم من أعدى الناس للإمام.

وممّا يساعد على تعرّف الأمويّين لابن ملجم أنّه أقام مع بقيّة الخوارج في مكّة بعد انقضاء موسم الحجّ إلى شهر رجب واعتمروا بالبيت الحرام عمرة مفردة ثمّ نزحوا بعد ذلك إلى تنفيذ مخطّطاتهم فمن المحتمل أنّ الخوارج اتّصلوا بالأمويّين ودفعوهم إلى اغتيال الإمام.

5 - أنّ ابن ملجم كان معلّما للقرآن وكان يأخذ رزقه من بيت المال ولم تكن عنده سعة مالية فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه بألف درهم؟ وسمّه بألف درهم؟ ومن أين له الأموال البالغة ثلاثة آلاف درهم؟ وعبد وقينة؟ وقد أعطاها مهرا للبغية قطام؟ كلّ ذلك ممّا يدعو إلى الظنّ أنّه تلقّى دعما ماليّا من الأمويّين ليقوم باغتيال الإمام.

6 - أنّ ابن ملجم كان على اتّصال وثيق بابن العاص وكان معه حينما فتح مصر وأمره بالنزول بالقرب منه ويروي الصفدي أنّ عمر بن الخطّاب أوصى ابن العاص برعاية ابن ملجم وأكبر الظنّ أنّه أحاط ابن العاص علما بما اتّفق عليه مع زميليه من القيام باغتياله واغتيال الإمام ومعاوية ولذا لم يخرج ابن العاص للصلاة في تلك الليلة واستناب خارجة فقام التميمي باغتياله ظانّا أنّه ابن العاص فلذا لم تكن نجاته وليدة مصادفة وإنّما كانت عن علم بذلك, هذه بعض الملاحظات التي توجب الظنّ في اشتراك الحزب الأموي في اغتيال الإمام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.