التخطيط : يعتبر التخطيط planning أحد وظائف العملية الإدارية وأكثرها  أهمية لأنه يوفر إطارا لتنظيم موارد ابنك المادية والبشرية ولبناء هيكله وللتنسيق بين أنشطته المختلفة ولممارسة الرقابة على الأداء فيه . ومن خلال عملية التخطيط الرسمي تتمكن الإدارة في البنك من تحديد الأهداف التي ترغب في إنجازها وتحدد الأساليب والوسائل اللازمة والتي تمكنها من الوصول إلى هذه الأهداف في المستقبل. إن التخطيط هو السبيل العلمي الصحيح لدارسة المستقبل الغامض وللاستعداد للتعامل معه . إن قيمة هذه الوظيفة الإدارية يمكننا تداركها من خلال فشل العديد من المنظمات أو البنوك بسبب سوء التخطيط ، أو عدم التخطيط طويل الأجل ، أو غياب الرؤية المستقبلية . في هذا الفصل سوف نتناول مناقشة أول وظيفة من وظائف العملية الإدارية، وهي التخطيط، لنتعرف على طبيعته وأهميته للإدارة في البنوك. كما سوف نناقش تدرج التخطيط والفرق بين التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي والتشغيلي، وكذلك أنواع التخطيط من سياسات وإجراءات وقواعد وبرامج وميزانيات ومشروعات. وبعد ذلك نناقش خطوات عملية التخطيط الرسمي والمداخل الممكن اتباعها في نظام التخطيط ، أخيرا نختتم هذا الفصل بمناقشة معوقات التخطيط الفعال وقياس فاعلية الخطة ، وأخيراً نقدم نجاحاً عملياً للخطة التسويقية في البنوك.

٢- طبيعة التخطيط The Nature of Planning

يعتبر التخطيط من الوظائف الإدارية الرئيسية في البنك. ويمكن النظر إلى التخطيط على أنه عملية Process تنطوي على تحديد أهداف البنك المرغوب تحقيقها وكذلك تحديد الوسائل والطرق الممكنة لتحقيق هذه الأهداف. ولغة أكثر تحديداً ، فإن التخطيط يمكن مدير البنك من اتخاذ القرارات الخاصة بالذي سوف يتم عمله What is to be done ومتى سوف سيتم عمله When it is to be done وكيف سيتم عمله  How is to be done ومن الذي سيقوم بعمله . Who is to do it ويرى البعض أن التخطيط هو عبارة عن تلك العملية الخاصة بتحديد الأهداف المرغوب تحقيقها وكذلك خطط العمل والتصرف المناسب لتحقيق هذه الأهداف. كما يرى البعض الآخر التخطيط على أنه عملية مرتبة تقوم على اختيار المبنى على الحقائق ، وعلى وضع واستخدام الفروض المتعلقة بالمستقبل وذلك عند القيام بوضع الأهداف والمهام اللازمة لتحقيقها وهو يتطلب اتخاذ القرارات التي تنطوي على الاختيار من بين بدائل التصرف الخاصة المستقبل. والتخطيط هو نشاط ذهني ينصب على المستقبل، وينطوي على مجهودات تعكس الاستعداد بطريقة عملية لمواجهة المستقبل الذي ينطوي على درجة كبيرة من الغموض. إن التخطيط هو الأسلوب العلمي الذي مكن مدير البنك من اتخاذ القرارات الخاصة بمعالجة المشكلات القادمة بدلاً من الاعتماد على التخمين أو الخبرة الماضية . بدون التخطيط يصبح الوصول إلى ما نريد نوعاً من التخبط لأنه يسند إلى المحاولة والخطأ تارة وعلى التصرفات العشوائية تارة أخرى . ولذلك فإن التخطيط بصفة عامة مظهران متلازمان هما : وضع الأهداف الصحيحة . ثم الاختيار للوسائل الصحيحة المناسبة لإنجاز هذه الأهداف. وكل المظهرين للتخطيط يعتبران على درجة كبيرة من الأهمية للعملية الإدارية في البنوك. إن مدير البنك يعتمد في إدارته على التخطيط يتميز بأنه يتمتع بالرؤية المستقبلية والتنبؤ بالأحداث في المستقبل والأعداد لهذه الأحداث للتعامل معها بكفاءة ، إن عكس هذا المدير تماماً هذا الذي يدير الأحداث أو المواقف عندنا تقع. أي يتعامل مع الحاضر وما يفرضه الواقع دون النظر للأمام. إن مثل هذا النوع من المدراء هم الذين يديرون الأزمات والمشكلات عند حدوثها دون أن يكون قد سبق لهم التنبؤ بهذه الأزمات أو المشكلات، ومن ثم يفتقرون إلى الأساليب والأدوات المناسبة لمعالجتها، فضلاً عن احتمالات ارتباكهم وعدم قدرتهم على العمل الصحيح مع مثل هذه الأزمات والمواقف المفاجئة.