عزل الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) بعض الولاة لمّا انحرفوا عن الطريق القويم وسلكوا منهجا غير ما أمر الله به ومن هؤلاء الذين عُزلُ الأشعث بن قيس , كان الأشعث بن قيس واليا على آذربيجان فبلغ الإمام (عليه السلام) أنّه خان بيت المال فعزله وكتب إليه الرسالة التالية : أمّا بعد فإنّما غرّك من نفسك وجرّأك على آخرك إملاء الله لك ؛ إذ ما زلت قديما تأكل رزقه وتلحد في آياته وتستمع بخلاقك وتذهب بحسناتك إلى يومك هذا , فإذا أتاك رسولي بكتابي هذا فأقبل واحمل ما قبلك من مال المسلمين إن شاء الله .

وبادر الإمام إلى عزل هذا الخائن اللئيم الذي استحلّ نهب أموال المسلمين.

ورفعت سوادة بنت عمارة الهمدانية إلى الإمام أمير المؤمنين شكوى في شأن وال جار عليهم فبكى الإمام (عليه السلام) وقال : اللهمّ أنت الشّاهد عليّ وعليهم إنّي لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقّك.

وكتب إليه الرسالة التالية بعد البسملة : قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ؛ إذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتّى يأتي من يقبضه منك والسّلام .

إنّ هذا هو العدل الذي تنتعش به الشعوب وتسود فيه القيم القويمة ويعمّ فيه الأمن والرخاء.

وكان أبو موسى الأشعري واليا على الكوفة من قبل عثمان بن عفّان وكان منحرفا عن الإمام وقد جعل يثبّط عزائم الناس من الالتحاق بجيش الإمام الذي ندبه للقضاء على تمرّد طلحة والزبير فعزله الإمام وكتب إليه هذه الرسالة : اعتزل عملنا يا ابن الحائك! مذموما مدحورا فما هذا أوّل يومنا منك وإنّ لك فينا لهنات وهنات .