المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Earth’s Coordinate System
3-3-2016
كان الناس امة واحدة
2024-09-24
The physical adaptation source
5-1-2022
صراع الامين والمأمون
11-6-2019
Osteoclasts
19-6-2019
تعريف الجريمة المنظمة العابرة للحدود
2-7-2019


أهمية القضاء في تحصين الدولة  
  
3924   02:54 مساءاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج ،ص21-249
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 3215
التاريخ: 20-10-2015 3727
التاريخ: 14-4-2016 3368
التاريخ: 19-4-2016 3534

نظر الإسلام بعمق وشمول إلى القضاء والقضاة فأولاهما المزيد من الأهمّية وذلك لما لهما من الأثر الفعّال إيجابا وسلبا على النظام الاجتماعي الذي يسود البلاد فأمّا القضاء فهو من أهمّ المراكز الحسّاسة في الدولة الإسلامية وإقامته من الواجبات على رئيس الدولة فإنّه ملزم بتنفيذها وقد تحدّث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مع شريح القاضي عن سموّ هذا المنصب ومدى أهمّيته قائلا : يا شريح قد جلست مجلسا لا يجلسه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ أو شقيّ  .

إنّ منصب القضاء والقيام بمسئولياته وواجباته على الوجه الصحيح إنّما هو من وظائف الأنبياء وأوصيائهم ليحكموا بين الناس بالحقّ والعدل أمّا إذا تولّى هذا المنصب غيرهما ممّن لا دراية له بشئون القضاء أو لا حريجة له في الدين فإنّه شقي قد حاد عن الطريق القويم وعرّض البلاد للخطوب والأزمات ؛ وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتاط كأشدّ ما يكون الاحتياط في قضاء شريح قاضي الكوفة فكان يأمره بعدم تنفيذ ما يقضي به حتى يعرضه عليه خوفا من أن يكون قد جافى الواقع في ما قضى به.

واشترط الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في القضاة أن يكونوا أفضل أبناء الأمّة تقوى وورعا وكمالا ونزاهة ولنستمع إلى ما جاء في عهده لمالك الأشتر من البنود المشرقة التي تخصّ القضاة قال(عليه السلام) : ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ممّن لا تضيق به الأمور ولا تمحّكه الخصوم , أي لا تغضبه ولا يتمادى في الزّلّة ولا يحصر من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه ولا تشرف نفسه على طمع ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ؛ وأوقفهم في الشّبهات وآخذهم بالحجج وأقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشّف الأمور وأصرمهم عند اتّضاح الحكم ممّن لا يزدهيه إطراء ولا يستميله إغراء وأولئك قليل ؛ ثمّ أكثر تعاهد قضائه وافسح له في البذل ما يزيل علّته وتقلّ معه حاجته إلى النّاس , وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ليأمن بذلك اغتيال الرّجال له عندك فانظر في ذلك نظرا بليغا فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى وتطلب به الدّنيا  .

حفل هذا المقطع الشريف من عهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الأشتر واليه على مصر بامور بالغة الأهمّية لم يحفل بمثلها أي نظام اجتماعي عرض لنظام الحكم والإدارة ؛ لقد نظر الإمام (عليه السلام) بعمق وشمول إلى أهمّ جهاز في الدولة وهو القضاء فألزم أن يكون القضاة أفضل من في الرعية علما وتقوى وورعا وعليهم أن يتحمّلوا المسئوليات التالية :

١ ـ أن يكون القاضي واسع الافق لا يضيق من الدعاوى التي ترفع إليه ولا ينزعج ويتبرّم أمام المتخاصمين .

٢ ـ أن لا يتمادى في الزلل وعليه أن يقف أمام الأحداث التي تعرض عليه بتبصّر وتروّ.

٣ ـ عليه أن يتبع الحقّ إذا تبيّن له.

٤ ـ أن يبتعد عن الطمع ولا تميل نفسه إلى حطام الدنيا.

٥ ـ عليه أن ينظر في الدعاوى التي ترفع إليه نظرة فاحصة ويبذل قصارى فهمه فيها حتى يكون حكمه مصيبا.

٦ ـ عليه أن يقف في الشبهات ولا يحكم حتى يتبيّن له الحقّ.

٧ ـ أن يأخذ بحكمه بالحجج القاطعة.

٨ ـ لا يملّ ولا يسأم من مراجعة المتخاصمين.

٩ ـ أن يكون شديدا في جانب الحقّ ولا يميل لأي طرف من المتنازعين.

١٠ ـ أن لا يزدهيه إطراء الناس ولا يستميله إغراؤهم.

وأدلى الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع بعض المسئوليات التي تترتّب على رئيس الدولة تجاه القضاة وهي :

أوّلا : أن يتعاهد الأحكام التي تصدر من القضاة ويشرف بنفسه عليها لئلا تكون مجافية للعدل ومنافية لأحكام الإسلام.

ثانيا : أن يجزل لهم الرواتب الضخمة ويوسّع عليهم ولا يدع أي ظلّ للحاجة عليهم حتى يبتعدوا عن الرشوة التي هي من أهمّ الأسباب في فساد جهاز الحكم.

ثالثا : أن يقابلهم بمزيد من الحفاوة والتكريم ويظهر سموّ مكانتهم أمام المجتمع بحيث لا يدانيهم أي أحد من حاشيته وخاصّته في منزلتهم وبذلك يكسب القضاة الاستقلال وسموّ المكانة الاجتماعية.

أمّا القضاء فهو أنواع مختلفة بعضها حقّ وبعضها ضلال ومن أنواعها ما يلي :

١ ـ القضاء وفق الموازين الشرعية من قبل السلطان العادل وهو جائز بلا كلام .

٢ ـ القضاء بغير علم وهو محرّم بلا خلاف وقد مرّ الإمام على قاض فقال له :  أتعرف النّاسخ من المنسوخ؟  قال : لا فقال :  هلكت وأهلكت ... الخ .

٣ ـ القضاء من قبل السلطان الجائر إذا كانت أحكامه مخالفة للشريعة الإسلامية وقد تواترت الأخبار بحرمته .

ويشير الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديثه التالي إلى ذلك قال (عليه السلام) : إنّ النّاس آلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى ثلاثة : آلوا إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن غيره وجاهل مدّع للعلم لا علم له معجب بما عنده قد فتنته الدّنيا وفتن غيره ومتعلّم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة ثمّ هلك من ادّعى وخاب من افترى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.