أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3003
التاريخ: 7-4-2016
2951
التاريخ: 7-4-2016
3074
التاريخ: 7-4-2016
2956
|
أوّل مَنْ تصدى لهذه البيعة المشؤومة أعورُ ثقيف المغيرة بن شعبة صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام وقد وصفه بروكلمان بأنّه رجلٌ انتهازي لا ذمة له ولا ذمام وهو أحد دهاة العرب الخمسة وقد قضى حياته في التآمر على الأُمّة والسعي وراء مصالحه الخاصة ؛ أمّا السبب في دعوته لبيعة يزيد فيما يرويه المؤرّخون فهو أنّ معاوية أراد عزله مِن الكوفة ليولّي عليها سعيد بن العاص فلمّا بلغه ذلك سافر إلى دمشق ليقدّم استقالته مِن منصبه حتّى لا تكون حزازة عليه في عزله وأطال التفكير في أمره فرأى أنّ خير وسيلة لإقراره في منصبه أنْ يجتمع بيزيد فيحبّذ له الخلافة حتّى يتوسّط في شأنه إلى أبيه , والتقى الماكر بيزيد فأبدى له الإكبار وأظهر له الحبّ وقال له : قد ذهب أعيان محمّد وكبراء قريش وذوو أسنانهم وإنّما بقى أبناؤهم وأنت مِنْ أفضلهم وأحسنهم رأياً وأعلمهم بالسُنّة والسياسة ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أنْ يعقد لك البيعة؟!
وغزت هذه الكلمات قلبَ يزيد فشكره وأثنى على عواطفه وقال له : أترى ذلك يتمّ؟
ـ نعم.
وانطلق يزيد مسرعاً إلى أبيه فأخبره بمقالة المغيرة فسرّ معاوية بذلك وأرسل خلفه فلمّا مَثُلَ عنده أخذ يحفّزه على المبادرة في أخذ البيعة ليزيد قائلاً : يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان مِنْ سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان وفي يزيد منك خَلَفٌ فاعقد له ؛ فإنْ حدثَ بك حدثٌ كان كهفاً للناس وخَلَفاً منك ولا تُسفكُ دماءٌ ولا تكون فتنةٌ , وأصابت هذه الكلمات الوتر الحساس في قلب معاوية فراح يخادعه مستشيراً في الأمر قائلاً : مَنْ لي بهذا؟
ـ أكفيك أهل الكوفة ويكفيك زياد أهل البصرة وليس بعد هذين المصرين أحد يُخالف , واستحسن معاوية رأيه فشكره عليه وأقرّه على منصبه وأمره بالمبادرة إلى الكوفة لتحقيق غايته , ولمّا خرج مِنْ عند معاوية قال لحاشيته : لقد وضعت رِجْلَ معاوية في غرزٍ بعيد الغاية على أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وفتقت عليه فتقاً لا يُرتق ؛ ثم تمثّل بقول الشاعر :
بمثلي شاهد النّجوى وغالى بي الأعداء والخصم الغِضابا
ففي سبيل المغنم فتق المغيرة على أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) فتقاً لا يُرتق وأخلد لها الكوارث والخطوب , وسار المغيرة إلى الكوفة وهو يحمل الشرّ والدمار لأهلها ولعموم المسلمين وفور وصوله عقد اجتماعاً ضم عُملاء الاُمويِّين فعرض عليهم بيعة يزيد فأجابوه إلى ذلك وأوفد جماعة منهم إلى دمشق وجعل عليهم ولده أبا موسى فلمّا انتهوا إلى معاوية حفّزوه على عقد البيعة ليزيد فشكرهم على ذلك وأوصاهم بالكتمان والتفت إلى ابن المغيرة فقال له : بكم اشترى أبوك مِنْ هؤلاء دينهم؟
ـ بثلاثين ألف درهم.
فضحك معاوية وقال ساخراً : لقد هانَ عليهم دينُهم , ثمّ أوصلهم بثلاثين ألف درهمٍ .
لقد استجاب لهذه البيعة ورضي بها كلّ مَنْ يحمل ضميراً قلِقاً عرضه للبيع والشراء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|