أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
![]()
التاريخ: 5-03-2015
![]()
التاريخ: 8-6-2022
![]()
التاريخ: 5-4-2016
![]() |
كان شيخ المضيرة أبو هريرة الدوسي ذليل الجانب محطم الكيان نشأ في صباه وهو عاشق للهرة مولع بحبها حتى لقب بها قضى شطرا من حياته وهو بائس فقير معدم يعيش على التسول فان لم يجده كان خادما فى البيوت يستأجر نفسه لشبع بطنه راضيا بهذه الضعة والهوان ولما انبثق نور الإسلام دخل فيمن دخل في الإسلام فكان على وضعه الأول من الفقر والبؤس وقد أدرج نفسه بفقراء الصفة يعيش بفضلات البيوت وصدقات المسلمين وقد وصف فقره وسوء حاله فقال : كنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة وكان يتصل برسول الله (صلى الله عليه واله) ليشبع بطنه ويسد خلته وهكذا بقى على هذا الحال المرير حفنة من السنين وهو جائع عريان لا مأوى له ولا مال فلما انتهى أمر الخلافة إلى عمر تفضل عليه فأنقذه من هوة الفقر وحضيض البؤس فاستعمله واليا على البحرين سنة احدى وعشرين من الهجرة فلما كانت سنة ثلاث وعشرين عزله لأنه ظهرت منه الخيانة ولم يكتف بعزله حتى استنقذ منه ما اختلسه من أموال المسلمين فقال له : علمت أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثم بلغنى أنك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار ؛ فقال أبو هريرة وقد استولى عليه الخوف :
يا أمير المؤمنين كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت ؛ فقال له عمر وهو ثائر غضبان : حسبت لك رزقك ومئونتك وهذا فضل فأده ؛ فقال : ليس لك ذلك.
قال : بلى والله وأوجع ظهرك ؛ ثم قام عليه بالدرة فضربه حتى أدماه ولما أخذ الألم منه مأخذا عظيما وافق على إرجاعها وقال : ائت بها وأحتسبها عند الله ؛ فانبرى إليه عمر مبطلا زعمه في هذا الاحتساب قائلا : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين؟ ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الغنم ؛ ثم أخذ الأموال التي اختلسها ورجع أبو هريرة إلى حاله الأول قابعا في زوايا الخمول قد وصم بالخيانة والاختلاس ولما انتهى الأمر إلى عثمان انضم إليه وصار من أعوانه وأخذ يفتعل الأحاديث في فضله فقال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن لكل نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان ؛ ولكل نبى رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان ؛ إلى غير ذلك من الأحاديث التي زورها على رسول الله (صلى الله عليه واله) فى فضل عثمان والأمويين ولما انتفضت الأمة على عثمان وقتلته لسوء تصرفاته وعدم تدبيره وصارت الخلافة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجع أبو هريرة إلى الذبول بعد النضارة فهاجر من يثرب إلى دمشق فعقد صلته بمعاوية وأخذ يتزلف إليه ويعمل في إرضائه بكل طريق وجعل يروي لأهل الشام عن رسول الله قائلا لهم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : إن الله ائتمن على وحيه ثلاثا أنا وجبرئيل ومعاوية!! ؛ وقال لهم : إن النبي (صلى الله عليه واله) ناول معاوية سهما فقال له : خذ هذا السهم حتى تلقاني في الجنة ؛ وهكذا أخذ أبو هريرة يفتعل الحديث تلو الحديث في فضل معاوية والأمويين والصحابة يتقرب بذلك إلى معاوية لينال من دنياه وقد أغدق عليه بالأموال الطائلة ورفع من شأنه فكساه الخز والبسه الكتان المشيق ولما كان عام الجماعة قدم مع معاوية إلى العراق فلما رأى كثرة المستقبلين له جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا وقال : يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على الله ورسوله وأحرق نفسي بالنار؟!! والله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : إن لكل نبي حرما وان المدينة حرمي فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وأشهد أن عليا أحدث فيها ؛ فلما بلغ معاوية ذلك أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة لقد استحق أبو هريرة هذا المنصب العظيم لأنه افتعل الحديث ضد أمير المؤمنين تقربا لمعاوية وسعيا وراء منافعه وأطماعه.
لقد فتك شيخ المضيرة بالإسلام فتكا ذريعا بسبب رواياته المفتعلة التي شوهت الشريعة الإسلامية والصقت بها الخرافات والأوهام وأضافت الى الدين ما ليس منه وشتّت شمل المسلمين وتركتهم أشياعا وأحزابا مختلفين في أصول الدين وفي فروعه وفي كل شيء وقد بحث سماحة الإمام المغفور له شرف الدين عن موضوعات أبي هريرة في كتابه الخالد أبو هريرة وكذلك تناوله بالنقد سماحة العلامة الكبير الشيخ محمود أبو رية في كتابه شيخ المضيرة وأثبت أنه في طليعة الوضاعين والمحرفين للسنة الاسلامية المقدسة والمسلمون في أمس الحاجة إلى أمثال هذه البحوث الحرة التي تكشف الغطاء عن هؤلاء الدجالين الذين لم يألوا جاهدا فى الكيد للإسلام والبغي للمسلمين بما وضعوه من الروايات التي لا واقعية ولا نصيب لها من الصحة.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|