أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3625
التاريخ: 7-11-2017
4301
التاريخ: 25-3-2016
4026
التاريخ: 17-3-2016
4231
|
الظاهرة الغريبة في المجتمع الكوفي أنّه كان في تناقض صريح مع حياته الواقعية ؛ فهو يقول شيئاً ويفعل ضدّه ويؤمن بشيء ويفعل ما ينافيه والحال أنّه يجب أنْ تتطابق أعمال الإنسان مع ما يؤمن به.
وقد أدلى الفرزدق بهذا التناقض حينما سأله الإمام عن أهل الكوفة فقال له : خلّفت قلوب الناس معك وسيوفهم مشهورة عليك , وكان الواجب يقضي أنْ تذب سيوفهم عمّا يؤمنون به وأنْ يناضلوا عمّا يعتقدون به ولا توجد مثل هذه الظاهرة في تاريخ أيّ شعب مِن الشعوب ؛ ومِنْ غرائب هذا التناقض أنّ المجتمع الكوفي قد تدخّل تدخّلاً إيجابياً في المجالات السياسية وهامَ في تياراتها فكان يهتف بسقوط الدولة الاُمويّة وقد كاتبوا الإمام الحُسين لينقذهم مِنْ جور الاُمويِّين وبطشهم وبعثوا الوفود إليه مع آلاف الرسائل التي تحثّه على القدوم لمصرهم , ولمّا بعث إليهم سفيره مسلم بن عقيل قابلوه بحماس بالغ وأظهروا له الدعم الكامل حتّى كاتب الإمام الحُسين بالقدوم إليهم ولكنْ لمّا دهمهم ابن مرجانة ونشر الرعب والفزع في بلادهم تخلّوا عن مسلم وأقفلوا عليهم بيوتهم وراحوا يقولون : ما لنا والدخول بين السلاطين.
إنّ حياتهم العملية لمْ تكن صدى لعقيدتهم التي آمنوا بها فقد كانوا يمنّون قادتهم بالوقوف معهم ثمّ يتخلّون عنهم في اللحظات الحاسمة.
ومِنْ مظاهر ذلك التناقض : أنّهم بعدما أرغموا الإمام الحسن (عليه السّلام) على الصلح مع معاوية وغادر مصرهم جعلوا ينوحون ويبكون على ما فرّطوه تجاهه ولمّا قتلوا الإمام الحُسين (عليه السّلام) ودخلت سبايا أهل البيت (عليهم السّلام) مدينتهم أخذوا يعجّون بالنياحة والبكاء فاستغرب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ذلك منهم وراح يقول : إنّ هؤلاء يبكون وينوحون مِنْ أجلنا! فمَنْ قتلنا؟!.
إنّ فقدان التوازن في حياة ذلك المجتمع جرّ لهم الويلات والخطوب وألقاهم في شرّ عظيم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|