أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2019
2092
التاريخ: 20-6-2019
3395
التاريخ: 17-3-2016
3666
التاريخ: 20-3-2016
3606
|
عبد الله بن عامر بن كريز هو ابن خال عثمان وقد ولاّه إمارة البصرة بعد أن عزل عنها أبا موسى الأشعري وكان عمره أربعاً أو خمساً وعشرين سنة وقد اختاره لولاية هذا المصر العظيم وكان الأولى أن يختار له من ثقاة الصحابة وخيارهم ؛ لتستفيد الناس من هديه وصلاحه وتقواه وتستمد منه الخير والرشاد ولكنه لم يعن بذلك وإنما عمد إلى ولايته ؛ لأنه ابن خاله ؛ وقد سار فيما يقول الرواة سيرة ترف وبذخ فكان ولاّجاً خرّاجاً كما وصفه الأشعري ؛ فهو أول مَنْ لبس الخز في البصرة وقد لبس جبة دكناء فقال الناس : لبس الأمير جلد دب! فغيّر لباسه ولبس جبة حمراء , وقد أنكر عليه سياسته وسيرته عامر بن عبد الله التميمي كما عاب على عثمان سلوكه وسيرته.
وقد روى الطبري أنه اجتمع ناس من المسلمين فتذاكروا أعمال عثمان فاجتمع رأيهم أن يبعثوا إليه رجلاً يكلّمه ويخبره بأحداثه واختاروا عامر بن عبد الله لمقابلته ولمّا التقى به قال له : إن ناساً من المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت اُموراً عظاماً فاتّقِ الله عزّ وجلّ وتب إليه وانزع عنها ؛ فاحتقره عثمان وأعرض عنه وقال لمَنْ حوله : انظروا إلى هذا! فإنّ الناس يزعمون أنه قارئ ثم هو يجيء فيكلّمني في المحقرات فوالله ما يدري أين الله , وما هي المحقرات التي كلّمه بها؟ إنّه لم يكلّمه إلاّ بتقوى الله والعدل في الرعية وإيثار مصلحة المسلمين واتّباع سيرة النبي (صلّى الله عليه وآله) ولكن عثمان شق عليه ذلك واعتبر نصيحته من المحقرات , والتفت إليه عامر فقال ساخراً منه : أنا لا أدري أين الله؟!
ـ نعم.
ـ إني لأدري إن الله بالمرصاد.
وغضب عثمان فأرسل إلى مستشاريه وعمّاله فعرض عليهم نقمة المعارضين له ونقل لهم حديث عامر معه وطلب منهم الرأي في ذلك فأشار عليه ابن خاله عبد الله بن عامر قائلاً : رأي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك وأن تجمهرهم في المغازي حتّى يذلّوا لك فلا يكون همّة أحدهم إلاّ نفسه وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته , وأشار عليه آخرون بخلاف ذلك إلاّ أنه استجاب لرأي عبد الله الداعي إلى مقابلة الناقمين عليه بالعسف والعنف وردّ عماله وأمرهم بالتضييق على المعارضين له كما أمرهم بتجمير الناس في البعوث وعزم على تحريم عطائهم حتّى يشيع الفقر والبؤس فيهم فيضطروا إلى طاعته .
ولمّا قفل عبد الله بن عامر إلى البصرة عمد إلى التنكيل بعامر بن عبد الله وأوعز إلى عملائه أن يشهدوا عليه شهادة زور وبهتان بأنه قد خالف المسلمين في اُمور أحلّها الله وأنه لا يأكل اللحم ولا يرى الزواج ولا يشهد الجمعة ودوّن شهادتهم بذلك ورفعها إلى عثمان فأمره بنفيه إلى الشام وحمله على قتب حتّى يشقّ عليه السفر ؛ ولمّا انتهى إلى الشام أنزله معاوية الخضراء وبعث إليه بجارية لتكون عيناً عليه وتنقل له أخباره وشؤونه وأشرفت عليه الجارية فرأته يقوم في الليل متعبّداً ، ويخرج من السحر فلا يعود إلاّ بعد العتمة ولا يتناول من طعام معاوية شيئاً وكان يتناول كسراً من الخبز ويجعلها في الماء تحرّجاً من أن يدخل جوفه شيء من الحرام وانبرت الجارية فأخبرت معاوية بشأنه فكتب إلى عثمان بأمره فأوعز إليه بصلته .
وقد نقم المسلمون على عثمان وعابوا عليه ما ارتكبه في شأن هذا الرجل الصالح الذي أمره بتقوى الله والعدل في الرعية ؛ وظلّ عبد الله بن عامر والياً على البصرة يسير فيها بسيرة لم يألفها المسلمون فلم يتحرّج عن الإثم والبغي والاعتداء ولمّا قتل عثمان نهب ما في بيت المال وسار إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة فانضمّ إليهم وأمدّهم بالأموال ليستعينوا بها على مناجزة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو الذي أشار عليهم بالنزوح إلى البصرة والانصراف عن الشام .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|