المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



موقف أبي سفيان من بيعة ابي بكر  
  
8986   07:01 مساءاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص252-253.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-07 409
التاريخ: 18-4-2019 2474
التاريخ: 28-3-2016 4035
التاريخ: 28-3-2016 3466

[قال باقر شريف القرشي : ] عمد أبو سفيان إلى إعلان المعارضة لحكومة أبي بكر فقد وقف على الإمام أمير المؤمنين يحفّزه على مناجزة أبي بكر ويعده بنصرته وهو يقول : إنّي لأرى عجاجه لا يطفئها إلاّ دم يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم؟ أين المستضعفان؟ أين الأذلان علي والعباس؟ ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟ ثمّ قال لعلي : ابسط يدك أبايعك فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلاً ورجالاً , وتمثّل بشعر المتلمس :

ولن يقيمَ على خسفٍ يُراد بهِ       إلاّ الأذلان عيرُ الحي والوتدُ

هذا على الخسفِ مربوطٌ برمّتهِ        وذا يُشجّ فلا يبكي له أحدُ

لقد استغلّ أبو سفيان العنصرية القبيلة لإحداث الثورة والانقلاب على حكومة أبي بكر لكن الإمام كان يفقه دوافعه ويعرف ذاتيّاته فلم يستجب له وإنما نهره وأغلظ له في القول قائلاً : والله ما أردت بهذا إلاّ الفتنة وإنك والله طالما بغيت للإسلام شرّاً لا حاجة لنا في نصيحتك .

وراح أبو سفيان يشتدّ في إثارة الفتنة ويدعو الإمام إلى إعلان الثورة على أبي بكر وكان ينشد :

بني هاشمٍ لا تطمعوا الناسَ فيكُمُ       ولا سيما تيم بن مرّة أو عدي

فما الأمر إلاّ فيكُمُ وإليكُمُ                 وليس لها إلاّ أبو حسنٍ علي

أبا حسنٍ فأشدد بها كفَّ حازمٍ         فإنّك بالأمر الذي يُرتجى علي

ومن المقطوع به أنه لم تكن معارضة أبي سفيان عن إيمان منه بحق الإمام (عليه السّلام) وإنما كانت ظاهرية أراد بها الكيد للإسلام والبغي عليه ؛ وقد أعرض الإمام عنه ولم يعن بعواطفه الكاذبة ؛ فإن علاقة أبي بكر مع أبي سفيان كانت وثيقة للغاية فقد روى البخاري أنّ أبا سفيان اجتاز على جماعة من المسلمين منهم أبو بكر وسلمان وصهيب وبلال فقال بعضهم : أما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها؟ فزجرهم أبو بكر وقال لهم : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟! ومضى مسرعاً إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) يخبره بمقالة القوم فردّ عليه الرسول (صلّى الله عليه وآله) قائلاً : يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله ؛ ودلّت هذه البادرة على مدى الصلة الوثيقة بينهما وقد جهد أبو بكر في خلافته على استمالة أبي سفيان وكسب ودّه فقد استعمله عاملاً على ما بين آخر حدّ للحجاز وآخر حدّ من نجران كما عيّن ولده يزيد والياً على الشام ومنذ ذلك اليوم قد علا نجم الاُمويِّين وقويت شوكتهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.