أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-11
1387
التاريخ: 12/11/2022
1357
التاريخ: 2024-01-16
983
التاريخ: 2024-05-06
610
|
من الخطأ أن نظن أن ثورة أحد أحفاد من ناصروا عليا في صفين كانت ثورة شيعية كما حدث في عهد عبد الرحمن الداخل و بالمثل ثورة حفيد لعمار بن ياسر عليه، و يقال إن عمر بن حفصون اتصل-في أثناء ثورته- بالفاطميين و كانوا لا يزالون في القيروان و لم يكن اتصال ولاء إنما كان اتصالا سياسيّا كيديا للأمير عبد اللّه بن محمد. و دعا ثائر أموي لنفسه سنة ٢٨٨ للهجرة هو أحمد بن معاوية و تلقب بالمهدي، فظنّ خطأ-لهذا اللقب- أن لثورته علاقة بالتشيع و كل ما هناك أنه استعار هذا اللقب من دعاة الشيعة. و نجد ابن عبد ربه المتوفى سنة ٣٢٨ يتحدث في كتابه «العقد الفريد» عن الشيعة و فرقهم و ليس معنى ذلك أنه كان شيعيا، فقد كان متشيعا للأمويين متعصبا لهم.
و حاول آسين بلاسيوس أن يرد بعض آراء ابن مسرة المتوفى سنة ٣١٩ إلى آراء الإسماعيلية من الشيعة لمقامه فترة في القيروان عاصمة الفاطميين قبل انتقالهم إلى مصر.
غير أنها ترد-كما سنرى في غير هذا الموضع-إلى الاعتزال و التصوف و الفلسفة، فلا علاقة بينه و بين التشيع، و بالمثل لا علاقة بين منذر بن سعيد خطيب عبد الرحمن الناصر و بينه. و حقا أرسل الفاطميون بعض جواسيسهم للتعرف على الأندلس و الدعوة لهم مثل ابن حوقل، غير أن ذلك لم يأت بطائل، إذا استثنينا تشيع ابن هانئ الشاعر الأندلسي و إيمانه بالعقيدة الإسماعيلية، و ربما كان أبوه من دعاتهم السرّيين في الأندلس.
و وجدت في الأندلس زمن الفتنة الأموية فرصة للشيعة كي ينشطوا للدعوة إلى أنفسهم هناك حين استولى على بن حمود-من أسرة الأدارسة في المغرب-على مقاليد الخلافة الأموية سنة 4٠٧ غير أن غلمانه قتلوه-كما أسلفنا-في السنة التالية، و ولى
بعده أخوه القاسم، و نازعه ابن أخيه المعتلى-كما مر بنا-و لم يلبث أن لحق بمالقة، و بها قتل سنة 4٢٧. و لم يأخذ هؤلاء الحموديون الفرصة كي ينشروا في الأندلس دعوة شيعية، و هم أنفسهم لم ينظّموا هذه الدعوة هناك. و تنشأ صلة في عهد أمراء الطوائف بين أمير دانية علي بن مجاهد و الفاطميين غير أنها لا تتعدى تبادل بعض الرسائل. و يربط بعض الباحثين بين ما حظى به اليهود-لعهد الطوائف-من مكانة في غرناطة و بين ما كان في أمرائها بني زيري من نزعة شيعية، و كأنما للتشيع صلة باليهودية، و هو ربط بعيد، و الصحيح أن اليهود حظوا بهذه المكانة عند بني زيري لقدرتهم الاقتصادية مما جعل بني زيري يولون أحدهم-و هو ابن النغريلة-الوزارة و نستطيع أن نزعم أن الأندلس كانت محصنة ضد التشيع و دعاته، حتى ليقول المقدسي في أواخر القرن الرابع الهجري إن الأندلسيين إذا عثروا على متشيع ربما قتلوه. و حتى بعد انتهاء الدولة الأموية نجد كبار المؤرخين في الأندلس مثل ابن حيان و كبار المفكرين هناك مثل ابن حزم يتعصبون للأمويين ضد الشيعة تعصبا شديدا. و كل ما يمكن أن يكون للتشيع في الأندلس إنما هو بعض الأصداء في مدائح الشعراء للحموديين في قرطبة و مالقة لمدة ربع قرن، و هي أصداء ضعيفة جدا إذا قلما صدر الشعراء في شعرهم عن تشيع حقيقي لآل البيت. و سنرى في حديثنا عن الرثاء أن الأندلسيين أخذوا منذ عصر المرابطين يستوحون مأساة الحسين في نظم بعض مراث له، بل لقد أقاموا له أحيانا مآتم يندبونه فيها، و كأنما كانوا يندبون مأساتهم و مأساة رجالهم في الأندلس. و نخلص من كل ما قدمنا إلى أنه لم تظهر في الأندلس موجة حادّة للتشيع، و كل ما حدث أن أفرادا قد يتشيعون، و هو تشيع لا يعدو-غالبا-حب آل البيت.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر في التشيع بالأندلس صورة الأرض لابن حوقل و أحسن التقاسيم للمقدسي و العقد الفريد لابن عبد ربه و المغرب في مواضع مختلفة و التشيع في الأندلس للدكتور محمود مكى و مصادره.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|