المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النظام الحقوقي (المالي)
29-3-2019
وجوب الذكر في الركوع.
12-1-2016
لماذا حرّم الله الخنزير في القرآن الكريم ؟
2023-09-26
الإمامة لا تصلح إلا في الرجال
26-4-2022
طبقة الانتشار diffusion layer
13-8-2018
Vowel systems STRUT
2024-04-15


طلحة النعماني  
  
2892   12:05 صباحاً   التاريخ: 23-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص260-264
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 1979
التاريخ: 27-1-2016 4051
التاريخ: 26-06-2015 1905
التاريخ: 12-08-2015 3782

هو أبو محمد طلحة بن أحمد بن طلحة بن الحسين النعماني نسبة الى النعمانية – وهي بلدة بين بغداد وواسط في منتصف الطريق على دجلة – ويبدو ان مولده ومنشأه كانا بها.

تطوّف طلحة النعماني كثيرا : جاء الى بغداد كما انحدر الى البصرة ولقي الحريري صاحب المقامات (ت 516هـ) فيها. وقد أقام في خراسان مدة وزار خوارزم، وورد الى شيراز ومدح فيها قاضي القضاة عماد الدين أبا طاهر بن محمد الفزاري في عيد الأضحى من سنة 509 (1116م).

وكانت وفاة طلحة النعماني سنة 520 هـ (1126م) أو بعدها بقليل.

كان طلحة النعماني عارفا باللغة والأدب ناثرا شاعرا له نثر على نمط مقامات الحريري. ثم هو شاعر مكثر مطيل جيد الشعر رقيق الطبع سريع البديهة؛ ولكن شعره يضعف على المدى (اذا أطال كثيرا). وأكثر شعره المديح وله شيء من الغزل. ويظهر على بعض شعره التقليد لنفر من فحول الشعراء كأبي تماماً والمتنبي والمعري.

مختارات من آثاره:

قال طلحة النعماني يمدح عماد الدين طاهر بن محمد الاصفهاني الفزاري (نثرا ونظماً) :

حدثني بعض الاخوان، قال : نشت بي قرارات الكرم ببغدان (1) لتواتر نوب الزمان واختلاف ارباب السلطان، وانا يومئذ غل قمل وورود وشل قلب وجل (2) وهم متصل، فشحذت غرار العزمة في ركوب غارب الغربة (3) والأخذ في تنفس الكربة ..... هذا، وصاحبي (في السفر) يلهيني بمفاكهته ويسرني بمسايرته ويقول : سيسفر سفرك عن أرب مقضي تدركه  ..... وستواجه وجه الجود مسفراً، وتفتخر بمواجهته بين الورى، وستنظر في الحضرة العمادية أوجه الأيام مسفرة .. حتى خلفنا النوبندجان ونكبنا عن شعب بوان (4) وبدت لنا الاعلام الشيرازية وتلقت آمالنا العوارف (5) العمادية فأنشدته :

ولولا أيادي طاهر بن محمد            لما حلمت بي قط في النوم شيراز

ولا حث بي لولاه في البر سابح،            ولا رنحتني في قرا الكور أغرار (6)

ولكن حدا بي نحوها جود كفه؛          ففزت كما قلبي به معشر فازوا

هو البحر لا يفني عطاياه ماتح          لسجل العطايا بالمدائح نهاز (7)

له كل يوم منة وصنيعة           بحمد الورى والشكر يحوي ويحتاز (8)

سبوق الى الغايات لا يستحثه            سوى مجده؛ والطرف يجريه مهماز (9)

وشائج قربى قد رعاها بجوده            وحمد تلاه نازح الدار مجتاز (10)

وقربى أصول بيننا عربية               رعاها فزاري الأرومة ممتاز (11)

هني الندى لم يذمم العيش جاره؛         له منه إكرام يدوم وإعزاز*

ففي كل جيد من أياديه منة                    يطول بها بين الأنام ويمتاز (12)

  • ومن جيد شعره قصيدته التي مدح بها ابا شجاع فاتك بن جياش ابن نجاح صاحب زبيد (اليمن) في صفر من سنة 504 (صيف 1110م) قال فيها :

أقول لسعد والركاب سوانح               وجيش الكرى للمقلتين يرود (13)

ترفق وقف بي باللوى عمر ساعة،        فانك إن ساعدتني لسعيد (14)

لا نشد قلبا ضل بالرمل غدوة              ولم ترع فيه ذمة وعهود (15)

طوت لوعي ثوب الصبابة في الحشى،    فوجدي على مر الزمان يزيد (16)

أيا أيكتي وادي الغضا، هل زماننا          وعيش مضى في ظلكن يعود (17)

أحن إليكم حنة النيب شاقها                  الى مورد جم النفاخ ورود (18)

وأصبو كما يصبو الى الجود فاتك،         وأزهى كأني دسته وزبيد (19)

مليك عطايا كفه تبتدئ الندى                - لمن أمه مسترفداً- وتعيد (20)

في مهد الأقطار وهو بهده.                 ودانت له الأقدار وهو وليد (21)

يبشر راجي عرفه طيب عرفه،            ويعطي ولو أن الأنام وفود (22)

له حسب صافي الأديم من الحنا           حمت عنه آباء له وجدود (23)

ومجد تليد راسيات أصوله                 بناه طريف من ندى وتليد (24)

يلوح لنا في مطلع الدست وجهه            كما لاح من ضوء الصباح عمود (25)

_____________________

(1)أسفر : ظهر. الارب :ا لحاجة، الرغبة. النوبندجان : مدينة في فارس. شعب بوان : ممر بين العراق وفارس. نكب : جانب ؛ حاد عن.

(2)العوارف جمع عارف : المعروف (عمل الخير، العمل الطيب، الكرم).

(3)السابح : الفرس السريع. رنحته : جعلته يترنح (يتمايل). القرا : الظهر. الكور : الرحل (سرج الدابة). الاغراز جمع غرز : ركاب الرحل (علاقة من جلد يضع الراكب رجله فيها). رنحتي .... الاغراز : لم أتعب في السفر مسافة طويلة.

(4)الماتح : الذي يستقي الماء من البئر بدلو. السجل : الدلو العظيمة المملوءة بالماء. الماز : الذي لا يسحب الدلو من البئر الا اذا امتلأت تماماً. – لا يفنى ماله، ولا يتوقف عن العطاء مهما كثر الذين يعطيهم.

(5)المئة ضد الاحسان. الصنيعة : عمل الخير، الاحسان.

(6)الطرف : الحصان الاصيل. يجريه مهماز : يحتاج الى وخز بالمهماز حتى يركض ويسبق (والممدوح لا يحتاج الى حافز او مشجع لكي يحسن الى الناس).

(7)الوشيجة : القرابة المشتبكة المتصلة. تلاه : تبعه، قرأه (أنشده) – هو رعاني بكرمه وانا شكرته بشعري.

(8)الارومة : الاصل. فزاري : من بي فزارة (قبيلة الممدوح وقبيلة الشاعر). * هني = هنيء.

(9)الجيد : العنق. الايادي : النعم، الاحسان، يطول بها : يسمو بها فوق غيره.

(10)نش الماء : جف. بغدان – بغداد.

(11)غل قمل، القاموس (4 : 41) : وأصله أنهم كانوا يغلون (بضم الغين وتشديد اللام) الأسير (بغل) وعليه شعر فيقمل (بفتح الميم). ورد وشل : ماء قليل. وجل : خائف.

(12)فشحذت .... الغربة : عزمت على السفر (الغرار) : حد السيف. الغارب : الكتف.

 

(13)الركاب = المطي : الحيل التي يسافر عليها الناس. سوانح : (قريبة من ديار الحبيب). الكرى : النوم. راد؛ يرود : طلب، يطلب.

(14)اللوى : جانب مستدير من الرمل (كناية عن موطن الحبيب). عمر ساعة : مقدار ساعة، ساعدتي : أجيت طلبي.

(15)أنشد من نشد : طلب، بحث عن.

(16)عذابي في الحب جعلي أكم حبي (عن الناس) فكان وجدي (حبي) يزيد يوما بعد يوم.

(17)الأيكة : الشجر الكثير الملتف (المجتمع، الكثيف). – قال : ظلكن (ويجب ان يقول : ظلكما).

(18)النيب : جمع ناب : الناقة المسنة. النقاخ : الماء العذب البارد الصافي. ورود : المجيء الى الماء للشرب – تحن (تطرب) كما تطرب الناقة العطشى وهي ذاهبة لتشرب من ماء نفاخ. ورود فاعل شاقها.

(19)أصبو : أميل، اشتاق. فانك (اسم الممدوح) أزهى : افتخر، أعجيب بنفسي. الدست : كرسي الوزارة. زبيد : بلدة في اليمن (كان فيها فاتك). – ان الوزارة ومدينة زبيد تفتخران لأن فاتكا يتولاهما.

(20)أمه : قصده. مسترفدا : طالبا الرفد (العطاء). الندى الكرم. تبتدئ وتعيد : تعطي مرة بعد مرة.

(21)مهد الأقطار : ضبط البلاد وثبت فيها حكمه. – في البيت مبالغتان احداهما مذمومة.

(22)العرف (بالضم) الكرم. العرف (بالفتح) : الرائحة الطيبة. – شهرة الممدوح بالكرم تبشر كل قادم عليه بعطاء كثير.

(23)الحنا : القول القبيح او العمل القبيح. حمت عنه = حامت عنه : دافعت عنه.

(24)تليد : قديم. طريف جديد. ندى : كرم.

(25)الدست : صدر البيت، الكرسي الذي يجلس عليه الوزير. عمود الصبح : نور الصبح حينما يشق ظلام الليل عند الفجر.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.