أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
![]()
التاريخ: 20-3-2016
![]()
التاريخ: 25-7-2022
![]()
التاريخ: 2024-08-11
![]() |
استشفّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) من التحرّكات السياسية التي صدرت من أعلام صحابته أنهم يبغون لأهل بيته الغوائل ويتربّصون بهم الدوائر وإنهم مجمعون على صرف الخلافة عنهم فرأى (صلّى الله عليه وآله) أن يصون اُمّته من الزيغ ويحميها من الفتن فقال (صلّى الله عليه وآله) :ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ؛ وهل هناك نعمة على المسلمين أعظم من هذه النعمة؟ إنّه ضمان من سيّد الأنبياء الذي لا ينطق عن الهوى أن لا تضلّ اُمّته في مسيرتها وتواكب الحقّ وتهتدي إلى سواء السبيل.
إنّه صيانة لتوازن الاُمّة واستقامتها وضمان لرخائها وأمنها وتطور لحياتها ؛ إنه التزام من سيّد الكائنات بأن لا تصاب اُمّته بنكسة أو أزمة في ميادينها السياسية والاقتصادية ؛ حقاً إنها فرصة من أثمن الفرص وأندرها في تاريخ هذه الاُمّة ولكن القوم لم يستغلوها فقد علموا قصد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأنه سينصّ على باب مدينة علمه وأبي سبطيه وتضيع بذلك أطماعهم ومصالحهم فردّ عليه أحدهم : حسبنا كتاب الله ؛ ولو كان هذا القائل يحتمل أن النبي (صلّى الله عليه وآله) يوصي بحماية الثغور أو بالمحافظة على الشؤون الدينية لَما ردّ عليه بهذه الجرأة ولكنه علم قصده من النصّ على خلافة أمير المؤمنين , وكثر الخلاف بين القوم فطائفة حاولت تنفيذ ما أمر به الرسول وطائفة اُخرى أصرّت على معارضتها خوفاً على فوات مصالحها وانطلقت النسوة من وراء الستر فأنكرن عليهم هذا الموقف المتّسم بالجرأة على النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في ساعاته الأخيرة من حياته فقلن لهم : ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟!
فثار عمر وصاح فيهنّ خوفاً على الأمر أن يفلت منهم فقال لهنّ : إنكنّ صويحبات يوسف ؛ إذا مرض عصرتنّ أعينكنّ وإذا صحّ ركبتنّ عنقه ؛ فرمقه الرسول وصاح به : دعوهنّ فإنهنّ خير منكم ؛ وبدأ صراع رهيب بين القوم وكادت أن تفوز الجبهة التي أرادت تنفيذ ما أمر به الرسول (صلّى الله عليه وآله) فانبرى أحدهم فسدّد سهماً لِما رامه النبي (صلّى الله عليه وآله) وأفسد عليه ما أراد قائلاً : إنّ النبي ليهجر ؛ لقد أنستهم الأطماع السياسية مقام النبي (صلّى الله عليه وآله) الذي زكّاه الله وعصمه من الهجر وغيره مما ينقص الناس ؛ ألم يسمعوا كلام الله يتلى عليهم في اناء الليل وأطراف النهار وهو يعلن تكامل النبي (صلّى الله عليه وآله) وتوازن شخصيته قال تعالى : {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 2 - 5] وقال تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 19 - 22] , لقد وعى القوم آيات الكتاب في حقّ نبيّهم لم يخامرهم شكّ في عصمته وتكامل شخصيته ولكن الأطماع السياسية دفعتهم إلى هذا الموقف الذي يحزّ في نفس كل مسلم وكان ابن عباس إذا ذكر هذا الحادث الرهيب يبكي حتّى تسيل دموعه على خديه كأنها نظام اللؤلؤ وهو يصعد آهاته ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس؟! قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ؛ فقالوا : إنّ رسول الله يهجر .
حقّاً إنّها رزية الإسلام الكبرى فقد حيل بين المسلمين وبين سعادتهم وتقدّمهم في ميادين الحق والعدل.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|