أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1200
التاريخ: 2024-09-02
324
التاريخ: 2024-09-08
308
التاريخ: 2024-11-03
248
|
في سيرة ابن هشام ما موجزه :
أ ـ قال الراوي : كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) يقفُ على منازل القبائل من لعرب فيقول : ((يا بني فلان ، إنّي رسول اللّه إليكم ، يأمركم أن تعبدوا اللّه ولا تُشركوا به شيئاً ، وأن تخلعوا ما تعْبدُون من دونه من هذه الانداد ، وأن تؤمنوا بي وتُصَدِّقوا بي ، وتمنعوني حتى أبَيِّنَ عن اللّه ما بعثني به)) قال : وخلفه رجل أحول وضئ له غديرتان (*) عليه حُلةٌ عَدَنية ، فاذا فرغ رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) من قوله وما دعا إليه قال ذلك الرجل : يا بني فلان ، إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللاّت والعُزَّى من أعناقكم وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه ، قال : فقلت لابي : يا أبتِ ، مَنْ هذا الّذي يتبعه ويرد عليه ما يقول؟ قال : هذا عمه عبد العُزَّى بن عبد المطلب أبو لهب.
ب ـ وفي رواية أخرى : أنّه أتى كِندَةَ في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له : مليح ، فدعاهم إلى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ ، وعرَض عليهم نفسه ، فأبوا عليه.
ج ـ وفي رواية : أنّه أتى كلباً في منازلهم إلى بطن منهم يقال لهم : بنو عبداللّه ، فدعاهم إلى اللّه ، وعرض عليهم نفسه ، حتى إنّه ليقول لهم ((يا بني عبد اللّه ، إنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ قد أحسن اسمَ أبيكم)).
فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.
د ـ وفي رواية : أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) أتى بني حنيفة في منازلهم ، فدعاهم إلى اللّه ، وعرض عليهم نفسه ، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداً منهم.
ه ـ وفي رواية : أنّه أتى بني عامر بن صعصعة ، فدعاهم إلى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس واللّه لو أنّي أخذتُ هذا الفتى من قريش لأكلتُ به العرب.
ثمّ قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ، ثمّ أظهرك اللّه على من خالفك ، أيكون لنا الامر من بعدك؟ قال : ((الامر إلى اللّه يضعه حيث يشاء)).
قال : فقال له : أفنهدفُ نحورنا (*) للعرب دونك ، فاذا أظهرك اللّه كان الامر لغيرنا؟!! لا حاجة لنا بأمرك ، فأبوا عليه ، فلما صَدَرَ الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كانت أدركته السن حتى لا يقدر أن يوافي معهم المواسم ، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ، فقالوا : جاءنا فتى من قريش ، ثمّ أحد بني عبد المطلب ، يزعم أنّه نبيُّ يدعونا إلى أن نمنعه ، ونقوم معه ، ونخرج به إلى بلادنا ، قال : فوضع الشيخ يديه على رأسه ، ثمّ قال : يا بني عامر ، هل لها من تلافٍ ؟ هل لذنَاباها من مَطْلَب؟ والّذي نفسُ فلان بيده ما تقوَّلها إسماعيليُّ قُطُّ ، وإنّها لحق ، فأين رأيكم كان عنكم ؟
قال ابن اسحق : فكان رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) على ذلك من أمره ، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى اللّه وإلى الاسلام ، ويعرض عليهم نفسه ، وما جاء به من اللّه من الهدى والرحمة ، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكّة من العرب له اسم وشرف إلاّ تصدَّى له ، فدعاه إلى اللّه ، وعرض عليه ما عنده.
هكذا كان ديدن النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) مع قبائل العرب في موسم الحج ، حتى لقي رهطا من الخزرج ، فدعاهم إلى الاسلام ، وتلا عليهم القرآن ، وكانوا قد سمعوا من اليهود في المدينة خبر بعثة نبي آن اَوانه ، فكانوا اذا كان بينهم شيء قال اليهود لهم ان نبيّا مبعوث الان قد أظلّ زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم فلما كلّمهم رسول اللّه ودعاهم إلى اللّه قال بعضهم لبعض : يا قوم واللّه انّه للنبيّ الّذي توعدكم به يهود ، فلا تسبقنكم إليه ، فأجابوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الاسلام فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم امر رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ودعوهم إلى الاسلام حتى فشى فيهم ، فلم تبق دار من دور الانصار إلاّ وفيها ذكر رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، حتى اذا كان العام المقبل وافى الموسم منهم اثنا عشر رجلاً ، فلقوه في العقبة ، فبايعوه على بيعة النساء على السمع والطاعة ، وذلك قبل ان يفترض الحرب وبعث معهم النبيّ مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ، ويعملهم الاسلام ويفقههم في الدين ، حتى اذا كان العام المقبل خرج إلى الحج من المدينة المشركون منهم والمسلمون ، فاجتمع المسلمون منهم بالنبي وواعدهم العقبة فتسلّل منهم ثلاثة وسبعون رجلاً ومعهم امرأتان فبايعه الرجال بيعة الحرب وهي بيعة العقبة الثانية ، واتخذ منهم اثنا عشر نقيباً ، فلما قدموا المدينة انتشر فيها الاسلام فأذن اللّه ـ تبارك وتعالى ـ لرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) في الهجرة إلى المدينة (1).
_________________________
(*) غديرتان : تثنية غديرة ، وهي ذؤابة من الشعر.
(*) ((أفنهدف نحورنا)) معناه نصيرها هدفاً ، والهدف : الغرض الّذي يرمى بالسهام إليه.
1- سيرة ابن هشام ط. الحجازي بالقاهرة 2 / 31 ـ 76.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|