المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



[الشرائع والاخلاق واثرها على المجتمع]  
  
3338   09:43 صباحاً   التاريخ: 18-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص157-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

رسم الإمام (عليه السّلام) لأهل بيته وأصحابه مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات وأمرهم بالتحلّي بها ؛ ليكونوا قدوة لغيرهم وفيما يلي بعضها :

1 ـ قال (عليه السّلام) : الحلم زينة والوفاء مروءة والصلة نعمة والاستكثار صلف والعجلة سفه والسفه ضعف والغلو ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر ومجالسة أهل الفسوق ريبة .

2 ـ قال (عليه السّلام) : الصدق عز والكذب عجز والسر أمانة والجوار قرابة والمعونة صدقة والعمل تجربة والخلق الحسن عبادة والصمت زين والشحّ فقر والسخاء غنى والرفق لب .

3 ـ قال (عليه السّلام) : أيّها الناس مَن جاد ساد ومَن بخل رذل وإنّ أجود الناس مَن أعطى مَن لا يرجوه .

4 ـ قال (عليه السّلام) : مَن جاد ساد ومَن بخل رذل ومَن تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً .

5 ـ قال (عليه السّلام) : اعلموا أنّ حوائج الناس إليكم من نِعَم الله عزّ وجلّ عليكم فلا تملّوا النِعَم فتعود النقم .

6 ـ رأى الإمام (عليه السّلام) رجلاً قد دعي إلى طعام فامتنع من الإجابة فقال (عليه السّلام) له : قُم فليس في الدعوة عفو وإن كنت مفطراً فكُل وإن كنت صائماً فبارك .

7 ـ قال (عليه السّلام) : صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه .

8 ـ كان (عليه السّلام) دوماً ينشد هذه الأبيات الداعية إلى حسن الخلق وعدم العناء في طلب الدنيا ويزعم بعض الرواة أنها من نظمه وهي :

لئن كانت الأفعالُ يوماً لأهلها       كمالاً فحُسن الخلق أبهى وأكملُ

وإن كانت الأرزاقُ رزقاً مقدّراً    فقلّة جهد المرءِ في الكسب أجملُ

وإن كانت الدنيا تُعدّ نفيسةً                 فدارُ ثوابِ الله أعلى وأنبلُ

وإن كانت الأبدانُ للموت اُنشأتْ   فقتلُ امرِئٍ بالسيف في الله أفضلُ

وإن كانت الأموالُ للترك جمعُها      فما بالُ متروكٍ به المرءُ يبخلُ

وألمّت هذه الأبيات برغبة الإمام بالشهادة في سبيل الله كما حكت عن طبيعة كرمه وسخائه.

9 ـ قال (عليه السّلام) : لا تتكلّف ما لا تطيق ولا تتعرّض لِما لا تدرك ولا تعد بما لا تقدر عليه ولا تنفق إلاّ بقدر ما تستفيد ولا تطلب من الجزاء إلاّ بقدر ما صنعت ولا تفرح إلاّ بما نلت من طاعة الله ولا تتناول إلاّ ما رأيت نفسك أهلاً له .

10 ـ قال (عليه السّلام) لابن عباس : لا تتكلمن فيما لا يعنيك ؛ فإنّي أخاف عليك الوزر ولا تتكلمن فيما لا يعنيك حتّى ترى للكلام موضعاً ؛ فربّ متكلّم قد تكلّم بالحقّ فعِيب ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً ؛ فإنّ الحليم يقليك والسّفيه يؤذيك ولا تقولنّ في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلاّ ما تحبّ أن يقول فيك إذا تواريت عنه واعمل عمل رجل يعلم أنّه مأخوذ بالإجرام مجزي بالإحسان .

وهذه الكلمات الذهبية هي بعض ما أثر عنه في مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات التي يكسب بها الإنسان المنهج السليم وحسن السلوك وسلامة الدارين.

وزعم بعض المعاصرين للإمام أنّ الذي شرّع الأذان عبد الله بن زيد لرؤيا رآها فأخبر بها النبي (صلّى الله عليه وآله) فأمر (صلّى الله عليه وآله) به فأنكر الإمام (عليه السّلام) ذلك وقال : الوحي يتنزّل على نبيّكم وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد والأذان وجه دينكم! .

قال (عليه السّلام) : الإخوان أربعة : فأخ لك وله وأخ عليك وأخ لا لك ولا له ؛ وأوضح (عليه السّلام) ذلك بقوله : الأخ الذي هو لك وله : فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ولا يطلب بإخائه موت الإخاء فهذا لك وله ؛ لأنه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعاً وإذا دخل الإخاء في حال التناقض بطلا جميعاً ؛ والأخ الذي لك : فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الإخاء فهو موفور عليك بكليته ؛ والأخ الذي هو عليك : فهو الأخ الذي يتربّص بك الدوائر ويغشى السرائر ويكذب عليك بين العشائر وينظر في وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد ؛ والأخ الذي لك ولا له : فهو الذي قد ملاه الله حمقاً فأبعده سحقاً فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب شحّ ما لديك .

قال (عليه السّلام) : دراسة العلم لقاح المعرفة وطول التجارب زيادة في العقل والشرف والتقوى والقنوع راحة الأبدان ومَن حبّك نهاك ومَن أبغضك أغراك .

وروي انه تصدّق رجل من بني اُميّة بأموال كثيرة ولم تكن تلك الأموال من حلال وإنما كانت من حرام فقال الإمام (عليه السّلام) : مثلُه مثل الذي سرق الحاج وتصدّق بما سرق إنّما الصدقة صدقة مَن عرق فيها جبينه وأغبر فيها وجهه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.