أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3440
التاريخ: 15-3-2016
3669
التاريخ: 9-4-2016
3114
التاريخ: 9-4-2016
3706
|
ليس في تاريخ هذا الشرق ولا في غيره حاكم كالإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في عدله ونزاهته وإيثاره للحقّ على كلّ شيء فقد كان لمْ يخضع لأيّة نزعة عاطفية ولمْ يستجب لأي هوى مطاع وإنّما سار على الطريق الواضح والمنهج السليم الذي سلكه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلمْ يحاب ولمْ يداهن في دينه وتبنّى النصح الخالص لجميع المسلمين وقد حاول جاهداً أيّام حكومته أنْ يرفعَ راية الإسلام ويحقّق مبادئه التي كان منها رفع الحيف والظلم ومنع الاستغلال وإزالة الفوارق بين أبناء المسلمين , وكان مِن أعظم ما عنى به وضع أموال الدولة في مواضعها فلمْ ينفقَ أيّ شيء منها إلاّ على مرافقها التي عيّنها الإسلام وما تاجر بها ولو اشترى بها العواطف والضمائر ـ كما كان يفعل معاوية ـ لما تنكّر عليه النفعيون في جيشه كالأشعث بن قيس وغيره مِن أقطاب الخيانة والعمالة .
لقد احتاط في أموال الدولة كأشدّ ما يكون الاحتياط وأجهد نفسه وحمّلها مِنْ أمره رهقاً مِنْ أجل أنْ يبسط العدل الاقتصادي بين الناس.
يقول عبد الله بن رزين : دخلت على علي (عليه السّلام) يوم الأضحى فقرّب إلينا حريرة فقلت له : أصلحك الله! لو قرّبت إلينا مِن هذا البط فإنّ الله قد أكثر الخير ؛ فقال : يا بن رزين سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : لا يحلّ لخليفة مِن مال الله إلاّ قصعتان ؛ قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدي الناس ؛ وقد نقم على سياسته كلّ مَنْ استسلم لدوافع المادة وشهواتها فراحوا يعملون جاهدين للإطاحة بحكومته وتشكيل حكومة تضمن مصالحهم الاقتصادية والسياسية ؛ ومِن المؤكد أنّ الإمام (عليه السّلام) كان يعلم كيف يجلب له الطاعة وكيف يبسط سلطانه ونفوذه على اُولئك الذين نقموا عليه ولكن ذلك لا يتم إلاّ بأنْ يداهن في دينه فيوارب ويخادع ويعطي المال في غير حقّه فيكون كبقية عشّاق المُلْك والسلطان ؛ ومِن الطبيعي إنّ الانحراف عن الحقّ والمتاجرة بمصالح الأُمّة ممّا يأباه علي (عليه السّلام) و تأباه مُثُلُه العليا فلا السلطة تغريه ولا اجتماع الناس حوله تزيده عزّة ولا تفرّقهم عنه تزيده وحشة كما كان يقول.
لقد كان الإمام (عليه السّلام) يؤمن إيماناً خالصاً بالدين ويرى مِن الضرورة أنْ يكون هو المسيطر على قلوب الناس وتفكيرهم وأنْ لا يكون هناك أيّ ظلّ للمنافع والأهواء ؛ وممّا لا شك فيه أنّ هذا النوع الخالص مِن الإيمان لمْ يتحقّق إلاّ للقلة القليلة مِن أصحابه كحِجْر بن عدي ومالك الأشتر وعدي بن حاتم وميثم التمّار ونظرائهم ممّن تغذّوا بهديه وهم الذين قرؤوا القرآن فأحكموه وتدبّروا الفرض فأقاموه وأحيوا السُنّة وأماتوا البدعة على حدّ تعبيره ؛ أمّا الأكثرية الساحقة مِن جيشه وشعبه فإنّهم لمْ يعوا أهدافه ومبادئه وجهلوا القيم العليا في سياسته المشرقة التي كانت تهدف إلى ضمان حقوق المظلومين والمضطهدين.
لقد تحرّج الإمام (عليه السّلام) في سلوكه السياسي فأخضع سياسته العامّة للقيم الدينية والخلقية ؛ فبسط الحقّ بجميع رحابه ومفاهيمه ولمْ يعد أي نفوذ للأقوياء ولا سلطان للرأسمالية القرشية التي كانت تعتبر السواد بستاناً لقريش , وقد هبّت القوى المنحرفة عن الحقّ في وجه الإمام (عليه السّلام) فأشعلت نار الحرب وأوقفت مسيرة الإمام (عليه السّلام) في تطبيق العدل الاجتماعي ووضعت السدود والحواجز في طريقه , وقد وقف الإمام العظيم ملتاعاً حزيناً قد احتوشته ذئاب الإثرة والاستغلال وتناهبت مشاعره الأحداث المُفزعة التي تواكبت عليه وكان مِن أفجعها الفتن الداخلية التي كانت تثيرها الخوارج الذين كانوا يعيشون معه وهم يجاهرونه بالعداء وينشرون الفتن والاختلاف ويتربصون الفرص للخروج عليه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|