المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموقوفون لأمر الله
2024-12-22
سبعة أبواب لجنهم
2024-12-22
مناخ السفانا Aw
2024-12-22
جحود الكافرين لآيات الله الباهرات
2024-12-22
لا ينفع الايمان عند الباس
2024-12-22
الأقاليم المناخية
2024-12-22

تسميد أشجار الكرز
19-2-2020
السكان في الجغرافية السياسية (حضاريا)
22-1-2016
أنواع أخرى من خسائر المقاول
2023-04-20
النهضة في اسبانيا.
2024-08-01
Alu Sequences
1-12-2015
بلوط Quercus infectoria Oliv
25-1-2021


الفروق الفردية  
  
6436   01:31 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص231-232
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

الفروق الفردية حقيقة واقعية بين الناس , فهناك اختلافات بين الناس من النواحي الجسمية والعقلية والمزاجية والنفسية , وهناك فروق حتى داخل الأسرة الواحدة وما بين الجماعات والأجناس المختلفة .

وقد اهتم علماء النفس بالفروق الفردية لما لها من اهمية في التعلم والتعليم وفي جميع مظاهر الحياة الإنسانية , واعتبروا أنه من الأهمية بمكان محاولة تفسيرها ومعرفة أسبابها , وركزت مدارس التربية الحديثة على الفروق الفردية بين الأطفال, ومن بين المدارس الحديثة التي اهتمت بالفروق الفردية بين الأطفال ووجهتها , بيوت الأطفال لمنتسوري ومراكز الاهتمام لديكرولي , وطريقة المشروع لكلباتريك ... وغيرها .

وعندما يتأمل الانسان الحياة حوله بجميع مظاهرها وتفاعلها يتبين له أن الإنسان يختلف عن أخيه الانسان في نواحي كثيرة , فنجد الطويل والقصير , والذكي والغبي , والنشيط والبليد ... الخ. فالناس ــ على الرغم من أنهم يخضعون لقوانين إلا أنهم من النادر أن يكونوا متساويين في تكوينهم النفسي . ويجب مراعاة الفروق الفردية لما لها من أثر على حياة الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه , فلو اغفلنا هذه الفروق لما استطعنا حفز الناس على العمل والانتاج , أو حل مشاكلهم أو توجيههم في المهن والأعمال ونوع التربية والتعليم الذي يناسبهم , أي لصعب علينا وضع الشخص المناسب في المكان المناسب له , مما يؤثر تأثيراً سلبياً على الاقتصاد القومي والتنظيم الاجتماعي في أي مجتمع كان , وفي مجتمعاتنا المعاصرة من الممكن مساواة الناس في الحقوق والواجبات والفرص , ولكن من الصعب المساواة بينهم في القدرات العقلية والسمات المزاجية بما يجعلهم قادرين على التنافس العادل , وقد نستطيع أن نوفر لهم فرص التعلم والعمل ولكن من الصعوبة بمكان المساواة بينهم في نوع التعليم أو العمل , وما يتعلق به من الأجور وقد احتدم الصراع منذ القدم بين العلماء حول أسباب هذه الفروق , وفيما إذا كانت تعود للوراثة أو للعوامل البيئية . ولا يزال الصراع الفكري قائماً إلى يومنا هذا ولكن الوراثة والبيئة قوى غير مستقلة , فالعوامل البيئية المختلفة تتفاعل مع القوى الوراثية فتؤثر كل منها في الأخرى  ومن تفاعلهما يتم نمو الفرد وتحدد سلوكه , فالاستعدادات ــ وهي قوى وراثية كامنة ــ لا يمكن أن تظهر وتتطور ويتضح أثرها دون عوامل البيئة المختلفة .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.