المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مقررات الرفق بالحيوان في الاسلام  
  
4075   03:48 مساءاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص424-429
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

إن مقررات الرفق بالحيوان ميدان رحب فسيح في شرع الله، ونجد ذلك واضحا في المنهج النظري ووضوحه في التطبيق العملي، ويتمثل ذلك في ما ورد من الروايات والاحاديث الشريفة التي نصت على وجود احكام وحقوق خاصة بالحيوان يجب على المسلم مراعاتها بدقة، ونستعرض فيما يلي نموذجا من هذه الحقوق دون التفصيل فيها من أجل بيان ما قرره الاسلام في هذا الموضوع :

أوصت النصوص الشريفة الواردة عن المعصومين بما يلي (1) :

1ـ الرفق بالبهائم.

2- أن لا توقف عليها وعلى احمالها.

3- ان لا تسقى بلجمها.

4- أن لا تحمل فوق طاقتها.

فعن علي (عليه السلام) : (ارفق بالبهائم، ولا توقف عليها أحمالها، ولا تستقى بلجمها، ولا تحمل فوق طاقتها)(2).

5- ان لا تقف عليها وجهازها :

فقد روي عن النبي (صلى الله عليه واله) انه:(أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعد للخصومة)(3).

6- ان لا يقف على ظهرها.

7- ان لا يكلف الدابة من المشي ما لا تطيقه.

8- ان يكون أول ما يبدأ به حين وصوله للمنزل هو أن يقدم الماء والعلف للدابة.

فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :(للدابة على صاحبها خصال ست : يبدأ بعلفها اذ نزل، ويعرض عليها الماء اذا مر به، ولا يضرب وجهها، فأنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها الا في سبيل الله (عز وجل)، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي الا ما تطيق)(4).

9- ان ينظف مرابضها.

10- مسح رعام الغنم. أي : ما يخرج من أنوفها.

11- اماطة الاذى عنها.

فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله)انه قال:(نظفوا مرابض الغنم، وامسحوا رعامهن، فأنهن من دواب الجنة)(5).

12- ان يسقي ذوات الأرواح اذا عطشت، حتى لو كانت من الهوام، ومن غير مأكول اللحم.

13- أن لا يحسبها.

14- أن لا تربط حتى تموت جوعا أو عطشا.

فقد روي عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام):(ان امرأة عُذبت في هرة، ربطتها حتى ماتت عطشا)(6).

وعن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :

 (رأيت في النار صاحب العباء التي قد غلها، ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج بمحجنه، ورأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت اوثقتها، لم تكن تطعمها، ولم ترسلها تأكل من حشائش الارض، ودخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي ارواه من الماء)(7).

15- أن لا تقتل البهيمة عبثا: فعن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال :(من قتل عصفورا جاء يوم القيامة يعج؛ إلى الله تعالى يقول : يا رب، ان هذا قتلني عبثا، لم ينتفع بي، ولم يدعني فآكل من حشارة الارض)(8).

16- ان لا يتخذ احد شيئا فيه روح غرضا، ليرميه بسهامه.

فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وعن آبائه (عليهم السلام) انه قال :(مر رسول الله (صلى الله عليه واله) على قوم نصبوا دجاجة حية، وهم يرمونها بالنبل، فقال : من هؤلاء، لعنهم الله)(9)؟!

17- أن لا تطرق الطيور ليلا، فان الليل أمان لها.

فعن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال :(نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن اتيان الطير بالليل، وقال : ان الليل امان لها)(10).

18- ان لا تؤخذ فراخ الطير من اوكارها حتى تنهض، أو حتى يريش او يطير. فان الفرخ في ذمة الله ما لم يطر(11).

19- ان لا تُصْبَر البهائم.

فعن جابر قال : (نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يقتل شيء من الدواب صبرا)(12).

والصبر هو : ربطها ثم ترمى حتى تموت.

20- وان لا يمثَّل بها.

فعن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (لعن الله من مثل بالحيوان)(13).

21- لا يحرق الحيوان.

ورد في مناهي النبي (صلى الله عليه واله) : (انه نهى عن أن يحرق شيء من الحيوان)(14).

22- ان يقلم الذي يحلب الحيوان أظافره، حتى لا يؤذي ضرع الحيوان بأظافره حال الحلب.

فعن سوادة بن الربيع انه قال : اتيت النبي (صلى الله عليه واله)، فسألته، فأمر لي بذود، ثم قال لي : (اذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا اظافرهم، ولا يعبطوا بها ضروع مواشيهم اذا حلبوا)(15).

23- ان لا تضرب الدابة على وجهها.

فالأمام السجاد (عليه السلام) روي عنه انه حج على دابة عشرين حجة، او عشر حجج ولم يضر بها ضربة واحدة، ولم يضر بها على وجهها ولا على غيره(16).

24- ان لا تتخذ الدابة كراسي للحديث في الطرق والاسواق.

فعن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (اركبوا هذه الدواب سالمة، واقرعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لاحاديثكم في الطريق والاسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، واكثر ذكرا لله تبارك وتعالى منه)(17).

25- ان لا يجيعها.

فعن عبدالله بن جعفر : ان النبي (صلى الله عليه واله) دخل حائطا لبعض الانصار، فاذا فيه جمل، فلما رأى الجمل (صلى الله عليه واله) ذرفت عيناه، فمسح النبي (صلى الله عليه واله)

سنامه.

فسكن ثم قال : من رب هذا الجمل؟

فجاء فتى من الانصار فقال : هو لي يا رسول الله

فقال (صلى الله عليه واله) : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟! فانه يشكو الي انك تجيعه وتذيبه)(18).

26- ان لا يطيل الركوب على الدابة بغير حاجة، وترك النزول للحاجة فعن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (اياكم ان تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فان الله عز وجل انما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس، وجعل لكم الارض فعليها فاقضوا حاجاتكم)(19).

كانت هذه شذرات وقبسات قليلة مما جاء في الروايات من حقوق وآداب ينبغي التعامل بها مع الحيوان، وهناك الكثير من الحقوق التي لم نتعرض لها لان الغرض الاساس هو بيان ما قدمته الشريعة الاسلامية في هذا الميدان.

________________

1ـ راجع للتفصيل في هذا الموضوع : مرتضى، السيد جعفر، حقوق الحيوان في الاسلام، المركز الاسلامي للدراسات، ط1، 1425هـ- 2004م.

2- بحار الانوار، ج61، ص203 والوسائل، ج8، ص350 و351 و394، ومن لا يحضره الفقيه، ج2، ص292.

3- البحار، ج7، ص276، وج61، ص203 الوسائل، ج8، ص394.

4- بحار الانوار، ج61، ص201 و202 و 227  و 205 و 210 والوسائل، ج8، ص350، و351.

5- بحار الانوار، ج61، ص150، والمحاسن، ص641 و642، والكافي، ج6، ص544.

6- بحار الانوار، ج61، ص267 وص64 و65 وج73، ص351. والوسائل، ج8، ص397.

7- راجع نفس المصادر السابقة.

8- بحار الانوار، ج61، ص4 و306 و 270 وج62، ص15 و328.

9- بحار الأنوار، ج73، ص359 وج61، ص268 و282.

10- كنز العمال، م.س، ح21، ص2. وبحار الانوار، ج59. ص286.

11- راجع الكافي، ج6، ص216، والوسائل، ج16، ص239 و 240 و241.

12- بحار الانوار، ج62، ص328.

13- نفس المصدر، ج61، ص282 وج62، ص328 و 329 وج46، ص252.

14- بحار الأنوار، ج61، ص67، وج73، ص329، وج30، ص515.

15- مسند أحمد، ج3، ص484، والسنن الكبرى للبيهقي، ج8، ص14.

16- بحار الانوار، ج61، ص206، والكافي ج6، ص538.

17- بحار الانوار، ج61، ص205 و214.

18- نفس المصدر، ص111.

19- نفس المصدر، ج61، ص219، والسنن الكبرى، ج5، ص255.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.