يستحب للرجال زيارة مقابر المؤمنين‌ إجماعا لأن النبيّ صلى الله عليه وآله قال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الموت ) (1). ومن طريق الخاصة قول الرضا عليه السلام : « من أتى قبر أخيه المؤمن من أيّ ناحية يضع يده ، وقرأ إنا أنزلناه سبع مرات أمن الفزع الأكبر » (2).

ووقف الباقرعليه السلام على قبر رجل من الشيعة ثم قال : « اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته، وآنس وحشته ، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك ، وألحقه بمن كان يتولاه » ثم قرأ إنا أنزلناه سبع مرات (3). وسأل جراح  الصادق عليه السلام كيف التسليم على أهل القبور؟ قال : « تقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، رحم الله المتقدمين منا والمتأخرين (4) ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون » (5).

فروع :

أ ـ لا يكره للنساء ذلك لأن الصادق عليه السلام قال : « إن فاطمة عليها السلام كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت ، فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه وتستغفر له » (6).

ب ـ لا يستحب خلع النعال لانتفاء الكراهة بالأصل ، ولأن الحسن ، وابن سيرين كانا يمشيان بين القبور في نعالهما (7).

وكرهه أحمد (8) ، لأمر  النبي صلى الله عليه وآله بإلقائهما (9) ، ويحمل على من فعل ذلك للخيلاء.

ج ـ لو احتيج إلى النعلين لم يكره المشي فيهما إجماعا.

د ـ نزع الخفين ليس بمستحب إجماعا لأن في نزعهما مشقة ، وهل يتعدى إلى الشمشك (10)؟ إشكال.

__________________

(1) صحيح مسلم 2 : 672 ـ 977 ، سنن أبي داود 3 : 218 ـ 3235 ، سنن الترمذي 3 : 370 ـ 1054 ، مستدرك الحاكم 1 : 375.

(2) الكافي 3 : 229 ـ 9 ، التهذيب 6 : 104 ـ 182.

(3) الكافي 3 : 229 ـ 6 ، التهذيب 6 : 105 ـ 183.

(4) في « ش » والكافي : رحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين.

(5) الفقيه 1 : 114 ـ 533 ، والكافي 3 : 229 ـ 8.

(6) الفقيه 1 : 114 ـ 537 ، التهذيب 1 : 465 ـ 1523.

(7) المغني 2 : 424.

(8) المغني 2 : 423 ، كشاف القناع 2 : 141 ، المجموع 5 : 312.

(9) سنن البيهقي 4 : 80.

(10) الشمشك بضم الشين وكسر الميم. قيل: إنه المشاية البغدادية .مجمع البحرين 5: 277«شمشك».