مقا- هزّ : أصل يدلّ على اضطراب في شي‌ء وحركة. وهززت القناة فاهتزّت , واهتزّ النبات , وهزّته الريح , وهزّ الحادي الإبل بحدائه , واهتزّت هي في سيرها. وهزيز الريح : حركتها وصوتها. ومن الباب : الهزاهز : الفتن يهتزّ فيه الناس , وسيف هزهاز وهزهز : صاف حسن الاهتزاز.

مصبا- هززته هزّا من باب قتل : حرّكته , فاهتزّ.

التهذيب- الهزّ : تحريكك الشي‌ء كما تهزّ القناة فتضطرب وتهتزّ.

تقول : هززت فلانا فاهتزّ للخير.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في المادّة : تحرّك في نفس الشي‌ء ولا نظر فيه الى انتقال مكانيّ. كما في اهتزاز القناة والنبات وتحرّك في الهواء وفي الإبل حتّى يتهيّأ للسير واهتزاز في الفتن.

{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ} [مريم : 25] يراد مطلق تحرّك في الجذع وحصوله في نفسه , وليس النظر الى تحريك شديد , ولا حاجة اليه , بل المنظور تحقّق الامتثال بالأمر بالهزّ الخفيف في الجذع , مع انّ المرأة الضعيفة الفارغة لا تستطيع أن تحرّك الجذع شديدا. وسقوط الرطب أثر الإرادة والاجازة من اللّٰه عزّ وجلّ بشرط الهزّ.

{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} [النمل: 10] يراد مطلق تحرّك وحصول اهتزاز في نفس العصا , وهذا الاهتزاز في المرحلة الاولى وبدون مقدّمة وأسباب وعمل , يوجب شدّة خوف ووحشة , حيث لا يعرف عاقبة هذا الاهتزاز والى أين ينتهى.

{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ} [الحج : 5] أي اهتزّت الأرض في نفسها وفي أجزائها كالتموّج الخفيف والاضطراب في ذرّات التراب والطين , وبهذا تحصل الحياة في التراب والأرض وتولّد نباتا.

فظهر لطف التعبير بالمادّة في هذا الموارد.

__________________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .