أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
16924
التاريخ: 7-6-2021
3058
التاريخ: 21-10-2014
3002
التاريخ: 12/10/2022
1660
|
مقا- ملي- كلمة واحدة هي الزمن الطويل , وأقام مليّا , أي دهرا طويلا. والملوان : طرفا الليل والنهار. وإذا همّز دلّ على المساواة والكمال في الشيء. والملء : الاسم للمقدار الّذى يملأ , وسمّى لأنّه مساو لوعائه في قدره , ويقال أعطني ملأه وملأيه وثلاثة أملائه. ومنه أملأ النزع في القوس : إذا بالغ.
ومنه الملأ : الأشراف من الناس لأنّهم ملئوا كرما. وفي الحديث : أحسنوا أملاءكم.
مصبا- ملل : مللته ومللت منه : سئمت وضجرت. وأمليت له في الأمر : أخّرت. وأمليت للبعير في القيد : أرخيت ووسّعت. والمليّ : المدّة , وقيل زمانا واسعا. والملأ : أشراف القوم , سمّوا بذلك لملامتهم بما يلتمس عندهم من المعروف وجودة الرأي , أو لأنّهم يملئون العيون أبّهة والصدور هيبة , والجمع أملاء. وملأت الإناء ملأ من باب نفع , فامتلأ. ومالأه ممالأة : عاونه معاونة , وتمالؤوا على الأمر : تعاونوا. ورجل مليء على فعيل : غنىّ مقتدر , ويجوز البدل والإدغام.
لسا- ملأ الشيء يملؤه ملأ , وإناء ملآن وملآنة , والجمع ملاء. و العامّة تقول إناء ملأ. أبو حاتم : يقال حبّ ملآن , وقربة ملأي , وحباب ملاء , وإن شئت خفّف الهمزة. وقد امتلأ الإناء وتملّأ , بمعنى. وقد ملؤ الرجل يملؤ ملاءة , فهو مليء , أي ثقة غنىّ. والملأ : الرؤساء , لأنّهم ملاء بما يحتاج اليه. والملأ : الجماعة , وقيل أشراف القوم ووجوههم الّذين يرجع الى قولهم. والملأ :
الخلق. وفي التهذيب : الخلق المليء بما يحتاج اليه. والأملاء : الأخلاق.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الشحن أي وضع شيء في محلّ على مقدار ذلك المحلّ حتّى يتمّ استعداد أخذه , مادّيّا أو معنويّا.
هذا في المهموز , وأمّا المضاعف وهو الملّ : فيدلّ على الانضجار. والمعتلّ وهو الملي : يدلّ على التأخير والتوسعة.
ولا يخفى التناسب بين هذه الموادّ لفظا ومعنى : فانّ الانضجار إنّما يتحصّل بعد امتلاء مقدار الوسع , وهذا المعنى امتلاء شديد يتجاوز حدّ الاستعداد. وأمّا التأخير والتوسعة : ففيه أيضا توسعة في حدّ المقدار المنظور الملحوظ.
وأمّا مفاهيم الجماعة والأشراف والوجوه والثقة والغنى والخلق وغيرها : إن لوحظ فيها عنوان الشحن والامتلاء في امور مادّيّة أو معنويّة : فهي من مصاديق الأصل , كالامتلاء من الفضيلة والمال والغنى والشرف والعنوان والوثوق والوجاهة وحسن الخلق , أو الأخلاق الحاكمة والصفات القاهرة على الإنسان , وإلّا فهي من التجوّز بتناسب وعلاقة من العلائق المجازيّة , كما في مورد استعمال كلمة الملأ في مطلق مفهوم الجماعة.
وعلى هذا ترى استعمال هذه الكلمة في القرآن الكريم في موارد النظر الى جماعة ذوات شرف وفضيلة أو مال وعنوان , لا مطلق الجماعة , كما في قوله تعالى -
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ} [الأعراف : 88] {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى} [الأعراف : 127]. { يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ } [يوسف : 43]. {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل : 29]. {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا} [يونس : 88] فانّ المراد من الملأ في هذه الآيات : الّذين هم من خواصّ القوم , ولا يصحّ الخطاب الى قاطبة الناس في هذه الموارد , وأمثال هذه المخاطبات إنّما تقع في قبال الخواصّ من الأصحاب.
وبهذه الخصوصيّة استعملت الكلمة في موارد الإشارة الى جماعة من أهل الملكوت , بقوله تعالى { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [ص : 69]. { لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا} [الصافات : 8، 9] فالنبي (صلى الله عليه واله) يعلم كليّات عوالم الملكوت , وأمّا جزئيّات الأمور :
فالاطّلاع عليها يحتاج الى وسائل زائدة من وحى أو مشاهدة أو غيرهما. وأمّا الاختصام : فكما في سجدة لآدم وسائر الاختلافات في حدود إدراكهم. وامّا التسمّع في الجنّ والشياطين : فانّهم بلطافة في خلقتهم يتمكّنون من الاستفادة والإدراك بقواهم الباصرة والسامعة اللطيفة الحديدة النافذة , وبالحركة السريعة , والاطّلاع الوسيع في حدود وسعهم , ما ليس للبشر استطاعة ذلك.
ثمّ إنّ الامتلاء يختلف باختلاف خصوصيّات الظرف والمظروف :
ففي المادّيّ : كما في - {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} [آل عمران : 91] أي بحيث يمتلئ سطح الأرض من الذهب.
وفي المعنويّ : كما في - { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف : 18] أي تملأ قلوبهم من الرعب والخوف.
وفي عوالم الآخرة بما يناسبها : كما في - {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [هود : 119]. {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص : 85] {لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } [الصافات : 66] فانّ جهنّم محيطة عليهم في ما وراء عالم المادّة وعوالم الروحانيّة الصرفة العالية , وعلى هذا تناسب بورود الجنّة والشياطين فيها , وبورود الناس غير المادّيّين.
وقلنا مرارا إنّ خصوصيّات عوالم الآخرة غير مدركة لنا بحواسّنا , ولا يجوز لنا أن نحكم فيها من غير شهود ويقين , أو أن نفسّرها بما نرى في عوالم المادّة , كالأكل والبطن وغيرهما.
____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|