المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16297 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
طرائق امتصاص الدقائق المشحونة الخفيفة Methods of Absorption of Light charged particles
2024-04-18
التفاعلات النووية الضوئية Photonuclear Reaction
2024-04-18
الاستطارة المترابطة Coherent Scattering
2024-04-18
معنى المسيح
2024-04-17
تفويض الامر الى الله
2024-04-17
معنى القنوت
2024-04-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أدلة أنصار نظرية استقلال الروح‏  
  
4410   02:09 صباحاً   التاريخ: 17-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج5 , ص232-239
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

أ) خصوصية كشف الواقع (اي الاطلاع على‏ العالم الخارجي)

إنّ أوّل سؤال يمكن أن يطرح على‏ الماديين هو : إذا كانت خواص المخ «الفيزياكيميائية» نفس الأفكار والظواهر الروحية فينبغي أن لا يكون هناك «فرق مهم» بين عمل المخ وبين عمل المعدة أو الكلية أو الكبد مثلًا، لأنّ عمل المعدة «مثلًا» يتمثل في مجموعة من النشاطات الفيزيائية والكيميائية، فالمعدة بواسطة حركاتها الخاصة وضخ الافرازات الحامضية تهضم الغذاء وتعدّه لعملية الامتصاص، وهكذا الحال في واجبات اللعاب الذي تقدم ذكره فهي مركزٌ من أعمال فيزيائية واخرى‏ كيميائية، لكننا نرى‏ بالوجدان بأنّ أعمال الروح تختلف عن جميع هذه الأعمال.

فجميع أعمال أجهزة الجسم لها شبه ببعضها البعض إلّا «المخ» فهو لا يشبه في أفعاله أيّ واحدة من تلك الأجهزة لأنّ أجهزة الجسم ترتبط بالامور الداخلية للجسم بينما ترتبط الظواهر الروحية بالخارج أي أنّها تخبرنا عمّا هو خارج وجودنا.

ولتوضيح ذلك يجب الالتفات إلى‏ النقاط الآتية :

اولًا : هل يوجد هناك عالمٌ وواقعٌ خارج وجودنا أم لا؟

بالطبع إنّ وجود العالم الخارجي يُعد من الامور البديهية، أمّا المثاليون فقد انكروا وجود عالمٍ خارجٍ عن وجودنا وقالوا إنّ كل ما نراه إنّما هو «نحن» و «تصوراتنا»، ولا يوجد هناك عالم خارجي، والعالم الخارجي ما هو إلِّا صور خالية من المحتوى‏ تشبه الصور التي نراها في المنام عند الرؤيا فليس وجود العالم الخارجي إلّا كوجود تلك الصور لا غير، وقد اخطأ هؤلاء في اعتقادهم هذا، وافضل دليل على‏ ذلك إيمانهم بالواقع أثناء عملهم، فكل ما يحملونه من نظريات مثالية ينسونها بمجرّد أن يخرجوا من مكتبة أفكارهم ويضعوا اقدامهم في شوارع وأزقّة محيطهم الاجتماعي المعتاد، ويتعاملون مع كل شي‏ء على‏ أساس الواقعية!.

ثانياً : هل للإنسان علمٌ بالعالم الخارجي أم لا؟

والجواب عن هذا السؤال بالإيجاب أيضاً، وذلك لأنّنا نمتلك تصوّراتٍ كثيرة عن عالم الخارج ولدينا معلومات جمّة عن الموجودات المحيطة بنا أو عن المناطق النائية.

وهنا نواجه هذا السؤال وهو : هل تحضر الموجودات الخارجية بأعيانها في ذواتنا؟

وبالطبع فإنّ الجواب بالنفي، فالذي يحضر في ذواتنا صور تلك الموجودات، ونصل إلى‏ إدراك الحقائق الخارجية بالاستفادة من خصوصية «معادلات كشف الواقع» الموجودة لدى‏ الإنسان.

إنّ معادلات كشف الواقع، لا يمكن أن تكون مجرد خواص فيزياكيميائية بالنسبة للمخ، وحتى‏ لو كانت هذه الخواص نابعة حقاً من تأثرنا بالعالم الخارجي وناتجة عنه، إلّاأنّ تأثيرها يشبه تأثير الغذاء على معدة الإنسان، فهل تتمكن المعدة من الحصول على معلومات عن الغذاء بواسطة ممارستها الأفعال الفيزيائية والكيميائية عليه؟ إذن كيف يتمكن ذهننا من إدراك العالمِ الخارجي؟!

وبتعبير آخر : إنّ العلم بالموجوداتِ الخارجية والعينية لا يحصل إلّا بواسطة حلول هذه‏ الموجودات في وعاءٍ خاص، مع أنّ خلايا المخ لا يمكنها أن تكون وعاءً ملائماً لهذه الموجودات بل تتأثر بها خلايا المخ فقط، والتأثر هذا يشبه تأثر سائر أجهزة الجسم بالمؤثرات الخارجية، ونحن ندرك ذلك بوضوح.

فإذا كان علمنا بالموجودات الخارجية يحصل بمجرد التأثّر بأيّ نحوٍ كان فهذا يستلزم حصول الإنسان على‏ العلم عن طريق معدته أو لسانه أيضاً، وهذا غير ممكنٍ بالبداهة.

فالخلاصة : إنّ الوضع الاستثنائي لإدراكاتنا يدل على أنّ هناك حقيقة خفيّة لا تخضع مطلقاً للقوانين الفيزيائية والكيميائية أي يجب علينا أن نرضخ أمام هذه الحقيقة وهي إنّ هناك جوهراً آخر في ذواتنا وهو ما نطلق عليه اسم الروح يكون السبب في إدراك الحقائق (فتأمل).

ب) وحدة شخصية الإنسان‏

الدليل الآخر الذي يمكن التعويل عليه في مسألة استقلال الروح مسألة اتحاد شخصية الإنسان طوال عمره.

وتوضيح ذلك : إنّنا لو شككنا في أيّ شي‏ء فإننا لا نشك في أننا «موجودون».

و «أنا موجود» ولا أشك أبداً في وجودي، كما أنّ علمي بوجودي من نوع «العلم الحضوري» لا «العلم الحصولي» أي أنني حاضر لدى‏ نفسي ولم أنفصل عنها.

على‏ أيّة حال فإنّ علمنا بأنفسنا من أوضح المعلومات لدينا، وهذا الأمر لا يحتاج إلى‏ إقامة البرهان، أمّا بالنسبة للاستدلال المعروف الذي أتى‏ به الفيلسوف الفرنسي الشهير ديكارت لإثبات وجوده وهو : «أنا افكر إذن أنا موجود» فهو استدلال غير صحيح وغير مجدي، لأنّه اعترف بوجود نفسه مرّتين قبل أن يثبت وجودها! فمّرة عندما قال «أنا» واخرى‏ عندما قال «افكر»، هذا من ناحية.

ومن ناحية اخرى‏ فإنّ ال «أنا» لها وحدة واحدة لا تتبدل من بداية العمر حتى‏ نهايته، ف «أنا اليوم» عين «أنا الأمس» ونفس «أنا قبل عشرين عاماً»، «فأنا منذ الطفولة حتى‏ اليوم لم أتغير» فأنا كنتُ ذلك الشخص وسأبقى‏ ذلك الشخص حتى‏ نهاية المطاف، ومن البديهي أنني تعلمت واصبحت مثقفاً وتكاملت وسوف أتكامل لكنني لم أتحول إلى‏ شخص آخر، لذا فإنّ جميع الناس يعتبرونني شخصاً واحداً من البداية حتى‏ النهاية فأنا لا أحمل إلّا اسماً واحداً وهوية شخصية واحدة.

فلنرى‏ الآن ما هذا الموجود الواحد الذي يرافقنا طيلة حياتنا، فهل هو خلايا جسمنا أم مجموع خلايا المخ وفعالياتها؟ لا شي‏ء من هذا طبعاً، لأنّ هذه الأشياء تتبدّل عدّة مرات خلال فترة حياتنا ففي كل سبعِ سنين تقريباً تتبدّل جميع خلايا البدن، لأنّنا نعلم بأنّ الملايين من الخلايا تموت في كل يوم وليلة وتحلّ محلها ملايين اخرى‏ كما هو الحال في البناء الذي يستبدل حجراً بالتدريج ويوضع مكانه حجر جديد، فهذا البناء سوف يتبدّل كليّاً بعد فترة من الزمن حتى‏ لوكان ذلك التغيير خافياً على‏ الناس أو كالمسبح الكبير الذي يدخله الماء من أحد جهاته بصورة بطيئة ويخرج من الجهة الاخرى‏ بمقدار ما يدخل فيه من ماء جديد، فمن البديهي أن يتبدّل جميع ماء المسبح بعد مدّة من الزمان، حتى‏ لو غفل الناس عن ذلك التغيير ولم يدركوه.

وبصورة عامة فإنّ كل موجود لا يحافظ على بقائه إلّا بواسطة الطعام ويستهلك ذلك الطعام بصورة تدريجية فهو يحتاج إلى‏ «الترميم» و «التبديل».

بناءً على‏ هذا فالإنسان البالغ من العمر سبعين عاماً تكون جميع خلايا جسمه قد تبدّلت ما يقارب العشر مرات، لذا فإننا لو اعتبرنا الإنسان ذلك الجسم والمخ والجهاز العصبي والخواص الفيزياكيميائية فإنّ «أنا» ذلك الشخص البالغ من العمر سبعين عاماً قد تبدلت عشر مرات وأنّني غير ذلك الشخص السابق، مع أنّ هذا الكلام مرفوض بالوجدان.

ومن هنا يتضح أنّ هناك حقيقة واحدة ثابتة في جميع مراحل حياة الإنسان، وهذه الحقيقة غير تلك الأجزاء الماديّة وليست متغيرة وهي التي تمثّل أساس وجودنا وتعتبر العامل الرئيسي في إيجاد وحدة الشخصية.

خطأ ينبغي اجتنابه :

يتصور البعض أنّ خلايا المخ لا تتبدّل أبداً، ويقولون : إننا قرأنا في كتب الفسلجة أنّ عدد خلايا المخ لا يتبدّل من بداية العمر وحتى‏ نهايته، أي أنّ عددها لا يزيد ولا ينقص أبداً، وكل ما في الأمر أنّها تنمو ويكبر حجمها لكنّها لا تتكاثر، لذا فإنّها لو اصيبت بعطب فلن ترمم. بناءً على‏ هذا فنحن نمتلك شيئاً ثابتاً هو مجموع خلايا المخ، وهذه الخلايا هي التي تحفظ لنا وحدة الشخصية.

إلّا أنّ هذا التصور يُعتبر خطأً فادحاً، لأنّ هؤلاء خلطوا بين أمرين، فما توصل إليه العلم الحديث هو إنّ عدد خلايا المخ، ثابت من بداية الحياة حتى‏ نهايتها فهو لا يزيد ولا ينقص، لا أنّ أجزاء هذه الخلايا لا تتبدّل، لأننا قلنا إنّ خلايا البدن تتغذى‏ باستمرار وتفقد الأجزاء القديمة وتحل محلها أجزاء جديدة دائماً، كما هو الحال في المسبح الذي يدخله الماء من أحد جهاته بالتدريج ويخرج من الجهة الاخرى‏ وتتبدّل بعد فترة من الزمان جميع محتوياته على الرغم من ثبات مقدار كميّة الماء في المسبح، بناءً على‏ هذا فإنّ خلايا المخ تتبدّل أيضاً «1».

ج) عدم مطابقة الكبير للصغير

تصوروا أننا نجلس بالقرب من بحرٍ جميل تطفو على أمواجه عدد من القوارب الصغيرة وتعوم فيه باخرة عظيمة والشمس تغرب من أحد جوانبه والقمر يطلع من الجانب الآخر وبعض الطيور المائية في حالة ذهاب وإياب إلى‏ ماء هذا البحر، وبالقرب من البحر جبل شامخ ذو قمةٍ سامقة.

وهنا نغلق أعيننا لعدّة لحظات ونتخيّل كل ما رأيناه في أذهاننا من الجبل العظيم والبحر الوسيع والباخرة الكبيرة، فكل هذه الصور تتجسد في أذهاننا وكأنّ هناك لوحة كبيرة رُسمت في أذهاننا أو في أعماق أرواحنا.

وهناك سؤال يطرح نفسه وهو : أين تستقر هذه الصور الكبيرة؟ فهل تتمكن خلايا الدماغ البالغة في الصغر أن تحتوي هذه الصور العملاقة؟ كلا طبعاً، اذن يجب أن يكون هناك قسم آخر من وجودنا لا يخضع لقوانين المادّة يبلغ من السعة مبلغاً يجعله يتمكّن من احتواء جميع هذه الصور.

هل يتمكن الإنسان من تشييد بناءٍ تبلغ مساحته 500 متر في أرض مساحتها عدّة أمتار؟! كلّا طبعاً، لأنّ الموجود الكبير لا يمكنه أن ينطبق على‏ الموجود الصغير مع حفظ حجمه الكبير، لأنّ من مستلزمات المطابقة إمّا أن يكون الظرف والمظروف متساويين في الحجم وإمّا أن ينطبق الموجود الكبير على‏ الصغير في حالة صنع نموذجٍ مصغرٍ منه.

ومهما يكن من شي‏ء يبقى‏ هذا السؤال بلا جواب وهو كيف نتمكن من استيعاب صور كبيرة جدّاً في خلايا أدمغتنا الصغيرة؟

فنحن نتمكن من تصور محيط الكرة الأرضية الذي يبلغ طوله أربعين مليون متر ونتمكن من تصور الشمس التي تعادل حجم الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرّة، وهكذا يمكننا أن نتصور المجرّات التي تعادل حجم الشمس بملايين المرات، فمثل هذه الصور لا يمكنها أن تستقر في خلايا الدماغ الصغيرة طبقاً لقانون «عدم مطابقة الجسم الكبير للجسم الصغير»، إذن يجب أن نعترف بوجود شي‏ء غير هذا الجسم يحتوي هذه الصورة الكبيرة.

تساؤل :

من الممكن أن يقال : إنّ الصور الذهنية تشبه «الميكروفلم» أو «الخرائط الجغرافية» التي يدّون في إحدى‏ زواياها مقياس الرسم الذي هو عبارة عن أعداد كسرية مثل : 11000000 أو 11000000000 والتي تدل على مقياس نسبة التصغير، فإذا أردنا الحصول على‏ المساحة الواقعية علينا أن نكبر تلك الخارطة بذلك المقياس، وقد شاهدنا أيضاً الكثير من‏ صور البواخر العظيمة التي لا يمكن من خلال تلك الصورة أن ندرك حجمها الحقيقي فهم من أجل اظهار حجمها الحقيقي يضعون على‏ متنها إنساناً ثم يلتقطون لها صورة كي نتمكن من خلال مقارنة حجم الإنسان في الصورة من معرفة حجمها الحقيقي.

فالصور التي نحملها في أذهاننا صغيرة جدّاً أيضاً وقد صغرت طبقاً لمقاييس معيّنة، فإذا ماكبّرنا تلك الصور وفقاً لتلك المقاييس فسنحصل على‏ تلك الصور بحجمها الحقيقي ومن البديهي إنّ هذه الصور الصغيرة تستقر بنحوٍ ما في خلايا الدماغ، (فتأمل).

الجواب :

نحن نواجه هنا مسألة مهمة هي إنّ الميكروفلم يُكبّر عادةً بواسطة المكبرات ثم يعرض على‏ العارضات، ويمكننا أنْ نتصور الحجم الواقعي في أذهاننا للخارطة الجغرافية بواسطة إجراء عملية الضرب، وهنا يطرح هذا السؤال : أين تقع هذه العارضة الكبيرة التي يُعرض عليها الميكروفلم الذهني الذي كُبّر عدّة أضعاف؟ فهل العارضة الكبيرة هي نفس خلايا المخ؟

وبعبارة أوضح : إنّ الموجود الخارجي في مثال الميكروفلم والخارطة الجغرافية هو الأفلام والخرائط الصغيرة، أمّا الموجود الذهني منها فهو الصور التي تطابق حجم الموجودات الخارجية لتلك الصور، ومن الطبيعي أن تحتاج تلك الصور المطابقة للواقع إلى‏ مكان مطابق لحجمها، ونحن نعلم بأنّ خلايا الدماغ لا تتمكن من احتواء تلك الصور العظيمة.

وخلاصة الكلام : إننا نتصور تلك الصور في أذهاننا بحجمها الخارجي وإنّ هذه الصور الكبيرة لا يمكنها أن تستقر في خلايا المخ الصغيرة، إذن فنحن نحتاج إلى‏ مكان مناسب لها لذا فإننا نُدرك أنّ هناك وجوداً حقيقياً غير هذه الخلايا نسمّيه‏ (الروح).

د) الظواهر الروحية لا تتلائم مع الكيفيات الماديّة

الدليل الآخر الذي يمكن أن نثبت من خلاله استقلال الروح وكونها غير مادّية هو : إنّنا نشعر بالوجدان بأنّ الظواهر الروحية وخواص الروح وكيفياتها لا تشبه بأيّ نحو خواص وكيفيات الموجودات المادّية، وذلك لما يلي :

اولًا : إنّ الموجودات المادّية تخضع لقيد «الزمان» وتمتاز بالتدرج.

ثانياً : تتلاشى‏ بمرور الزمان.

ثالثاً : قابلة للتحلل إلى‏ أجزاء متعددة.

أمّا الظواهر الذهنية فلا تتصف بهذه الخصوصيات والآثار، فالمناظر التي انطبعت في ذهننا في مرحلة الطفولة مثلًا لا تتلاشى‏ ولا تبلى‏ بمرور الزمان وتحافظ على‏ كيفيتها طول هذه المدّة، على‏ الرغم من تلاشي خلايا المخ إلّاأنّ صورة البيت الذي انطبع في الذهن قبل عشرين سنة لا تفنى‏ وتبقى‏ تحافظ على‏ نوعٍ من الثبات الذي هو من خصوصيات عالم ما وراء الطبيعة.

إنّ روح الإنسان تملك قوّة ابداع عجيبة في مجال خلق الصور، ومن دون أي تأمّل يمكنها أن تخلق أيّ صورة شاءت، كخلق صور الكواكب السيّارة والمجّرات أو صور الموجودات الأرضية كالبحار والجبال وأمثالها، ولا تتصف الموجودات الماديّة بشي‏ء من هذا القبيل، بل يعتبر هذا دليلًا على‏ أنّها موجود غير مادي.

وبالإضافة إلى‏ هذا فإننا نعلم مثلًا بأنّ 2+ 2/ 4 وهذا بديهي، ونتمكن أيضاً من تحليل طرفي المعادلة أي أن نحلل العدد اثنين أو العدد أربعة، ولكن لا يمكننا أن نحلل هذه «المساواة» أي أن نقول : إنّ المساواة تنقسم إلى‏ قسمين يختلف أحدهما عن الآخر، لأنّ التساوي عبارة عن مفهوم وهو غير قابل للتحليل والتجزئة، فهو إمّا أن يكون موجوداً وإمّا أن لا يكون موجوداً ولكن لا يمكن تقسيمه أبداً.

فالمفهوم لا يقبل القسمة ومن أجل هذا لا يمكن أن يكون مادياً، لأنّه لو كان مادياً لقبل الانقسام، ولهذا السبب أيضاً لا يمكن أن تكون الروح مادية لأنّها تعتبر الظرف الذي يحوي هذه المفاهيم غير المادية، إذن فالروح اسمى‏ من المادة، (فتأمل) «2».

______________________

(1) أتى‏ في كتب علم وظائف الأعضاء هذه المسألة أيضاً، يُراجُع على‏ سبيل المثال كتاب الهورمونات، ص 11، وكتاب علم وظائف اعضاء الحيوان، ص 32 تأليف الدكتور محمود بهزاد وزملاؤه.
(2) راجع تفسير الأمثل، الآية 85 من سورة الاسراء.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



جامعة الكفيل تنظم ورشة عمل حول متطلبات الترقيات العلمية والإجراءات الإدارية
خَدَمة العتبتَينِ المقدّستَينِ يُحيون ذكرى هدم قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام)
قسم السياحة: (71) عجلة ستشارك في نقل الطلاب للمشاركة في حفل التخرج المركزي
جمعية العميد تصدر وقائع المؤتمر العلمي الدولي السنوي التاسع لفكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)