أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
1094
التاريخ: 17-12-2015
1057
التاريخ: 15-12-2015
5334
التاريخ: 14-12-2015
905
|
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} [النمل : 4].
طرحت هذه المسألة بشكل جديد في الآية ، حيث قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَايُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}.
وكما اشتهر لدى علماء الأدب وعلماء علم اصول الفقه أنّ هذا هو من باب تعليق الحكم على الوصف، وهوَ يُشعِرُ بعلّية الوصف للحكم، بناء على هذا إنْ كانت الآية تنسب تزيين الأعمال إلى عدم الإيمان بالآخرة فيكون مفهومها هو : عندما يفقد الإنسان الإيمان بالآخرة فإنّه سوف يبتلى بهذه العاقبة، (فتأمّل).
كما يمكننا الحصول على هذه النتيجة أيضاً بإعمال شيء من التحليل وهي : إنّ الإِيمان بالآخرة بمعنى الإيمان بوجود محكمة عادلة يباشر الباري تعالى فيها القضاء، وإنّ الشهود هم الملائكة، وإنّ الكذب والاحتيال والشفاعة والرشوة لا تنفع هناك، فالإيمان بوجود هذه المحكمة يبعث الإنسان على التدقيق في أعماله، ويجعله ينظر إليها من منظار الواقع.
أمّا بالنسبة لمن يبتعد عن هذه الحقيقة ويشعر بأنّه حرّ أمام الفوارق الموجودة بين المفاهيم من حسنها وسيئها، فإنّ ذلك يؤدّي بالإنسان الأناني إلى الإتيان بالاعذار والتبريرات لخداع نفسه وخداع الآخرين في اضفاء صبغة التقوى والصلاح على شهواته الجموحة ، واظهار السيئات بمظهر جميل ممّا يؤدّي به في النهاية إلى الوقوع في أحضان الحيرة والضياع، (وهذا يستفاد من فاء التفريع التي تدلّ على السببية) وهذا من أخطر النتائج المترتبة على إنكار المحكمة الإلهيّة العظمى.
ومن الجدير بالالتفات هنا هو أنّ تزيين الأعمال نُسبَ إلى اللَّه، بينما اسند ذلك إلى الشيطان وحب الهوى في آيات اخرى من القرآن المجيد (في ثمانية موارد)، كما ورد بصيغة المبني للمجهول «زُيّن» في آيات عديدة اخرى (في عشرة موارد)، وإذا ما تأمّلنا في ذلك لوجدنا أَنها تشير إلى حقيقة واحدة هي :
إذا اسند التزيين إلى اللَّه فذلك لأنّ اللَّه هو مسببب الأسباب، لأنّ كل ما للمخلوقات من أفعال تنتهي أخيراً إلى اللَّه، أو بتعبير آخر إنّ اللَّه جعل هذا الأثر مترتباً على إنكار يوم القيامة أو على تكرار أعمال السوء، كي تظهر هذه الأعمال بمظهر حسن في نظر الإنسان وتُسْلَبُ منه قوّة التمييز بين الحسن والقبيح.
أمّا إذا اسند التزيين إلى حب الهوى أو إلى الشيطان فذلك لأنّ هذين هما العلّة القريبة والمباشرة في تزيين الأعمال السيئة.
وأمّا لو اسند التزيين إلى الفاعل المجهول فذلك للدلالة على أنّ طبيعة إنكار القيامة أو الاصرار على ارتكاب السيئات، تقتضي اعتياد الإنسان على تلك الأعمال أولًا، ثم تصبح تلك الأعمال محبوبة لديه وتلبس ثوب الحسن في نظره.
ومن البديهي أنّ تزيين الأعمال يجّر وراءه الضياع الدائم والحيرة المستمرّة في وادي الضلالة والانحراف؛ وذلك لأنّ الإنسان لا يكف عن ممارسةِ عمل ما إلّا إذا ما وجده سيئاً وَيُلحق به الأذى.
ويتضح ممّا قلناه أعلاه أنّ من فسّر الآية بأنّ اللَّه يُزيّن أعمال هؤلاء في نظرهم، فيصيبهم الغرور فيبتلون بالضياع، أنّ تفسيره غير مناسب، ومن المحتمل إنّ هؤلاء اتجهوا إلى هذا التفسير بسبب عدم تمكنهم من حل مغزى ما جاء في الآية من نسبة التزيين إلى اللَّه، ففسروها بهذا التفسير المخالف للظاهر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|