الالتفات إلى ما وراء‌ه مبطل للصلاة لان الاستقبال شرط والالتفات بكله مفوت بشرطها، ولقول الباقر عليه السلام: " إذا استقبلت القبلة بوجهك فلا تقلب وجهك عن القبلة فتفسد صلاتك، إن الله تعالى يقول لنبيه في الفريضة: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] (1) وقال الباقر عليه السلام: " الالتفات يقطع الصلاة إذا كان بكله "(2).

ويكره الالتفات بوجهه يمينا وشمالا، وليس بمحرم لدلالة مفهوم قول الباقر عليه السلام: " إذا كان بكله"(3) ومفهوم قول الصادق عليه السلام: " إذا التفت في الصلاة المكتوبة من غير فراغ فأعد إذا كان الالتفات فاحشا، وإن كنت قد تشهدت فلا تعد "(4).

وقال بعض الحنفية: تبطل(5) لرواية عبدالله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وآله: (لا تلتفتوا في صلاتكم فإنه لا صلاة لملتفت)(6) - وعبدالله ضعيف - ونقول بموجبه فإن الالتفات هنا يراد به الالتفات بالجميع، ولان نفي الصلاة لا يستلزم نفي جميع الاحكام فيحمل على نفي الفضيلة.

_____________

(1) الكافي 3: 300 / 6، التهذيب 2: 199 / 782، الاستبصار 1: 405 / 1545.

(2 و 3) التهذيب 2: 199 / 780، الاستبصار 1: 405 / 1543.

(4) الكافي 3: 365 / 10، التهذيب 2: 323 / 1322، الاستبصار 1: 405 - 406 / 1547.

(5) البحر الرائق 2: 21.

(6) كنز العمال 7: 505 / 19987 نقلا عن الطبراني في الاوسط.