المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05



أفضل الحسنات‏ محبة اهل البيت (عليه السلام)  
  
3131   09:03 صباحاً   التاريخ: 7-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج9 , ص313- 317
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة /

قال تعالى : {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئذٍ آمِنُونَ} (النمل/ 89).

للحسنة هنا، مفهوم واسع بأنّها تشمل جميع الحسنات، وتبشّر مَن يأتي بحسنة، فله خيرٌ منها، وأحد آثارها المهمّة الأمان من خوفِ وفزعِ يوم المحشر وهو أعظم الفزع.

ولكن ورد في بعض الروايات «إنّ محبّة أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله تعتبر واحدة من أهم وأبرز مصاديق الحسنة في هذه الآية، وتبيّن أنّ هذه المحبّة تعد من أفضل وسائل الأمان في يوم المعاد».

ونقلت عدّة روايات في «شواهد التنزيل» في نهاية هذه الآية بهذا المعنى‏، أنّ المراد من‏ «الحسنة» في الآية أعلاه محبّة أهل البيت عليهم السلام.

ومنها أنّه يُنقل عن «أبي عبد اللَّه الجدلي» عن عليٍّ عليه السلام أنّه قال له : «ألا أُخبرك بقول اللَّه تعالى‏ : {مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا- إلى‏ قوله- تعملون}؟ قال : بلى‏ جُعلت فداك.

قال : «الحسنة حبّنا أهل البيت والسيئة بغضنا»، ثم قرأ الآية» (1).

ونقل نفس هذا المعنى‏ في الحديثين 582، و 587 مع هذا الفارق أنّه جاء في نهاية الحديث الثالث : «ألا اخبركَ بالسيئةِ التي مَن جاء بها أَكبَّهُ اللَّهُ على‏ وجهِهِ في نارِ جهنَّمَ، بُغْضَنا أهلَ البيتِ»! ثم تلا أمير المؤمنين عليه السلام الآية الثانية وقال : {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وَجُوهُهُمْ فِى النَّارِ} (2). (النمل/ 90)

ويُنقل في حديث آخر عن «أبو امامة الباهلي» (3) أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال : «إِنَ اللَّه خلق‏ الأنبياء من شجرٍ شتّى‏ وخلقني وعلياً من شجرةٍ واحدة فانا أصلها وعليٌّ فرعها، والحسنُ والحسينُ ثمارها، واشياعنا اوراقُها، فمَن تعلقَ بغُصْنٍ من أغصانها نجا، ومَنْ زاغَ هوى‏، وَلَوا أنّ عابداً عَبَد اللهَ الفَ عامٍ، ثم الف عامٍ، ثم ألف عام ثم لم يدرك محبَّتَنا اكَبَّهُ اللهُ على‏ مِنْخرَيْهِ في النار!» (4).

وينقل العلّامة القندوزي أيضاً مضمون الحديث الأول عن عليٍّ عليه السلام ويختم الحديث، أنّه قال : «الحسنَةُ حبّنا والسَّيئَةُ بغضنا» (5).

وينقل عن «ابن كثير» عن الإمام الصادق عليه السلام في ذلك الكتاب نفسه أنّه قال (آية) : {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ امثَالَهَا}، قال : هي للمسلمين عامة واما الحسنة التي من جاء بها فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون فهي ولايتنا وحبنا».

وبالرغم من أنّ طائفة من المفسرين وأرباب الحديث لم يوردوا مودة أهل البيت عليهم السلام على‏ أنّها حسنة كبيرة في نهاية الآية التي نحن بصددها، إلّا أنّهم نقلوا هذا المضمون لهذه الاحاديث في نهاية الآية : {وَمَنْ يَقتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسناً} (الشورى‏/ 23).

ومن جملة هؤلاء «السيوطي» إذ نقل في «الدر المنثور» عن «ابن أبي حاتم» عن «ابن عباس» أنّه قال في تفسير هذه الآية : «المودَّةُ لآلِ محمَّدٍ صلى الله عليه و آله» (6).

ويقول «الآلوسي» في «روح المعاني» في نهاية هذه الآية 23 من سورة الشورى‏، بعد أن يقول : إنّ بعض المفسرين قالوا : المراد من‏ «الحسنة» المودّة لذوي قربى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، يقول : هذا المعنى‏ نُقل عن «ابن عباس» و «السدّي»، ثم يضيف قائلًا : محبّة آل الرسول من أعظم الحسنات، وجاء عنوان «الحسنة» في صدر هذه الآية (7).

وهناك أحاديث اخرى‏ شبيهة بالأحاديث السابقة وردت في كتب اخرى‏، لو أردنا ذكرها لطال بنا المقام.

ونختم هذا البحث بحديثٍ ورد بشأن محبّة أهل البيت عليهم السلام (وإن لم يرد في نهاية الآية) :

نقل «الشبلنجي» حديثاً عن الرسول صلى الله عليه و آله، في كتاب «نور الأبصار» وصرّح بأنّه حديث صحيح، وقد ورد ضمن الحديث أنّ الرسول صلى الله عليه و آله قال : «واللَّهِ لا يدخُلُ قَلب رجلٍ، الإيمان‏ حتى‏ يحبَّهُم (اهلَ بَيتي) لِقرابتهِم مِنّي» (8).

وهذه الملاحظة أيضاً لها أهميتها، إذ إنّ المحبّة العادية والمألوفة لا يسعها اطلاقاً أنّ تصبح وسيلةً للنجاة من فزع يوم القيامة، أو أن تكون شرطاً من شروط الإيمان، إنّ هذه التعابير توضح بشكل جليّ أنّ محبّة أهل البيت إنّما هي إشارة لمسألة الولاية والإمامة الهامة لبناء الدين، إذ تعد سبب بقاء الدين واستمرارية خط النبوّة وحفظ الإيمان.

ومن مجموع ما ورد بنحو الإشارة في الآيات السابقة، وما ورد بشكل صريح في الروايات الواردة في تفسير تلك الآيات، تتّضح لنا هذه المسألة، وهي : إنّ آل محمدٍ صلى الله عليه و آله وأهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله خاصةً علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام يحظون بمقام رفيع جداً وذلك لأنّهم :

أولئك الذين تعد محبتهم اجراً على‏ الرسالة.

من لم يصلّ ويسلّم عليهم لا صلاة له.

تعد منزلتهم بمثابة الصراط المستقيم.

إنّ آدم عليه السلام ومن أجل الفكاك من غضب اللَّه تعالى‏ عليه بسبب «تركه الأولى‏» أقسم بأسمائهم على‏ اللَّه تعالى‏ وتاب لكي تقبل توبته!

وأخيراً فإنّ مودتهم حسنة تنقذ كل مؤمن من خوف وفزع يوم القيامة.

نعم، إنَّ الذين يتصفون بهذه الصفات الحميدة، ويحظون بهذا المقام الشامخ كما ورد في الروايات المعروفة للسنّة والمصادر المشهورة لأهل البيت، لا يمكن أن يجاريهم الآخرون اطلاقاً، وبالنتيجة لا يمكن الذهاب لغيرهم مع وجودهم، ويقيناً فإنّ هذه المحبّة والمودةَ تعد مقدمةً لمسألة الولاية والقيادة والتي بدورها تعد استمراراً لخط قيادة الرسول صلى الله عليه و آله.

وكذلك الذين ذكروا في الروايات المتواترة لحديث الثقلين وأصبحوا إلى‏ جوار القرآن الكريم يمثلون أحد الثقلين، واصبح الاثنان يمثلان وسيلتي النجاة من الضلال، تلك الوسيلتان اللتان ستبقيان قائمتين في الامّة الإسلامية حتى‏ قيام الساعة، ولابدّ للمسلمين أن يلجأوا إليهما.

والذين عُرفوا بأنّهم سفينة النجاة، ونجوم الهداية الساطعة هم خير البريّة وأفضل الناس، هذه الأوصاف التي وردت في أغلب المصادر المعروفة والمشهورة لكلا الفريقين.

نعم، إنّنا نعتقد بأنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وتأكيداً على‏ الإشارات الواردة في آيات القرآن الكريم بهذا الشأن أتمّ الحجة بحديثه على‏ جميع المسلمين، وبقي على‏ المسلمين أن يختاروا سبيل نجاتهم بعيداً عن مشاعر التعصب والأحكام المسبقة، أي أن يلجأوا إلى‏ آل محمد صلى الله عليه و آله ليصلوا من خلال هدايتهم وقيادتهم إلى‏ السعادة وبر الأمان، والذين لا يعتنون بكل هذه الإشارات والتصريحات المستندة إلى‏ هذا الكم من الوثائق المعتبرة أو يبررون ويؤوّلون ويفسّرون بالرأي، عليهم أن يجيبوا عن أعمالهم هذه.

_____________________
(1) شواهد التنزيل، ج 1، ص 548، ح 581.

(2) المصدر السابق، ص 552، ح 587.

(3) أبو امامة الباهلي كان من أصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وذكروا أنّ وفاته كانت سنة 81، وهو آخر مَن توفي في ‏الشام (اسد الغابة، في مادة صَدَيَهْ)، ولكن في كتاب الكنى‏ والالقاب ذكروا أنّ وفاته كانت سنة 86 واسمه صُدَي على‏ وزن رُجَيل، وكان من جملة الذين جعل عليهم معاوية العيون لئلا يذهب إلى‏ عليٍّ عليه السلام.

(4) شواهد التنزيل، ج 1 ص 553، ح 588.

(5) ينابيع المودّة، ص 98.

(6) تفسير در المنثور، ج 6، ص 7.

(7) تفسير روح المعاني، ج 25، ص 31.

(8) نور الأبصار، ص 126.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .