أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-02
![]()
التاريخ: 2024-06-11
![]()
التاريخ: 2025-01-29
![]()
التاريخ: 2023-06-11
![]() |
في الواقع يعتبر السجن ضرورة اجتماعية ، سواء كان لمعاقبة المجرمين أو كان لإصلاحهم وتأديبهم ، أو كان لقطع خطرهم أو قطع جذور الفساد وغير ذلك من المسوغات ، وقد وردت إشارات عديدة لهذا المعنى في القرآن المجيد.
ولا يخفى أنّ الألفاظ التي تدل على مفهوم «السجن» كثيرة في لغة العرب وقد استعملت في القرآن والسنّة الشريفة ، وبعض تلك الألفاظ بشكل واضح الدلالة على هذا المعنى ، وبعضها قابل للبحث والنقاش.
ومن جملة المصطلحات ، لفظة «السجن» التي وردت في تسعة موارد في آيات القرآن الكريم في سورة يوسف بمناسبة حبس هذا النبي الكريم الطاهر «بنفسها أو بمشتقاتها».
واستعملت في مورد واحدٍ في قصة فرعون في سورة الشعراء حيث خاطب فرعون موسى عليه السلام مهدداً ايّاه بالسجن وحكى هذا القول القرآن الكريم بقوله تعالى : {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ الَهاً غَيْرِى لَاجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} (الشعراء/ 29).
فمن هذه التعبيرات يُستفاد أنّ السجن بمعناه الواقعي كان موجوداً في عصر موسى وفرعون ، وحتى قبل ذلك أي في زمن يوسف وعزيز مصر ، فكانوا يودعون المذنب والبريء في السجن بحيث إنّ بعض السجناء كان يبقى سنوات عديدة حتى يأتي عليه النسيان.
والمصطلح الآخر هو «الحبس» الذي استعمل في القرآن الكريم في موردين ، ولكن ليس في معنى السجن ، وإنّما استعمل في هذا المعنى في الأحاديث الإسلامية كثيراً (1).
مصطلح «الإمساك» الذي استعمل في مورد واحد في القرآن المجيد بمعنى السجن ، وهو مورد النساء اللاتي يأتين الفاحشة ، وذلك قبل نزول حكم حدِّ الزنا (الجلد) ، وقد ورد هذا التعبير في الآية 15 من سورة النساء ... [و]مصطلح «النفي» عن «الأرض» الذي ورد في الآية 33 من سورة المائدة وفسّره البعض بالسجن.
وكذا مصطلح «الإرجاء» الذي ورد في سورة الأعراف الآية 111 في قصة موسى وفرعون ، حيث يعتقد البعض أنّه بمعنى السجن ، وذلك عندما اقترح ملأ فرعون عليه أن يرجيء موسى وأخاه هارون حتى يجمع السحرة ، قال تعالى : {قَالُوا ارْجِهْ وَاخَاهُ وَ ارسِلْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}.
ولكن أغلب المفسرين لم يفسر الإرجاء بهذا المعنى ، بل قالوا إنّ معناه التأخير ، وبالالتفات إلى المعجزات التي جاء بها موسى أمام فرعون ، واستعداد فرعون لنزال السحرة مع موسى ، يستبعد جدّاً أن يكون فرعون قد حبس موسى وهارون عليهما السلام.
وعلى أيّة حال ، فإنّ المتيقن أنّه يوجد في القرآن المجيد مورد واحد على الأقل من موارد حكم السجن ، وكما أشرنا آنفاً فإنّه ذكر بعبارة «الإمساك» حيث يقول عزوجل :
{وَالَّلاتِى يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسائِكُمْ فَاستَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَربَعَةً مِّنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَامْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوفَاهُنَّ الْمَوتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} (النساء/ 15).
والمعروف بين المفسرين هو أنّ هذه الآية ناظرة إلى عقاب النساء اللاتي يرتكبن الزنا ، قبل نزول حكم حدِّ الزنا وهنا ذكر حكمهن وهو السجن المؤبد ، وإن تبدل هذا الحكم فيما بعد إلى حكم الجلد أو الرجم.
وجملة {أَمْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ حَتَى يَتَوفَاهُنَّ الْمَوتُ} ، وإن لم يذكر لفظ السجن فيها ، ولكن الإمساك في البيوت إلى آخر العمر أمرٌ شبيه بالسجن.
وهذا هو المورد الوحيد المتحقق في القرآن حول حكم السجن.
________________________
(1) راجع كتاب ميزان الحكمة ج 2 ص 246- 251 للاطلاع على تلك الأحاديث ، حيث ذكرت أبواب مختلفة فيمن يجوز حبسه ومن يحكم عليه بالحبس المؤبد وكذلك حقوق المحبوسين وموارد حرمة الحبس .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|