أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1227
التاريخ: 11-10-2014
1240
التاريخ: 4-12-2015
1740
التاريخ: 11-10-2014
1291
|
القرآن الكريم يسدي احتراماً بالغاً لابراهيم عليه السلام وابنه «اسحاق» وحفيده «يعقوب» ويشيد بعظمتهم واخلاصهم ، فنقرأ في قوله تعالى : {وَاذكُر عبَادَنَا إِبرَاهِيمَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولِى الايدِى وَالأَبْصَارِ* إِنَّا اخْلَصَناهُم بِخَالِصَةٍ ذِكَرى الدَّارِ* وَإِنَّهُم عِنَدنَا لَمِنَ المُصَطفَينَ الاخْيَارِ} (ص/ 45- 47).
وفي موضع آخر في قوله تعالى في شأن هذه الاسرة : {وَوَهَبنَا لَهُ إِسحَقَ ويَعقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلنا صَالِحِينَ* وَجَعَلْنَاهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَآءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِديِنَ} (الانبياء/ 72- 73) .
هذه التعبيرات إن دلت على شيء فانما تدل على أنّ هؤلاء رجال موحدون ، على جانب كبير من الإيمان وصفاء السريرة وعلى اطلاع ولياقة عالية في قيادة البشرية ، ولذا فهم مطهرون ومنزهون عن كل رجس ودنس ، لكن عندما يدوّن تاريخ حياة هؤلاء على أيدي أصحاب الخرافات يرسمون عنهم صورة قبيحة جدّاً تنزل بهم إلى مستوى الأشخاص الانتهازيين والجشعين والمتحللين الذين لا يدخرون وسعاً في سبيل التوصل إلى منافعهم اللامشروعة ، ولإثبات حقيقة هذا الكلام نلتجيء إلى التوراة المحرف لنرى ما اختلقه من ملامح ومعالم رهيبة عن «اسحاق» و «يعقوب» والأخ الأكبر ليعقوب «عيسو» :
«وحدث لما شاخ اسحاق وكلّت عيناه عن النظر فدعا عيسو ابنه الأكبر وقال له : يابني ، فقال هاأنذا ، فقال : إنني قد شخت ولا أعرف يوم وفاتي فالآن خذ عدتك ، واسلحتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً واصنع لي أطعمة كما أحب ، وائتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت.
وكانت ربقاه سامعة لكلام اسحق مع عيسو ابنه ، فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به ، وأما ربقاه فكلمت يعقوب ابنها قائلة : إنّي قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلا : ائتني بصيد وأصنع لي أطعمة لآكل واباركك أمام الرب قبل وفاتي ، فالآن يابني اسمع لقولي في ما أمرك به ، اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك نعجتين جيدتين ، فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب وحضرها إليه ليأكل حتى يباركك قبل وفاته ، فقال يعقوب لربقاه امّه : هو ذا عيسو أخي رجل أشعر ، وأنا رجل أملس ربّما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة ، فقالت له امّه : لعنتك عليَّ يابني ، اسمع لقولي فقط واذهب. فذهب وأحضر لُامه فصنعت منها أطعمة كما كان أبوه يحب وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر ، وشدته على يديه وعنقه جلود جديي المعزى واعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها فدخل إلى أبيه وقال : ياأبي ، هاأنذا. من أنت يا إبني؟ فقال يعقوب لأبيه : أنا عيسو بكرك ، قد فعلت كما كلمتني ، قم واجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك.
فقال اسحق لابنه : ما اسرع ما اصطدت يابني؟ فقال : إنّ الرب إلهك قد يسرلي فقال اسحق ليعقوب : تقدم لاحسك يابني ، أأنت هو ابني عيسو أم لا؟ فتقدم يعقوب إلى اسحق أبيه؟ ، فجسه وقال : الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو ، ولم يعرفه لأنّ يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه ، وقال : هل أنت ابني عيسو ، فقال : أنا هو ، فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي ، فقدم له فاكل واحضر له خمرا فشرب ، فقال له اسحق أبوه : تقدم وقبلني يابني ، فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه وباركه وقال : انظر ، رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب.
فليعطك اللَّه من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة الحنطة والخمر ، ليستعبد لك شعوب ، وتسجد لك قبائل ، كن سيداً لإخوتك وليسجد لك بنو امك ، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين ، وحدث عندما فرغ اسحق من بركة يعقوب وفي حين خروج يعقوب من عند أبيه فاذا بعيسو اخاه قد اتى بصيده ، فصنع هو اطعمة ودخل بها إلى أبيه ، وقال لأبيه : ليقم أبي ويأكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك فقال له اسحق أبوه : من أنت؟
فقال؟ : أنا ابنك ، بكرك عيسو فارتعد اسحق ارتعاداً عظيماً ، وقال : فمن هو الذي اصطاد صيداً وأتى به اليّ فأكلت منه قبل أن تجيء وباركته؟ فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة وقال لأبيه : باركني أنا أيضاً ياأبي ، فقال : قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك» (1).
ونطالع في الفصل الآتي هذا المعنى :
«ثم إنّ اسحاق استدعى يعقوب ودعى له بالخير والبركة ، وأوصاه أيضاً بوصية وقال لا تتزوج بامرأة من بنات كنعان ... وإنّ اللَّه القادر المطلق سيبارك لك وسيحيطك برعايته وعنايته لكي تصبح قيّماً على جماعة الامم ، وليمدك اللَّه ولك ولنسلك ببركة إبراهيم حتى ترث الأرض التي اعطاها اللَّه لابراهيم ليسافر فيها» (2).
خلاصة الحكاية تقع في أنّ اسحاق كان له ولدان الأكبر يسمّى «عيسو» والأصغر يسمّى «يعقوب» ، وفي آواخر أيّام حياته حينما فقد بصره قرَّر أن يجعل ولده الأكبر وصيّاً ونائباً عنه من بعده ويبارك له (يستفاد من القرائن أنّ المقصود من هذه البركة هو نفس مقام النبوة والروح الرساليّة وقيادة الامة) إلّا أنّ يعقوب توسّل بالحيلة ولبِس ثوب أخيه الأكبر بأمر من أمّه التي كانت متعلّقة به وتفضّل له أن يقوم مقام اسحاق ، ثمَّ ربط على يده وعنقه قطعة من جلد الغنم لأن بدن أخيه كان مكتسياً بالشعر ، ممّا قد يفضي به ذلك إلى إفشاء سره لدى أبيه (الإنسان الذي يكسوه الشعر إلى هذا الحد بحيث يكون بدنه كالغنم غريب في بابه واقعاً) وبالتالي شغل مكان أخيه الأكبر بالحيلة والكذب والخداع ، واقتنع والده العجوز بلمس يده المكسّوة بالصوف فقط مع أنّه قد عرف صوته في الوهلة الاولى ثمَّ إنّه دَعا في حقه وبارك له في عمله وأعدّه وصيّاً ونائباً عنه وقيّماً على أهله وأسرته ، وحينما اطلع اخوه الأكبر على القضية بكى بكاءً مرّاً ، إلّا أنّ الأمر قد انقضى ، فحينما طلب من أبيه أن ينزل البركة عليه أيضاً ، سمع جواباً يقضي بانتهاء البركة وأنّ ما كان منها استأثر به أخوه يعقوب ولم يعد هناك فرصة لإعادة النظر!!
والغريب في الأمر هو ما ذهب إليه إله اسحاق من تأييده هذا العمل أيضاً ، وتسليم مقام النبوة لرجل محتال وكذاب ومزيف ، وعلى حد قول التوراة أنّه انشأه وتعاهده وطاف به كثيراً وجعله مالكا للجماعة والامم ووارثا لملك ومآثر نبيه (إبراهيم) العظيم ، وليس فقط اسرة اسحاق مأمورة باتباعه فحسب ، بل إنّ سائر الناس مأمورون باتباعه والخضوع له تعظيما واجلالًا له.
كيف يمكن اعتبار هذه الاسطورة الكاذبة والمضحكة على أنّها وحي سماوي؟!
لو أنّ شخصاً استولى على مقام بسيط بالحيلة والكذب- كأن يرتدي على سبيل المثال زيا عسكريا متواضعاً- فإنّه بعد الكشف عن حقيقته ليس فقط يسلبون منه ذلك ، ويخلعون عنه هذا اللباس بل يعاقبونه على هذا العمل أيضاً ، لكن كيف يمكن الاستيلاء على مقام النبوة والحصول على البركة الإلهيّة وقيادة المجتمع بالخداع والمكر ، ثم الإبقاء عليه بعد الكشف عن حقيقته المخزية؟!
________________________
(1) التوراة ، سفر التكوين ، فصل 27 ، الجمل 1- 40.
(2) المصدر السابق ، فصل 28 ، الجمل 1- 4.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|