المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16311 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مضمون الدعوة وصدق المدعي  
  
1989   09:11 مساءاً   التاريخ: 3-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص263- 271
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2022 1758
التاريخ: 2023-11-22 739
التاريخ: 2023-09-23 625
التاريخ: 2023-07-27 595

إنَّ تحقيق ودراسة محتوى‏ أيّ دعوة يشكل في الغالب دليلًا مقنعاً للتوصل إلى‏ صدق أو كذب المُدّعي ، فالدين السماوي الذي يصدر عن جهة السماء ، وينزل عن طريق الوحي ، له مزاياه الخاصة ، في حين أنّ الدين الكاذب الذي يبتدعه فرد أو أفراد لأهداف مادية وشيطانية له مزايا اخرى‏.

فالأول : غايته هداية البشرية ، وتقوية النفوس ، وإقامة العدل ، وتهيئة متطلبات الصلح والسلام والأمن ، وأخيراً تكامل الإنسان مادياً ومعنوياً.

في حين أنّ الثاني. يسعى‏ لتحميق الإنسان وتخدير فكره ، والانتفاع الأكثر منه والاستعمار والاستثمار له ، ومسلّماً أن أهدافاً كهذه تتطلب خططاً وبرامج اخرى‏.

وبملاحظة ما ذكر آنفا نلقي نظرة إجمالية على‏ مجموع المعارف والقوانين والبرامج‏ الإسلامية ، لاسيّما تلك التي استند إليها القرآن الكريم وأكد عليها :

1- إنَّ أول شي‏ء يبدو للناظر ويشكل الأساس الرئيسي لكل العلوم والقوانين الإسلامية هو مسألة (التوحيد) ومحاربة كل أنواع الشرك بالاعتماد على‏ هذا الأصل ، فقد حرر رسول الإسلام صلى الله عليه و آله الإنسان من قيود كل عبودية إلّا عبودية اللَّه الأحد ، ودعا البشرية إلى‏ عبادة الآله الواحد الأحد خالق السماوات والأرض ، وجامع كل صفات الكمال ، المطلع على‏ ظاهرهم وباطنهم ، وحطم سلاسل الأوهام والخرافات وعبادة البشر أو الحجر أو الخشب وأنواع الأوثان والأصنام.

وقد ذّم القرآن الكريم اليهود والنصارى لعبادتهم البشر بقوله تعالى‏ : {اتَّخَذُوا احبَارَهُم وَرُهبانَهُم ارباباً مِّن دُونِ اللَّهِ}. (التوبة/ 31)

وفي مقارنة بديعة على‏ لسان نبي اللَّه يوسف وهو يخاطب رفاقه في السجن يقول تعالى‏ :

{ءَاربَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيرٌ امِ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ}. (يوسف/ 39)

2- إنّ القرآن لا يعتبر أيَّ مؤثر في مصير الإنسان إلّا اللَّه تعالى ويدعو الجميع للتوكل عليه ويقول : «الَيسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبدَهُ». (الزمر/ 36)

3- ومن جهة اخرى‏ يعتبر الإنسان مرهوناً بأعماله ، وأنّ طريق الخلاص والفلاح الوحيد هو الجد والاجتهاد الأكثر ، فيقول تعالى : {وَان لَّيسَ للإنسان الَّا مَا سَعَى}. (النجم/ 39)

ويقول : {كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}. (المدثر/ 38)

4- إعتبر الإسلام كل بني البشر ومن أي عنصر ولون وفي كل زمان متساوين ، وبناءً على‏ هذا لا يوجد أيّ تمايز بينهم أو تفاضل إلّاب (التقوى) والورع كما أشارت إلى‏ ذلك الآية 13 من سورة الحجرات.

5- يخاطب القرآن كل المؤمنين بأنّهم‏ (إخوة) لبعضهم البعض ، ويعتبر أنّ أقرب رابطة ممكنة بين إنسانين هي الرابطة التي تقوم على‏ العدالة والمساواة ، بقوله تعالى‏ : {انَّمَا المُؤمِنونَ اخوَةٌ فَاصْلِحُوا بَينَ أَخَوَيْكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرحَمُونَ}. (الحجرات/ 10)

6- يعتبر القرآن‏ (العدالة الاجتماعية) أصلًا اساسياً حاكماً على‏ المجتمعات البشرية ويدعو كل المؤمنين للقيام بالقسط ، فيقول : {وَلَا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى‏ الَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ اقرَبُ لِلتَّقَوى‏ وَاتَّقُوا اللَّهَ}. (المائدة/ 8)

وأن لا تكون صلة القرابة والابوة والبنوة ونظائرها حائلًا دون إجراء العدالة وترجيح كفّة الحكم لصالحهم- بدون دليل- كما أشارت إلى‏ ذلك الآية 135 من سورة النساء.

7- أقرَّ الإسلام حاكمية أصل‏ (الإنفاق) على‏ العلاقات الإنسانية ، ودعا الجميع إلى‏ الإنفاق ممّا رزقهم اللَّه من نعم على‏ الآخرين : {وَمِمَّا رَزَقَناهُم يُنفِقُونَ}. (البقرة/ 3)

يؤكّد على‏ (صلة الرحم) ورعاية رابطة القرابة (البقرة-27). وقد أولى‏ (الأب والام) خاصةً احتراماً بالغاً إلى‏ الحد الذي أوصى بالتعامل الحسن معهما حتى‏ وإن لم يكونا مسلمين في سورة لقمان الآية 14 و 15.

9- من المسائل التي أكد عليها الإسلام أيضاً هي : (حماية المظلومين) في شرق العالم وغربه ، حتى أنّ ظواهر الآيات القرآنية لم تفرق بين أبناء الدين الإسلامي وغيرهم في هذه المسألة ، كما ورد في قوله تعالى‏ : {وَمَا لَكُم لَا تُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالمُستَضَعِفينَ مِنَ الرِجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلَدانِ}. (النساء/ 75)

10- أكد أيضاً على‏ (احترام حقوق المرأة) في ذلك المحيط الذي أهدر كل حقوقها ولم يعطها حتى‏ الحق في الحياة ، ويقبرُ البنات وهنّ أحياء ، فأعاد إليها مكانتها إلى‏ الحد الذي يقول تعالى‏ فيه : {ولَهُنَّ مِثلُ الَّذِى عَلَيهِنَّ بِالمَعُروفِ}. (البقرة/ 228)

والحق لا ينفصل عن الواجب أبداً.

11- دعوته ل (التعايش مع أتباع الأديان الاخرى‏) وحملة الكتب السماوية ، ودعوته كذلك الجميع الالتفاف حول نقاط الالتقاء والاشتراك ، كما نقرأ في قوله تعالى‏ : {قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ تَعَالَوا الى‏ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَينَنَا وَبَينَكُم الَّا نَعبُدَ الَّا اللَّهَ وَلَا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعضُنَا بَعضاً اربَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}. (آل عمران/ 64)

12- أعطى الإسلام أهميّة بالغة ل (العلم والمعرفة) ، وقد أشارت مئات الآيات القرآنية إلى‏ ذلك ، وهذا الأمر كان مثيراً وملفتاً للنظر لاسيما إذا لاحظنا المحيط الذي نزل فيه القرآن ، والذي كان مركزاً للجهل والامّية ، وأول الآيات التي نزلت على‏ النبي صلى الله عليه و آله كانت تؤكد على‏ العلم كما جاء في سورة العلق الآية 1- 5.

ويقسم في مكان آخر بالقلم كما جاء في سورة القلم الآية 1 ، واعتبر أنَّ أفضلية (آدم) ، والبشر بصورة عامة تكمن في (فضيلة العلم والمعرفة) هذه. (البقرة/ 31- 33)

13- تعتبر فريضة (الأمر بالمعروف) و (النهي عن المنكر) احدى‏ المميزات المشرقة لهذا الدين والتي يعتبرها نوعاً من الاشراف والرقابة العامة على‏ كل المجتمع بواسطة كل المجتمع ، ومسؤولية متقابلة لكل أفراده في مقابل أي نوع من المفاسد الاجتماعية أو ترك القيام بالواجب ، انظر إلى‏ سورة آل عمران الآية 104 و 110 وآيات اخرى‏.

14- بما أنّ مصدر الكثير من المفاسد الاجتماعية هو الميل الشديد للقضايا المادية ، والتنافس في حب التجمّل والبذخ في الحياة فقد دعا الإسلام إلى‏ (العيش البسيط) ونبذ حب التجمل من أجل اغلاق مصدر الشر هذا كما في سورة الزخرف الآية 33- 35 ، في نفس الوقت الذي اعتبر الانتفاع المعقول والمنطقي من المواهب المادية وحتى‏ التزيينية والكمالية بأنّه مباح وقد أشار إليه في سورة الأعراف الآية 32.

15- دعوته إلى‏ ل (مراعاة الاداب) ، وحسن المواجهة مع الآخرين ، وملاحظة الموازين الأخلاقية في أي مكان ، وقد أشار لهذه المسألة في سورة لقمان ، الآيتين 18 و 19 ، وسورة الحجرات ، الآيتين 11 و 12 ، وسورة الفرقان ، الآية 72 ، وآيات اخرى‏. وورد ايضاً في الآية : {خُذِ الَعفوَ وأْمُرْ بِالعُرفِ وَأَعرِضْ عَنِ‏ الجاهلِينَ} (1). (الأعراف/ 199)

16- استخدام‏ (البحث المنطقي» في الحوار مع اتباع الأديان الاخرى‏ بدلًا من التعصب الأعمى‏ ، يقول القرآن الكريم : {ادعُ الَى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالموَعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلهُم بِالَّتِى هِىَ احسَنُ}. (النحل/ 125)

17- (الخضوع للحقِّ) وقبوله من أيٍّ كان لأنه يعتبر واحداً من المبادئ السامية للدين الإسلامي ، يقول تعالى‏ : {فَبَشِّر عِبَادِ* الّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيتَّبِعُونَ احْسَنَهُ اولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَاولَئِكَ هُمْ اولُوا الالبَابِ}. (الزمر/ 17- 18)

18- (اخلاص النية من الدوافع غير الإلهيّة) من الاصول التي أكد عليها القرآن الكريم والروايات الإسلامية مراراً ، واعتبرها من الأعمال النزيهة المقبولة عند اللَّه تعالى ، والتي تؤدي إلى‏ النجاة والسعادة هي الأعمال التي لم يقصد بها التظاهر والرياء ، وإنّما التي يراد بها غايات إنسانية واخلاقية وإلهيّة سامية تشكل ركناً اساسياً ، واستندت سبعة آيات من القرآن إلى‏ جملة {مُخْلِصِين لَهُ الّدِينَ} (2).

ومن جهة شبّهَ صدقات المؤمنين- الخالصة- في سورة البقرة ، الآية 265 بالبستان الملي‏ء بالثمر عندما تنزل عليه رحمة المطر الإلهيّة تتضاعف ثماره ضعفين.

ومن جهة اخرى‏ شبّه في سورة البقرة ، الآية 264 أعمال المرائين- غير المؤمنين- بالبذور التي بُذرت في تراب قليل على صخر صلد جرفه المطر عندما نزل عليه.

19- انتقد الإسلام بشدة (الاسراف والتبذير) وسمى المبذرين بإخوان الشياطين : {انَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا اخَوانَ الشَّيَاطِينِ}. (الاسراء/ 27)

20- من الاصول الأساسية للإسلام أيضاً : (رعاية الأطفال الأيتام وفاقدي المعيل) وأكدت آيات وروايات كثيرة على‏ ذلك إلى‏ الحد الذي اعتبرت فيه أكل أموال الأيتام كأكل النار : {انَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ امْوَالَ اليَتَامَى‏ ظُلماً انَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِم نَاراً}. (النساء/ 10)

وفي مكان آخر اوصى بإصلاح شؤونهم ، يقول تعالى‏ : {وَيَسئَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى‏ قُلْ اصلاحٌ لَّهُم خَيْرٌ}. (البقرة/ 220)

21- احترام الاسرى‏ في الإسلام ، وقد أوصى‏ بحسن معاملتهم واعتبر مساعدتهم وإعانتهم في القرآن الكريم بأنّها جزء من أعمال الابرار والاخيار : {وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلى‏ حُبِّهِ مِسكِينَاً وَيَتِيماً وَاسِيراً} (الدهر/ 8) .

وجاء في حديث للإمام علي عليه السلام : (اطعام الأسير والاحسان إليه حقٌ واجبٌ) (3).

22- ومن المسائل المهمّة التي أكد عليها القرآن الكريم والروايات الإسلامية هي مسألة (التشاور في الامور) ، حتى‏ أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله مع عقله الكامل كان مأموراً بالاستشارة :

{وَشَاوِرهُم فِى الامر}. (آل عمران/ 159)

واعتبر التشاور في الامور الاجتماعية المهمّة بأنّه احدى علائم الإيمان : {وَامْرُهُم شُوَرى‏ بَيْنَهُم}. (الشورى‏/ 38)

23- كانت‏ (محاربة الخرافات) أيضاً من المهام الرئيسية للنبي صلى الله عليه و آله في حين كان مدّعو النبوة الكاذبون يصرون على‏ نشر الخرافات وتسميم أفكار الناس عن طريقها ، ولترغيب العامة لقبول خرافاتهم ، ولكن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله حطم هذا السد ، بل كان يحارب كلّ خرافةٍ حتى‏ لو كان الإسلام يستفيد منها ظاهراً.

وأي خرافة أكبر من (عبادة الأوثان) التي اجتاحت جزيرة العرب بأسرها ، إلى‏ حد أنّ مخالفتها والإعراض عنها أصبح مشكلة عويصةً وعجيبةً جدّاً ، بل عدّ أحياناً من علامات الجنون ، وأثناء ما كان النبي صلى الله عليه وآله يدعو لعبادة الإله الواحد الأحد ، قالوا : {اجَعَلَ الآلِهَةَ الهَاً وَاحِدَاً انَّ هَذَا لَشَى‏ءٌ عُجَابٌ}. (ص/ 5)

وظاهراً إن أحد أسباب نعت نبي الإسلام صلى الله عليه و آله بالجنون هي أنّه نهض لمحاربة قضية عبادة الأصنام التي كانت من أكثر بديهيات تلك البيئة والمحيط.

والخلاصة هي أنّ عرب الجاهلية كانت تخيم عليهم خرافات كثيرة يطول شرحها ، وقد حاربها الرسول صلى الله عليه و آله كلها.

24- من المسائل التي أعطاها الإسلام أهميّة كبيرة هي تحرير الإنسان من ربقة الهوى والهوس واستعباد الآخرين ، أو الوقوع في أسر الأعراف والتقاليد والسنن المغلوطة ، إلى‏ درجة اعتبر فيها أن احدى صفات النبي صلى الله عليه و آله هي : {وَيَضَعُ عَنهُم اصرَهُم وَالاغلَالَ الَّتِى كَانَت عَلَيهِم} (الأعراف/ 157) .

وجاء في الحديث النبوي المعروف : أنّ أحد الذنوب التي لا يغفرها اللَّه أبداً هي أن يسلب الإنسان حرية الإنسان الآخر ويستعبده ويبيعه‏ (4).

25- أحد البرامج الأساسية لهذا الدين‏ (المنع من التكاثر) وطلب الزيادة والحرص والطمع في الامور المادية ، وقد اشير إلى‏ ذلك في آيات متعددة من القرآن الكريم ، وكذلك الروايات الإسلامية ، إلى‏ حد اعتبرها من الصفات المذمومة في الحياة الدنيا ، وجعلها مرادفة للهو واللعب والتفاخر (الحديد- 20) ، وعدها سببا في عدم الإيمان بالله ، وذم بشدة أولئك الذين يتوجهون صوب القبور لحساب قبور موتاهم حتى‏ يثبتوا كثرة قبائلهم : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ* حَتَّى‏ زُرتُمُ المَقَابِرَ} (التكاثر/ 1- 2).

ويقصُّ عليهم- بالتفصيل- قصة «قارون» المستكبر المستكثر الذي كان يرى نفسه فوق الجميع ، وعاقبته وعاقبة أمواله بعد أن خسفت به الأرض ، وينهى نبيه صلى الله عليه و آله عن مد عينيه إلى‏ الإمكانات المادية لهؤلاء الأفراد أو اعتبارها علامة على‏ أفضليتهم وعلوهم ، (طه/ 131 ، القصص/ 76 فما بعد).

26- (الدعوة إلى‏ الاتحاد والتضامن) يمكن اعتبارها جزء من الأوامر التي تحتل صدر قائمة البرامج الإسلامية ، والتي ذكرها القرآن الكريم بتأكيد شديد ، فكان يدعو الجميع إلى‏ الاتحاد وينهاههم عن التفرقة ، ويحذرهم من العودة إلى‏ اختلافات الجاهلية وعد الأفراد المتفرقين المشتتين على‏ شفير هاوية من النار ، (آل عمران- 103) واعتبر التنازع والاختلافات مصدراً لضعف المجتمع ، وضياع قدرته وشوكته ، (الانفال/ 46).

27- (احترام القانون) يعتبر من اهم وصايا الإسلام التي أكد عليها لدرجة أنّه قال :

احترموا القانون حتى‏ لو حكم ضدكم ، وجاء في القرآن : {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَو عَلَى‏ انفُسِكُمْ اوِ الْوَالِدَينِ وَالاقرَبِينَ} (النساء/ 135).

واعتبر نقض حرمة القانون حراماً ، والتعدي على‏ (حدود اللَّه) ظلماً وجوراً : {وَمَنْ يَتَعدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَاولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ}. (البقرة/ 229)

وإنّ الإيمان الصادق هو التسليم المطلق لقانون الحق وترك معارضته حتى‏ في حيّز الفكر والعقل كما ورد في الآية 65 من سورة النساء.

28- (نبذ حب الانتقام) ولم تكن هذه الصفة الحميدة مختصة بالرسول صلى الله عليه و آله وإن تجلّت بوضوح كامل في حروبه وخاصةً في فتح مكة ، وإنّما أوصى أتباعه مراراً وتكراراً إلى‏ العفو والصفح ، وغض النظر عن زلات الآخرين وتذكيرهم بالعفو الإلهي : {وَليَعفُوا وَليَصفَحُوا الَا تُحِبُّونَ انْ يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم} (النور/ 22).

بل تعدى ذلك إلى‏ القول : {ادفَع بِالَّتِى هِىَ احسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَينَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَانَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ}. (فصلت/ 34)

ولكنّه مع كل هذا لا يسمح بأنّ يستغل الأعداء الحاقدون رحمة الإسلام ورأفته ، بل كان صلى الله عليه و آله يأمر أصحابه : مثلما عليكم أن تكونوا لينين وعطوفين مقابل الأصدقاء والأعداء المخدوعين فيجب عليكم أن تتعاملوا مع الأعداء الأشداء بخشونة وشدّة ، حتى‏ أنّه وصف الصادقين بأنّهم : {اشِدَّآءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم} (الفتح/ 29).

29- (الدعوة إلى‏ التقوى‏) وهي من القضايا التي يستند إليها الإسلام في كل مناسبة ، ويعتبرها السبيل الوحيد لخلاص الإنسان ، وزاد آخرته‏ (5) ، ومعيار شخصيته‏ (6) ، وبركة الدنيا (7) ، وسعادة الآخرة (8) ، وسبباً للبصيرة والمعرفة (9).

30- (الحب والبغض في اللَّه) من اسس التعاليم الإسلامية أيضاً ، أو بتعبير أوضح اعتبر الإسلام كل من يخطو في محجة الإيمان ، والحق ، والعدل ، والتقوى‏ ، والنزاهة ، صديقاً يجب توثيق العلاقة معه ، وبالعكس أوصى‏ بالابتعاد عن الاشرار وذوي السمعة السيئة والملوثين والظالمين ، واعتبر القرآن الكريم الامتثال لذلك من علائم الإيمان الأصلية (حزب اللَّه) (10). واعتبرتها الروايات الإسلامية بأنّها من أقوى عرى الإيمان والإسلام (أوثق‏ عرى‏ الإيمان الحبُّ في اللَّه والبغض في اللَّه) (11) ، وأفضل الأعمال‏ (12).

هذه طائفة من تعاليم الإسلام في الاصول والفروع.

فهل يصدق أن يأتي إنسان امّي لم يتلقَّ أي ‏تعليم ، وهو ابن بيئة غمرتها ظلمات الجاهلية ، وعاش في بؤرة الكفر والفساد والجور والخشونة ، بمثل هذه التعاليم؟ كلا بالطبع إلّا إذا كان مسدداً عن طريق الوحي السماوي والالهام والتأييد الإلهي.

إنَّ دراسة مضمون ومحتوى الدعوة لأي ‏دين من أفضل الأدلة التي يستخدمها العلماء لإثبات صدق أو كذب ما يدعيه ذلك الدين ، وأحياناً تكون مقدمة على‏ الكثير من المعجزات ، لأنّ العديد من الوساوس التي تبرز من قبل المعاندين اللجوجين لها (من قبيل اتهامه بالسحر وأمثاله) تصبح لا معنى لها عند البحث في محتوى الدعوة ، بل وحتى‏ يمكن تأليف كتاب ضخم حول هذا الموضوع وخاصةً حول تعليمات الإسلام في كافة الجوانب الاعتقادية والأخلاقية والاجتماعية ، وكذلك الميدان الواسع والفسيح لهذا المبحث في المسائل الفردية والجماعية المعنوية والمادية.

بديهي أنّه لا يمكن أن تكون هذه المجموعة من التعاليم الصادرة من عربي صحراوي امي خرج من أكثر البيئات تخلفاً هي مسألة عادية ، وباعتقادنا أنّه لا توجد أي معجزة أكبر من هذه المعجزة ، أو على‏ الأقل هي قرينة إذا ضممناها إلى‏ القرائن الاخرى‏ شكلت مجموعة مطمئنة وقوية.

____________________
(1) في حديث للإمام الصادق عليه السلام أن هذه الآية أكثر الآيات الأخلاقية شمولًا في القرآن المجيد (تفسير مجمع البيان ، ذيل الآية مورد البحث).

(2) الأعراف ، 29؛ يونس ، 22؛ العنكبوت ، 65؛ لقمان ، 32؛ غافر ، 14 و 65؛ البينة ، 5.

(3) وسائل الشيعة ، ج 11 ، ص 69 أبواب جهاد العدو ، الباب 32 ، ح 3.

(4) عن النبي صلى الله عليه و آله ، إنّ اللَّه تعالى غافر كل ذنب إلّا من جحد مهراً ، أو اغتصب أجيراً أجره ، أو باع رجلًا حراً ، سفينة البحار ، مادة (أجر).

(5) البقرة ، 197.

(6) الحجرات ، 13.

(7) الأعراف ، 96.

(8) مريم ، 63.

(9) الانفال ، 29.

(10) المجادلة ، 22.

(11) اصول الكافي ، ج 2 ، ص 125.

(12) سفينة البحار ج 1 ، ص 201.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء