قوله تعالى : {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدٰاهُمْ} [البقرة : 272] .

لم يقلْ : ليس إليك . فسقط التعلُّقُ ، وذلك أنه إذ قال : عليك كذا فإنما معناهُ : أنه يجب عليك كذا . كقولهِ : {ولِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ} [آل عمران : 97] .

ولا يلزم النبي -عليه السلام- هداية أولئك . وإنما عليه التبليغ لقوله : {أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام : 90] .

ويفسرونَ (الهدى) بالفقهِ ، والثّواب .

ثم قالَ : {ولٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ} [البقرة : 272] .

قال ابن الإخشيد (1) ، والزَّجَّاجُ (2) : إنَّما علَّق الهداية بالمشيئةِ لَمِن كان في المعلُوم ، أنه يصلُحُ باللُّطف وليس كلُّ أحد يصلُحُ به فلذلك جاء الاختصاص بالمشيئة .

وقال الجبائيُّ (3) : الهدايةُ في الآية هُوَ إلى طريقِ الجنَّة.
_______________________

1- قول الأخشيد هذا محمولٌ على أحد الوجوه على المعتزلة مطلقاً كما في التفسير الكبير 7 : 77 .

2- مجمع البيان 1 : 385 .

3- مجمع البيان 1 : 385-386 .