المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشكلات البحوث الإعلامية
2024-12-21
الصعوبات التي تواجه إجراء البحوث الإعلامية
2024-12-21
أنواع بحوث الوسائل المطبوعة
2024-12-21
الحديث الغريب والعزيز
2024-12-21
أهداف البحث الإعلامي
2024-12-21
الحديث الشاذ والنادر والمنكر
2024-12-21



من العلوم والمعارف الّتي يحتاجها المفسِّر  
  
9319   03:33 مساءاً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دراسات في مناهج التفسير
الجزء والصفحة : ص 35-54.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

لا بدّ للمفسِّر من شروط ومؤهِّلات ومهارات ينطلق منها ويعتمد عليها تساعده على القيام بتلك المهمّة الجليلة.

فما هي تلك الشروط والمؤهِّلات والمهارات ؟

في هذه المسألة جانبان :

الأوّل : الجانب العلمي والمعرفي : ويتضمّن أنواع العلوم الآلية والمعارف الّتي يجب أن تتوفّر في المفسِّر حتّى يكون أهلاً للتفسير.

الثاني : الجانب الشخصي النفسي : ونقصُد به المؤهِّلات والمهارات الشخصيّة والمواصفات النفسيّة الّتي يجب أن يتمتّع بها المفسِّر.

الأوّل : الجانب العلمي والمعرفي

يحتاج المفسِّر إلى أنواع من العلوم والمعارف الآلية الّتي تعينه على القيام بمهمّة التفسير ، وقد ذكرها العلماء في كتبهم تحت أبواب وعناوين متعدِّدة أوصلها بعضهم إلى خمسة عشر علماً (1). وأوجزها الراغب الأصفهاني بعشرة.

ويمكن لنا إيجاز العلوم والمعارف الّتي يحتاجها المفسِّر كما يلي :

1ـ معرفة اللغة العربية وعلومها

ونقصد بها ما يتعلّق بها من نحو ، وصرف ، واشتقاق ، وبلاغة ، ومعاني مفردات ، وهذه من أولى العلوم الّتي يحتاجها المفسِّر؛ فإنّ معرفة اللغة العربية وما يتعلّق بها أمر ضروري للمفسِّر فالقرآن نزل (بلسان عربي مبين). فلا سبيل لبيانه إلّا من جهة لسان العرب ، لذا لا يجوز لأحد أن يدّعي فهماً لكلام الله تعالى فضلاً عن تفسيره ما لم يكن عالماً باللغة العربية وعلومها.

أ- علم النحو

وهو ضروري للمفسِّر ومن أهمّ ما يحتاجه في مقام التفسير ، لأنّ المعنى يتغيّر ويختلف باختلاف الإعراب؛ أي يتغيّر بتغيّر الحركات.

وبعبارة أخرى : فإنّ المعنى التركيبي للكلمات ، وبالتالي معنى الجملة من الآية لا يتّضح إلّا من خلال معرفة موقع ودور كلّ كلمة فيها. فمن لا يعرف أنّ الكلمة في موقع الفاعل أو المفعول ، أو الصفة ، أو الموصوف ، أو المبتدأ ، أو الخبر ، وما إلى ذلك فليس بمقدوره أن يبيّن ويُحدِّد معنى ومراد الجملة والآية ، فقوله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28] لا يتّضح إلّا من خلال معرفة موقع كلّ كلمة من الآية. فإن لم نعرف موقع (يخشى) و(الله) و(العلماء) ونُحدِّد حركاتها لا يمكن لنا أن نبيّن معنى الآية ومراد الله منها.

وبناءً عليه فإنّ قراءة الآية وكلماتها بنصب هاء الجلالة ، ورفع همزة العلماء يؤدّي إلى المعنى والمراد الصحيح ، لأنّ معنى الآية : الّذين يخشون الله من عباده هم العلماء دون غيرهم أي حصر خشية الله بعباده العلماء.

ولو عكس فقُرِأت بضم هاء الجلالة ، ونصب همزة العلماء لفسد المعنى.

قصّة لطيفة

في تحقيق السبب الّذي دعا أمير المؤمنين عليه السلام إلى وضع أصول علم النحو وتحديد حدوده وتحقيق السبب الّذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو لأنّ الناس اختلفوا في المقامين وذكروا في المقام الأوّل وجوهاً ، أحدها ما ذكره ابن الأنباري في خطبة شرح سيبويه قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع يوماً قارئاً يقرأ {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة : 3] بجرّ لام الرسول ، فغضب صلى الله عليه وآله وسلم وأشار إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : إنحُ النحو واجعل له قاعدة ، وامنع من مثل هذا اللحن ، فطلب أمير المؤمنين عليه السلام أبا الأسود الدؤلي وعلّمه العوامل والروابط وحصر كلام العرب وحصر الحركات الإعرابية والبنائية ، وكان أبو الأسود كيّساً فطناً ذَهِناً ، فألّف ذلك وإذا أشكل عليه شيء راجع أمير المؤمنين عليه السلام ورتّب وركّب بعض التراكيب وأتى به إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فاستحسنه وقال نِعْمَ ما نحوت أي قصدت فللتفاؤل بلفظ عليّ عليه السلام سمّي هذا العلم نحواً (2).

ب- علم الصرف والاشتقاق

أمّا الاشتقاق فهو الّذي يبيّن لنا مادّة الكلمة وجذرها وأصلها حتّى نرجع في تبيين معناها إلى جذورها ، وهذا أمر مهمّ جدّاً لمن أراد الخوض في مجال بيان كلام الله تعالى.

وأمّا الصرف "فبه تُعرف الأبنية والصيغ وبه يتّضح المبهم من الكلمات" (3). وبه يُعرف الماضي من المضارع وكلاهما من الأمر إلى غير ذلك.

ج- معاني المفردات

وهي من أولى وأهمّ الأمور الّتي يجب أن يقف عندها المفسِّر لآيات الله تعالى فإنّ الآيات تتركّب من عدّة مفردات ، ولا يمكن له فهمها وبيانها ما لم يعرف معانيها.

د- علوم البلاغة : وهي ، البيان والمعاني والبديع

2- معرفة بعض ما يختصّ بعلوم القرآن

ومن أهمّها :

أـ القراءات

ومعرفتها ضروريّة للمفسِّر لأنّه بها يُرجِّح بعض الوجوه المحتملة على بعض. وبسبب اختلاف القراءات يختلف المعنى المراد من الكلمات والآيات القرآنية.

ومثال ذلك اختلاف تفسير قوله تعالى : {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا } [الحجر : 15] ، فمن قرأ (سُكِّرت) مشدَّدة ، فإنّما يعني "سُدّت" ومن قرأ (سُكِرت) مخفَّفة فإنّه يعني "سُحرت".

ب- أسباب النزول

أسباب النزول : جمع سبب, ونقصد به : ما نزلت بسببه آية أو أكثر. وهو عبارة عن : واقعة أو أمر حدث في عصر الوحي اقتضى نزول الوحي لأجله وبشأنه ، وهذه الأسباب قد تكون مدحاً أو ذمّاً لموقف ، أو حلّاً لمشكلة ، أو جواباً لسؤال ، أو بياناً لحكم ونحو ذلك.

وفيما يلي مثالان على أهمّية معرفة أسباب النزول :

قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة : 3].

فمعرفة المراد من هذه الآية المباركة وفهمها فهماً صحيحاً يتوقّف على معرفة سبب وظروف نزولها ، ومن المتواتر أنّها نزلت في غدير خم بعدما نزلت الآية المباركة : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [المائدة : 67] ، فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس في غدير خُمّ عند مفترق طرق ، وأعلن عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً : من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، إلى آخر الحديث المعروف... وأخذ المسلمون يُهنّئون عليّاً عليه السلام بقولهم : بخٍ بخٍ لك يا عليّ أصبحت مولانا ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وفي المقابل إنّ تجاهل الآخرين لهذا الحدث العظيم الّذي كان داعياً وباعثاً لنزول الآيات أدّى إلى تجافي الحقّ والخطأ في فهم كلام الله تعالى والعمل بخلاف مراده سبحانه وتعالى من هذه الآية المباركة.

قوله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب : 33]. فإنّ فهم الآية المباركة ومعرفة من هم أهل البيت عليهم السلام المقصودون فيها يتوقّف.

على معرفة الزمان والمكان والأشخاص والظروف الّتي نزلت فيها الآية المباركة ، وبالوقوف على كلّ ذلك نفهم الآية فهماً صحيحاً ونقف على المراد الإلهي منها ، فنعرف أنّ أهل البيت في الآية المباركة هم : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم الصلاة والسلام ، وليس أيّ أحد سواهم ، كما ادّعى الآخرون حيث وقعوا في سوء الفهم والخطأ الكبير لأنّهم تجاهلوا أسباب وظروف نزول الآية المباركة.

ج - تمييز المكّي عن المدني

والمكّي من الآيات هو : ما نزل قبل الهجرة من مكّة إلى المدينة ، أي فترة إقامة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في مكّة المكرّمة. سواء نزلت داخل مكّة أم خارجها.

والمدني من الآيات هو : ما نزل بعد هجرة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنوّرة ، سواء نزلت داخل المدينة أم خارجها.

وجه الحاجة إلى التمييز بين المكّي والمدني

وأمّا الحاجة إلى التمييز بين المكّي والمدني ، فلأنّه يساعد على جلاء الحقيقة في بيان معنى بعض الآيات ، ويرفع الإبهام الّذي قد يقع فيه البعض ، أثناء تفسيره لبعض الآيات المباركة بسبب عدم تمييزه بين المكّي والمدني ومثال ذلك :

تفسير قوله تعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى : 23] الواردة في سورة الشورى وهذه السورة مكّية.

والآية المباركة حسب المتواتر نزلت في أهل البيت عليهم السلام وهم : الإمام عليّ عليه السلام والسيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام والإمامان الحسن والحسين عليهما السلام.

فربما يتوهّم البعض ويستبعد نزولها في حقّ أهل البيت عليهم السلام ، بحجّة أنّ السورة مكّية ، وأنّ الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام لم يكونا في مكّة.

ولكن هذا التوهُّم سرعان ما يرتفع إذا عرفنا أنّ الآية ثلاث وعشرون من سورة الشورى مدنيّة ، وليست مكّية ، وأنّ كون السورة مكّية لا يعني ضرورة كون جميع آياتها مكيّة ، فكم من سورة مكيّة ضمّت بين آياتها مدنية وبالعكس. وسورة الشورى وإن كانت مكيّة إلّا أنّ بعض آياتها مدنية ومنه هذه الآية المباركة.

د- دلالة السياق

من الأمور الّتي تُعين المفسِّر على تحديد المراد دلالة السياق ، فإنّها من أعظم القرائن الدّالة على مُراد المتكلِّم ، فمن أهمله فَقَدَ واحدة من أهمّ الدلالات ووقع في الخطأ في كثير من الموارد ، ولابدّ من الإشارة إلى أنّ دلالة السياق إنّما تؤثِّر في الدلالة على المراد ما لم تقم قرينة أقوى منها على خلافها ، كما هو الحال في آية التطهير.

أنظر : إلى قوله تعالى : {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان : 49]. كيف نجد أنّ سياق الآيات يدلّ على أنّ المراد من العزيز الكريم (الذليل الحقير). قال تعالى : {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان : 47 - 49].

ولزوم مراعاة السياق لا يعني أنّ القرآن الكريم يعتمد الأسلوب عينه الّذي تعتمده المؤلِّفات والكتب البشرية بحيث يأخذ البحث في موضوع محدَّد فإذا فُرغ منه يُبتدئ بموضوع جديد ، وذلك بشكل متسلسل. بل نجد أنّ القرآن الكريم ربما يتعرّض للموضوع الواحد في عدّة موارد وفي كلّ مورد يأخذ طرفاً من الموضوع ، وذلك بحسب الهدف والغاية الّتي اقتضت التعرُّض لهذا الموضوع أو ذاك.

هـ- معرفة العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد

إنّ كثيراً من الآيات المتعرِّضة لأحكام الأفعال والموضوعات مجملة ورد تفسيرها في السنّة القطعيّة وأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، كالصلاة ، والزكاة ، والحجّ وغير ذلك ممّا لا محيص للمفسِّر من الرجوع إليها في رفع الإجمال وتبيين المبهم ، وهو أمر واضح.

وهناك سبب ثانٍ للرجوع إليها ، وهو أنّه ورد في القرآن الكريم مطلقات ولكن أُريد منها المقيّد ، كما ورد عموم أُريد منه الخصوص؛ وذلك وفقاً لتشريع القوانين في المجالس التشريعيّة ، فإنّهم يذكرون قيودها ومخصِّصاتها في فصل آخر باسم الملحق ، وقد حذا القرآن في تشريعه هذا الحذو فجاءت المطلقات والعمومات في القرآن الكريم والمقيِّدات والمخصِّصات في أخبار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام.

يقول سبحانه : {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة : 275]. وجاء في السنّة مخصِّصها ، وأنّه لا ربا بين الزوج والزوجة ، والولد والوالد ، فقد رخّص الإسلام الربا هنا.

قال الإمام الصادق عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : "ليس بين الرجل وولده ربا ، إنّما الربا فيما بينك وبين ما لا تملك" (4).

وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام : "ليس بين الرجل وولده ، وبينه وبين عبده ، ولا بين أهله ربا ، إنّما الربا فيما بينك وبين ما لا تملك" (5).

ولعلّ قوله سبحانه وتعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر : 7] ، يوحي إلى هذا المعنى.

وـ معرفة الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه

من الأمور الّتي لا بدّ للمفسِّر من معرفتها الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه.

فإنّه من لم يعرف من كتاب الله عزّ وجلّ الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله ، كما جاء في المروي عن الإمام الصادق عليه السلام.

فقد جاء في تفسير النعماني بإسناده إلى إسماعيل بن جابر قال : "سمعت أبا عبد الله عليه السلام جعفر بن محمّد الصادق يقول : "... اعلموا ، رحمكم الله ، أنّه من لم يعرف من كتاب الله عزّ وجلّ الناسخ من المنسوخ ، والخاصّ من العامّ ، والمحكم من المتشابه... فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله" (6).

فمثلاً على الناسخ والمنسوخ : في بداية مبعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أُمر المسلمون بمداراة أهل الكتاب في قوله تعالى : { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [البقرة : 109].

وبعد مدّة أُنهي هذا الحكم وأُمروا بقتالهم في قوله تعالى : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [التوبة : 29].

ومثلاً على الآيات المتشابهات : ظاهر قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] وقوله تعالى : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } [الفجر : 22] يدلّ على الجسميّة. وأنّ الله تعالى مادّة ، ولكن لو أرجعناها إلى قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] علمنا أن الاستواء والمجيء لا يراد منه المعنى المادّي.

خلاصة الدرس

من العلوم والمعارف الّتي يحتاجها المفسِّر :

1ـ معرفة اللغة العربية وعلومها : أ علم النحو ، ب علم الصرف والاشتقاق ، ج معاني المفردات ، د علوم البلاغة : وهي : البيان والمعاني والبديع.

2- معرفة بعض ما يختصّ بعلوم القرآن : أـ القراءات ، ب أسباب النزول ، ج تمييز المكي عن المدني ، د دلالة السياق ، هـ معرفة العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد ، و معرفة الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه.

3ـ العلوم الّتي لها صلة بعلم التفسير

ومن العلوم والمعارف الّتي يحتاجها المفسِّر بالإضافة الى ما مرّ في الدرس السابق عدد من العلوم الّتي لها صلة بعلم التفسير ، منها :

أ- علم الكلام

وهو يهتمّ بأصول العقيدة كالتوحيد والعدل ، والنبوّة ، والمعاد ، كما يهتمّ بالمسائل المرتبطة بها ، كالجبر والتفويض ، والحسن والقبح... وغيرها.

ب- علم أصول الفقه

علم أصول الفقه ويفيد المفسِّر في مجال آيات الأحكام والبحوث الفقهية.

وصلة علم أصول الفقه بالتفسير باعتبار أنّ قسماً مهمّاً من آيات القرآن المباركة تناولت الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية ، وهي الّتي جُمعت تحت عنوان آيات الأحكام ، وهي موضوع لعلم الأصول.

ولقد وُضعت أسس هذا العلم اعتماداً على قواعد عقليّة ، ونقليّة ، وقد استمدّ العلماء الكثير من مباحث هذا العلم من علوم مختلفة منها علم التفسير نفسه.

وهذا العلم يزوِّد علم التفسير بضوابط وقواعد عامّة من شأنها أن تفيد المفسِّر إذا استعان بها ، لا سيّما في مجال بيان آيات الأحكام.

ج- معرفة تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده

ومن الأمور الّتي لها صلة بعلم التفسير ، ويستفيد منها المفسِّر دراسة تاريخ العرب ، ونقصد دراسة الواقع أو الحال الّذي كان يعيشه الناس قبل الإسلام وفي زمن البعثة النبويّة الشريفة.

فقد نزل القرآن الكريم في جوّ مجتمع الجزيرة العربية ، ولهذا المجتمع خصوصيّاته التاريخيّة والاجتماعيّة والجغرافيّة ، كما له مميّزاته وخصائصه التربويّة والثقافيّة والدينيّة ، حيث كان مجتمعاً متعدِّد الأديان والثقافات.

فقد كانت الجزيرة آنذاك موطن كلٍّ من الوثنيين والمشركين إضافة إلى أهل الكتاب من يهود ونصارى.

كما كانت تسود بين أهلها أعراف وقيم وعادات وتقاليد تحكم تصرّفاتهم وحركتهم الاجتماعية. فقد بُعث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأمّة ولهؤلاء الناس جميعاً.
والقرآن الكريم خاطب كلّ هؤلاء وجادلهم وأقرّ لهم أموراً واعترض على أخرى ، وعنّفهم في أشياء وزجرهم عن أخرى ، وعمل على تغيير الواقع القائم وإقامة واقع جديد.

وهو يشير في أكثر من مورد من آياته المباركة إلى تلك الأمّة ، ويتحدّث عن عاداتها وتقاليدها الجاهلية.

من هنا كانت الصلة الوثيقة بين علم التفسير ومعرفة التاريخ. فإنّ الاطلاع على تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام وتاريخ عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبعثة المباركة ، له الأثر الإيجابي الكبير في عملية بيان وتوضيح مداليل ومقاصد كثير من الآيات المباركة.

فلا يعقل أن يُفسِّر أحد قوله تعالى : {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران : 103] وهو لا يعرف كيف كانت أحوالهم قبل ذلك ، وسبب العداوة بينهم ، ونوعها وحدودها ، ثمّ كيف رفع الله تعالى العداوة والبغضاء من قلوبهم ، وكيف ألّف بينهم ، وكيف كانت مظاهر الأخوّة ، إلى غير ذلك من الأمور الّتي لا بدّ من الاطلاع عليها حتّى يمكن له فهم واستيعاب ما ترمي إليه الآية المباركة.

وكذلك الحال بالنسبة إلى قوله تعالى : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير : 8 ، 9] فلا بدّ في تفسيرها من معرفة عاداتهم وتعاملاتهم مع نسائهم وبناتهم ، لا سيّما المولودات حديثاً حتّى نقف عند مداليل هذه الآية المباركة.

وكذلك بالنسبة إلى قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة : 90].

وقوله تعالى : {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } [قريش : 1 - 4].

فكيف يمكن فهم مداليل هذه الآيات ، ما لم نطّلع على أحوال قريش ، وتجارتها إلى اليمن في الشتاء ، وإلى الشام في الصيف ، وكيف كان حالهم قبل ذلك وبعدها ، وكيف أطعمهم الله من جوع ، وآمنهم من خوف ، إلى غير ذلك من الأمور الّتي ترتبط بتاريخهم وعاداتهم وأعمالهم.

الجانب الثاني : الشخصي النفسي

ونقصُد به المؤهِّلات والمهارات الشخصيّة والمواصفات النفسيّة الّتي يجب أن يتمتّع بها المفسِّر ، ومنها :

1ـ صحّة وصدق المعتقد : لا بدّ للمفسر من أن يملك معتقداً سليماً صحيحاً ، لا سيّما الاعتقاد بولاية أهل البيت عليهم السلام ودورهم ومرجعيّتهم الفكريّة والدِّينية ، لأنّهم عليه السلام الثقل الثاني بعد القرآن الثقل الأوّل الّذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نتمسّك به وهم عليهم السلام القرآن الناطق الّذي يبيّن ويفسّر الحقائق القرآنية على أكمل وجه ، "إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض" (7). فالّذي لا يملك اعتقاداً سليماً بهذه المسألة ، لا يمكن له فهم القرآن فهماً صحيحاً.

2ـ الإخلاص وصحّة المقصد والغاية : ومن صفات المفسِّر وآدابه الإخلاص وصحّة المقصد فيما يقول ، ليلقى التسديد والهداية إلى المراد ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت : 69]. وقال سبحانه : {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة : 79] ، فلا يُدرك حقائق القرآن الكريم إلّا أصحاب القلوب الطاهرة والنفوس الزكية.

قال الطبري : "وإنّما يخلص له القصد إذا زهد في الدنيا ، لأنّه إذا رغب فيها لم يؤمن أن يتوسّل به إلى غرض يصدُّه عن صواب قصده ويُفسد عليه عمله" (8).

فينبغي للمفسِّر أن يبتغي فضلاً من الله ورضواناً ، فلا يتوخّى من عمليّة التفسير متاع الحياة الدنيا ، والوصول إلى مقامات دنيوية. ما يؤدّي به إلى الانحراف عن القصد الإلهي من التفسير ، كما حدث مع وعّاظ السلاطين ، وبعض المفسِّرين الّذين اعتمدوا منهجاً سياسيّاً للتفسير ، أي كانوا يفسِّرون القرآن تفسيراً سياسيّاً منحرفاً.

قال في البرهان : "اعلم أنّه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حبّ للدنيا ، أو هو مصرّ على الذنب أو غير محقّق بالإيمان أو ضعيف التحقيق" (9).

وفي هذا المعنى قوله تعالى : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف : 146].

3ـ الموضوعية : بمعنى التجرُّد ، أي أن يقرأ الآيات بتجرُّد فيسير إلى حيث تأخذه الآيات ، ولا يأخذ الآيات إلى حيث أفكاره ومعتقداته المسبقة ويُلزِم القرآن بها ، والموضوعيّة هنا مقابل التحيُّز.

4ـ قدرة المفسِّر على الجمع والربط بين الآيات : أي أن يكون عنده شمولية في فهم القرآن الكريم؛ فالقرآن لا يمكن أخذه وتفسيره كآيات متناثرة ، لأنّه هناك وحدة موضوعيّة بين الآيات ، وعلى المفسِّر أن يراعيها ، ويربط بينها ، وإلّا فإنّه لا يستطيع تفسير القرآن وفهمه فهماً صحيحاً.

5ـ أن يملك المفسِّر عقلاً متدبِّراً واعياً لا عقلاً غافلاً وقارئاً : هناك نوعان من المفسِّرين : نوع يقرأ الآية ويقرأ ما يتعلّق بها من روايات ويقرأ آراء المفسِّرين ويجمعها ثمّ يكتب على ضوء ما رآه ، وهذا ما يُسمّى "بالكاتب القارئ".

وهناك من يقرأ الآية والروايات وآراء المفسِّرين ويتدبَّر ويفكِّر ويستنتج فيأتي بمعنى جديد وهذه من أهمّ الصفات الّتي يجب أن يتمتّع بها المفسِّر الّذي يجب أن يملك عقلاً واعياً يمكنه من الاستنتاج والإتيان بالجديد كي لا يراوح مكانه.

يقول الشيخ محمّد جواد مغنيّة : "فإنّ أيّ مفسِّر لا يأتي بجديد لم يسبقه إليه أحد ، ولو بفكرة واحدة في التفسير ، هذا يعني أنّ هذا المفسِّر لا يملك عقلاً واعياً ، وإنّما يملك عقلاً قارئاً ، يرسم فيه ما يقرأ لغيره ، تماماً كما ترتسم صورة الشيء في المرآة على ما هو من لون وحجم دون أيّ تأثُّر أو تأثير.

ذلك أنّ معاني القرآن عميقة إلى أبعد الحدود ، لا يبلغ أحد نهايتها مهما بلغت مكانته من العلم والفهم وإنّما يكشف منها ما تُسعفه معارفه ومؤهِّلاته ، فإذا وقف المفسِّر السابق عند حدٍّ من الحدود ، ثمّ جاء اللاحق وترسّم خطاه لا يتجاوزها ، ولو بخطوة واحدة كان تماماً كالأعمى يتوكّأ على عكّاز ، فإذا فقدها جمد في مكانه" (10).

6ـ النظر إلى القرآن باعتباره كتاب هداية وحياة : من تتبّع آيات القرآن الكريم ، وتدبّرها جيّداً ، يجد أنّ وراءها هدفاً جامعاً مشتركاً ، وإطاراً عامّاً يربط بين كلّ آياته وسوره ، وهو أنّ هذا القرآن يهدف إلى هداية البشرية إلى الّتي هي أقوم ، وأنّه يحمل دعوة إلى الحياة الطيّبة يسودها الأمن والعدل والسلام ، بحيث يعيش الناس فيها في كلّ سعادة وطمأنينة ورفاه.

قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [الإسراء : 9].

وقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال : 24].

وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق ينبغي للمفسِّر أن ينطلق في محاولة تفسيره لآي الذكر الحكيم وبيان مصادرها وأهدافها ، بحيث يجعل هذا الهدف العام والمشترك حاكماً على كلّ ما يمكن أن يتوصّل إليه أثناء تفسيره فلا يُناقضه أو يُهمله.

7ـ الحضور والإحساس والانسجام القلبي والعقلي مع القرآن : يقول الشيخ محمّد جواد مغنيّة : وهنا شيء آخر يحتاج إليه المفسِّر ، وهو أهمّ وأعظم من كلّ ما ذكره المفسِّرون في مقدّمة تفاسيرهم لأنّه الأساس والركيزة الأولى لتفهُّم كلامه جلّ وعلا. ولم أر من أشار إليه... وهو أنّ معاني القرآن لا يدركها ، ولن يدركها على حقيقتها ، ويعرف عظمتها إلّا من يحسّها في أعماقه ، ويسلّم معها بقلبه وعقله ، ويختلط إيمانه بها بدمه ولحمه ، وهنا يكمن السرّ في قول أمير المؤمنين عليه السلام : "ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق" (11).

خلاصة الدرس

ـ من العلوم الّتي لها صلة بعلم التفسير علم الكلام فيمكن للمفسِّر الاستفادة ممّا توصّل إليه هذا العلم الّذي يعتمد على محكم القرآن وما جاء صريحاً على لسان أهل الذكر عليهم السلام أثناء تفسيره وبيانه لتلك الآيات ، وذلك لكي يكون على بيّنة ممّا يجوز على الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام وما يستحيل عليهم.

ـ وهناك علم أصول الفقه ويفيد المفسِّر في مجال آيات الأحكام والبحوث الفقهيّة وغير ذلك. وصلته بالتفسير باعتبار أنّ قسماً مهمّاً من آيات القرآن المباركة تناولت الأحكام الشرعيّة والمسائل الفقهيّة ، وهي موضوع لعلم الأصول.

وهذا العلم يزوِّد المفسِّر بضوابط وقواعد عامّة من شأنها أن تفيده إذا استعان بها ، لا سيّما في مجال تفسير آيات الأحكام.

ـ ومن الأمور الّتي لها صلة بعلم التفسير ، ويستفيد منها المفسِّر معرفة تاريخ العرب قبل الإسلام وفي زمن البعثة النبويّة الشريفة.

هناك صلة وثيقة بين علم التفسير ومعرفة التاريخ ، فإنّ الاطلاع على تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام وتاريخ عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبعثة المباركة ، له الأثر الإيجابي الكبير في عمليّة بيان وتوضيح مداليل ومقاصد كثير من الآيات المباركة.

ـ من المؤهِّلات والمهارات الشخصيّة : صحّة وصدق المعتقد ، صحة المقصد ، الموضوعية ، قدرة المفسِّر على الجمع والربط بين الآيات ، أن يملك المفسِّر عقلاً متدبِّراً واعياً لا عقلاً غافلاً وقارئاً ، النظر إلى القرآن باعتباره كتاب هداية وحياة ، الحضور والإحساس والانسجام القلبي والعقلي مع القرآن.
_____________________________

1- الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، ج 1 ، المقدّمة.

2- الشيعة وفنون الإسلام ، السيّد حسن الصدر ، ص155.

3- الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، ج 4 ، ص 213.

4- الوسائل ، الحرّ العاملي ، ج 12 ، ص 436.

5- م.ن.

6- تفسير الميزان ، العلّامة الطباطبائي ، ج 3 ، ص 80.

7- بحار الأنوار ، العلّامة المجلسيّ ، ج2 ، ص285.

8- أنظر : الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، ج 4 ، ص 201.

9- البرهان ، الزركشي ، ج2 ، ص180.

10- التفسير الكاشف ، الشيخ محمّد جواد مغنيّة ، ج 1 ، ص 10.

11- التفسير الكاشف ، الشيخ محمّد جواد مغنيّة ، ج 1 ، المقدّمة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .