تميّز مؤتمرُ العميد الدوليّ الذي يُقيمه مركزُ العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسيّة المقدّسة بعدّة ميزات، فبالإضافة الى دسومة البحوث والاطروحات وتنوّع الباحثين فهناك ميزةٌ أخرى هي تبنّيه للتوصيات التي تُقرّ في ختام كلّ دورةٍ وترجمتها على أرض الواقع بشكلٍ علميّ وعمليّ مدروس.

ومن جملة ما خرجت به الدورةُ الأخيرةُ من توصيات هو تبنّي مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات إنشاء دار الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الذي يعنى بالشأن النبويّ توكيداً للأثر الأهمّ في وحدة الأمّة، وسعياً لتطويق الحراك المسيء لشخص الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام)، وتقديم برنامج لتصدير صورته الحقيقية إلى العالم، وتوفير السبل المادية والمعرفية والمعنوية الكفيلة بتحقيق الموسوعية والعلمية.

وبناءً على هذا فقد عُقِدَت جلساتٌ تشاورية وتحاورية عديدة من قبل كادر مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات حضرها رؤساء الأقسام والمستشارون فيه من أجل مناقشة ومداولة الرؤى والأفكار والخروج بأفضلها وبما يتلاءم مع منزلة ومكانة هذه الشخصية العظيمة.

الجدير بالذكر أنّ هذا المقترح هو أحد توصيات مؤتمر العميد العلميّ بنسخته الثالثة، الذي انعقد في شهر أيلول المنصرم من هذا العام، ويهدف الى تقريب وجهات النظر بين الفِرَق الإسلامية عبر تفعيل وحدة الخطاب النبويّ ليكون طريقاً لتوحيد الخطاب الإسلامي، بالإضافة الى تصحيح وجهات النظر عند الآخر المختلف والآخر الضدّ، عبر تقديم نتاجات (ورقية، رقمية، فكرية، علمية وإبداعية)، وكذلك الإفادة من تراث الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) في أسلمة العلوم والمعارف وأسلمة فلسفة العلم، وبالتالي إعداد رساليّين من الباحثين في المعاهد والكليات بمراحلها المختلفة (الأوّلية والعُليا) وتقديم التسهيلات الكفيلة الى ما يطمحون اليه بخصوص الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ورسالته.

وبذلك يُمكن تعريف الآخر بشخص الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وتوثيق ما يتعلّق به والإفادة منه في التصحيح والتأهيل والتبليغ والتطوير من خلال استقطاب الأقلام والعقول الكفوءة ذات الوعي العالي بالسيرة العطرة والرسالة لإعادة فهم السيرة بما ينسجم ومعايير القراءة الموضوعية المسندة؛ لإنتاج مخرجات فكرية وثقافية وإبداعية.