الامراض التي تسببها المايكوبلازما الممرضة للنبات

عرفت المايكوبلازما مسبباً مرضياً للحيوان عام 1898 حيث عرف في ذلك الوقت مرض ذات الرئة البقري الناري أما اكتشاف أمراض المايكوبلازما على الإنسان فكان في عام 1962 أما المايكوبلازما كمسبب مرضي للنبات عرفت عام 1967 من قبل Doi حيث عرف حاليا أكثر من 50 مرض نباتي تسببه المايكوبلازما كتقزم التوت واصفرار الاستر ومكنسة الساحرة في البطاطا وتحرن الحمضيات وغيرها.

تمتاز المايكوبلازما بالصفات العامة التي تميزها عن البكتيريا والفيروس حيث يمكن اعتبارها حالة وسطية بين البكتريا والفيروس وفيما يلي بعض صفاتها:

1- أصغر حجما من البكتريا وأكبر من الفيروس حيث يبلغ حجمها 500 ملي ميكرون وبهذا فإنها تمر خلال المرشحات البكتيرية.

2- ليس لها جدار خلية فهي حساسة لدرجات الحرارة العالية والمضادات الحيوية كمركبات Tetracycline.

3- الحامض النووي الموجود في خلاياها هو من نوع DNA و RNA بينما نوع الحامض النووي في الفيروسات النباتية هو RNA ماعدا فيروس موزائيك القرنابيط الذي يكون من نوع DNA.

4 - تتكاثر المايكوبلازما بالتبرعم والانشطار.

5- تنتقل المايكوبلازما عن طريق التطعيم وحشرات قفازات الأوراق أما الانتقال الميكانيكي فنادر الحدوث.

6- إن الأعراض البارزة التي تظهرها المايكوبلازما على الأشجار المصابة هي الاصفرار ومكنسة الساحرة والتقزم وتشوه النمو.

7- ممكن مقاومتها بالمضادات الحيوية كمركبات Tetracycline.

إن أمراض المايكوبلازما حديثة العهد ومن أهم أمراض المايكوبلازما هو مرض تحزن الحمضيات.

إن هذا المرض من الأمراض المهمة في عدة دول عربية وتسبب خسائر سنوية كبيرة حيث وجد انه يوثر كثيرا على إنتاجية أشجار البرتقال فقد وجد إن معدل إنتاج الشجرة المصابة هو 13.94 كغم مقارنة مع معدل إنتاج الشجرة السليمة الذي بلغ 45.54 كغم وهذا الفرق ناتج عن سقوط كثير من الأزهار والثمار وصغر حجمها ومما يزيد من أهمية هذا المرض هو أن المايكوبلازما التي تصيب البرتقال تصيب الحمضيات الأخرى كالطرنج والكريب فوت والالنكي أما النارنج والنومي الحلو فتأثير المرض عليهم متوسط. كما وجد أن الدغل المعروف بالحويرة Sisymbrium irio واللهانة والخردل البري والاستر الصيني والبرسيم الأحمر والفجل تصاب بالمايكوبلازما الحلزونية.

تظهر أعراض المرض على هيأة تقزم واضح على الأشجار المصابة وقلة في نموها واتخاذها المظهر الشجيري حيث تنمو براعم عديدة قصيرة السلاميات على الغصن الواحد وبشكل كثيف وغير اعتيادي كما يلاحظ على الأشجار المصابة كثير من الأفرع الميتة حيث أن عدد الأفرع الميتة أكثر من الأفرع المتكونة في الأشجار المصابة أما الأوراق المصابة فتكون صغيرة الحجم وتنطوي حافتها نحو الأعلى باتجاه الغصن مع بقائها في وضع قائم عليه ويحدث لها تبرقش موسمي حيث يكون التبرقش واضح جدا في منتصف شهر اذار. إن مسبب هذا المرض حديث العهد فقد عرف عام 1973 من قبل Davis و Worley.

إن الشكل الخارجي لخلية المايكوبلازما مختلف فهي متعددة الأشكال أو خلايا كروية أو حلزونية متفرع أو خيوط غير حلزونية. واهم ما تتصف به المايكوبلازما هو انعدام الجدار الخلوي الحقيقي حيث ليس لها القدرة على تصنيع المواد التي يتطلبها تكوين هذا الجدار كما انه ليس لها نواة محددة او منتظمة. إن المايكوبلازما ممكن تنميتها على الأوساط الغذائية الصناعية فهي تكون مستعمرات أشبه بالبيض المقلي fired egg colony على الوسط الغذائي شبه الصلب.

تنتقل المايكوبلازما من نبات لآخر عن طريق قفازات الأوراق أو التطعيم فتبقى من موسم لآخر على الأشجار المصابة أو ربما في الحشرات الحاملة لها.

ولمقاومة المايكوبلازما يمكن إتباع التالي:

1- استخدام أصناف مقاومة في الزراعة.

2- استخدام طعوم وأصول غير مصابة.

3- استخدام المضادات الحيوية حيث يمكن تثبيط نموها باستخدام مادة Tetracycline ولا يمكن تثبيط النمو باستخدام Penicillin أو غيره من المضادات التي لها تأثير مباشر على الجدار الخلوي.

4- مقاومة حشرة قفازات الأوراق والتي تعمل على نقل المسبب المرضي.

5- يفضل عدم زراعة النباتات التي تصاب بالمسبب المرضي في بساتين الحمضيات والتخلص من النباتات البرية المصابة باستمرار.